سودانايل:
2025-08-01@02:52:01 GMT

محمد إبراهيم نقد (١٩٣٠-٢٠١٢): قنديل سماوي

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

عبد الله علي إبراهيم

من أدق ما وُصف به الراحل محمد إبراهيم نقد أنه راهب سياسي. وتنبع قيمة هذا الوصف من أنه يوطن الفقيد في الجيل اليساري الأربعيني. وهو جيل "مفطوط" في التأرخة للفكر السوداني. فمؤرخو الفكر ينطون من جيل الثلاثينات، جيل الهوية، إلى جيل الستينات، جيل الهوية الآخر. وجيل الأربعينات أخطر وأنفذ.

فهو الذي جاء بسنة التفرغ لوجه القضية الوطنية من موقع الكادحين. افترع السكة أستاذنا عبد الخالق محجوب وهو ابن اثنين وعشرين عاماً في ١٩٤٩. وتنادوا لنار القضية كالفراشات. وتميز عنهم نقد، الذي أعقبهم بسنوات، بأمرين. فقد جاء للتفرغ ولم يعلق بجيبه وضر "الماهية". فحتى عبد الخالق انحنى للوظيفة إكراماً للأسرة وذاق مرتب شهر أو شهرين اشترى منهما جهاز راديو لها وشهلهم للعيد. ثم امتعضت نفسه وعاد لنار الشعب المقدسة. وعمل المرحوم التجاني الطيب بالأحفاد نوعاً ما. أما الأمر الثاني الذي ربما شاركه فيه واحد أو اثنان فهو طول تخفيه بتحت الأرض الشيوعي حتى بلغ نحو ثلث القرن. ولم يأذن العمر بالطبع لآخرين بهذه الخصيصة.
وفر جسد نقد المسجى الآن، وجسد التجاني قبله، للسودانيين أن يقرأوا كتاب ذلك الجيل بما لم توفره مذكراتهم الغائبة إلا التي لكامل محجوب وعلي محمد بشير ومصطفى السيد. ولا حملت فدائيتهم للناس أدوات الفن والتسجيل التي يبرع فيها الشيوعيون غالباً. ووجد الناس على بينة الجسد المسجى في الشيوعيين ما عرفوه عنهم من وطنية في قرارة أنفسهم وأنكروه لجاجة بالخوض في "عمالتهم" و"غربة" أو استيراد فكرهم. واللجاج حبله قصير. فجسد نقد المسجى يشع الآن كالقناديل السماوية على خلفية ظلام مطبق لاقتصاد للباطل: " لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ" استعبد فيه "القرش" من ولدتهم أمهاتهم أحراراً. ولا مهرب من هذه القراءة المنصفة الآن لنص جسد نقد والناس يرونه يترك الفانية ولم يعلق به منها شيء بينما يتفانى فيها القوم: يتطاول المعمار ويشحُب الوجدان. وجعل سادة هذا الاقتصاد منها حقاً "داراً للخنا والتبذل" في قول عبد الله الطيب.
الجسد نص قح في معنى أنه سيد الأدلة في القضية. وسبق لي في هذا السياق أن عرضت جسد المرحوم محمود محمد طه كمحكمة لقتلته. فليس منهم من ترهبن رهبنته في طلب الحق وجهر بما عرف منه. وتدلى جسده من المشنقة كالمانجو لمعة ونضجاً فأخذى مغتاليه إلى يوم الدين. كذلك ينصب جسد نقد (الذي لم يدخل غمده بعد) مجتمع اقتصاد الباطل في محكمة. فيرى سادة هذا الاقتصاد بأم عينهم جسداً، رقيق خيط شلة، احتسب (في عبارة موفقة لمحمد عبد الماجد) عمره للكادحين. لم يضق بعقيدته ٦٠ عاماً حسوما بينما يخلع آخرون عقائدهم عند كل بارقة.

بزهادة نقد المبدئية والتزامه المستضعفين لعقود استطالت صاهل أقانيم الصوفية العتيقة:
دنيا يملكها من لا يملكها
أغنى أهليها الفقراء
طبت حياً وميتاً يا رفيق.
"من كتابي القادم وعنوانه مؤقتاً "فانوس البندر: الماركسية السودانية"

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محمد عبد اللاه : مصر لم تتخلَ لحظة واحدة في الوقوف مع القضية الفلسطينية

أكد الدكتور محمد عبد اللاه، رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق ، ورئيس لجنة  الشئون الخارجية الأسبق، بمجلس الشعب، أن ما يحدث ضد مصر حاليا مؤامرة كبرى، خاصة مع سعي إسرائيل لتنفيذ مخطط التهجير.

وقال عبد اللاه، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي “مصطفى بكري”، أنه أكدت لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، أن القضية الفلسطينية قضية مصيرية، ولا بد أن يكون هناك سبل للحل.

وتابع ، رئيس جامعة الاسكندرية الأسبق ، ورئيس لجنة  الشئون الخارجية الأسبق، بمجلس النواب، أن مصر لم تتخلَ لحظة واحدة في الوقوف مع القضية الفلسطينية.

طباعة شارك الدكتور محمد عبد اللاه جامعة الأسكندرية مخطط التهجير إسرائيل فلسطين

مقالات مشابهة

  • محمد عبد اللاه : مصر لم تتخلَ لحظة واحدة في الوقوف مع القضية الفلسطينية
  • محمد فاروق: قررت عودة حكام السوبر من الإمارات بسبب إبراهيم نور الدين
  • «أنا الذي».. الكينج محمد منير يطرح ثالث أغاني ألبومه بالتعاون مع روتانا
  • أنا الذي.. طرح ثالث أغاني الكينج محمد منير مع روتانا على يوتيوب.. فيديو
  • أيمن سماوي يوجّه الشكر للأجهزة الأمنية: العيون الساهرة على أمن الفرح
  • الزمالك يدرس تصعيد محمد إبراهيم لتعويض النقص في مركز الظهير الأيمن
  • شهب "دلتا الدلويات".. سماء السعودية على موعد مع عرض سماوي نادر غدًا
  • تفاصيل الإتفاق الذي أفضى للإفراج عن الشيخ الموالي للحوثيين محمد الزايدي في المهرة
  • قبل حفل العلمين.. الكينج محمد منير يستعد لطرح «أنا الذي»
  • بلال قنديل يكتب: الاختيار