سرايا - بينما يستمع قضاة محكمة العدل الدولية إلى دعوى تتهم ألمانيا بتسهيل الإبادة الجماعية في غزة، طالب موظفون كبار في الدولة الأوروبية بوقف تصدير الأسلحة للاحتلال فورا.

واليوم الإثنين، حضّت نيكاراغوا محكمة العدل الدولية على إصدار أمر لألمانيا بالتوقف عن إمداد الاحتلال بالأسلحة، فيما اتهمت برلين بالتواطؤ في ما وصفتها إبادة الفلسطينيين في غزة.



وقال المحامي عن نيكاراغوا آلان بيليه إن "ألمانيا كانت وما زالت تعي بالكامل أن الأسلحة التي زوّدت وما زالت تزوّد الاحتلال بها تحمل خطر" احتمال استخدامها لارتكاب إبادة. وأضاف "إنه أمر ملح جدا بأن تعلّق ألمانيا أخيرا" هذا النوع من المساعدات.


وبينما تكافح برلين التي ستقدم دفوعها أمام المحكمة غدا الثلاثاء، لنفي الاتهامات الموجهة إليها ودعا نحو 600 من كبار موظفي القطاع العام في ألمانيا، المستشار أولاف شولتز، إلى الوقف الفوري لتوريد الأسلحة إلى الاحتلال.

ويضع التحرك الداخلي مزيدا من العبء على الحكومة الألمانية التي باتت محاصرة بين ضغوط الداخل والخارج.

وبحسب تقارير إعلامية ألمانية أعرب الموظفون الكبار عن موقفهم في رسالة موجهة إلى المستشار الألماني.

وطالبت الرسالة بوقف توريد الأسلحة إلى الاحتلال ومواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة، وهي نفس مطالب نيكاراغوا أمام محكمة العدل الدولية.

وشدد الموظفون على وجوب قيام ألمانيا بكل ما في وسعها لإقناع الاحتلال بالسماح بإيصال مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة.

وجاء أيضاً في الرسالة: "يجب فرض عقوبات على الاحتلال، وعلى ألمانيا أن تبادر على الفور إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة في الإطار. وهذا يشمل تجميد العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاحتلال".

وأضاف الموظفون: ""نخشى أيضاً أن نتعرض للاتهام والعقاب بسبب التعبير عن رأينا، لذلك نحن لا نكشف عن أسماء الموقعين على الرسالة عمداً. والحقيقة أن حرية التعبير التي يحميها الدستور في ألمانيا، مقيدة للغاية في عام 2023".

وكانت ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة بقيمة 326.5 مليون يورو إلى الاحتلال في عام 2023.

وقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال منذ بدء الحرب على قطاع غزة التي تدخل اليوم شهرها السابع.

ويلوح الاحتلال بشن عملية برية في مدينة رفح حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني إلى جنوب القطاع هربا من القصف غير المسبوق على غزة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

الصورة هي الرسالة

 

محمد رامس الرواس

الحرب التي تخوضها المُقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي هي معركة ذات أربعة أبعاد؛ البعد الأول من جانب واحد وهو القصف الجوي، والبعد الثاني المعركة البرية، أما البُعد الثالث فيتمثل في الحرب الاستخباراتية، بينما يتضح البعد الرابع من خلال الحرب الإعلامية، ولقد وُفِقَت المقاومة الفلسطينية في استخدام واستعمال الأدوات الإعلامية لصالحها، فكانت لها الريادة في حرب غزة الإعلامية، فأجادت في استخدام الإعلام عبر بث رسائلها بالصوت والصورة؛ مما كان له الأثر الكبير في إرباك العدو، ودفعه لتغيير خططه العسكرية، وبالتالي أهدافه السياسية التي لم تتحقق أصلًا، وكانت هذه حرب إعلامية تخوضها حماس بكل جدارة ودهاء عبر إعلامها العسكري، الذي يتابعه الشارع الإسرائيلي لحظة بلحظة أكثر من غيره!

لقد جعلت المقاومة الفلسطينية- مُمثلة بإعلامها العسكري؛ سواء لكتائب القسام أو سرايا القدس-  من الصورة رسالة موثقة بأدلة وبراهين لا تقبل الشك، ومدعومة بحقائق واقعية وجَّهتها إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي والشارع الإسرائيلي على حدٍ سواء، بين الحين والآخر، مما أوقع فيهم ضررًا نفسيًا بليغًا.

ومن يدير الإعلام العسكري للمقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة "مرحلة الذروة"- كما يُطلِق عليها المحللون العسكريون- أُناسٌ أذكياء ودهاة؛ إذ يختارون الوقت المناسب لبث ما يريدون أن يوصلوه إلى العدو، فأحيانًا قد ينتظرون حتى انسحابه من أحد الأحياء بغزة أو أحد المخيمات، ويقومون بعد ذلك بنشر ما يريدون قوله؛ ليؤكدوا أن جيش الاحتلال قد انسحب مُرغمًا ومُكرهًا دون تحقيق هدف، ولم يحقق سوى التخريب وقتل المدنيين العزل. وكان عنوان رسائل إعلام المقاومة دائمًا المصداقية، إضافة إلى أنه يختار التوقيت المناسب والصورة المناسبة والكلمة المناسبة باحترافية ومهنية عالية.

ومن خلال هذا الثلاثي (المصداقية والصورة والكلمة)، وبتفاصيل محسوبة وكلمات مختارة، استطاع أن يُحرز نجاحًا باهرًا في الحرب الإعلامية ضد العدو الإسرائيلي؛ مما ألقى عبئًا كبيرًا وثقيلًا على معنويات جيش الاحتلال، الذي لم يحقق أي استحقاق ونصر في الميدان! الأمر الذي جعله أسير الكذب والتزييف وعدم المصداقية، مضيفًا على سرديته آلاعيب وخداعًا للداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي. وبالتالي، انعكس ذلك في هيئة ضغوط قوية على مجلس الحرب وحكومة الاحتلال في الجانب السياسي؛ مما ألزم مجلس الحرب الإسرائيلي بأن يُغيِّر سياسته ويُغيِّر أهدافه، وبالتالي سيدفعه ذلك عاجلًا أو آجلًا إلى الذهاب إلى طاولة المفاوضات مرغمًا، وليس كمين جباليا عنَّا ببعيد، فقد انتظر الإعلام العسكري للمقاومة بعد ما أعلن أبو عبيدة ما حدث قبل أسبوع، حتى خرج جيش الاحتلال ذليلًا من مخيم جباليا؛ فأعلن عن حقائق كان قد أَخبَرَ عنها مُسبقًا، ومنها قتل وأسر جنود إسرائيليين في الكمين. وهذا النوع من الحروب الإعلامية مطلوب بشدة في حروب الاستنزاف؛ فهي تضع من يجيد استخدامها في موقع لا يسمح لخصمه إعلان نصر أو استحقاق حتى لو كان وهميًا.

إنَّ الأداء الميداني الرائع لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وبقية فصائل المقاومة، يمضي بانسجام وتوافق تام مع أداء الإعلام العسكري، الذي يُوثِّقُ كل الأحداث والمعلومات أولًا بأول، عن إدائه العسكري والميداني، ويبث ما لديه من صورة دعائية تخاطب الشارع والجيش في إسرائيل مباشرةً، وهو ما تسبب في تفجير المظاهرات والاحتجاجات التي نشاهدها باستمرار لأهالي الأسرى مع من يُساندهم. هذا إلى جانب ما فرضه من ضغوط على الحكومة الإسرائيلية بضرورة استعادة الأسرى عبر الدبلوماسية؛ بل وأكثر من ذلك من خلال المطالبة بإسقاطها، ووقف الحرب والذهاب إلى طاولة المفاوضات.

لقد كان أداء الإعلام العسكري الفلسطيني بمقاطِعِه الإعلامية مقنعًا جدًا وبدرجة ممتاز في المجال الدعائي تحديدًا، فقد عصفت هذه الفيديوهات بأوراق مجلس الحرب والحكومة الإسرائيلية وبعثرتها، من خلال ما يتم نشره من مقاطع دعائية تترك في نهايتها عبارة "ما سُمح بنشره"، وكأنَّ هناك تكملة للصور وبقية للحديث، وأن هناك معلومات ستُنشر لاحقًا في حينها، وستكون بمثابة تحطيم معنوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن في الوقت المناسب!

وأخيرًا.. إنَّ الإعلام العسكري للمقاومة الفلسطينية مارس دورًا كبيرًا في تحطيم المعنويات النفسية للجيش الإسرائيلي وتأجيج مشاعر أهالي الأسرى، وقد نَفَذَ بمعلوماته الصادقة والصادمة، إلى منازل الإسرائيليين وفي عقر دارهم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الصورة هي الرسالة
  • طلب برلماني بشمول العوائل المهجرة داخليًا وخارجيًا بالتعداد السكاني
  • تشيلي تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال
  • تشيلي تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية
  • تشيلي تنضم للدول التي تلاحق إسرائيل أمام العدل الدولية
  • تشيلي تنتضم لجنوب أفريقيا في دعواها ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية
  • تشيلي تنضم لدعوى جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية
  • تشيلي تنضم إلي جنوب إفريقيا في دعواها ضد الاحتلال أمام "العدل الدولية"
  • فريدة الشوباشي: إدانة محكمة العدل الدولية لإسرائيل تعكس ردود الفعل العالمية (شاهد)
  • رغم التحذيرات الدولية .. الاحتلال يعلن تنفيذ عمليات بمركز رفح