سودانايل:
2025-06-04@10:19:19 GMT

محمد إبراهيم نقد (١٩٣٠-٢٠١٢): قنديل سماوي

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

عبد الله علي إبراهيم

من أدق ما وُصف به الراحل محمد إبراهيم نقد أنه راهب سياسي. وتنبع قيمة هذا الوصف من أنه يوطن الفقيد في الجيل اليساري الأربعيني. وهو جيل "مفطوط" في التأرخة للفكر السوداني. فمؤرخو الفكر ينطون من جيل الثلاثينات، جيل الهوية، إلى جيل الستينات، جيل الهوية الآخر. وجيل الأربعينات أخطر وأنفذ.

فهو الذي جاء بسنة التفرغ لوجه القضية الوطنية من موقع الكادحين. افترع السكة أستاذنا عبد الخالق محجوب وهو ابن اثنين وعشرين عاماً في ١٩٤٩. وتنادوا لنار القضية كالفراشات. وتميز عنهم نقد، الذي أعقبهم بسنوات، بأمرين. فقد جاء للتفرغ ولم يعلق بجيبه وضر "الماهية". فحتى عبد الخالق انحنى للوظيفة إكراماً للأسرة وذاق مرتب شهر أو شهرين اشترى منهما جهاز راديو لها وشهلهم للعيد. ثم امتعضت نفسه وعاد لنار الشعب المقدسة. وعمل المرحوم التجاني الطيب بالأحفاد نوعاً ما. أما الأمر الثاني الذي ربما شاركه فيه واحد أو اثنان فهو طول تخفيه بتحت الأرض الشيوعي حتى بلغ نحو ثلث القرن. ولم يأذن العمر بالطبع لآخرين بهذه الخصيصة.
وفر جسد نقد المسجى الآن، وجسد التجاني قبله، للسودانيين أن يقرأوا كتاب ذلك الجيل بما لم توفره مذكراتهم الغائبة إلا التي لكامل محجوب وعلي محمد بشير ومصطفى السيد. ولا حملت فدائيتهم للناس أدوات الفن والتسجيل التي يبرع فيها الشيوعيون غالباً. ووجد الناس على بينة الجسد المسجى في الشيوعيين ما عرفوه عنهم من وطنية في قرارة أنفسهم وأنكروه لجاجة بالخوض في "عمالتهم" و"غربة" أو استيراد فكرهم. واللجاج حبله قصير. فجسد نقد المسجى يشع الآن كالقناديل السماوية على خلفية ظلام مطبق لاقتصاد للباطل: " لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ" استعبد فيه "القرش" من ولدتهم أمهاتهم أحراراً. ولا مهرب من هذه القراءة المنصفة الآن لنص جسد نقد والناس يرونه يترك الفانية ولم يعلق به منها شيء بينما يتفانى فيها القوم: يتطاول المعمار ويشحُب الوجدان. وجعل سادة هذا الاقتصاد منها حقاً "داراً للخنا والتبذل" في قول عبد الله الطيب.
الجسد نص قح في معنى أنه سيد الأدلة في القضية. وسبق لي في هذا السياق أن عرضت جسد المرحوم محمود محمد طه كمحكمة لقتلته. فليس منهم من ترهبن رهبنته في طلب الحق وجهر بما عرف منه. وتدلى جسده من المشنقة كالمانجو لمعة ونضجاً فأخذى مغتاليه إلى يوم الدين. كذلك ينصب جسد نقد (الذي لم يدخل غمده بعد) مجتمع اقتصاد الباطل في محكمة. فيرى سادة هذا الاقتصاد بأم عينهم جسداً، رقيق خيط شلة، احتسب (في عبارة موفقة لمحمد عبد الماجد) عمره للكادحين. لم يضق بعقيدته ٦٠ عاماً حسوما بينما يخلع آخرون عقائدهم عند كل بارقة.

بزهادة نقد المبدئية والتزامه المستضعفين لعقود استطالت صاهل أقانيم الصوفية العتيقة:
دنيا يملكها من لا يملكها
أغنى أهليها الفقراء
طبت حياً وميتاً يا رفيق.
"من كتابي القادم وعنوانه مؤقتاً "فانوس البندر: الماركسية السودانية"

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خلال زيارته لمصر.. وفد برلماني هندي رفيع يؤكد على دعم القضية الفلسطينية

قال السفير سوريش ك. ريدي سفير الهند بالقاهرة، إن الوفد البرلماني الهندي الرفيع الذي يزور مصر حاليا اجري عدة لقاءات مع كبار أعضاء  مجلسي الشيوخ والنواب المصريين، وحوارًا مع المجلس المصري للشؤون الخارجية، ولقاء مع الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري ولقاء مع أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية.

وزير الخارجية يبحث مع وفد هندي رفيع تعزيز الشراكة والتضامن ضد الإرهابمفتي الهند يطالب بتكثيف الضغط الدولي لإنهاء الحرب في غزة

وأضاف السفير الهندي بالقاهرة  أن الهند أكبر رابع اقتصاد في العالم وتطلع لبناء شراكات إستراتيجية مع مصر ، مشيرا إلي أن هناك العديد من المشروعات التي تقودها شركات هندية داخل مصر.

الاستثمار فى مصر 

وأكد ريدي أن هناك  مشروعين للاستثمار بقيمة 14 مليار دولار فى مصر حيث أنها مشروعات مهمة وقيد التنفيذ فى مصر  مؤكدا علي رغبة القيادة السياسية الهندية فى جذب الشركات الهندية للعمل داخل مصر.

دعم القضية الفلسطينية 

من جانبها قالت سوبريا سولي، رئيسة الوفد وعضو البرلمان  والرئيس العامل لحزب المؤتمر الوطني الهندي إن الوفد الذي يزور مصر يمثل كل الأحزاب الموجودة فى البرلمان الهندي.

فيما قال أناند شارما، عضو البرلمان وزير سابق في الحكومه الاتحاديه، وحزب المؤتمر الوطني الهندي إن الهند تدعم حق الفلسطينيين في حياة كريمة ودولة مستقلة داخل حدودها المعروفة، مشيرا إلي أن الهند أكدت علي دعمها لفلسطين وشعب غزة عبر ارسال مساعدات إنسانية .

وأوضح شارما ان الأمم المتحدة عليها أن تؤكد علي وصول المساعدات الإنسانية  لشعب غزة  قائلا :" نحن دولة كانت داعمة باستمرار  للقضية الفلسطينية.. وتغير الحكومات لا يحدث تغيير فى المواقف الأساسية للهند ".

من جانبه قال سيد أكبر الدين، الممثل الدائم السابق للهند لدى الأمم المتحدة، إن الهند اكبر مشارك فى الأونروا ، حيث أنها تخصص مايقرب من 2 مليار دولار سنويا للاونروا ، مؤكدا أن الهند وبشكل تاريخي لم تصوت ابدا ضد فلسطين فى الأمم المتحدة علي مدار 80 عام منذ بدء الصراع.

وأكد أكبر الدين أنه بعد احداث 7 اكتوبر  الهند ساندت 10 قرارات وامتنعت عن التصويت في 3 قرارات داخل الأمم المتحدة .

يأتي ذلك علي هامش زيارة وفد برلماني رفيع المستوى يمثل مختلف الاحزاب الهنديه،  إلى مصر  لتأكيد موقف الهند الثابت والجوهري ضد الإرهاب، وتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع مصر وجامعة الدول العربية والجهات المعنية الرئيسية الأخرى.

ترأست الوفد سوبريا سولي، عضو البرلمان  والرئيس العامل لحزب المؤتمر الوطني يضم الوفد أيضًا أنوراج ثاكور، عضو البرلمان  (لوك سابها)، حزب بهاراتيا جاناتا، راجيف براتاب رودي، عضو البرلمان (لوك سابها)، حزب بهاراتيا جاناتا،  أناند شارما، وزير سابق في الحكومه الاتحاديه، حزب المؤتمر الوطني الهندي و  مانيش تيواري، عضو البرلمان المحترم (لوك سابها)، حزب المؤتمر الوطني الهندي، ولافو سري كريشنا ديفارايالو، عضو البرلمان (لوك سابها)، حزب التيلجو ديسام وموراليدهاران، عضو البرلمان  (راجيا سابها)، حزب بهاراتيا جاناتا و  فيكرامجيت سينغ ساوهني، عضو البرلمان  (راجيا سابها)، حزب عام آدمي وسيد أكبر الدين، الممثل الدائم السابق للهند لدى الأمم المتحدة.

طباعة شارك البرلمان الهندي دعم القضية الفلسطينية القيادة السياسية الهندية الاستثمار فى مصر السفير الهندي بالقاهرة السفير سوريش ك ريدي سفير الهند بالقاهرة الوفد البرلماني الهندي

مقالات مشابهة

  • خلال زيارته لمصر.. وفد برلماني هندي رفيع يؤكد على دعم القضية الفلسطينية
  • الجلاد: لو عُرض عليّ اختيار إبراهيم عيسى أم الباز للبرلمان.. أختار عيسى طبعاً
  • بلال قنديل يكتب: أنت حر ما لم تضر
  • ليلة ساحرة.. قمر الفراولة يطلّ على الأرض في عرض سماوي نادر
  • 9 سنوات على رحيل محمد على كلاي.. الصوت الذي هز الحلبة والعالم
  • هشام يكن عن إبراهيم سعيد: أتمني الأهلي يسانده ده واحد من أولاد النادي
  • محمد الباز: القضية الصادر فيها حكم ضدي تكشف أكاذيب اليسار عن حرية الرأي
  • وزير الخارجية: القضية الفلسطينية أساس الصراع في المنطقة
  • وزير الأوقاف يكلف الشيخ محمد إبراهيم سليمان مديرا لإدارة المراجعة والحوكمة
  • الجزائر تعرب عن أسفها للموقف البريطاني تجاه القضية الصحراوية