مفتي الجمهورية يوضح مظاهر رحمة النبي للعالمين (فيديو)
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أشار إلى أن معاني الرحمة تعكس نقاء المعدن، وسمو الروح، ونبل الطبع، وقد وصلت إلى أعلى مستوياتها في رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث اكتملت شمائله ونضجت فضائله، وكان مظهرًا حيًّا لرحمة الله تعالى للعالمين، كما جاء في القرآن الكريم: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" [الأنبياء: 107].
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق على قناة صدى البلد، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مصدرًا للرحمة، وباعثًا عليها، ومتجلًّيا لها في كافة أفعاله وتصرفاته، حتى مع المخالفين، حيث دعا إلى حسن المعاملة معهم ومنع من إساءة التعامل، وحتى أمر بإظهار الرحمة حتى في أدق التفاصيل، مما يؤكد على أهمية سريان معنى الرحمة في الأفعال والأقوال.
وأشار إلى أن أول حديث يتعلَّمه طالب العلم الشرعي هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
وأكد مفتي الجمهورية أن هذه المعاني تظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم هو مصدر الرحمة لكل الخلق، وهي رحمة تتجاوز حدود المسلمين لتشمل جميع الخلق، وتستحق العمل بها والتمسك بها والتعبير عنها في جميع جوانب الحياة، وذلك بالابتعاد عن أساليب الغلظة والتسلط والعنف والقسوة، استجابة لدعوة الرحمة التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رحمة مفتي الجمهورية القرآن الكريم صدى البلد شوقى علام زكاة الفطر حمدي رزق النبی صلى الله علیه وسلم مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: التيسير في الدين ينشأ عن رسوخٍ في العلم
قال الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن من سمات وخصائص الشريعة الإسلامية الغراء التيسير ورفع المشقة، وهذه السمة تشمل جميع الأحكام التي جاء بها الإسلام من العبادات والمعاملات، وهو ما يتجلى كذلك بشكل كبير في مناسك الحج وأحكامه.
مفتي الجمهورية يدين ارتكاب الكيان الصهيوني مجزرة مخيم النصيرات بغزة مفتي الجمهورية يدين ارتكاب الكيان الإسرائيلي محرقة خيام النازحين برفحوأضاف مفتي الجمهورية أن التيسير في الدين ينشأ عن رسوخٍ في العلم، ودرايةٍ بأحوال الناس وحاجتهم وواقعهم، وإدراك لمقاصد التشريع واعتبارها ركنًا أصيلًا في الفتوى؛ فالتيسير منهج علمي مدروس ومقنن بعناية كبيرة من قِبَل علماء الشريعة وأئمة الفقه.
جاء ذلك خلال كلمة المفتي في الجلسة الرئيسية لأعمال ندوة الحج الكبرى في نسختها الـ 48 التي تُعقد في مكة المكرمة بعنوان "مراعاة الرخص الشرعية والتقيد بالأنظمة المرعية في شعيرة الحج"، بحضور أكثر من 500 حاضر ومشارك من المسؤولين والعلماء والمفتين ومفكري العالم الإسلامي.
فريضة الحج من العبادات التي تنطوي على كثيرٍ من المشقة فقد جعل الإسلام مبناها على التيسيروأوضح المفتي أن فريضة الحج من العبادات التي تنطوي على كثيرٍ من المشقة، فقد جعل الإسلام مبناها على التيسير، حتى جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الجمرة وهو يسأل، فقال رجل: يا رسول الله، نحرت قبل أن أرمي؟ قال: «ارمِ ولا حرج»، قال آخر: يا رسول الله، حلقت قبل أن أنحر؟ قال: «انحرْ ولا حرج». فما سئل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: «افعل ولا حرج».
وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية تنتهج في فتاواها المنهجَ الإسلامي الرشيد في التيسير ومراعاة أحوال المكلفين في هذا العصر في كافة الأحكام، وفيما يتعلَّق بشعيرة الحج، ومن مظاهر التيسير في هذا الشأن: الأخذ بقول من قال بسنية المبيت في مزدلفة مراعاة لظروف عصرنا الذي كثرت فيه أعداد الحجيج كثرة هائلة، والأخذ بالقول بسنية المبيت بمنًى ليالي التشريق لما يعتري الحجيج من تعب شديد وضيق مكان وخوف مرض، وجواز رمي الحاج الجمرات قبل الزوال في سائر أيام التشريق لشدة الزحام، وغير ذلك من الفتاوى التي تيسِّر على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم على أكمل وجه دون مشقة أو تضييق.
وأكَّد أنَّ من مظاهر تيسير الشريعة في فريضة الحج: أن جعلت من ضمن شروط هذه الفريضة الاستطاعة، والتي تشمل القدرة المالية والقدرة البدنية وسلامة الطريق، ويدخل في نطاق الاستطاعة في هذا العصر اتباع الأنظمة والالتزام بالإجراءات والقوانين المنظِّمة لأداء فريضة الحج، ومن ضِمنها استخراج تأشيرة الحج من الجهات الرسمية المعتمدة، فتأشيرة الحج هي الأساس في ذلك دون التأشيرات الأخرى.
وشدَّد مفتي الجمهورية على ضرورة أنَّ اتِّباع التعليمات التنظيمية التي تضعها السلطات والالتزام بها أمر حثَّ عليه الإسلام، مصداقًا لما جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.
وأكَّد مفتي الجمهورية، أنَّ اتباع هذه التعليمات يتوافق مع مقاصد الشريعة في الحفاظ على نفوس وأرواح الحجاج، وفي التيسير على الحجاج بتسهيل أداء المناسك، وكذلك في دفع مفاسد الازدحام الذي يعوق تنقلات الحجاج ويسبب التدافع الذي قد يقود إلى التهلكة، كما أنَّ الالتزام بهذه الإجراءات يضمن للحجاج الحماية القانونية ومنعهم من التعرض للمساءلة القانونية أو الترحيل.
وأهاب مفتي الجمهورية في ختام كلمته بمن يريد الحج إلى بيت الله الحرام أن يلتزم بما يقرره ولاة الأمر والقائمون على شؤون الحج؛ تنفيذًا للتوجيهات الإلهية، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية.