مع قرب انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام انتقد مصريون تغول مشاهد البلطجة، والقتل، والضرب، والسحل، والصراع الدامي، والسرقة، والنهب، والنصب، والدجل، ومعاقرة الخمر، على أغلب المسلسلات.

وأثار البعض التساؤل، حول أسباب تواصل تلك الظاهرة، وإصرار المنتجين والكتاب والمخرجين وكبار النجوم على تكرارها سنويا، وبل وزيادة جرعاتها بشكل مفزع.



ولفت متحدثون مع "عربي21" إلى أن صناع الدراما من منتجين ومخرجين يسعون لصناعة "الترند" عبر مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة نسب المشاهدة عبر منصات العرض عبر الإنترنت، فيما يسعى الممثلون لأن يكونوا نجوم شباك بالأعمال السينمائية وتحقيق إيرادات كبيرة.

وأشار المتحدثون أيضا، إلى فقدان الدراما دورها التثقيفي والإرشادي، وسط حالة الفقر الشديد لدى كتاب تلك الأعمال، ملمحين إلى أن أضرارها ومخاطرها تنسحب بشكل خطير على المجتمع والأجيال القادمة، وتخلق أشخاصا يمتهنون البلطجة ويسعون للكسب السهل بالسرقة والنصب، واحتراف القتل بأجر.

وفي دراما هذا العام برزت أعمال بها مشاهد مفزعة من البلطجة، وتعج بجرائم القتل، والضرب، والانتقام، والثأر، وما يتبعها من إسالة الدماء بالحارة وبقصور الأثرياء، وذلك برغم غياب الممثل محمد رمضان عن السباق الرمضاني هذا العام، والذي ارتبط اسمه بتلك الأعمال.

هذه المشاهد ظهرت جليا هذا العام بمسلسلات "العتاولة" لأحمد السقا الذي يظهر بدور "حرامي"، و"بيت الرفاعي" لأمير كرارة، و"كوبرا" لمحمد إمام ويؤدي فيه دور "حرامي" أيضا، و"حق عرب" لأحمد العوضي، و"قلع الحجر" لمحمد رياض، و"نعمة الأفوكاتو" لمي عمر، وغيرها.

أبطال معظم تلك الأعمال خارجون عن القانون، يقومون بأعمال مخلة بالشرف مثل السرقة بالإكراه والنصب والقتل والحرق والتجارة في المخدرات والسلاح.

بل إن الممثل أحمد السقا، المعروف بأدوار الأكشن في الأعمال السينمائية، وخلال مسلسله الجديد الذي يقوم فيه بدور "حرامي خزن"، استعاد أحد المشاهد من فليمه المثير للجدل عن البلطجة في الشارع المصري (إبراهيم الأبيض) عام 2009، وقام بضرب عشرات الرجال من حراس أحد الفنادق، وتحطيم كل ما قابله.



بل إن إحدى مشاهد مسلسل العتاولة للسقا، ذهبت إلى حد تصوير مشهد حرق "رزق" ويقوم به طارق لطفي لشقة أخيه "نصار" والذي يشخصه السقا، والتي يتواجد بها طفله الصغير، وذلك في محاولة من الأول لدفع الثاني للعودة إلى أعمال السرقة والبلطجة، ما نال سخط وانتقادات البعض، وذلك إلى جانب مشاهد الرقص والعري وتناول الخمور والمخدرات.

 

وفي النصف الثاني من دراما رمضان وفي إحدى أعمال الـ15 حلقة، دخل الممثل محمد إمام، -نجم الزعيم عادل إمام الذي ابتعد عن الدراما والتمثيل منذ آخر أعماله "فالنتينو"- بقوة ليقدم أشرس معارك البلطجة الدامية والمتواصلة منذ الحلقة الأولى لتجري معركة دامية يوميا يسقط بها جرحى وقتلى، وفي إطار كوميدي يدفع للتعاطف مع البلطجي وجرائمه.

أما مسلسل "حق عرب" للمثل أحمد العوضي الذي انفصل فنيا هذا العام عن طليقته ياسمين عبدالعزيز، فيعج بمشاهد البلطجة بجانب مشاهد شرب الخمر وتناول المخدرات وحتى لعب القمار، في حي المغربلين الشعبي بالقاهرة.



كما كان مثيرا ومرعبا لكل أسرة مصرية خلال النصف الأول من رمضان، في مسلسل "نعمة الأفوكاتو"، مشهد قتل ودفن "نعمة" التي تقوم بدورها الممثلة الشابة مي عمر، ويخرج العمل زوجها محمد سامي.

وبرغم أن المحامية التي حصلت على 8 ملايين جنيه من كسب قضية رجل ثري، منحت تلك الأموال لزوجها العاطل، إلا أنه تزوج عليها وشارك في قتلها مع زوجته الثانية، بل وقام بدفنها حية، لتتوالى لاحقا جرائم القتل وعمليات الانتقام، التي تهز كيان الأسرة.


ومع ما يقدمه مسلسل "قلع الحجر"، من مشاهد طبيعية بديعة من صعيد مصر، إلا أنه يتناول ظاهرة الثأر وكأنها ظاهرة قائمة الآن ومنتشرة في جنوب مصر وذلك رغم التراجع اللافت لتلك الظاهرة، ليقدم صورة يومية من أعمال القتل والاعتداء على النساء بالشوم، وقتلهن، وسبهن، واتهامهن في عرضهن.

وهي المشاهد التي لم تخل منها أعمال "بيت الرفاعي" لأمير كرارة، و"المعلم" لمصطفى شعبان، و"غالية" لسمية الخشاب، وبالطبع مسلسل "الحشاشين".



بل إن صناع الدراما وكتابها من خلال ورش الكتابة الجماعية قدموا مجموعة من المفردات واللزمات التي يكررها بطل العمل وتصبح تيمة شعبية يتداولها الشباب وبينها قول مي عمر، في "نعمة الأفوكاتو": "يالهوي"، بطريقة ممزوجة بالسخرية والإغراء.

وقول أحد العوضي في حق عرب: "الموت في الكترة سترة"، "الترنداية الجديدة"، بجانب الألفاظ الخادشة للحياء والكلمات النابية والإيحاءات الجنسية والسب والشتم، والتشبيهات بالكلب والبغل وغيرها.



لكنه كان لافتا في مسلسل "خالد نور وولده نور خالد" العمل الكوميدي المعروض بالنصف الثاني من رمضان ظهور شخصية "ميكا" الشاب الذي يتحدث بحديث الشارع وبكلمات غير مفهومة وبجمل خارج السياق، ما اعتبره البعض إسقاطا سياسيا على طريقة حديث رأس النظام عبدالفتاح السيسي.



"توطين متعمد للبلطجة"
وكتب مقدم برنامج "ما وراء الحدث"، الإعلامي فهمي سرحان، منشورا تحت عنوان: "توطين البلطجة في دراما رمضان تجري على قدم وساق"، وأشار فيه إلى أن كتاب ومنتجي الدراما يعتقدون أن (تيمة النجاح) في الكتابة للنجم الأوحد وعن الحارة المصرية والطبقة الشعبية.

وألمح إلى سمات الشخصية التي يقدمونها كبطل هي: "إنسان هامشي لا عمل له، مفتول العضلات، يستخدم قدراته الجسمانية وفلسفته الحنجورية ليتمكن من العمل مع رجل العصابات، أو تاجر المخدرات، والآثار، أو تهريب الذهب والماس".

وأشار إلى أنه هذا العام يأتي مسلسل "حق عرب" للممثل أحمد العوضي، الذي "يعمل عند معلمه الذي يقتل ويحرق ويتاجر في كل شىء، وبينها الآثار، وبنفس تيمة البلطجي الناصح الأمين".

وأوضح كذلك أن مسلسل "بيت الرفاعي"، لأمير كرارة، و"العتاولة" لأحمد السقا، في رمضان هذا العام يغلب عليهما "السرقة والنهب والبلطجة"،وذلك إلى جانب بلطجة سكان شادر السمك بمسلسل "المعلم" لمصطفى شعبان، والذين لا يجدون قانونا يحكمهم ولا وازع ديني يخوفهم كأننا نعيش في غابة متكاملة الأركان لا يحكمها قانون".

وتحدث فهمي عن وجود مؤامرة بقوله: "توطين البلطجة ونشر القبح في الدراما المصرية، متعمد، ومن خطوات الصهيونية العالمية لتوطين كل ماهو شاذ والقضاء على كل الفضائل، لأنهم يعلمون أن الشعب المصري صعب اختراقه، فدخلوا عليه من منظور الفن الهابط".

وبينما يرى بعض صناع الدراما أن البلطجة وأعمال العنف والقتل في الأعمال الدارمية تعبر عن واقع مجتمعي قائم، بينما يرى آخرون أن المبالغة في عرض تلك الأعمال وغلبتها على ما يقدم من مسلسلات وأفلام قد يصنع من المجتمع صورة أسوأ منها تمثل خطرا كبيرا.

"لا تتحمل موبقات المجتمع"
قال الناقد الفني طارق الشناوي: "لست مع تحميل الدراما أكثر مما تحتمل؛ لأن هذا الموضوع منتشر في العالم كله، ويزداد أهمية، ولكنا هنا نسارع بتوجيه الاتهام في عالمنا العربي".

الشناوي، تساءل في حديثه لـ"عربي21": "هل عندما تم تقديم قصة (ريا وسكينة) وهما من أكثر الشخصيات التي لها ظل من الحقيقة، في أعمال درامية خلال 3 أفلام وأكثر من مسرحية ومسلسل وبأسماء كبيرة مثل شادية وسهير البابلي، هل تحولت النساء في مصر إلى ريا وسكينة؟".

وعاد للقول: "لا أريد تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، صحيح أن هناك من يستثمر الشخصيات المنحرفة للرواج التجاري، وهذا موجود، ولكن في الجانب الآخر من الصورة لا نمنع هذه الأعمال".

ويرى أنه "لو أن هناك عمل فني أشعر أن درجة العنف به غير مبررة دراميا هنا يمكن للدولة أن تتدخل في (التصنيف العمري)، لكن ليس بالحذف فأنا ضد الحذف والمنع". وأوضح أن "هناك تصنيف عمري يوضع على الحلقات معناه أن العصمة بيد الجمهور، وهنا تقول للناس إن هذا العمل (فوق 18)، لأنه ينطوي على مشاهد عنف أو المشاهد التي دأبنا على وصفها بالجريئة، وهكذا".

وأكد أنه ليس مع "تحميل الدراما موبقات المجتمع"، مضيفا: "أنا ضد ذلك تماما، وهناك أسباب اقتصادية واجتماعية وسيكلوجية، أدت لما نراه بالشارع من عنف، وليست الدراما". وختم بالقول: "وعندما يُقدم الشارع في عمل فني يتم تقديمه أنه عنيف لأنه بالفعل عنيف، وإذا قدمنا شارع بلا عنف وبلا تجاوزات فلن يكون هناك واقع ولا مصداقية بالعمل".

"إفلاس الكُتاب"
وفي رؤية أحد صناع العمل الفني في مصر المنتج محمد يوسف، قال: "هناك صعوبة لدى البعض في متابعة مسلسلات رمضان، لسببين، أولهما: ظاهرة البلطجة والشخصيات العجيبة التي أرى أنها لا تمت بأي صلة لعموم الشخصيات المصرية، وثانيهما: كثافة الإعلانات التي لا تُتيح لأحد متابعة تلك الأعمال".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "البلطجة جزء من واقع مجتمعنا؛ ولكن تناولها بهذه الكثافة بحيث تطغى على جميع قضايا المجتمع يعبر عن إفلاس الكُتاب بالدرجة الأولى"، متوقعا أن "تختفي هذه الظاهرة عندما ينضج الكُتاب ويتناولوا قضايا المجتمع الجوهرية بشكل عميق".


"هدم مفهوم الدولة"
وفي رؤيته، قال الإعلامي المصري محمد السطوحي: "كمشاهد متقطع لبعض الأعمال، أعتقد أن البلطجة أصبحت (ترند) وخصوصا مع بعض الممثلين المشهورين كمحمد رمضان، وهو ما يجعلها تحظى بالمتابعة والانتشار والتأثير".

السطوحي، أكد لـ"عربي21"، أن "هذه ظاهرة قديمة لكن ربما تكون زادت مؤخرا"، مشيرا إلى أن "خطورتها أنها تهدم مفهوم الدولة ذاته، بحيث تشعر أن المجتمع ليس فيه قانون أو مؤسسات قائمة على تنفيذه".

وأضاف: "وتجد مواجهات مسلحة وتفجيرات أقرب للحرب وسط غياب كامل للشرطة أو قوات الأمن، بحيث تترك فراغا هائلا يجعل المشاهد يشعر بأن عليه استخدام ذراعيه والبلطجة لحماية نفسه، خصوصا أنها يتم تقديمها بشكل جذاب يثير تعاطف الناس مع النجم البلطجي".

وخلص للقول: "وبما أن الدراما الآن شبه مُحتكَرة من شركة واحدة تابعة لأجهزة الدولة؛ فهذا يلقى عليها مسئولية كبيرة لحماية المجتمع وتماسكه وثقافته وقيمه من التأثير السلبي لهذه الأعمال".

وختم مؤكدا على ضرورة "ألا يكون رواجها ونجاحها الجماهيري سببا فى الاستسهال والمضي في إنتاج أعمال مشابهة، فالحفاظ على الدولة ليس مجرد شعار نردده، لكنه ينبغي أن يكون سياسة شاملة تستند لرؤية وطنية واضحة".

"انحرفت لأهداف تجارية"
من جانبه، أعرب الكاتب الصحفي والأديب المصري أسامة الألفي، عن شديد أسفه من أن "الدراما انحرفت عن الهدف النبيل بعد تحولها عن هدفها التثقيفي إلى أهداف تجارية".

الألفي، وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح أنه "قديما عالجت الدراما مشكلات المجتمع، مثلما فعل الفنان فريد شوقي في فيلمي (جعلوني مجرما)، و(الموظفون في الأرض)، والفنانة فاتن حمامة في فيلمي (أفواه وأرانب) و(أريد حلا)".

وواصل رصده مؤكدا أنه لاحقا "ظهرت هوجة الممثل عادل إمام، ليبدأ الإسفاف بتقديم مسرحية (مدرسة المشاغبين)، مرورا بأفلامه المروجة للجنس، مثل أفلام (عنتر شايل سيفه) و(كراكون في الشارع" و(الأفوكاتو)، وغيرها".

ولفت إلى مجيء "جيل الممثل محمد رمضان، ليقدم دراما العنف والمخدرات، ويُظهر مجتمعنا على غير حقيقته، كمجتمع بلطجة ومخدرات وجنس".

وأشار إلى أنه "في غياب دور الدولة يروج منتجون مثل (العدل) و(السبكي) لمثل هذه النوعية من الدراما، وهي موجهة للجمهور معين هو الصنايعية، ومعظمهم من غير المتعلمين، لكنهم يملكون المال الذي يريده المنتجون، بعدما تدهور الدور الثقافي والقيادي للطبقة الوسطى نتيجة تدني ظروفها المعيشية".

وفي نهاية حديثه توقع الكاتب المصري، أن "يظل هذا الإسفاف ما لم تعود الطبقة الوسطى إلى ممارسة دورها الفاعل في ريادة المجتمع، وهو دور مرهون بتحسين ظروفها المعيشية الصعبة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصريون محمد رمضان السيسي مصر السيسي محمد رمضان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صناع الدراما تلک الأعمال هذا العام حق عرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الدراما الاذاعية» تاريخ لـ«حكاية شعب»

«عيلة مرزوق» مسلسل اجتماعى عمره 67 عاما..و«ألف ليلة وليلة» سحر الخيال

 

تحتفل الإذاعة المصرية اليوم بمرور 90 عاما، لتكون شاهدا على زمن الفن الجميل، الراديو كان جزءًا أساسيا من الروتين اليومى للأسرة المصرية، وكانت شاهداً على مراحل هامة من تاريخ مصر، واشتركت فى بعض الأوقات فى صناعة تاريخ مصر والمنطقة بأكملها، وتمثل دراما الإذاعة المصرية نقطة انطلاقة حقيقية فى تاريخ الفن المصرى، حيث تنقلك الدراما الاذاعية بقدرة هائلة على تمثيل كل مشاعرك واحاسيسك وتوصل المعنى وتجسيده بالصوت فقط، وعكفت الدراما الاذاعية لفتح مجال الخيال، قبل انتشار الدراما التليفزيونية، وكانت الدراما الإذاعية تمثل عاملا قويا فى اهتمامات الناس فكان جمهور الاذاعة من كبار السن وكذلك الشباب وربات البيوت، ومنهم مسلسلات للاستمتاع والتثقيف ومن هذه المسلسلات: «البرارى والحامول، أفواه وأرانب، الشك يا حبيبى، عيلة مرزوق، أنت اللى قتلت بابايا، رضا بوند، شنطة حمزة، أنف وثلاث عيون، وألف ليلة وليلة، الدنيا على جناح يمامة، سيد وحرمه فى رمضان، سها هانم رقصت على السلالم» وكذلك كانت انطلاقة لمسلسلات السير الذاتية وكان أشهرها «ثومة» عن شخصية كوكب الشرق أم كلثوم وقدمتها سميحة أيوب، و«اليتيم» عن حياة الفنان عبدالحليم حافظ بطولة عماد عبدالحليم، و«قاهر الظلام» عن شخصية الكاتب الكبير طه حسين وجسد شخصيته الفنان محمود مرسى وغنى التتر العندليب عبدالحليم حافظ.

ويعتبر مسلسل «عيلة مرزوق» هو المسلسل الإذاعى الذى تستمر حلقاته حتى الآن، حيث انطلقت أولى حلقاته عام 1959، وكان يذاع ضمن البرنامج الشهير «إلى ربات البيوت» التى قامت على تدشينه الاذاعية صفية المهندس، و«عيلة مرزوق»  يقدم يوميات أسرة مصرية تشكل قوام المجتمع المصرى، فهى تنتمى إلى الشرائح المتوسطة من الطبقة الوسطى التى تكافح فى الحياة و تتأصل بالقيم والمثل وتتمسك بتعليم أبنائها.

تناقش كل ما تتعرض له الأسرة المصرية من مصاعب وتحديات، ورغم أنها توقفت فى 2009، وعادت فى عام 2013، ومازالت تذاع حتى الآن وشارك فى تقديم هذا المسلسل أكثر من 200 فنان مصرى وعربى على مدار بثه من بينهم، النجم الراحل فؤاد المهندس، والنجمة الراحلة إحسان القلعاوى، والفنان أشرف عبدالغفور، وعزيزة حلمى، وتوفيق الدقن وفريد شوقى، وحاليا يشارك فيه قيس عبدالفتاح وعايدة كامل.

أيضا ضمن المسلسلات التى حققت نجاحا مسلسل «الشك يا حبيبى»، وهو مسلسل اجتماعى كان يذاع فى فترة السبعينيات فى 1977، بأعمالها المتنوعة من منوعات وأغانٍ ومسلسلات اجتماعية ناجحة.. فقد استعان مسئولو هذه الإذاعة بنخبة من ألمع وأشهر كتاب الدراما الاذاعية وعلى رأسهم المؤلف سمير عبدالعظيم، ليقوم بتأليف وإخراج مسلسل «الشك يا حبيبى» الذى ناقش عدة ظواهر غاية فى الأهمية، وهى الشك بين الزوجين وما يترتب عليه من تدمير الأسرة بأكملها، اشترك فى بطولة المسلسل يحيى شاهين وشادية ومحمود ياسين وسناء جميل.

أيضا مسلسل «أفواه وأرانب»، جمع بين أشهر النجوم الزمن الجميل، واستعان المخرج والمؤلف سمير عبدالعظيم، بالفنانة فاتن حمامة والفنان محمود ياسين، وزبيدة ثروت لبطولة هذا العمل الاجتماعى الذى تناول أهم قضايا المجتمع وهى كثرة الإنجاب وما يترتب عليها من مشاكل اجتماعية تسبب فى تأخر عقلية وفكر مواطنى المجتمع.

وحظى المسلسل بأعلى نسبة من المستمعين ما جعل من مؤلفه أن يقدم عمل جزء ثانى من المسلسل يتناول فيه تطور أحداثه باسم «كفر نعمة» وإلى تحويل أحداثه إلى فيلم مصرى بنفس الاسم وبنفس الأبطال تقريبا إلا أنه استبدل الفنانة زبيدة ثروت التى جسدت حبيبة البطل محمود ياسين فى المسلسل الاذاعى بالفنانة ليلى شقير بالفيلم.

أيضا من المسلسلات «سمارة»، للكاتب عبدالمنعم السباعى، وهو مسلسل اجتماعى سياسى تحول إلى مسلسلات وأفلام، واشترك فى الكتابة الفنان محمود اسماعيل الذى جسد أهم شخصية فى المسلسل، من بطولة سميحة أيوب، وإبراهيم سعفان ونجمة ابراهيم وملك الجمل، حيث رصد مخرج العمل يوسف الحطاب أحوال الحارة المصرية فى فترة الأربعينيات من القرن الماضى وما تحويه من أحداث سياسية المسلسل داعب خيال الفتاة المصرية الشعبية، ولذلك لاقى انتشارا وشهرة واسعة لدرجة وقت إذاعته كانت تخلو الشوارع من المارة من أجل الاستماع إليه ومتابعة أحداثه.. ما جعل من القائمين عليه تكملة أحداثه بعملين آخرين وهما «عودة سمارة» و«أمارة بنت سمارة».

أيضا المسلسل الكوميدى «رضا بوند»، حيث قام المؤلف عبدالرحمن شوقى بكتابة المسلسل واستعان بالفنان محمد رضا الذى كان يتمتع بشهرة عالية فى إفيهاته الخاصة وبطريقة كلامه ولهجته المميزة، لتشاركه صفاء أبوالسعود والفنانة نبيلة السيد فى تلك المباراة من الكوميديا الاذاعية والتى لاقت انتشارا كبيرا.

«ألف ليلة وليلة» رائعة إذاعية خالدة كتبها طاهر أبوفاشا وأخرجها الرائد الإذاعى محمد محمود شعبان، وبدأت بث الحلقات فى الخمسينيات، قامت الراحلة زوزو نبيل بدور شهرزاد، وعبدالرحيم الزرقانى بدور شهريار وتربى على سماعها الكثير والكثير من الأجيال المصرية والعربية.

أيضا ضمن الأعمال الاذاعية الهامة، «فوازير رمضان» التى ألف حلقاتها الأولى بيرم التونسى وقدمتها بطريقة مميزة آمال فهمى، و«السمسميّة» من إخراج محمد محمود شعبان وأداها المنولوجيست سيد الملاح مستعيناً بآلة السمسمية وتضمنت حلقاتها توجيهاً للالتزام بسلوك أخلاقى رفيع أو نقد سلوك ما.

عمر الشريف سجل حلقاته عن طريق الهاتف

إيمانا بدور الاذاعة لنجومية الفنانين، أهتم الفنان عمر الشريف أن يسجل حلقات مسلسل «الحب الضائع» عبر الهاتف لوجوده خارج مصر، وتم تسجيل حلقات المسلسل فى أوائل سبعينيات القرن الماضى تأليف الدكتور طه حسين، إخراج المبدع محمد علوان، بطولة النجم العالمى عمر الشريف وسعاد حسنى وصباح، وغنت تتر العمل النجمة صباح بعنوان «يا خسارة على الأيام».

العندليب.. أرجوك لا تفهمنى بسرعة

مسلسل «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» 1973 بطولة العندليب عبدالحليم حافظ ونجلاء فتحى وعادل إمام وعماد حمدى وسمير صبرى، تأليف محمود عوض، إخراج محمد علوان، هو المسلسل الوحيد للعندليب وتوفقت إذاعته بسبب حرب أكتوبر التتر كان غناء حليم.

عبدالوهاب ونيللى

وقدم الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب مسلسله الإذاعى الوحيد «شئ من العذاب».

هنا القاهرة.. أول جملة

 

هنا القاهرة.. عبارة حماسية تحمل مشاعر الانتماء للوطن وكانت من أولى الكلمات التى انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم فى افتتاحها عام 1934، وتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية.

«أحمد سالم» أول مذيع فى الإذاعة المصرية وكان من أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسئولية الإذاعة الوليدة، ووضعوا أسس العمل بها، وهم: محمد سعيد لطفى باشا، محمد فتحى، على خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم، وعفاف الرشيدى.

رؤساء الإذاعة

تولى سعيد باشا لطفى، أول رئيس للإذاعة المصرية من عام 1934 حتى 1947، ثم جاء محمد بك قاسم من 1947 حتى عام 1950، ثم محمد حسنى بك نجيب من 1950 حتى عام 1952، وعبدالحميد فهمى الحديدى من 1966 حتى 1969، محمد محمود شعبان من 1972 إلى 1975، صفية زكى المهندس من 1975 إلى 1982، ثم فهمى عمر من 1982 حتى 1988، أمين بسيونى من 1988 إلى 1991، وحلمى مصطفى البلك من 1991 إلى 1994، وفاروق شوشة من عام 1994 حتى 1997، حمدى الكنيسى من 1997 إلى 2001، عمر بطيشة من 2001 إلى 2005، إيناس جوهر من 2005 إلى 2009، انتصار شلبى من 2009 إلى 2011، إسماعيل الششتاوى من 2011 إلى 2013، عادل مصطفى من 2013/2/7 إلى 19/7/2013 وعبدالرحمن رشاد ثم نادية مبروك.

رواد الإذاعة

وعلى مدى تاريخها حمل رواد الإذاعة على عاتقهم نشر الثقافة والإبداع بين جموع الشعب المصرى، وكان منهم على سبيل المثال وليس الحصر، محمد محمود شعبان «بابا شارو»، صفية المهندس أول صوت نسائى إذاعى انطلق ليس فى الإذاعة المصرية فحسب بل فى إذاعات المشرق العربى كله، وجدى الحكيم، جلال معوض، نجوى أبوالنجا، أمنية صبرى، آمال العمدة، سامية صادق، على خليل، طاهر أبوزيد، نادية توفيق، صالح مهران، أحمد سعيد، سناء منصور، هالة الحديدى، محمد مرعى، سلوان محمود، صبرى سلامة، آيات الحمصانى، سامية صادق، نادية صالح، أحمد الليثى، عبده دياب، محمد يوسف، جمالات الزيادى، إكرام شعبان،على فايق زغلول، محيى محمود، إمام عمر، صديقة حياتى، نجوان قدرى، إيناس جوهر وغيرهم من رواد وأساتذة ورموز الإعلام المصرى.

أوبريتات

أنتجت الإذاعة العديد من الأوبريتات الغنائية المميزة مثل «قسم وأرزاق» و«السلطانية» والجملة الشهيرة «أنت فين يا مرزوق»، وكان «دوق الدندورمة» من أجمل الأوبريتات التى قدمتها الإذاعة ومن الأعمال الفنية الجميلة التى صادفت نجاح شعبى كبير وقام التلفزيون المصرى بتصويرها فى الستينيات من كلمات محمد متولى وألحان عزت الجاهلى وغناء إبراهيم حمودة وسعاد مكاوى وإخراج بابا شارو.

كذلك الصور الغنائية «قطر الندى، على بابا والأربعين حرامى، ألف ليلة وليلة، عيد القمح، صلوا على الهادى، عيد ميلاد أبو الفصاد، الراعى الأسمر و عذراء الربيع».

أصوات المقرئين بالإذاعة المصرية

ابتهالات وقراءات عدة للقرآن الكريم حظيت بها الإذاعة المصرية من خلال أبرز المقرئين الذين خلدت أصواتهم وكان من أبرزهم الشيخ «محمد رفعت» قيثارة السماء والشيخ «محمد الصيفى» الذى كان حجة فى قراءات القرآن السبع وحصل على عالمية الأزهر، ويُعتبر مدرسة متفردة فى القراءة، كما كان الشيخ «على حزين» من أبرز الأصوات التى حفظتها الإذاعة المصرية منذ افتتاحها عام 1934، وتنفرد مصر بأنها أنشأت أول إذاعة قرآن كريم على مستوى العالم بدأت فى بث إرسالها فى 29 مارس 1964 ومن أشهر قرائها، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الفتاح الطاروطى والشيخ محمد الليثى والشيخ محمد محمود الطبلاوى والشيخ طه الفشنى والشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ عبد العزيز حصان، وهى مختصة للقراء المصريين كما تعد من أشهر المحطات الإذاعية و يذاع فيها برنامج براعم الإيمان و برنامج موسوعة الفقه الإسلامى.

مقالات مشابهة

  • “الموارد البشرية”: تطبيق المرحلة الثانية من توثيق عقود التشغيل والصيانة إلكترونيًا بدءًا من اليوم
  • بدء تطبيق المرحلة الثانية من توثيق عقود التشغيل والصيانة إلكترونيًا
  • عقيل : جرائم ومشاريع مريبة يخطط لها الاتحاد الأوروبي في ليبيا.. والشارع لم ينتبه لخطر توطين الأجانب
  • محمد جمعة أبرز المكرمين في حفل كأس إنرجي
  • خالد يوسف: أرفض فكرة أن السينما نشرت البلطجة والفوضى في الشارع المصري
  • لماذا تنتشر المطاعم الرديئة في مصر؟
  • «الدراما الاذاعية» تاريخ لـ«حكاية شعب»
  • تيم حسن ودانييلا رحمة.. ثنائية مؤجلة
  • لماذا نتحدث مع أنفسنا وما الاكتئاب المبتسم؟
  • تنمية مهارات تحسين الجودة لدى الأسر المنتجة أولى خطوات توطين البدائل الوطنية