هاشم: المطلوب التعاطي مع التطورات الأخيرة بمسؤولية
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
أمل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أن "يستلهم البعض مفاهيم المحبة والتضامن من قيم ومعاني العيد والاقلاع عن لغة الاثارة والتحريض لتجنيب وطننا المزيد من التوتر والانقسامات في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها المنطقة ويصيب وطننا الكثير من تداعياتها".
وقال بعد لقاءات في منزله في شبعا: "أمام استمرار العدوان الاسرائيلي على قرى وبلدات الجنوب كانت عودة ابناء الجنوب صباح العيد الى قراهم رسالة تحد للعدو بأنه مهما حاول قتل الحياة في الجنوب فإن ارادة الجنوبيين ستبقى أقوى من همجيته وستنتصر ارادة الناس كما في كل مرة على مشاريع العدو".
واعتبر أن "إفشال المخطط الاسرائيلي وإنقاذ وطننا يتطلب استقراراً داخلياً وموقفاً وطنياً نابعاً من حكمة ووعي وإدراك وطني يفوت الفرصة على المصطادين في الماء العكرة".
كما اشار الى ان "المطلوب التعاطي مع التطورات الأخيرة وخاصة الجرائم المرتكبة والمدانة والمستنكرة والمرفوضة من كل اللبنانيين بمسؤولية وعقلانية بعيدا من الاستثمار والاستغلال السياسي زيادة في شعبوية زائفة أمام المخاطر التي تتركها المنزلقات التي قد تجرها بعض العقول المغامرة، وهذا ما يهدد الأمن والاستقرار الوطني وفي لحظة سياسية معقدة يحتاج فيها وطننا الى تضافر جهود جميع مكوناته والاسراع الى نقاش حقيقي حول سبل إخراجه من دائرة المراوحة لإعادة الحياة إلى المؤسسات، وبدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية، بحيث أصبحت الضرورة الوطنية تحتم تفاهما وتوافقا لان الظروف لا تحتمل مزيدا من الانتظار واضاعة الوقت اذ يكفي ما أصاب البلد بنتيجة الشغور حتى اليوم".
وختم: "ما قد تحمله المرحلة المقبلة تتطلب إعادة انتظام عمل المؤسسات لتأخذ دورها في معالجة الملفات والقضايا الشائكة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تخلَّص من "لكن".. وابدأ التغيير الآن
د. ذياب بن سالم العبري
في تفاصيل أحاديثنا اليومية ومجالسنا العامة، كثيرًا ما نسمع عبارات تبدأ بحلم جميل وتنتهي بـ"لكن" صغيرة تُفرغ الحلم من معناه. "كنت سأبدأ مشروعي، لكن ظروفي لم تسمح”، أو “كنت أطمح للتغيير، لكن الفرص ليست في متناولي”. وتظل هذه “اللكن” حاضرة، تصنع حولنا جدارًا من الأعذار، وتدفن تحتها كل طموح بدأ يتحرك في دواخلنا.
المجتمع العُماني، بكل ما يزخر به من فرص تنموية وبإرث حضاري عريق، يشهد اليوم تحولات متسارعة تدعو للفخر. ومع ذلك، نجد أن كثيرًا من الطاقات الكامنة تتراجع لا لضعف في القدرات أو نقص في الإمكانيات، بل لاستسلام مبكر لتلك الـ"لكن" التي نسجناها بأيدينا. وقد علمتنا التجارب أن الانتظار لا يجلب إلا مزيدًا من الانتظار، وأن النجاح لا يتشكل من الأمنيات، بل يُصنع من إرادة صلبة وخطوات ثابتة مهما كانت صغيرة في بدايتها.
المعادلة بسيطة؛ تحمل مسؤولية حياتك، لا تضع مصيرك بيد الظروف أو الأوضاع المحيطة. النجاح لا يُهدى، بل يُنتزع انتزاعًا بالعمل والتخطيط والإصرار. في عُمان، رأينا من نشأوا في بيئات بسيطة ومتواضعة، ولكنهم صنعوا أسماءهم، وبنوا مكانتهم لأنهم آمنوا بأنفسهم وتحركوا في اللحظة التي قرروا فيها ألا ينتظروا الظروف المثالية التي قد لا تأتي أبدًا.
ومن ينظر في أحوال الناجحين يرى أن السر ليس في أنهم وُلدوا بثقة جاهزة أو حظ استثنائي، بل لأنهم غيروا الطريقة التي يتحدثون بها مع أنفسهم. الإنسان عدو نفسه عندما يكثر من الشكوى، وصديقه الأقرب عندما يختار أن يحدث ذاته بلغة الدعم والتحفيز. فبدلًا من أن يقول: “أنا ضعيف”، يقول: “أنا أتعلم وأتطور”. وبدلًا من أن يردد: “الفرص قليلة”، يؤمن أن: “الفرصة تُصنع حين لا توجد”.
التفكير الإيجابي وحده لا يكفي، إذ لا بُد أن يقترن بالفعل. كثيرون ينتظرون اللحظة المناسبة ليبدأوا، لكن اللحظة المناسبة لا تُرسل بطاقات دعوة، بل تُنتزع بالمبادرة والعمل. نرى ذلك بوضوح في تجارب كثير من شبابنا العُماني الذين انطلقوا من مبادرات صغيرة، متواضعة، ولكنهم كانوا يحملون إيمانًا عظيمًا بأنفسهم، فلم يتوقفوا، ولم يرهقهم تأجيل ولا تسويف.
ولا يقل عن أهمية التفكير والفعل، نوعية البيئة التي تحيط بك؛ فمن يعيش في أوساط محبطة، لا يسمع فيها إلا التثبيط والسخرية من الطموحات، سيجد ثقته بنفسه تذبل يومًا بعد يوم. أما من يختار أن يحيط نفسه بأشخاص ملهمين، داعمين، يرون في كل تحدٍ فرصة وفي كل عثرة درسًا، فسيمضي بثبات نحو أهدافه. وهذا درس تعلمناه من طبيعة مجتمعنا العُماني المتكاتف، حيث الدعم الاجتماعي والقرب من أهل الخبرة والمعرفة كان وما زال ركيزة من ركائز التقدم.
ولا بُد أن نُشير إلى أن الثقة ليست شعورًا ينتظرنا لنشعر به كي نبدأ، بل غالبًا ما تتشكل أثناء السير في الطريق. طريقة وقوفك، حديثك، نظراتك، كلها رسائل تبعثها إلى نفسك قبل أن تصل إلى الآخرين. حين تتصرف كما لو كنت واثقًا، ستجد داخلك يتماهى مع هذا الإحساس شيئًا فشيئًا، حتى يصبح طبعًا ثابتًا لا يزول.
في نهاية المطاف، الحياة لا تخلو من الصعوبات، في عُمان أو غيرها من بقاع الأرض، ولكن الحقيقة الباقية أنَّ من ينجح ليس بالضرورة من وُلد في ظروف مثالية؛ بل من صمّم أن يتحرك رغم كل العقبات. لا تنتظر أن تتهيأ الظروف، ولا تضع بينك وبين أحلامك جدار الأعذار. “لكن” ليست نهاية الجملة، وليست نهاية الطريق.
تخلَّص من “لكن”، وابدأ التغيير الآن؛ فكل حلم عظيم بدأ بفكرة صغيرة، وكل نجاح ملهم كانت بدايته خطوة جريئة في وقتٍ قال فيه الجميع: ليس الآن. الواقع أن الآن هو أفضل وقت للبدء؛ فالفرص لا تُمنح؛ بل تُصنَع، وأنت وحدُك من يُقرِّر متى تَصنَع فرصتك.