مرحلة انتزاع الحق بالقوة والسلاح
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
في عالم تنعدم فيه الأخلاق والقيم ويحل محلها النفاق والمداهنة والتنصل عن المسؤولية لا يمكن أن تعود الحقوق لأصحابها إلا بالقوة.
ولذلك فإن قوى محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان.. كذلك في اليمن ..بلد الحكمة والإيمان، هبت لمساندة الأشقاء في فلسطين، وبالقوة دفاعاً ونصرتا لمظلومية المخذولين والاحرار من أبناء غزة الكفاح والحرية.
ورغم صمت هذا العالم المتآمر بالسكوت وبالخذلان وبالسلاح أيضاً على قضايا أمته المحقة .
كذلك العالم الغربي ودول الشر والإجرام الأزلي منحلة الاخلاق وهرم النازية والكفر والإلحاد على مر التاريخ وحياة الإنسان البشري في هذه المعمورة.. المتشدقين بالإنسانية والحقوق الكونية وهم منها براء وقد ظهروا متعرين وكاذبين أمام محنة ومظلومية الشعب الفلسطيني الغريب والمتروك.
بهذه الطريقة فقط يمكن الثأر ممن سلبوا الحرية والأمان والحياة الكريمة من أطفال ونساء وشيوخ أبناء فلسطين الأبية في هذا الزمن وهذا العالم الذي لو كان فيه للحق والعدل مقام، ولو كان الحق فيه مصاناً لكان هذا الإجرام وهذا العدوان في مقام الاتهام والمحاكمة على كل تلك الجرائم والبطلان
ولكنها حقيقة الجفا والتآمر والخذلان الأممي والعالمي لمظلومية الشعب الفلسطيني تجسد شريعة الغاب التي تمجد الظالم وتدين المظلوم.
وبالتالي فإن مرحلة الانتزاع للحقوق والحريات بالقوة جاءت ملائمة ومهيأة هيأها الله وهيأ لها الأوقات والظروف في واقع هذه المرحلة الشديدة الإغراء والتقلبات
ولكون الواقع الذي نعيشه اليوم بما فيه من ردة وخيانة وانحرافات لا يمكن وبأي حال من الأحوال أن تعاد فيه الحقوق المسلوبة وتصان الأعراض وتحفظ المقدسات إلا بواسطة قانون القوة والسلاح والتضحيات.
وبفضل الله ثبت جلياً للعيان عبر ترجمة هذه المعادلة واقعا في الميدان من خلال العملية البطولية “طوفان الأقصى” التي آتت ثمارها ونتائجها العملية والمشرفة والإيجابية في عمق وصلب الميدان مع قوى الشر والكفر والعدوان
كذلك في الواقع الفلسطيني وواقع الأمة الإسلامية ككل فإننا نرى حرية وعزة وتفانياً.في كل الأقطار في اليمن والعراق والشام وإيران.
فهي قد أعادت وبجلاء ذهاب الأحزان- وسدد الله خطى من أطلقها وقام وشارك وساند فيها – من جديد الحياة الكريمة بمتعتها الحرة والعزيزة في جسم وواقع هذه الأمة التي كادت -والله المستعان- تحتضر.
الخزي والعار لهم ما بقيت الأزمان -التطبيع النفاقي والانسياق الأهوج والوضيع من قبل قادة أنظمة وشعوب تدعي الدين والعروبة للأمريكي والصهيوني رأس الشر ومصدر العصيان و الجبت والطاغوت في هذا العالم .
ومع كل ذلك فإن الله- وهو حاكم الزمان والمكان في سننه وآياته ورغم عدائهم وما مكروه وبرغم الجراح والظلم والعناء وسفك الدماء وإزهاق الأرواح- ففي النهاية وفي قانونه العدل والحق فإنه لا يهدي كيد الكافرين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن عزة وانتصار على طاغوت الشر والاستكبار
لم تكن تصريحات المجرم ترامب بأن الحوثيين طلبوا منه إيقاف الضرب على اليمن مقابل وقف هجماتهم على سفنه سوى وسيلة غبية لتسويق الوهم وإدعاء البطولة الزائفة ومحاولة الظهور أمام العالم في موقف المنتصر وليس الخاسر المنكسر والمهزوم المنسحب بعد فشله وعجزه لقرابة شهرين عن تحقيق أدنى هدف من الأهداف التي حشد من أجلها كل قوته العسكرية إلى البحر الأحمر واستخدم اقصى إمكانياته الحربية وأهم ما في ترسانته البحرية.
لقد حرك اقوى حاملات الطائرات الأمريكية وسخر كل إمكانيات قوات المارينز بمختلف وحداتها التخصصية من أجل إنهاء الحظر المفروض على السفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ووقف عمليات الجيش اليمني على عمق الكيان المجرم وتدمير القدرات العسكرية والأسلحة اليمنية والقضاء على ما اسماهم -الحوثيين- حد تعبيره وعلى قياداتهم، وهذه هي الأهداف التي اعلنها منتصف مارس الماضي بعد قراره بتصنيفهم وإدراجهم في لائحة الإرهاب، وباشر عدوانه الإجرامي على اليمن معتقدا أنه سيحقق تلك الأهداف في أيام أو أسبوع كحد أقصى ويرفع راية الانتصار ويثبت اتهاماته لسلفه المجرم بايدن بتساهله وضعف تعامله مع اليمن.
لم يكن يتوقع أنه يرتكب أكبر حماقة في حياته، وأنه قد وجه قواته واغلى إمكانياته إلى مستنقع خطير لن تخرج منه إلا وهي تجر أذيال الهزيمة والانكسار فغروره وخيلاؤه قد اعماه عن اخذ العبرة والموعظة من تجربة من سبقه وفشله وانكساره طوال عام ونيف أمام اليمن، وهذا ما جعله يتلقى صدمة قاسية بعد تنفيذ أول عملية عدوانية على اليمن برد يمني قوي و مزلزل عجزت قواته عن صده أو مواجهته بكل قدراتها واجبر حاملات طائراته على الفرار والهروب هي والأسطول المرافق لها من أول موقع وصلت إليه إلى أقصى شمال البحر الأحمر وبما يزيد عن ٨٠٠كم.
ورغم ذلك فلم يكن أسطوله في مأمن وهو على هذا البعد، فقد لاقى ضربات قاسية وخاض معارك حامية الوطيس مع الجيش اليمني ومواجهات ضارية مني فيها بخسائر فادحة أسقطت طائراته المسيرة والحربية وتضررت حاملات طائراته والسفن المرافقة لها وقتل جنوده وتعرض لاستنزاف كبير في اهم أسلحة الردع التي يعتمد عليها في مواجهة أي تصعيد من الصين أو روسيا، وهذا ما جعل الرعب يتصدر البنتاغون والكونجرس ليعلو صراخهم ومطالبهم بوقف حماقة المجرم ترامب ووقف استنفاذه لأسلحة ما كان يجب أن تستخدم في مواجهات ثبت فشلها سابقا ولاحقا حتى بعد استخدام طائرات الشبح الأكثر تطورا (قاذفات B2) الاستراتيجية وثبت أن أمريكا هي الخاسر الأكبر فيها وعبروا عنها بتقارير رسمية وتحليلات عسكرية لكبار قادتهم ومحلليهم وخبراءهم.
ومع تطور أحداث المواجهات، وتضاعف الخسائر الأمريكية، واقرار القيادة اليمنية فرض الحظر على السفن الأمريكية وإعلان اليمن لقرار فرض الحظر على صادرات النفط الأمريكي الذي يمر أكثر من ٤٩% منه عبر البحرين الأحمر والعربي إلى دول شرق آسيا، اشتد الخناق على البعبع الأمريكي خصوصا بعد أن أهان اليمن كرامته ومرغ هيبته في وحل الطين وكشف سوأة هشاشة ردعه وقوته وصار محل سخرية لدول العالم ادرك أن استمراره في حماقته في اليمن سينتهي بسقوط أمريكا السقوط الذي لن تقوم لها قائمة بعده هرع مستغيثا بسلطنة عمان للدخول كوسيط له مع اليمن مقدما عروضا لوقف النار ومبديا استعداده لتنفيذ شروط اليمن وبعد مفاوضات غير مباشرة تم التوصل إلى اتفاق مع العدو الأمريكي اعلن منه ما يخص وقف اطلاق النار بين الطرفين وانسحاب البحرية الأمريكية من البحر الأحمر مقابل عدم استهداف اليمن للسفن الأمريكية مع بقاء قرار الحظر على السفن الصهيونية ساريا مع عدم تدخل أمريكا في المواجهات القائمة للجيش اليمني ضد العدو الصهيوني بأي شكل، إضافة إلى ذلك فمن المؤكد أن الاتفاق تضمن بنودا أخرى سرية لم يعلن عنها حفاظا على ماء الوجه الأمريكي، وأعتقد أن أهمها إلغاء قرار التصنيف الأمريكي لليمن وإدراجها في قائمة الإرهاب مقابل إلغاء اليمن لقرار حظر تصدير النفط الأمريكي، وما يؤكد ذلك أن القانون الأمريكي يحرم التفاوض مع أي جهة أدرجت بقرار أمريكي في قائمة الإرهاب إضافة إلى إعادة الإعمار ودفع التعويضات.
وكل ما سبق يدل على أن أمريكا لم تحقق أدنى هدف من الأهداف التي جاءت من أجلها واليمن كطرف وليس كهدف وكند ودولة وليس كجماعة وطائفة، وهذا يؤكد أن اليمن انتصر انتصارا كبيرا، لأنه من المعروف عالميا أن قبول الطرف الأقوى عسكريا للتفاوض مع الطرف الأضعف عسكريا يعتبر اقراراً ضمنياً من الأقوى بانتصار الأضعف عليه، فالطرف المنتصر لا يقدم عروضا للطرف الآخر ولا يبحث عن وسيطا لوقف اطلاق النار، ولا يقبل عروضا منه بل يفرض شروطه من موقع قوته، واليمن هو من فرض الشروط على العرض الأمريكي وليس العكس كما ادعى المجرم ترامب كاذبا في تصريحاته، واليمن هو الذي نجح في تحييد العدو الأمريكي عن ساحة المواجهة مع ربيبته المقدسة إسرائيل والثمن تأمين مصالحه.
وهذا يشير إلى أن اليمن بفضل الله حصد انتصارا تاريخيا على القوة العظمى المهيمنة على العالم وهذا ما أكده قائد الثورة أمس الخميس في خطابه الأسبوعي وما سيدونه التاريخ في أنصع صفحات المواقف اليمنية.