بوابة الوفد:
2025-06-10@09:24:24 GMT

وإن كانت سيناريو

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

يعتبر الكثيرون أن الهجوم الإيرانى على إسرائيل بنحو أكثر من 200 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية هى مجرد سيناريو معد سلفًا فقط لحفظ ماء الوجه لإيران وتحقيق إسرائيل لاستفادة ما من الهجوم.

أصحاب هذا الرأى يستندون لمحدودية الهجوم، وعدم تحقيقه لخسائر لإسرائيل، وأيضًا لأنه هجوم معلن بالتوقيتات من قبل إيران.

الحقيقة أن هذا الرأى له واجهته استنادًا إلى الأسباب السابقة لدرجة أن إسرائيل أعلنت أنه هجوم فاشل وبادر الرئيس الأمريكى جو بايدن بالقول لنتنياهو أن تل أبيب هى المنتصرة.

إيران من جانبها تحاول استعراض قوته وتبلغ رسالتها للولايات المتحدة الأمريكية انها قادرة على ضرب قلب إسرائيل بدون وكلائها فى المنطقة، ولم تكتف بإعلان توقيت الضربة، ولكن مندوبها فى الأمم المتحدة قال إن بلاده ستكتفى بهذه الضربة طالما إسرائيل لن تعود لما فعلته من ضرب قنصليتها فى سوريا.

الحقيقة أن مصر ودول الخليج ابتعدوا عن هذا الهجوم مع أو ضد، ولم تسمح دول الخليج لطائرات وصواريخ إيران بأن تستخدم أجواءها.

أما مصر فقد جددت تحذيرها بأن الحرب البربرية التى تقوم بها اسرائيل على غزة تؤدى إلى توسيع الصراع فى الشرق الأوسط وهو ما حدث بالفعل.

حتى وان كان ما حدث هو سيناريو فإن له إيجابيات كثيرة أهمها تعرض إسرائيل إلى ضربة مباشرة وفى عمق أراضيها، ومن إيران التى تبعد عنها كثيرا، وهو ما يضع قواعد جديدة للعبة وينسف فكرة الأمن الإسرائيلى، وهو ما سيكون له نتائج إيجابية على الحرب التى تتم على غزة.

ايران انتفضت من أجل ضرب قنصليتها فى سوريا ولم تحرك ساكنًا للعدوان على أهالى غزة المستمر منذ 6 أشهر، وحتى وكلاءها فى المنطقة حزب الله والحوثيين اكتفوا بسيناريوهات أقل من سيناريو الهجوم الايرانى.

كل تلك الحسابات الدولية والإقليمية بما فيها حسابات إيران أدت إلى أن العدوان على أهالى غزة طال وراح ضحيته شهداء، وتهدمت غزة على رأس ابنائها، وبقى مجرم الحرب نتنياهو على صلفه وغروره ووحشيته.

الآن يجب تقيم تلك الحرب برمتها منذ البداية.. وهل كانت حماس على حق عندما قامت بهجوم 7 اكتوبر.. وهل كانت تحسب الحسابات لهذه الحرب التى دفع ثمنها الشعب الفلسطينى.

إيران نفسها التى تقدم نفسها على أنها قائدة جبهة الرفض والمقاومة ماذا قدمت غير تلك الضربة التى لا تغنى ولا تثمن من جوع.. نتمنى أن يستفيق العالم ويبدأ خطوات جادة لوقف هذه الحرب على شعب أعزل.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني إسرائيل مجرد سيناريو الرأي

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟

عندما بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، لم يكن الهدف المعلن أقل من «القضاء التام على حماس». بدا ذلك، لحظة انفعالية، وكأنه مهمة ممكنة. فإسرائيل دولة ذات تفوق عسكري لا يُضاهى في المنطقة، وتتمتع بدعم غربي سياسي وتسليحي ضخم، بينما تقاتل حركة محاصَرة، محدودة الموارد، ومعزولة جغرافيا. لكن أكثر من 20 شهرا من القصف والدمار والإبادة الجماعية لكل ما يدب على الأرض، لا يبدو النصر، وفقا للتوجيه السياسي المعلن والصادر للمؤسسة العسكرية، في الأفق، بل إن إسرائيل نفسها باتت أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق أهدافها في الحرب.

ما الذي يحدث إذن؟ ولماذا لم تعد القوة العسكرية كافية لتحقيق الانتصار؟ ولماذا تصبح كل حرب تشنها إسرائيل على غزة أطول، وأكثر دموية، وأقل فاعلية؟

في عمق العقيدة العسكرية الإسرائيلية ـ كما هو الحال في كثير من العقائد العسكرية الغربية ـ ترسّخت فكرة الحرب الخاطفة، التي تحقّق النصر السريع من خلال الضربة الأولى الساحقة، وقد نجحت هذه العقيدة في حرب 1967، لكنها فشلت مرارا منذ ذلك الحين، خصوصا في مواجهة الخصوم غير النظاميين الذين يتقنون حرب المدن والأنفاق، ويجيدون تحويل نقاط ضعفهم إلى أدوات استنزاف طويلة الأمد.

تشبه الحالة الإسرائيلية في غزة ما يسميه بعض الاستراتيجيين «مغالطة الحرب القصيرة»؛ حيث يُفترض أن صدمة القوة ستدفع الخصم إلى الانهيار، لكن الواقع يُثبت أن الخصم ـ عندما يكون متجذرا شعبيا، وعقائديا، ومتحركا جغرافيا ـ لا يُهزم بهذه الطريقة، بل على العكس، كلما طال أمد الحرب، زادت فاعليته، واهتزت صورة القوة المتفوقة أمام جمهورها.

تُظهر تجربة إسرائيل في غزة أن التفوق العسكري وحده لا يكفي؛ فإسرائيل دمرت معظم البنية الأساسية في القطاع، وقتلت عشرات الآلاف، وهجّرت الملايين في غزة لأكثر من مرة، لكنها لم تستطع إقناعهم بالتخلي عن المقاومة، ولم تستطع فرض سيناريو «ما بعد حماس» رغم أنه كان شغل العالم الشاغل أكثر من شغلهم بإنهاء الحرب ووقف الإبادة. وفي غياب هذا السيناريو، تبدو الحرب بلا غاية واضحة سوى التدمير، وهذا ما يحدث الآن، فلا هدف واضح لجيش الاحتلال إلا التدمير والاستمتاع بالقتل والتجويع.. لكن هذا الأمر رغم فظاعته إلا أنه بات يفقد إسرائيل زخمها السياسي ويقوّض مشروعيتها الأخلاقية التي كانت توهم العالم بها.

وبينما تبحث إسرائيل عن «نصر كامل»، تواصل حماس الظهور والاختفاء، القتال والتكتيك، مقاومة القصف وممارسة الإعلام. لم تعد المعادلة تقتصر على مَن يملك الطائرات والدبابات، بل مَن يملك القدرة على الصمود، وعلى إدارة زمن طويل من القتال غير المتكافئ.. ومن يستطيع أن يقنع العالم بسرديته، ويبدو أن غزة تحقق تقدما عميقا في هذا الجانب رغم أنه بطيء جدا بسبب عملها منفردة في ظل غياب المشروع العربي الموحد في هذا الجانب.

وإذا كانت حرب إسرائيل الظالمة تفشل فإن السبب لا يعود كما يعتقد البعض إلى ضعفها العسكري ولكن إلى حجم التناقض بين الوسائل والغايات؛ فبينما تُستخدم القوة التدميرية بأقصى درجاتها، يبقى الهدف السياسي ـ القضاء على حماس ـ أو بمعنى آخر القضاء على المقاومة هدفا مجردا وغير واقعي بالنظر إلى عقيدة المقاوم الفلسطيني الذي ما زال متمسكا بحقه في أرضه وبأن مشروعه الأول هو تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي.

وأثبتت التجربة أن قتل القادة وتدمير المباني لا يعني نهاية المقاومة، بل إن رفض المحتل الإسرائيلي لأي شكل من أشكال الحل السياسي وإمعانه في التدمير والإبادة يحفز المقاومة ويوسع قاعدتها الشعبية وحاضنتها الاجتماعية وتغلغلها في العقيدة الفلسطينية. وما حدث في غزة خلال العامين الماضيين من شأنه أن يعمق الحقد ويحفز مشاريع الانتقام حتى عند أولئك الذين آمنوا في لحظة من اللحظات بفكرة «السلام» مع إسرائيل.

ومن الواضح أن الحروب بين الاحتلال والمقاومة في العقدين الماضيين لا تنتهي إلى نتيجة واضحة، إنها أقرب إلى «صراعات بلا نهاية»، لا اتفاقات سلام واضحة ولا بيانات استسلام، بل جولة تضع بذورا لجولة أخرى، وكل هدوء هش يفضي إلى انفجار عنيف جدا وهو ما يجعل من الصعب قياس النصر والهزيمة.

رغم ذلك فإن «حماس» في نظر الفلسطينيين والكثير من العرب تنتصر بمجرد بقائها على قيد الحياة، واستمرارها في المقاومة أو نجاحها في تنفيذ عملية نوعية مهما كانت نتائجها، وهذا يعكس الفارق بين من يُقاتل من أجل بقاء دولة، ومن يُقاتل من أجل بقاء القضية.

ربما كان الدرس الأهم من هذه الحرب ـ والحروب التي سبقتهاـ هو أن الاستراتيجية العسكرية يجب أن تكون امتدادا لرؤية سياسية واضحة، وليس بديلا عنها، وحين تنفصل عن السياسة، تتحول إلى عبث.

تستطيع إسرائيل أن تُلحق أذى هائلا بغزة كما تفعل الآن، لكنها لا تستطيع فرض السلام من طرف واحد، ولا بناء واقع دائم بالقوة فقط.

لكن ما يعيق إسرائيل عن تحقيق النصر في غزة ليس فقط قدرة حماس على القتال، بل غياب الاعتراف الإسرائيلي بأن هذا النوع من الحروب لم يعد يُنتصر فيه بالطريقة التقليدية، وقد آن الأوان أن تعترف بأن قوة السلاح وحدها لا تكفي، وأن غزة ومن فيها واقع لا يمكن أن تمحي وجوده أبدا وإن لم تبدأ بقراءة هذا الواقع بعيون سياسية لا عسكرية، فستظل تدور في حلقة حرب لا تنتهي، وتتحول حربها الظالمة بالضرورة إلى مجرد إبادة إنسانية.

عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف نتائج تحقيق وتفاصيل ما جرى في "إيرز" يوم 7 أكتوبر
  • ما هو النموذج الليبي الذي تريد إسرائيل تطبيقه مع إيران؟
  • كاتس يعلق على قصف ميناء الحديدة: يد إسرائيل الطويلة في الجو وفي البحر ستصل إلى كل مكان
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • بوتين يقر إستراتيجية لتطوير البحرية وتقدم روسي نحو دنيبروبتروفسك
  • هل تعيد إسرائيل سيناريو مافي مرمرة مع السفينة مادلين؟
  • عاجل. عمدة موسكو: إسقاط ٩ مسيرات أوكرانية كانت متجهة نحو العاصمة الروسية منذ منتصف الليل
  • ألمانيا تكشف نتائج ضربة العنكبوت واتهامات متبادلة بين أوكرانيا وروسيا بملف الأسرى
  • إيران تعلن تنفيذ أضخم اختراق استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • WSJ: الهجوم الأوكراني بالطائرات المُسيرة كشف نقطة ضعف القوى العسكرية العظمى