تقييد الصادرات التركية إلى إسرائيل يفاقم أزمات قطاع المقاولات
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
حذرت جمعية المقاولين الإسرائيليين من أن قرار تركيا تقييد تصدير 54 منتجا إلى إسرائيل اعتبارًا من اليوم سيكون له تأثير مباشر على أسعار الشقق السكنية في إسرائيل.
أسعار الشققونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن جمعية المقاولين قولها: "تأثير قيود التصدير من المتوقع أن يؤثر على أسعار الشقق"، مبينةً أن العديد من المستوردين الإسرائيليين يستوردون المواد من تركيا.
والقرار التركي جاء ليزيد الطين بلة في قطاع المقاولات الإسرائيلي إذ يعاني في الأساس من حالة أقرب إلى شلل جراء منع العمال الفلسطينيين من العمل في إسرائيل، وفشل استقدام عمالة من دول آسيوية أخرى إلى الآن.
وقالت الجمعية: "صناعة البناء تعتمد بشكل كبير على تركيا، حيث يتم استيراد الأسمنت من هناك بكميات كبيرة وكذلك العديد من أنواع المنتجات بجميع أنواعها، مثل الجبس والمواد الخاصة بصناعة الحمامات وغيرها".
وأضافت: "كل هذه تؤثر على سعر الشقق، الأسمنت هو تكلفة قليلة فقط من تكلفة الشقة، ولكن إذا قمت بتجميع كل شيء معا، فسيكون له تأثير كبير على السعر".
من جهته، حذر رئيس نقابة المصنعين ورئيس هيئة رئاسة أرباب العمل والشركات، رون تومر، من تأثير القرار التركي خاصة في مجال الصلب والأسمنت.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عنه قوله: "الأتراك يستولون بالفعل على صناعة الصلب، التي لم يتبق منها سوى مصنعين في إسرائيل، وصناعة الأسمنت، التي لم يتبق منها سوى مصنع واحد، وأكثر من ذلك".
والمنتجات التي تم تقييد تصديرها إلى إسرائيل هي مقاطع الألمنيوم وأسلاك الألمنيوم والأصباغ والقضبان والأسلاك النحاسية وخلاطات الخرسانة والأنابيب الفولاذية ومشتقاتها، وقضبان أسلاك الفولاذ والأدوات والمستودعات الفولاذية والجسور الفولاذية وأبراج الصلب والأعمدة الفولاذية والأسمنت والكتل والألواح المخصصة للبناء من الأسمنت أو الخرسانة أو الحجر الصناعي.
وتشمل القائمة جميع مواد البناء من الحديد والصلب وجميع أسلاك الحديد والصلب والحفارات والكابلات الكهربائية واللوحات الكهربائية والبلاط وكابلات الألياف الضوئية والموصلات الكهربائية والرافعات الشوكية والغرانيت والحبال والكابلات ومنتجات الخردوات والزيوت الهيدروليكية وحديد الإنشاءات وآلات البناء والمواد العازلة المستخدمة في البناء والزجاج المستخدم في البناء والمُركبات الكيميائية والأسمدة الكيماوية والكلنكر والدلاء والمغارف والمجارف والكلاّبات والخطافات والكبريت والزيوت المعدنية وسلاسل الأسطوانات ورخام وآلات معالجة المعادن والمواد الكيميائية المستخدمة بمعالجة المعادن والأسمدة المعدنية وزيوت المحركات والمنصات الخشبية والأنابيب البلاستيكية والمنصات اللوحية والسيراميك والأصباغ المذيبة وماكينات سحب الأسلاك وآلات النشر والطوب وبنزين الطيران ووقود الطائرات والورنيش والرافعات والمواد اللاصقة والغراء ومنتجات الصلب المسطحة.
ووفق وزارة التجارة التركية، فإن القيود على الصادرات إلى إسرائيل ستظل سارية حتى تعلن تل أبيب وقفًا فوريًا لإطلاق النار في غزة وتسمح بتقديم مساعدات كافية ومتواصلة للفلسطينيين.
جاء ذلك بعد نحو أسبوع من نقل صحيفة غلوبس الإسرائيلية عن مصدر لم تسمه، قوله إن الصادرات من تركيا إلى إسرائيل إما تأخرت أو لم تتم الموافقة عليها منذ أواخر الشهر الماضي.
وذكرت وكالات تعمل مع المستوردين الإسرائيليين أن مصدر التأخير هو الحكومة التركية، ولم يكن من الواضح إلى متى سيستمر الوضع.
وذكرت غلوبس أنه منذ يوم الجمعة 29 مارس/آذار الماضي لم يكن من الممكن دفع رسوم التصدير للشحنات من تركيا إلى إسرائيل، إذ كان يظهر الموقع الإلكتروني المخصص خطأ تقنيًا، مع عدم وجود خيار للمضي قدما في العملية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات إلى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
تعز اليمنية.. أكثر مدن العالم شحة في المياه والحصار يفاقم الأزمة
تعيش محافظة تعز جنوب غرب اليمن، أزمة مياه خانقة منذ أسابيع، فاقمتها الحرب والحصار الذي تفرضه جماعة "أنصار الله" الحوثي، ناهيك عن تأخر موسم الأمطار الذي استنزف المخزون المائي البديل هذا العام.
ودفعت هذه الأزمة السكان إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع لمطالبة السلطات الحكومية بتوفير حلول عاجلة لأزمة المياه التي تجتاح المحافظة الأكثر كثافة سكانية في البلاد.
وتعد محافظة تعز، أكثر المناطق حول العالم شحة في المياه، حيث يصل احتياج السكان في الظروف الطبيعية إلى 35 ألف متر مكعب في اليوم الواحد، بينما كانت المؤسسة تنتج ما بين 16 إلى 18 ألف متر مكعب في اليوم.
ومنذ اندلاع الحرب تدنت الإنتاجية لتتراوح ما بين 2500-3000 متر مكعب في اليوم، أي بعجز يصل إلى 144 بالمئة تقريبا.
أكبر مدن العالم شحة بالمياه
وحول ذلك قال الصحفي والكاتب اليمني، سلمان الحميدي إن محافظة تعز تعد من أكبر المدن ـ حول العالم ـ التي تعاني من شحة المياه، مضيفا أن هذه المشكلة ليست جديدة، فمنذ سيطرة مليشيا الحوثي على الأجزاء الشرقية الشمالية من المحافظة، تفاقمت الأزمة الراهنة، ذلك أن الآبار الرئيسية التي تمد المدينة بالماء تتركز في مناطق سيطرة المليشيا، وفق تعبيره
وتابع الحميدي في حديث خاص لـ"عربي21" بأن المشكلة موجودة من زمان، وكانت الدراسات تجرى من إبان علي عبدالله صالح (الرئيس اليمني الراحل) الذي وعد بإنشاء محطة تحلية في ساحل تعز، المخا، لمعالجة مشكلة المياه بتعز، لأنه لا يوجد حل جذري ومستدام للمشكلة غير إنشاء المحطة.
وأضاف، "وبالفعل كانت الحكومة قد بدأت بالبحث عن تمويل المشروع الذي سيمد محافظتي تعز وإب بالمياه، وللأسف تم الإعلان عن مئات الملايين من الدولارات والمنح والتمويل والقطاع الخاص.. لكنها ذابت كالملح في أحواض الفاسدين".
كما أكد الحميدي على أن الأزمة الراهنة تفاقمت بسبب عدد من العوامل أبرزها "سيطرة المليشيا الحوثية على الآبار وفشل السلطة في إدارة مشروع المياه والمنح المخصصة لتوفير مصادر مياه ـ ولو مؤقتة"، بالتوازي مع "زيادة السكان" والتي تعني زيادة استهلاك المياه مقابل نضوب الموارد وقلة الأمطار وتأخرها.
5 أحواض 4 منها بيد الحوثيين
من جانبه، قال مدير عام الحصار في تعز، ماهر العبسي إن أزمة المياه التي تشهدها تعز هي مزمنة من قبل الحرب، حيث تعاني المدينة من شحة المياه ولكن ليس بهذا الشكل الحالي.
وأضاف العبسي في حديث خاص لـ"عربي21" أن هناك في تعز خمسة أحواض مائية أربعة منها واقعة تحت سيطرة الحوثيين في الحوجلة والحيمة والحوبان شمال شرق المدينة، حيث يحوي كل حوض على 20 إلى 30 بئر، فيما هناك حوض واحد في المدينة مكون من آبار صغيرة كانت مخصصة للطوارئ أو ما يسمى " آبار إسعافية".
وبحسب مدير عام الحصار في سلطات تعز فإنه منذ بداية الحرب، أوقف الحوثيون ضخ المياه إلى داخل المدينة، بينما لا تستفيد المناطق التي تحت سيطرة الجماعة من هذه الآبار، بسبب عدم وجود شبكة توزيع المياه إلى منازل السكان في تلك المناطق، بينما شبكة متصلة إلى المنازل داخل المدينة، المركز الإداري للمحافظة.
وقال المسؤول الحكومي إن الأحواض التي يسيطر عليها الحوثيون شمال شرق تعز تشكل ما نسبته 70 إلى 80 بالمئة من الماء إلى مدينة تعز، فقطعها سبب كارثة كبيرة على هذه المدينة الأكثر كثافة سكانية في اليمن.
وتابع، "وبعد تأخر موسم الأمطار بدأت أزمة المياه في تعز بالظهور نتيجة جفاف بعض الآبار التي تتغذى من الأمطار، وهو ما سبب في ارتفاع أسعار صهاريج بيع المياه بشكل غير مسبوق".
وكشف العبسي عن "قيام بإجراء لقاءات مع مسؤولين أمميين أبرزهم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، لمناقشة هذه الأزمة"، مؤكدا أن المسؤول الأممي أكد لهم أنهم قاموا بعملية ضخ تجريبي من منطقة الحوبان الواقعة تحت سيطرة الحوثيين للمياه لمدة خمسة دقائق.
كما وعد بترتيب اتفاقات تسوية بين السلطات الحكومية في تعز والحوثيين بشأن إعادة ضخ المياه عبر الشبكة الرئيسية الواقعة شمال شرق المحافظة.
من جانبه، قال مسؤول الحصار في السلطات الحكومية بتعز، إن هذه الوعود قد تكررت وبشكل دوري منذ سنوات"، مشيرا إلى أن "إعادة ضخ المياه إلى المدينة بحاجة إلى قرار ولا يحتاج إلى لجان كتلك التي جرت في اتفاقات الطرقات وغيرها".
جفاف وإيقاف ضخ المياه
بدوره قال الصحفي والناشط الشبابي اليمني عبدالجبار النعمان إن أسباب أزمة المياه الحالية في تعز تعود "لقيام الحوثيين بإيقاف ضخ المياه من منطقتي الحيمة والحوجلة الخاضعتين لسيطرتها إلى وسط المدينة منذ سنوات".
وتابع النعمان حديثه لـ"عربي21" بأنه خلال الفترة الأخيرة جفت آبار المياه في منطقة الضباب الواقعة في المدخل الجنوبي الغربي من مدينة تعز بسبب عدم هطول الأمطار حيث كانت المدينة تتغذى منها طوال فترة الحصار المفروض عليها من قبل العصابة الحوثي منذ 10 سنوات.
وتعتبر مدينة تعز ( المركز الإداري للمحافظة ذات الاسم) من أكثر المدن عطشا على مستوى العالم، وفق يمنيين، فيما تقف السلطات الحكومية عاجزة أمام توفير حلول لوضع حد لكارثة انعدام المياه والتي يمكن أن تهدد حياة السكان وتتسبب في وجود كارثة بيئية وانتشار خطير للأمراض.