قال الشيخ عبدالله محمد حامد، مدير إدارة التوجيه والإرشاد بمنطقة وعظ الجيزة، خلال ملتقى الظهر بالجامع الأزهر، إن مواصلة العبد طاعته بعد انتهاء شهر رمضان بطاعات أخرى، وألا يعقبها بمعصية، من علامات قبول الصيام والطاعات في شهر رمضان، موضحا أنه ينبغي عليه أن يزيد من همته في قيام الليل وقراءة القرآن والتصدق وحسن معاملة الخلق بالبعد عن الغيبة والنميمة وقول الزور وسوء الأخلاق التي تدرب المسلم على الابتعاد عنها طوال شهر رمضان.

ملتقى الأزهر: الوقوف على ظاهر النصوص دون فهم معانيها ومقاصدها هدم للشريعة

وأضاف الشيخ عبد الله حامد، خلال حديثه اليوم بملتقى الظهر الذي يعقده الجامع الأزهر طوال أيام شهر رمضان، أن من علامات قبول الصيام والطاعات في شهر رمضان أيضا، هي المداومة على الأعمال الصالحة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته"، وكذلك صيام الست من شوال، والحفاظ على النوافل من الصلوات والصيام لما فيها من جبر للنقصان والتقصير الذي قد يقع منا في الفرائض.

وتابع مدير إدارة التوجيه والإرشاد بمنطقة وعظ الجيزة، أن من علامات قبول الصيام والطاعات في شهر رمضان، ظهور أثر العبادة على أخلاق العبد، فيبتعد عن الفحشاء والمنكر، ويحسن معاملة الخلق في كل شيء، فيكف لسانه عنهم بل وخاطره، كما أن الله تعالى يحبب في قلبه الطاعة فيحبها ويأنس بها وتطمئن إليها، كما أن كراهية المعصية علامة من علامات القبول عند الله سبحانه وتعالى، يقول عز وجل: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }.

ملتقى الأزهر: الوقوف على ظاهر النصوص دون فهم معانيها ومقاصدها هدم للشريعة

في سياق متصل قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين، ليقيم الحق ويحافظ على الكرامة الإنسانية، ويوجد مجالا للعدل والمساواة، كما أراد الله تعالى لهذا الدين أن يكون صالحا لكل زمان ومكان، وأن تكون هذه الشريعة سائدة بين الناس كافة، دون أن تكون قاصرة على بيئة بعينها أو جماعة بعينها أو زمن بعينه، مؤكدا أن هذا لا يتحقق إلا إذا كانت هذه الشريعة تشتمل على جملة من المقاصد المهمة التي تأخذ بيد البشرية إلى فهم مراد ربها، والوقوف على المراد من خلق الله تعالى لهم.

وبيّن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال حديثه بملتقى الأزهر، والذي عقده الجامع الأزهر الاحد بعد الانتهاء من صلاتي العشاء والتراويح، تحت عنوان " المقاصد العامه للشريعة الإسلامية "، أن المتأمل في قوله تعالى "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"، يدرك أن الله تعالى قد وضع في هذا التشريع جملة من المقاصد العامة والمقاصد الخاصة.

وأوضح أن كلا النوعان يحققان المقصد الرئيس من خلقه ويدفعان به إلى الوصول إلى رضوان الله تعالى وتحقيق الهدف الرئيس للدين والمتمثل في تحقيق الصلاح في الحال والفلاح في المآل، موضحا أن الحديث عن المقاصد العامة يأتي لإظهار كمال هذا التشريع، وبيانا لعظمة هذا الدين، ثم تأكيد على المراد من العباد لله تبارك وتعالى، مبينا أن كل عبادة من العبادات لها مقاصد عامة تعود على المجتمع، ومقاصد خاصة تعود على الفرد، مستشهدا بقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، قائلا " هذه التقوى التي هي أمارة للإيمان وعلامة لصحيح الإسلام وبوابة للوصول إلى مقام الإحسان، لها مزية تعود على الإنسان من حيث أنها تحول بينه وبين حرمات الله، وإذا أدرك الإنسان معناها كان أبعد الناس عن إيذاء المجتمع.

موضوع مقاصد الشريع خطير ومهم وحساس

من جانبه، أكد الدكتور محمود عبد الرحمن، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، أن موضوع مقاصد الشريع موضوع خطير ومهم وحساس، حيث أنه يمثل أحد أجنحة الحفظ الثلاثة لهذا الدين، والتي أولها حفظ النص كما نزل، وهو مقصد من مقاصد البعث، وثانيها حفظ معنى النص، الذي بدونه لا توجد فائدة  لفهم النص وحفظه من الـتأويل والتحريف، وثالثها حفظ مقصد النص، أي سر الحكم ومقصود الدلالة.

وحذّر الأستاذ بكلية الشريعة والقانون، من الوقوف على ظاهر النصوص دون فهم معانيها ومقاصدها، مؤكدا أن هذا السلوك فيه هدم للشريعة، لأن التعمق والتبحر في فهم النصوص وأسرارها يجعلها أمام المتفقهين في الدين نصوصا معطائة غير محصورة إلى يوم القيامة، كما يجعل النص الواحد كأنه كتاب مملوء من النصوص، وهو ما يطلق عليه علماء المقاصد بالفقه الحي، كما يسميه الإمام الزركشي ب"فقه الفقه"، مؤكدا أن هذا الفقه هو قبلة المجتهد، حيث إذا أراد أن يفتي فعليه أن يتوجه إلى فهم القصد والسر وراء هذه النصوص، والذي بدونه يشعر المجتهد أو الباحث بالضيق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى الظهر الشريعة والقانون الله تعالى هذا الدین شهر رمضان من علامات

إقرأ أيضاً:

علامات الحب الإلهي والتدرج في العلاقة مع الله

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الطريق إلى تقوية محبة الله عز وجل في قلب العبد يمر عبر التخلية والتحلية؛ أي إخراج حب غير الله من القلب وإدخال حب الله مكانه. 

فكما ورد في القرآن الكريم: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}. وأشار جمعة إلى أن قوة هذه المحبة تجعل الإنسان يعيش شعورًا باللذة والسعادة الروحية، حتى أن بعض أهل الله وصفوها بأنها لذة لو عرفها الملوك لجالدوا عليها بالسيوف.

علامات محبة الله في حياة العبد
تتجلى محبة الله في حياة المؤمن بعدة علامات جاء ذكرها في القرآن الكريم:

حب القتال في سبيل الله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}، وهي إشارة إلى كراهية الله للإدبار والفرار من المسؤوليات الدينية.

حب التوبة والنقاء: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، ما يدل على أن الاستمرار في المعصية مرفوض، بينما يحب الله من يسعى للتوبة والنقاء.

اتباع الرسول ﷺ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، فتكون المحبة حافزًا لاتباع شرع الله والاقتداء بالنبي.

وأوضح جمعة أن الله يعطي الدنيا لمن يشاء، لكنه لا يمنح الإيمان إلا لمن يحبه، كما جاء في الحديث الشريف: «إن الله يُعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يُعطي الإيمان إلا من يحب» (أخرجه الحاكم).

الحب الإلهي والتدرج في العلاقة مع الله
وأشار جمعة إلى أن محبة الله للعبد تتدرج بحسب قربه منه، كما روى النبي ﷺ عن ربه: «لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببت كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به…». وفي حديث آخر: «إذا أحب الله تعالى عبدًا ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه»، مما يوضح أن الابتلاء والصبر جزء من ترسيخ الحب الإلهي.

الحب يولد التزامًا وشوقًا
محبة الله تؤدي إلى محبة الإسلام، واتباع الشريعة، وحب الجنة، وحب النبي ﷺ، وحب التكليف الشرعي، بما يبعث في النفس شوقًا لأداء الواجبات والطاعات. كما يضع الحب في قلب المؤمن رقابة ذاتية تُوجهه وتجعله واعظًا من نفسه وزاجرًا عن المعاصي، أي يقبل النصيحة ويبتعد عن المنكر بمحض إرادته.

 

مقالات مشابهة

  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش غدًا: الطلاق "رؤية فقهية"
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يناقش وجوه الإعجاز في خلق الخيل.. اليوم
  • ماذا تعرف عن علامات المنافقين؟
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون
  • علامات حسن الخاتمة في الشرع الشريف
  • دُعَاءِ سيدنا رسول الله ﷺ.. الأزهر يكشف
  • ملتقى الجامع الأزهر يوضح أثر أبو بكر الصديق في بناء الدولة الإسلامية على العدل والمساواة
  • علامات الحب الإلهي والتدرج في العلاقة مع الله
  • ملتقى القاهرة للمسرح الجامعي يهنئ خالد جلال بتكريمه
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يوضح أثر أبو بكر الصديق في بناء الدولة الإسلامية على العدل والمساواة