الغموض يلف مصير آخر مفقودة إسرائيلية في هجوم حماس
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
عندما دوت صفارات الإنذار صباح السابع من أكتوبر، لجأت بيلها إينون وزوجها ياكوفي إلى الغرفة الآمنة من منزلهما في نتيف هعسرا في جنوب إسرائيل، ثم فقد أثرها.
أعلن ياكوفي المهندس الزراعي المتقاعد، رسميا في عداد ضحايا هجوم 7 أكتوبر بعد العثور على حمضه النووي على بقايا بشرية.
لكن فقد أثر بيلها أستاذة الفنون التشكيلية.
في البداية أعلنت السلطات أنها قُتلت، لكنها تقول الآن أنها لا تستطيع الجزم بأنها لقيت حتفها. أما عائلة إينون، فمتأكدة من أنها قضت.
وتسلط قضيتها الضوء على صعوبة تحديد مكان جميع ضحايا هجوم 7 أكتوبر والتعرف عليهم.
خلف منزل الزوجين على بعد 500 متر من السياج الحدودي مع غزة، تم تزيين الملجأ برسوم وبـ"كلمات محفزة تعطي القوة" كانت المرأة السبعينية تحبها، على ما يقول أولادها.
وكانت نتيف هعسرا إحدى أولى المناطق التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر. وكانت طلائع المهاجمين عبرت السياج الحدودي بواسطة مظلات مجهزة بمحركات. وقتل 21 شخصا من أصل 900 عدد أبناء البلدة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وأصيب منزل عائلة إينون الخشبي بقذيفة واحترق، حسبما قالت حفيدة لهما لموقع واي نت الإخباري الإسرائيلي.
وكانت هذه واحدة من القذائف الأولى التي أطلقت في هجوم حماس في ذلك اليوم، والذي خلف 1170 قتيلا معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
واحتجز نحو 250 شخصا رهائن، لا يزال 129 منهم في الأسر بعد ستة أشهر وقتل 34 منهم وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة ردا على هجوم حماس إلى مقتل أكثر من 33600 شخص في قطاع غزة معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.
وفي الأسابيع التي أعقبت الهجوم، سعت قوات الجيش والشرطة وخبراء الطب الشرعي وحتى علماء الآثار لتحديد مكان رفات أكثر من 200 مفقود والتعرف عليها.
وبعد ستة أشهر، تقلصت قائمة المفقودين الرسمية إلى شخص واحد بيلها إينون.
وقال مور أحد أبناء بيلها الخمسة لوكالة فرانس برس إن المحققين تعرفوا على الحمض النووي العائد لوالده في حين أن "بقايا بشرية أخرى لم تكشف عن أي حمض نووي".
كان الجيش قد خلص في البداية إلى أن بيلها وياكوفي قتلا، لكنه عاد عن هذا الاستنتاج لعدم التعرف على الحمض النووي العائد لبيلها. وبحسب خبراء الطب الشرعي من المستحيل أن تمحى جميع الآثار الجينية في حريق.
واحترم أولاد الزوجين طقوس الحداد اليهودية في اليوم التالي للهجوم، باعتبار أن والديهما قضيا معا. وأكد مور لوكالة فرانس برس "بالنسبة لنا والدتي ليست مفقودة".
ويلقي شقيقه ماعوز، وهو ناشط سلام منذ فترة طويلة، بمسؤولية ما حدث على إخفاقات السلطات الإسرائيلية "المفقود (...) هو الحكومة الإسرائيلية".
ويوضح "كان الجيش يقول لنا دائما الشيء نفسه: نبقي حماس على مسافة بعيدة أنتم في أمان" وهي تأكيدات "في غير محلها".
واعتبر خبراء أن توقيت هجوم حماس ونطاقه وأسلوبه فاجأ أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول قضية بيلها إينون(75 عاما) رفضت وزارة الصحة الإسرائيلية التي تدير أجهزة الطب الشرعي، التعليق على الموضوع حالها حال قوات الشرطة والجيش.
وقال اللفتنانت كولونيل دانا نوف الضابط المسؤول عن التنسيق مع العائلة للقناة 12 الإسرائيلية في مارس "هذا لغز".
وأضاف "نحاول كشف ملابسات القضية والتوصل إلى نتيجة تسمح لنا معرفة ما إذا كانت على قيد الحياة أم لا" من دون استبعاد إمكانية أن تكون محتجزة رهينة، رغم يقين العائلة بأنها قتلت.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هجوم حماس فرانس برس
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: اتصالات إسرائيلية قطرية مباشرة لدفع مسار التهدئة بغزة
قال إعلام عبري، مساء الثلاثاء، إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أجرى "اتصالا استثنائيا" بوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، بدفع مباشر من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، لكسر حالة الجمود بمفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن ديرمر بحث مع وزير الخارجية القطري مسار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، مشيرة إلى أن الاتصال "جاء بعد ضغوط مارسها ويتكوف لإحياء مسار التهدئة".
ووصفت الصحيفة اتصال ديرمر ومحمد بن عبد الرحمن بـ"الاستثنائي"، موضحة أنه لم يجرِ عبر القنوات المعتادة مثل جهاز "الموساد"، المسؤول عادة عن إدارة هذا الملف.
وشددت على أن ويتكوف يسعى لكسر حالة الجمود التي تسود محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن "ويتكوف يريد ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس، وإرسال رد جديد على اقتراحه بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين".
وحتى الساعة 19:00 (ت.غ)، لم يصدر عن إسرائيل وقطر والولايات المتحدة تعليق على ما أوردته الصحيفة العبرية.
والسبت، أعلنت حماس أنها سلمت ردها إلى الوسطاء بشأن مقترح يتكوف، دون تحديد فحواه، وأوضحت أنه جاء "بما يحقق 3 أهداف رئيسية هي وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع".
لكن ويتكوف قال بعد ذلك إن رد حركة حماس على المقترح الأخير الذي قدمه بشأن قطاع غزة "غير مقبول على الإطلاق".
والاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن تبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، ما زالت جارية، وأوضحت أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق رغم تباعد المواقف بين الطرفين.
كما نقلت عن مصادر في الدول الوسيطة، لم تسمها، أن "الولايات المتحدة وقطر ومصر تجري سلسلة من المحادثات مع حماس لسد الفجوات بين المنظمة وإسرائيل".
وأردفت: "ما زالت حماس تطالب بضمانات أمريكية إضافية في أي اتفاق، لكنها تحاول إظهار استعدادها للدخول في مفاوضات فورية، من أجل رأب الصدع بينها وبين ويتكوف".
وأعلنت مصر وقطر، في بيان مشترك، الأحد، مواصلة جهودهما لتذليل عقبات مفاوضات غزة، وأعربتا عن تطلعهما إلى سرعة التوصل لهدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس، لـ60 يوما، تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
ومرارا، أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.