يعد التدخين آفة عالمية معروفة منذ عقود بآثارها المضرة بالصحة. فإذا كانت العلاقة بين التدخين وبعض الأمراض من قبيل مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين والسرطان جد معروفة وموثقة بشكل كبير، فإن وقع التدخين على صحة المسالك البولية لا زال يعاني في أغلب الأحيان من الاستخفاف بقدره والاستهانة به. يتوخى هذا المقال تسليط الضوء على الارتباطات المهمة بين استهلاك السجائر وأمراض المسالك البولية، إضافة إلى الإمكانيات التي توفرها المنتجات البديلة في مجال الحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين.

الارتباط بين التدخين وأمراض المسالك البولية عميق ومتنوع في آن واحد. فعلى سبيل المثال، يعد سرطان البروستاتا من بين الأمراض التي يشيع ربطها مع استهلاك السجائر. فقد كشفت أبحاث معمقة أن العوامل المسرطنة الموجودة في الدخان يمكن أن تتسبب في إتلاف الحمض النووي لخلايا البروستاتا، وأن تؤدي من خلال ذلك إلى تعزيز نمو الأورام الخبيثة. من جانب آخر، يرتبط سرطان المثانة بشكل أكبر وأكثر مباشرة مع التدخين. فالجزء الكبير من المكونات الكيماوية الضارة التي تُستنشق مع الدخان يتم التخلص منها عبر الكلي وتمر من المثانة، حيث يمكنها أن تتسبب في الإخلال بالإفرازات الداخلية، وبالتالي أن ترفع بشكل ملحوظ من مخاطر الإصابة السرطان.

بالإضافة إلى السرطان، يؤثر التدخين أيضا بشكل كبير في العديد من الحالات المرضية، من قبيل ضعف الانتصاب (ED) وأعراض الجهاز البولي السفلي (LUTS). فالمواد السامة الموجودة في السجائر يمكن أن تتسبب في تلف الأوعية الدموية، مما يضر بتدفق الدم اللازم للانتصاب. كما يمكن أن يؤدي الالتهاب والإجهاد التأكسدي الناجم عن التدخين إلى تطوير أو تفاقم مشاكل المسالك البولية السفلية، والتي تتميز بمجموعة من الأعراض المزعجة مثل كثرة التبول وإلحاح البول.

بالنظر إلى هذه الحقائق المثيرة للقلق، فإن الإقلاع التام والنهائي عن التدخين هو الإجراء الوقائي الأمثل والأكثر فعالية في مواجهة هذه المخاطر. ومع ذلك، فقد يشكل الإقلاع عن التدخين بالنسبة لبعض المدخنين تحديا كبيرا لا يمكن التغلب عليه. وهنا يأتي دور بدائل السجائر، مثل التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية والعلاج ببدائل النيكوتين (NRT). فعلى الرغم من أن هذه الحلول البديلة ليست خالية من المخاطر، إلا أنها يمكن أن تشكل خيارا أقل ضررا بالنسبة للمدخنين الذين يكافحون من أجل الإقلاع عن هذه العادة الضارة. فهذه البدائل توفر لهم مصدرا للنيكوتين يقلل أو يزيل من احتمال التعرض للمواد السامة الناتجة عن الاحتراق.

لذلك يظل الوعي بتأثير التدخين على صحة المسالك البولية أمرا بالغ الأهمية في سبيل تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة التدخين. وبينما يبقى الإقلاع الكامل والنهائي عن التدخين هو الحل الأمثل للوقاية من أمراض المسالك البولية، فإن المنتجات البديلة تقدم سبلا مفيدة للحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: المسالک البولیة عن التدخین یمکن أن

إقرأ أيضاً:

توسيع صمام لطفلة حديثة الولادة.. تفاصيل إنجاز طبي جديد بمستشفي أطفال مصر

شهدت مستشفى أطفال مصر للتأمين الصحي إنجازًا طبيًا جديدًا يضاف إلى سجلها الحافل في رعاية الأطفال حديثي الولادة، حيث نجح الفريق الطبي بالمستشفى في إجراء أول عملية توسيع للصمام الأورطي بالبالون عن طريق القسطرة لطفلة حديثة الولادة تبلغ من العمر شهرين وتزن 3.600 كجم .

يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بالعمل على تطوير كافة الإمكانيات والخبرات اللازمة لتوفير مختلف التخصصات والخدمات الطبية بأعلى جودة بما يحقق رضا المواطنين، وفي إطار حرص الهيئة العامة للتأمين الصحي على تطوير الخدمات الصحية وتعزيز التزامها بتوفير رعاية صحية متكاملة ومتميزة للمواطنين.

محافظ الدقهلية في زيارة لعيادة التأمين الصحي بالعباسي لمتابعة انتظام العملأسوان في 24 ساعة| تطورات العمل بمصارف مشروع وادي الصعايدة.. واقتراب تطبيق منظومة التأمين الصحي الشاملمحافظ الدقهلية في زيارة للتأمين الصحي بجديلة: نسعى لخدمة تليق بالمواطنبروتوكول تعاون بين التأمين الصحي الشامل واتحاد الصناعاتضيق شديد بالصمام الأورطي

كانت الطفلة تعاني من ضيق شديد بالصمام الأورطي مما تسبب لها في نهجان شديد عند الرضاعة أثر على نموها الطبيعي، حيث تمت العملية الدقيقة بنجاح كبير، وتم نقل الحالة إلى الرعاية المركزة لاستكمال العلاج والمتابعة الطبية، وتتمتع الطفلة الآن بحالة صحية مستقرة وتستعد للخروج والمتابعة الدورية في العيادات الخارجية.

جانب من التقرير 

وقال الدكتور أحمد مصطفى رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، إن وحدة القسطرة القلبية بمستشفى أطفال مصر، هي أول وحدة قسطرة متخصصة للأطفال وحديثي الولادة في التأمين الصحي ووزارة الصحة والسكان، حيث تم افتتاحها في 1 أكتوبر 2024، وتعمل بكفاءة عالية حيث تستقبل ما يقرب من 50 حالة شهريًا تحت إشراف نخبة من أساتذة قسطرة قلب الأطفال على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن هذا النجاح يُجسد التزام الهيئة العامة للتأمين الصحي بدعم قدرات المستشفيات التابعة لها، وتقديم أفضل رعاية ممكنة لأطفال مصر، بما يضمن مستقبلًا صحيًا أفضل للأجيال القادمة.

جدير بالذكر أن مستشفى أطفال مصر تُعد من أكبر مستشفيات الأطفال التابعة للهيئة العامة للتأمين الصحي، حيث تقدم خدمات طبية متكاملة وعالية الجودة في مختلف التخصصات، وذلك بشكل مجاني لمنتفعي التأمين الصحي. وتشمل خدماتها كافة جراحات الأطفال بما فيها جراحات القلب المفتوح، بالإضافة إلى علاج أمراض السرطان للأطفال، ووجود قسم متطور للقسطرة القلبية والمخية يخدم مرضى الأطفال على مستوى الجمهورية.

ويضم المستشفى قسمًا متقدمًا للأشعة المقطعية متعددة المقاطع لتوفير أسرع وأدق تشخيص، بالإضافة إلى وحدات متخصصة لعلاج أمراض الدم مثل الهيموفيليا، والتي تُقدم من خلالها أحدث العلاجات الوقائية والدوائية التي ساهمت في تحسين نوعية حياة المتعايشين مع المرض وخفض نسب الإعاقة.

طباعة شارك أطفال مصر توسيع للصمام الأورطي طريق القسطرة طفلة حديثة الولادة حديثة الولادة مستشفى أطفال مصر

مقالات مشابهة

  • أطعمة طبيعية غنية بالحديد.. دراسة تكشف وصفة سحرية لعلاج «فقر الدم» دون أدوية
  • خبيرة تغذية تكشف فوائد صحية مذهلة لـفاكهة المانجو
  • توسيع صمام لطفلة حديثة الولادة.. تفاصيل إنجاز طبي جديد بمستشفي أطفال مصر
  • تراجع عالمي في التدخين: هل نشهد بداية نهاية السجائر؟
  • تحذير.. هذا المشروب يسبب السرطان.. دراسة جديدة تكشف التفاصيل
  • دراسة تكشف دور منتجات الألبان في تنظيم مستويات السكر لدى النباتيين
  • دراسة تكشف: الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعمان صحة القلب
  • ‏«يسبب رئة الفشار».. جمال شعبان يحذر من مخاطر السجائر ‏الإلكترونية
  • تقرير يرصد تأثير نقص البدائل الخالية من الدخان على استراتيجية إفريقيا في مكافحة التدخين
  • لـ”شيخوخة صحية”.. دراسة تكشف “سر” الشاي والتوت والحمضيات