الهجوم الإيراني على إسرائيل.. شنت إيران أمس السبت هجوما على إسرائيل ردًّا على تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق، بداية أبريل الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.

وشاركت تسع دول على الأقل في التصعيد العسكري، حيث انطلقت مقذوفات من إيران والعراق وسوريا واليمن، وأسقطتها إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكذلك الأردن.

اعتراض المسيرات الإيرانيةإسرائيل كانت على علم بالضربة الإيرانية

من جانبه، كشف مصدر دبلوماسي تركي، أن الولايات المتحدة الأمريكية نقلت لإيران عبر تركيا أن عملياتها يجب أن تكون ضمن حدود معينة، مشيرًا إلى أن إيران أبلغت أمريكا مسبقا بالضربة عبر تركيا.

وأوضح المصدر في تصريحاته، أن إسرائيل كانت على دراية بتوقيت الضربة الإيرانية عبر تلك الاتصالات، لافتًا إلى أن إيران أبلغت تركيا مسبقا بعمليتها المخطط لها ضد إسرائيل، وهو ما يفسر الإجراءات التي تم اتخاذها قبيل الضربة من قبل عدة دول أغلقت مجالها الجوي بينها الأردن وإسرائيل ولبنان.

وأضاف أن الجانب التركي أعلم الجانب الأمريكي بفحوى الرسالة الإيرانية، حيث نقل الجانب الأمريكي عبر تركيا لإيران أن عملياتها يجب أن تكون ضمن حدود معينة.

ووفقًا للمصدر فإن إيران أبلغت أمريكا أن عمليتها هي مجرد رد فقط على هجوم السفارة ولن يتجاوز نطاقها ذلك.

وفي وقت سابق الأحد، أبلغ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان نظيره الإيراني في مكالمة هاتفية بأن تركيا لا تريد المزيد من تصعيد التوتر في المنطقة بعد الهجوم على إسرائيل.

وذكرت مصادر دبلوماسية تركية، أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أخبر فيدان بأن «العملية الانتقامية» ضد إسرائيل انتهت، مضيفا أن إيران لن تشن عملية جديدة ما لم تتعرض للهجوم.

أضرار طفيفة

وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأنه لم تلحق أضرار تذكر جراء الهجوم الإيراني على إسرائيل، الذي استمر قرابة 5 ساعات، فيما اعتبره الرئيس الأمريكي جو بايدن «انتصارا لإسرائيل»، حيث أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «لم تخترق أي مسيرة أو صاروخ كروز الأجواء الإسرائيلية».

وأضافت الإذاعة «أن بعض الصواريخ الباليستية (الإيرانية) تسببت بأضرار طفيفة بالبنية التحتية».

وأكد الجيش الإسرائيلي، قبل انتهاء الهجوم الإيراني، أن «أغلبية الصواريخ التي أطلقت من إيران اعترضت خارج حدود إسرائيل ونواصل صد تهديداتها».

ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله أن الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمتهما الهاتفية «إن على إسرائيل أن تعتبر الليلة انتصارا» لأن التقييم الأمريكي الحالي هو أن «الهجمات الإيرانية لم تكن ناجحة إلى حد كبير وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لإسرائيل».

وكانت «سي إن إن» نقلت عن مسؤولين أميركيين أيضا أن «الهجوم الإيراني على إسرائيل استمر نحو 5 ساعات»، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تكلفة اعتراض الهجمات الإيرانية تقترب من مليار دولار.

الهجوم الإيراني على إسرائيل

وقال بايدن «بناءً على توجيهاتي، ومن أجل دعم الدفاع عن إسرائيل، قام الجيش الأميركي بنقل طائرات ومدمرات للدفاع الصاروخي الباليستي إلى المنطقة على مدار الأسبوع الماضي. وبفضل عمليات الانتشار هذه والمهارة الاستثنائية التي يتمتع بها أفراد جنودنا، ساعدنا إسرائيل في إسقاط جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ القادمة تقريبًا».

اقرأ أيضاًمفاتيح لقراءة الرد الإيراني

رئيس «عربية النواب»: تحرك إيران ضد إسرائيل تطور خطير يؤثر على استقرار المنطقة

الكاسب والخاسر في الهجوم الإيراني على «إسرائيل»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل اسرائيل الحرس الثوري الإيراني طهران الولايات المتحدة الامريكية الولايات المتحدة الأميركية اسرائيل الان ايران واسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق إسرائيل وإيران اسرائيل وايران الهجوم الإيراني هجوم إيران على إسرائيل هجوم ايران على اسرائيل حرب ايران على اسرائيل الرد الإيراني الرد الايراني الهجوم الإيراني على إسرائيل إيران إسرائيل الهجوم الايراني حرس الثورة الإيراني ايران تهدد اسرائيل اسرائيل الان بث مباشر الهجوم الايراني علي إسرائيل الهجوم الإیرانی على إسرائیل ضد إسرائیل

إقرأ أيضاً:

«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»

«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»

محمد الحسن محمد نور

حين ننظر إلى المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط من منظور القرار الأمريكي في واشنطن، فإن السؤال الأكثر إلحاحًا لا يدور حول أخلاقية دعم هذا الطرف أو ذاك، بل حول حساب الربح والخسارة في معادلة معقدة. لماذا تظل الولايات المتحدة متمسكة بدعم إسرائيل دعمًا مطلقًا، حتى عندما تتجاوز تصرفاتها حدود القانون الدولي وتسبب إحراجًا دبلوماسيا لواشنطن؟

الجواب لا يكمن في نقطة واحدة، بل في شبكة من المصالح المتشابكة التي تشكل عقيدة استراتيجية راسخة. فإسرائيل، برغم مساحتها الصغيرة، هي أكثر من مجرد دولة حليفة؛ إنها حاملة طائرات غير قابلة للغرق، ومختبر ميداني للتكنولوجيا العسكرية المتطورة، ووكيل موثوق لتنفيذ عمليات تحفظ واشنطن لنفسها تبعاتها المباشرة. هذا الدور التشغيلي الفريد يعطي لإسرائيل قيمة لا تُقدَّر بثمن في منطقة يعتبر الاستقرار فيها شحيحًا والولاءات متقلبة. ولكن تبقى هذه العلاقة محكومة بحسابات البراغماتية الصرفة، فالدعم الأمريكي لا ينبع من عاطفة أبدية، بل من تقاطع مصالح يُعاد تقييمه باستمرار تحت ضوء المتغيرات الإقليمية.

وفي الجهة المقابلة من هذه المعادلة، تقف المملكة العربية السعودية كعملاق جيوسياسي يطرح نفسه بديلاً استراتيجيا جذابًا لأمريكا. وربما مرعبًا لإسرائيل. فبرغم أن مساحة إسرائيل لا تقارن بمساحة السعودية الشاسعة، وبرغم أن ثروة الأخيرة الهائلة تجعلها شريكًا اقتصاديًا لا يُستهان به كما أشار ترمب، إلا أن المقارنة الحقيقية ليست في الجغرافيا أو الثروة وحدهما.

فالسعودية تمتلك ما هو أثمن: نسبة عالية من الاستقرار الداخلي والإقليمي، وغياب الأعداء المباشرين الذين يحيطون بإسرائيل من كل حدب وصوب، ونفوذ ديني وثقافي يمتد لقلب العالم الإسلامي. والأهم من وجهة النظر الأمريكية، أن شراكة السعودية لا ترهق أمريكا بالحروب العديمة الجدوى، ولا تفرض عليها الدخول في صراعات مباشرة؛ بل تقدم نفسها كقوة مستقرة قادرة على إدارة ملفاتها الأمنية بنفسها، وتكون ركيزةً للاستقرار الإقليمي بدلاً من أن تكون بؤرة للصراع الدائم. هذا الواقع يطرح سؤالاً وجوديًا في أروقة تل أبيب: هل تخشى إسرائيل أن تكون السعودية بديلاً لها في يوم ما؟ الخشية حاضرة وبقوة، ولكنها ليست خشية من زوال، بل خشية من إعادة ترتيب للأولويات.

فالقلق الإسرائيلي العميق لا يتعلق باحتمال أن تتخلى واشنطن عن دعمها بين عشية وضحاها، بل بأن يتقلص دورها من حليف استراتيجي لا غنى عنه، إلى مجرد أداة واحدة ضمن عدة أدوات في صندوق أدوات السياسة الأمريكية. إن صعود التحالف الأمريكي-السعودي ليكون المحور المركزي في المنطقة يعني ببساطة أن القيمة التفاوضية لإسرائيل ستهبط، وأن قدرتها على الحصول على دعم غير مشروط لأجندتها الأمنية ستنخفض.

ولهذا، نرى أن إسرائيل تعمل جاهدة على إبقاء ملفات المنطقة ساخنة ومفتوحة، وتقاوم أي محاولة لترتيب الوضع الإقليمي على نحو يقلل من أهميتها العسكرية والاستخباراتية لواشنطن – من مقاومة الاتفاق النووي الإيراني 2015، مرورًا بالضغط لإفشال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وصولاً إلى عرقلة أي تقارب سعودي-إيراني حقيقي. إنها تدرك أن نفوذها مرتبط باستمرار حالة الطوارئ والصراع، فيما تقدم السعودية نفسها كضامن للاستقرار والطاقة والعلاقات الاقتصادية الواسعة، وهي سلع تزداد قيمتها في عالم تتزايد فيه المنافسة مع الصين وروسيا. وإذا حدث هذا التحول وأصبحت الرياض الشريك الأول لواشنطن، فإن المشهد سيتغير جذريًا.

فالسؤال المصيري هو: إذا تحول ميزان القوة لصالح السعودية، هل يزيد هذا من نفوذ أمريكا أم ينقصه؟ الإجابة معقدة وتحتوي على تناقضات.

على المدى القصير، قد يوسع هذا التحول من نفوذ أمريكا، إذ ستمتلك واشنطن بوابة مباشرة إلى قلب العالم العربي والإسلامي عبر شريك قوي ومستقر، قادر على تحقيق استقرار أوسع قد يخفف من حاجة الولايات المتحدة للتدخل المباشر المكلف.

لكن على المدى الطويل، قد تأتي الخسارة من حيث لا تُحتسب. فاستبدال حليف عسكري منضبط مثل إسرائيل، يتحرك كذراع تنفيذي سريع وحاد، بشريك كبير ذي أجندة وطنية مستقلة مثل السعودية، يعني أن واشنطن قد تفقد السيطرة على تفاصيل المشهد. قد تتبع الرياض سياسات اقتصادية أو تقاربًا مع منافسي أمريكا مثل الصين، أو تتبنى مواقف متصلبة في ملفات مثل إيران أو اليمن تتعارض مع الحسابات الأمريكية الدقيقة.

والأخطر من ذلك داخليًا، أن أي تحول في الدعم التاريخي لإسرائيل سيشعل حربًا سياسية ضارية داخل الولايات المتحدة بين المحافظين الإنجيليين والليبراليين وأصحاب المصالح، مما يُضعف قدرة واشنطن على تطبيق سياسة خارجية متسقة وقوية، وهو أكبر هدية يمكن تقديمها لمنافسيها على الساحة العالمية.

في الختام، إن اللعبة الكبرى التي تدور رحاها في الشرق الأوسط اليوم ليست بين السعودية وإسرائيل فحسب، بل هي اختبار حقيقي لذكاء الاستراتيجية الأمريكية نفسها. فالنفوذ الحقيقي لا يكمن في الانحياز الأعمى لحليف واحد، مهما بلغت قوته، بل في الفن الدقيق لإدارة التوازن بين جميع القوى في الساحة، وجعل كل طرف يشعر أنه في حاجة إلى الوسيط الأمريكي بطريقة مختلفة. المصلحة الأمريكية العليا ليست في دعم إسرائيل لأنها الأقوى عسكريًا، ولا في التحول إلى السعودية لأنها الأغنى، بل في منع أي منهما من أن تصبح قويةً لدرجة الاستغناء عن واشنطن، أو أن تشعر بالأمان لدرجة السير في طريق مستقل. الخطر الذي يتهدد النفوذ الأمريكي ليس من منافس خارجي يظهر فجأة، بل من تحول التنافس الخفي بين حلفائه إلى صراع مفتوح، يُجبر واشنطن على الاختيار فتخسر أحد رهاناتها.

وفي النهاية، الولايات المتحدة لا تخسر عندما يتقاتل أعداؤها… بل عندما يتصالح حلفاؤها.

الوسومأمريكا إسرائيل إيران الشرق الأوسط الصين الملف النووي الإيراني دونالد ترامب روسيا سوريا محمد الحسن محمد نور واشنطن

مقالات مشابهة

  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • إسرائيل تستعد لسيناريو هجمات عبر أذرع إيران وجنوب سوريا
  • المبعوث الأمريكي: تركيا قادرة على المساعدة في غزة ومسار تطبيع مع إسرائيل ممكن
  • الاحتلال يعترف: إيران تستخدم أساليب حرب ضدنا دون إطلاق رصاصة واحدة
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل
  • الطاقة الذرية الإيرانية: جميع مواقعنا النووية مستمرة بالعمل بأمان
  • إسرائيل وقسَد تفسدان فرحة تركيا
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • إيران تعتقل شخصًا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل