يضعن الحاويات على رؤوسهن، ويحملن صاجات الكحك ليذهبن بها إلى الفرن لتسويتها، ثم يعُدن إلى المنزل، ويستكملن حكاياتهن عن استعدادات العيد، والتجهيزات الأخيرة في ليلة «الوقفة»، وعلى الجانب الآخر يدق جرس الباب، إعلاناً عن مجيء باقى أفراد العائلة تاركين أشغالهم، للمشاركة في هذا اليوم، ليرفعوا شعار «العيد فرحة.

. وأجمل فرحة.. تجمع شمل قريب وبعيد».

تحكي عزة عبدالحي 49 عاماً، ذكرياتها في إعداد الكحك بالمنزل، إذ كانت تساعد والدتها وهي بعمر الـ13 عاماً، تفترش الأرض بالحصير، وتجهز الطبلية والمناقيش والصاجات، حتى تنتهي والدتها من إحضار العجينة، التي تتكون من الدقيق والسمن ورائحة الكحك والمحلب والفانيليا، وتأتب عماتها، للمشاركة في هذا اليوم، وتروي لـ«الوطن»: «أمي الله يرحمها عودتنا أنّ العيلة لازم تتجمّع في اليوم ده، لأنّ الكحك مابيحلاش إلا باللمة الحلوة».

«عزة» تشارك شقيقاتها وعماتها في إعداد الكحك

تلتف «عزة» مع شقيقاتها وعماتها حول الطبلية، ويشرعن في حشو الكحك بحشواته المختلفة، مثل العجوة والملبن والعجمية والمكسرات والسادة، ثم تأتي مرحلة النقش باستخدام المنقاش اليدوي، الذي تستخدمه «عزة» حتى يومنا هذا، وتفضّله على ماكينة تبصيم الكحك: «لحد النهارده وأنا محافظة على المنقاش بتاع والدتي، ماغيرتش أي حاجة في الأدوات اللي كنا بنستخدمها وإحنا بنعمل الكحك».

ورثت «عزة» العادات والتقاليد من والدتها

ورثت «عزة» العادات والتقاليد من والدتها، لتُكرّرها مع ابنتيها وأحفادها، إلا أنها لا تزال تضع الحاوية على رأسها وتحمل صاجات الكحك، وتذهب بها إلى الفرن القريب من منزلها، بسبب قدرته على تسوية الكحك في مدة قصيرة: «عندي بنتين متجوزين ومخلفين، بيتكسفوا يشيلوا الصاجات علشان كده بعد ما نخلص نقش باشيلها أنا للفرن، زي ما كنت باعمل وأنا صغيرة».

يطلق على يوم إعداد الكحك بـ«قعدة الستات»، لأنه لا يخلو من الضحكات والحكايات المتبادلة بينهن، عن تجهيزات العيد، والمشتريات الناقصة، سواء الملابس أو الطعام، ثم يساعدن بعضهن في تنظيف المنزل، بعد الانتهاء من تسوية الكحك: «بنقعد نتكلم ونضحك، واللي ناقص من تجهيزات العيد، لأنّ القعدة واللمة دي بتبقى فرحة».

انقسام أسرة «سها» إلى فريقين بين الكحك البيتي والجاهز

أما أسرة سها مجدي فتنقسم إلى فريقين، فريق يعشق «اللمة» حول طاولات العجن لإعداد الكحك بالمنزل، للحصول على الطعم الأصلي، وآخر يفضل الجاهز، لذا تساعد صاحبة الـ24 عاماً، والدتها في تجهيز الكحك، بتقسيم العجين إلى أجزاء صغيرة، ثم تأخذ كل جزء تضع فيه «كورة» من الحشو، سواء عجوة أو ملبن أو عجمية، وتغلقها وتضغط عليها بالبصامة: «أخويا وأختي بيحبوا الكحك الجاهز، أما أنا وماما وبابا مزاجنا للبيتي».

تستيقظ والدة «سها» عند أذان الفجر، تُجهز عجينة الكحك وتتركها حتى تختمر، وتنتظر شقيقاتها مع أبنائهن، إذ يأتون من أماكن بعيدة، لمشاركتها هي وابنتها في إعداد الكحك، ويعتبر هذا اليوم إحياء ذكرى سنوية تقليدية للعائلة، تساعد في تقوية الروابط بين الأبناء: «إحنا الحمد لله عيلة مترابطة، ماينفعش كل واحدة من خالاتي، تعمل الكحك لوحدها، لازم كلنا نتجمع ونساعد بعض».

حكايات الكحك مرتبطة بذكريات «سها» مع جدتها

تتذكر «سها» في هذا اليوم جدتها، التي كانت تجلسها إلى جوارها، وتقص عليها حكايات مرتبطة بالعيد، إضافة إلى المواقف المضحكة، مثل الخناق الذي كان يدور بينها وأشقائها، على من سيحمل صاجات العيد ويمضي بها إلى الفرن لتسويتها: «كنت باحب أقعد جمب جدتي، وأسمع منها حكاياتها وهي صغيرة، ولحد النهارده لسه فاكرة كل كلمة قالتها ليا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكحك كحك العيد الكحك الجاهز هذا الیوم

إقرأ أيضاً:

أمواج غادرة.. شاهد مأساة طفلة تونسية ابتلعتها المياه أمام أعين والدتها

سادة حالة من الحزن والآلم ، على رواد مواقع التواصل الإجتماعي، بسبب مشهد مأساوي يُدمي القلوب، وذلك بعد أن انتشر نبأ عاجل عن جهود فرق الحماية المدنية التونسية تتواصل منذ يومين من أجل العثور على طفلة لم تتجاوز الثلاث سنوات، جرفتها الأمواج العاتية أثناء تواجدها برفقة والدتها في شاطئ قليبية، التابع لولاية نابل شمال شرق تونس، في وقت يشهد فيه الساحل تقلبات جوية ورياحًا قوية.

مأساة الطفلة التونسية 

بدأت الواقعة حينما اصطحبت الأم طفلتها الصغيرة صاحبة الثلاث سنوات، من أجل قضاء وقت على الشاطئ في عوامة مطاطية صغيرة، محاولةً إسعادها بلحظات لعب في المياه، كانت الأم قريبة منها، تسبح بجانبها وتطمئن لضحكاتها، دون أن تشعر بالخوف او المخاطر التى يمكن أن تحدث لطفلتها، ودون تدرك أن الرياح المفاجئة ستتحول إلى مأساة، فتسحب الأمواج العنيفة العوامة وعلى متنها الطفلة بعيدًا عن الشاطئ في لحظات معدودة، وسط صدمة الأم التي لم تستطع اللحاق بها.

حاولت الأم وعدد من المصطافين إنقاذ الطفلة، بحسب شهود عيان، في تصريح لإذاعة «موزاييك»، إلا أن الرياح التي تجاوزت سرعتها 40 كيلومترًا في الساعة حالت دون ذلك. وتم على الفور إبلاغ وحدات الحماية المدنية، التي سارعت إلى إطلاق عمليات تمشيط بحرية وبرية مستمرة، بمشاركة غواصين وزوارق مطاطية وطائرات درون استطلاعية.

البحث عن الطفلة التونسية المفقودة

من جانبها، دعت السلطات المحلية المواطنين إلى توخي الحذر الشديد من السباحة في هذه الفترات من السنة، خاصة مع تغيرات الطقس المفاجئة وازدياد قوة الرياح، مشددة على أهمية مراقبة الأطفال أثناء التواجد في البحر وعدم الاعتماد على أدوات السباحة غير الآمنة مثل العوامات البلاستيكية.

 الطفلة التونسية المفقودة طباعة شارك مأساة الطفلة التونسية الطفلة التونسية التونسية

مقالات مشابهة

  • "يا فرحة ما تمّت".. آلاف النرويجيين أُخبروا بفوزهم بمبالغ طائلة في الياناصيب ولكن!
  • أمواج غادرة.. شاهد مأساة طفلة تونسية ابتلعتها المياه أمام أعين والدتها
  • ملامح متشابهة وجمال مختلف..نجمات الثمانينيات وبناتهنّ
  • اليوم.. مجلس إدارة النادي الأهلي يناقش في اجتماعه إعداد الميزانية والحساب الختامي
  • فرحة وطن بالمتفوقين.. رسائل شكر وطموحات تلامس «الفضاء» و«الذكاء الاصطناعي»
  • دون إصابات.. اندلاع حريق هائل بأرض فضاء مليئة بالبوص الزراعي غرب الإسكندرية
  • مقتل فتاة على يد زوج والدتها في مدينة نصر.. والنيابة تحقق
  • على غير المعتاد بحفلات الزفاف.. «مفيدة شيحة» تسلم العريس لابنتها
  • الإعلامية مفيدة شيحة بإطلالة ساحرة في حفل زفاف ابنتها
  • اللقطات الأولى من حفل زفاف ابنة الإعلامية مفيدة شيحة