د. أشرف الشرقاوي يكتب: السياسة والحرب في إسرائيل
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
بمناسبة استمرار حرب غزة لفترة تقارب الستة أشهر، انتشرت فى وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً عناوين رياضية تحمل تلميحات لموقف إسرائيل فى الحرب، سواء كانت تلمح إلى عدم قدرتها على الحسم أو إلى احتمال تعرّضها لهزيمة. يُفترض فى العنوان أن يكون مدخلاً للخبر يثير توقعات القارئ بالنسبة له ويشوّقه إلى قراءته ويجعله يتفاعل مع الصحيفة.
وسأورد فى ما يلى نماذج لبعض العناوين فى صحيفة «يسرائيل هايوم - إسرائيل اليوم» كنموذج لعناوين الصحافة الإسرائيلية مؤخراً.
نشرت صحيفة إسرائيل مقالاً يحمل العنوان التالى: «قلّلنا من قدرهم، وفاجأونا ونحن نيام».
بعد أن يطالع القارئ هذا الجزء من العنوان وينصرف ذهنه إلى المفاجأة التى تعرّضت لها إسرائيل نتيجة هجوم حماس يوم ٧ أكتوبر، يكتشف القارئ من الجزء الآخر من العنوان، وهو: «عيران زهافى يفسر الخروج المحرج أمام أولمبياكوس» ومن باقى المقال أن العنوان يتناول هزيمة الفريق الإسرائيلى لكرة القدم أمام الفريق اليونانى.
وفى عنوان آخر للصحيفة نفسها يبدأ العنوان بالجملة التالية: «بعد الهزيمة» ينصرف ذهن القارئ إلى الهزيمة أمام حماس، ثم يأتى الجزء الآخر من العنوان: «القرار الذى اتخذه الاتحاد بخصوص ألون حزان ويوسى بنيون»، ليوضح أن المقال يتناول هزيمة إسرائيل أمام أيسلندا فى كأس الاتحاد الأوروبى.
فى عنوان آخر يحمل إيحاءً أكبر كتبت الصحيفة نفسها: «موسم صيد المسلمين بدأ» ليوحى بملاحقة حماس وكل من ينتمى إلى التيار الإسلامى، ثم بعد إكمال العنوان: «مهاجم تشيلسى السابق غاضب من قيادات كرة القدم فى فرنسا»، ليوضح هو وباقى المقال أن أحد اللاعبين غاضب من قرار منع لاعبى المنتخب الفرنسى من صوم رمضان.
عنوان آخر يحيل إلى الموقف فى المحكمة الدولية التى تنظر ما إذا كانت إسرائيل ارتكبت جرائم حرب أم لا. يبدأ العنوان بالنصف التالى: «الدعوى جاهزة»، ثم يأتى باقى العنوان: «نجم برشلونة السابق مدين بمبلغ كبير، وسلطات الضرائب تلاحقه»، ليكتشف القارئ أن الدعوى تتعلق بتهرّب نجم برشلونة من سداد الضرائب ولتخيب توقعات القارئ من العنوان كما خابت توقعاته من الحرب.
وفى الصحيفة نفسها نرى عنواناً آخر موحياً، وهو: «الأمر يتكرّر مرة أخرى» ليوحى بتكرار هجوم ٧ أكتوبر، ثم يأتى استكمال العنوان: «عنف المشجعين فى نهاية مباراة هابوعيل تل أبيب»، ليوضح أن العنوان متعلق بتكرار عنف المشجعين.
وأخيراً يأتى عنوان فى الصحيفة نفسها يقول: «نحتاج للحظ أيضاً»، ليوحى بأن القوة العسكرية لا تكفى، وأن هناك حاجة إلى بعض الحظ أيضاً لحسم الوضع فى غزة، ولكن يأتى باقى العنوان: «بوعيل حولون فقدت تقدمها بـ٢١ نقطة واستفادت من خطأ لفريق مدينة نيس تسيونا فى آخر هجمة»، ومنه نكتشف أن الأمر يتعلق بمباراة للسلة.
فى كل العناوين السابقة يتكون لدى القارئ فى البداية توقع معين يخيب فى النهاية كما خابت توقعاته من أداء الجيش الإسرائيلى، سواء فى هجوم يوم ٧ أكتوبر أو فى الحرب على غزة. وتعبّر هذه العناوين عن مدى الإحباط المتفشّى فى المجتمع الإسرائيلى من أداء الجيش والحكومة، والذى لا يمكن التعبير عنه علناً بسبب الحرب، حيث جرى العُرف فى الصحافة الإسرائيلية وفى المجتمع الإسرائيلى على عدم توجيه نقد لأداء الجيش أو الحكومة أثناء حرب وتأجيل الحساب إلى أن تنتهى الحرب لإتاحة الفرصة للجيش والحكومة لحسم الحرب لصالح إسرائيل.
* أستاذ الدراسات الإسرائيلية بآداب المنصورة وخبير فى الشئون الإسرائيلية
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة وسائل الإعلام الإسرائيلية من العنوان
إقرأ أيضاً:
رويترز: أميركا حجبت معلومات استخباراتية عن إسرائيل خلال حرب غزة
كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز، أن مسؤولي المخابرات الأميركية علقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في غزة .
وفي النصف الثاني من العام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيّرة أميركية فوق غزة، كانت تستخدمها الحكومة الإسرائيلية في البحث عن الأسرى ومقاتلي حركة حماس . وقال 5 من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل.
وذكر اثنان من المصادر، أن الولايات المتحدة قيدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة. ورفض المصدران تحديد متى اتخذ هذا القرار.
واشترطت كل المصادر عدم نشر أسمائها للحديث عن معلومات المخابرات الأميركية.
وجاء القرار مع تزايد مخاوف مجتمع المخابرات الأميركية بشأن عدد المدنيين الذين استشهدوا في الحرب الإسرائيلية بغزة.
اقرأ أيضا/ واشنطن تعقد مؤتمرا بالدوحة الثلاثاء بشأن القوة الدولية ومستقبل غـزة
وأفادت مصادر، بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن العام (الشاباك) للأسرى الفلسطينيين.
وقال ثلاثة من المصادر إن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وذكر مصدران، أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
وأفادت المصادر بأن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية وفقا لقانون الحرب.
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية شاهد: سفير واشنطن في الأمم المتحدة يوجه رسالة خاصة لسكان غزة ألبانيز: تكلفة إعادة إعمار غزة يجب أن تسددها إسرائيل و4 دول أخرى محدث: واشنطن تعقد مؤتمرا بالدوحة الثلاثاء بشأن القوة الدولية ومستقبل غزة الأكثر قراءة تجدد نسف المنازل - 3 شهداء وإصابات في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا واشنطن توافق على صفقة مركبات تكتيكية بـ90.5 مليون دولار للجيش اللبناني مسؤول أمريكي يزور الأردن وإسرائيل لبحث تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة السفير البوريني يقدم نسخة من أوراق اعتماده سفيراً لفلسطين لدى البرازيل عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025