في عيد ميلاد إمام الدعاة.. مناصب تولاها الشيخ محمد متولي الشعراوي
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
إمام الدعاة.. امتلك حدسًا استطاع من خلاله أن يستلهم الآيات والأحاديث النبوية، هذا ما جعله يتمتع بمكانة عالية لدى الأشخاص، فاستطاع أن يكون جمهورا عريضا وأن يكن سببا في الإقبال على اعتناق الدين الإسلامي، إنه إمام الدعاة، الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذي نستعرض بعضا من تاريخه في ذكرى ميلاده.
ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، في عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الإبتدائي الأزهري، وأظهر نبوغًا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب.
وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، فكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.
نقطة تحول في حياة الشعراوي
كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، غير أن الشعراوي كان يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، لكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.
فما كان منه إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.
لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلًا له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم. وهذا ما قاله الشيخ الشعراوي في لقائه مع الصحفي طارق حبيب.
والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، ومقاومة المحتلين الإنجليز، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملاءَه إلى ساحاتِ الأزهر وأروقته، ويلقي بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.
تخرج الشعراوي عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.
اضْطُرَّ الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلًا في اللغة وهذا في حد ذاته شكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع.
عين في 1963 مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس، وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة عين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلًا للدعوة والفكر، ثم وكيلًا للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
وفي نوفمبر 1976م إختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م، وأُعتبر أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل حيث أن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية «د.حامد السايح في هذه الفترة»، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
وفاة الشيخ الشعراويوبعد صراع طويل مع المرض، رحل الشيخ الشعراوي عن عالمنا في يوم 17 يونيو من عام 1998، عن عمر ناهز 87 عامان ليترك لنا إرثا من التفسيرات التي تظل شاهده على مسيرته العطرة.
اقرأ أيضاًغياب شمس الدعوة.. محطات لا تعرفها في حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي
محمد متولي الشعراوي.. تهنئة إمام الدعاة للبابا شنودة بمناسبة عيد الميلاد تشعل مواقع التواصل
محمد متولي الشعراوي.. أحمد كريمة يرد على منتقدي إمام الدعاة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعراوي الشيخ الشيخ الشعراوي الشيخ محمد متولي الشعراوي الشیخ محمد متولی الشعراوی الشیخ الشعراوی الشعراوی فی إمام الدعاة رئیس ا
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد الشيخ مصطفى إسماعيل.. قارئ الملوك وسلطان القراء
تحل علينا اليوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو ، ذكرى ميلاد نجم ساطع في فضاء التلاوة القرآنية، القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، الذي لم يكن صوته مجرد نغم عابر، بل أداة ساحرة تقود القلوب إلى حُب القرآن، تستقطب السامعين من كل الفئات والثقافات، فارتبط اسمه بثلاثيةٍ فريدة: جمال الصوت، وعمق الأداء، وقدرة فائقة على مخاطبة الوجدان.
وُلِد لشيخ مصطفى إسماعيل في قرية ميت غزال بمحافظة الغربية في الـ 17 من يونيو عام 1905م، وحفظ القرآن في كُتَّاب الشيخ عبد الرحمن أبو العينين، ثم تتلمذ في المعهد الأحمدي الأزهري بطنطا، وهناك نبغت موهبته الفطرية، فنصحه أساتذته بالتفرغ للتلاوة، مُدركين تفرد أدائه.
وكانت لحظة التحول الفاصلة في الثالث والعشرين من فبراير 1945، عندما أخذَه الشيخ محمد الصيفي في احتفال المولد النبوي الشريف، ليقرأ ببث مباشر على الإذاعة المصرية، دون أن يكون مسجلًا فيها، ثقة في عبقريته، ليكون ذلك البث المباشر شهادة ميلاد لشهرته العريضة.
لم يكد صوته يصدح حتى بلغ القصر الملكي، فاستدعاه الملك فاروق ليكون قارئ القصر الخاص، وخصيصًا في ليالي القدر الرمضانية، حتى اشتُهر بـ"قارئ الملوك".. والأعجب أنه ظل صوتًا عابرًا للعصور، فحافظ على مكانته المتميزة كالمقرئ المفضل ليس فقط للملك، بل لكل الرؤساء الذين عاصروه، وكان أول قارئ يُقبل في الإذاعة دون اختبار، تقديرًا لموهبته الاستثنائية.
وامتلك الشيخ مصطفى إسماعيل خامةً صوتيةً نادرة "طبقة التينور"، التي تجمع بين القوة والنقاء، فمكَّنته من التحليق في طبقات الجواب بثباتٍ مدهش، وتجاوز إلى أبعادٍ أدائيةٍ مبهرة، فهو سيد الارتجال، له قدرة فذة على الارتجال من وحي الآيات وروح المناسبة، حتى شهد له موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأنه المقرئ الوحيد الذي يصعب توقع نقلاته المقامية، معتبراً ذلك "عبقرية يتدفق منها الابتكار"، وكانت كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب من أشد المعجبين بتلاوته، وقال عنه الموسيقار عمار الشريعي: "لديه إعجاز في فنون الأداء، فيصنع ما لا نستطيعه نحن الموسيقيون، ولديه إمكانيات غير مكررة".
برع في "تطويع المقامات لخدمة المعنى القرآني"، حيث تتماهى تلاوته مع المعاني بدرجة عالية من الخشوع والإيمان، وهو من أبرز أساتذة فن الوقف والابتداء، مما أعطى تلاوته سلاسة ووضوحاً تنم عن فهم عميق لكتاب الله.
آمن الشيخ مصطفى إسماعيل بأن "القرآن أُنزل للناس"، فكان يشترط حضور الجمهور في استديوهات التسجيل لتنبعث الروحانية من تلاوته، وسافر بدعواتٍ إلى العديد من الدول العربية والإسلامية، وقرأ في أعرق مساجدها، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، ليصبح رمزاً عالمياً لفن التلاوة المجوَّد.
وحصد أرفع الأوسمة مثل وسام الاستحقاق من مصر وسوريا، ووسام الأرز من لبنان، كما حصل على وسام من الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1965.
يظل الشيخ مصطفى إسماعيل أحد أعظم قرّاء القرآن في تاريخ الأمة، بصوته الجميل وأدائه المؤثر الذي دخل القلوب ولامس الأرواح.. لم يكن مجرد مقرئ، بل مدرسة فريدة في التلاوة.. رغم رحيله في 26 ديسمبر عام 1978، ما زالت تلاواته تُتلى وتُبكِي وتُلهِم، وستبقى خالدة في ذاكرة محبي القرآن الكريم.