تحديات تقنية تؤخر إطلاق جهاز الذكاء الاصطناعي من OpenAI وجوني إيف
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
يبدو أن طموح شركة OpenAI والمصمم الشهير جوني إيف لإطلاق جهاز ذكاء اصطناعي ثوري لا يزال يواجه عقبات تقنية معقدة، قد تُرجئ ظهوره الرسمي إلى عام 2026، بحسب تقرير حديث لصحيفة فاينانشال تايمز.
فبينما يتطلع العالم إلى أول جهاز مادي من OpenAI بعد النجاحات الهائلة لتقنيات مثل ChatGPT، تشير التقارير إلى أن المشروع لا يزال في مرحلة التطوير الدقيقة، حيث تواجه الشراكة بين سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، وجوني إيف، المصمم الأسطوري لأجهزة Apple السابقة، مجموعة من التحديات التقنية والتمويلية قبل أن يرى المنتج النور.
ووفقًا لمصادر الصحيفة البريطانية، تتمثل أبرز المعضلات الحالية في تحديد هوية المساعد الصوتي المدمج في الجهاز وطبيعة تفاعله مع المستخدمين. إذ تعمل OpenAI على تطوير شخصية رقمية تتمتع بذكاء وسلوك طبيعي يجعلها أقرب إلى صديق رقمي متفاعل وليس مجرد مساعد آلي جامد أو غريب الأطوار، وهي مهمة معقدة تتطلب دقة في التصميم الصوتي والسلوكي لضمان تفاعل واقعي وجذاب للمستخدمين.
لكن التحديات لا تتوقف عند حدود البرمجة. فبحسب التقرير، لا تزال الشركة تسعى لحلّ أزمة الخصوصية التي تثيرها فكرة “الجهاز الذي يستمع دائمًا”، إذ من المفترض أن يكون المنتج الجديد قادرًا على متابعة البيئة المحيطة بالمستخدم والتفاعل معها لحظيًا، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة تتعلق بكيفية حفظ بيانات المستخدمين ومنع إساءة استخدامها.
وإلى جانب هذه العقبات التقنية، يواجه المشروع أيضًا مشكلة أخرى تتعلق بالتكلفة. فمع تضخم احتياجات الحوسبة اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يزداد الضغط على ميزانية تطوير الجهاز، خصوصًا إذا كانت OpenAI تخطط لإنتاجه بكميات كبيرة وتقديمه بسعر تنافسي.
حتى الآن، لا تزال تفاصيل الجهاز غامضة إلى حد كبير، لكن التسريبات القليلة التي نقلتها فاينانشال تايمز تشير إلى أن سام ألتمان قد ألمح لبعض موظفيه إلى أن الجهاز سيكون صغير الحجم، أقرب إلى أجهزة الجيب، وسيتمتع بقدرات استشعار متقدمة تجعله واعيًا ببيئته دون الحاجة إلى شاشة تقليدية. وهذا يعزز التوجه الجديد في سوق الأجهزة الذكية نحو الاعتماد على التفاعل الصوتي والبيئي بدلاً من الشاشات.
ومع ذلك، يبدو أن OpenAI تتعامل بحذر بالغ مع هذا المشروع، خصوصًا بعد التجارب الفاشلة التي شهدها السوق مؤخرًا لأجهزة ذكاء اصطناعي مشابهة. وأبرز مثال على ذلك جهاز Humane AI Pin، الذي أثار ضجة واسعة عند إطلاقه لكنه سرعان ما خرج من المنافسة بعد فشل مبيعاته، ما جعل شركات التقنية أكثر تحفظًا في خوض مغامرات مشابهة دون ضمان تجربة استخدام عملية وجاذبة.
المؤشرات الحالية توحي بأن OpenAI وجوني إيف يسعيان إلى تقديم منتج مختلف جذريًا عن أي تجربة سابقة، يدمج بين التصميم الفاخر والذكاء الاصطناعي المتطور والتفاعل الطبيعي مع المستخدم. ولكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يبدو أن الفريق أمامه المزيد من الوقت لتخطي العقبات التقنية وضمان جاهزية النظام على المستوى التجاري.
وفي حال نجح المشروع، قد يشكل هذا الجهاز نقطة تحول جديدة في عالم الأجهزة الذكية، إذ من المتوقع أن يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية من خلال واجهة استخدام صوتية وسلوكية متكاملة، تقدم تجربة أكثر خصوصية وذكاءً من أي وقت مضى. أما الآن، فكل الأنظار تتجه نحو عام 2026، حيث من المرجح أن تكشف OpenAI عن أول لمحة رسمية لجهازها المنتظر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جوني آيف الأجهزة الذكية الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن التكنولوجيا أصبحت المحرك الأساسي لتطوير العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التعليم يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية تشمل إدارة المنظومات التعليمية رقميًا، وتطوير المحتوى التعليمي الموجه للطلاب، بجانب المنصات الرقمية التي توفر التعليم بأسلوب مرن يناسب احتياجات المتعلمين في مختلف المراحل.
جاءت تصريحات الوزير خلال ورشة العمل الوطنية للتصديق على إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT)، والتي نظمتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، بهدف إعداد المعلمين وتطوير قدراتهم وتمكينهم من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في دعم التعليم.
وأوضح طلعت أن منظومة التعليم لم تعد مقتصرة على الطالب والمعلم فقط، بل أصبحت تقوم على مثلث متكامل يضم الطالب والمعلم ومنظومات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي أصبحت توفر المعرفة وتدعم العملية التعليمية من الجانبين. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي التوكِيلي يمثل الجيل الأكثر تطورًا من الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما يعيد رسم ملامح التعليم حول العالم، مشددًا على أهمية استيعاب هذه التحولات في النظام التعليمي المصري.
وأشار الوزير إلى أن التحول الرقمي في التعليم لا يمكن تحقيقه بمعزل عن التعاون بين وزارتي الاتصالات والتعليم، موضحًا أن هذا التعاون يمثل ركيزة أساسية لتطويع التقنيات الحديثة بما يخدم تطوير التعليم وبناء أجيال قادرة على الإبداع والمنافسة في المستقبل.
وأكد أن مصر تعمل بخطى ثابتة على تطبيق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع المعايير العالمية، مع تكييفها بما يتناسب مع الثقافة المصرية ومنظومة التعليم الوطنية.
وخلال كلمته، هنأ طلعت معهد تكنولوجيا المعلومات على فوز منصة مهارة-تك بجائزة اليونسكو لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم لعام 2025، واصفًا المنصة بأنها نموذج يحتذى به في تقديم محتوى تدريبي متطور يخدم مختلف القطاعات ويساهم في نشر ثقافة التعلم الرقمي وتعزيز المهارات التكنولوجية لدى الشباب والمعلمين.
وأكد الوزير أن إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين لا يقتصر على التدريب التقني فقط، بل يهدف إلى ضمان تمكين المعلمين من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ومبتكر لدعم العملية التعليمية، مع تزويدهم بالمهارات التي تساعدهم على توجيه الطلاب نحو الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات.
وأشار إلى أن هناك تعاونًا مستمرًا بين وزارتي الاتصالات والتعليم لتأهيل المعلمين في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال برامج تدريبية متقدمة، لافتًا إلى التعاون مع شركة HP مصر لتنفيذ برنامج أكاديمية الابتكار والتعليم الرقمي في مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية، إلى جانب الشراكة مع مايكروسوفت وIBM وهواوي لتقديم منظومات تدريبية متطورة لرفع كفاءة الطلاب والمعلمين في هذا المجال.
كما استعرض الوزير مبادرة Digitopia السنوية التي أطلقتها الوزارة لاكتشاف ودعم الأفكار والمشروعات الابتكارية التي تسهم في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا أن المسابقة تستهدف فئات عمرية تبدأ من الصف الرابع الابتدائي وحتى سن 35 عامًا، من أجل تحفيز الشباب على ابتكار حلول تكنولوجية تخدم المجتمع وتواجه تحدياته اليومية.
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور عمرو طلعت على أن الذكاء الاصطناعي يمثل الأداة التي تعزز قدرات المعلم وتفتح آفاقًا جديدة للتعلم، لكنه لا يمكن أن يحل محله، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي هو الأداة، والمعلم هو البوصلة التي توجه عقول الأجيال القادمة نحو المستقبل.
بهذا التوجه، ترسم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات معالم مرحلة جديدة من التحول الرقمي في التعليم المصري، تقوم على تمكين المعلمين بالمهارات الرقمية، وبناء منظومة تعليمية حديثة تواكب التطورات التكنولوجية وتؤسس لجيل قادر على قيادة اقتصاد المعرفة.