جمال الكشكي: مصر سارعت لاحتواء الأزمة فور الهجوم الإيراني على إسرائيل
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
أكّد الكاتب الصحفي جمال الكشكي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أن الدولة المصرية كانت لديها رؤية مسبقة للمشهد حال تطور الأحداث واستمرار وسع الصراع في المنطقة، وما هو حذرت منه القيادة السياسية مراراً وتكراراً.
وأكّد أن الدولة المصرية تتبنى مبدأ ضرورة أن يتمّ حل كل المشكلات التي تعاني منها المنطقة بالطرق السلمية، لافتاً إلى أن أي حلول عسكرية لهذه المشكلات لن تزيد المنطقة إلا اشتعالا وتوتراً، مشيرا إلى أن مصر تتمتع بعلاقات مميزة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية وتستثمر هذه العلاقات من أجل إرساء قواعد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، لـ«الوطن» إنَّ مصر ترى أهم القضايا التي تؤثر على استقرار المنطقة هي القضية الفلسطينية، لذلك تبذل كل الجهود من أجل أن يتم التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية العربية المركزية.
وأضاف أنَّ الدولة المصرية تحركت منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 من أجل احتوائها ونجحت جهودها بالتنسيق مع بعض الأطراف المنخرطة في الأزمة في التوصل إلى هدنة إنسانية في نوفمبر الماضي رغم أنها لم تمكث طويلاً.
وأشار إلى أن القيادة السياسية أجرت عشرات اللقاءات والاتصالات مع زعماء العالم على المستويين الإقليمي والدولي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة كمدخل رئيسي نحو تحقيق الهدوء ثم الانطلاق في مرحلة لاحقة إلى استئناف عملية السلام بما يضمن في النهاية تنفيذ مبدأ حل الدولتين.
وتابع أن مصر بذلت جهوداً غير مسبوقة للتوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة وكثفت اتصالاتها مع كل الأطراف وخاصة قطر وحماس والولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الشأن وشاركت في كل الاجتماعات التي تمت سواء في باريس أو الدوحة أو القاهرة، ولازالت تقوم بدورها حتى الآن على أمل الوصول إلى هذه الهدنة.
واستكمل: كما حرصت مصر على ألا تؤدي أزمة غزة إلى تعميق الأزمة الإنسانية في القطاع، ومن ثم لعبت الدور الرئيسي في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع سواء من معبر رفح الذي لم يغلق مطلقاً طوال الأزمة أو إسقاط المساعدات عن طريق الجو بالتنسيق مع الأطراف الأخرى.
وتابع: أن الدولة المصرية أكدت رفض ما تقوم به من سياسة العقاب الجماعي والقتل والتدمير وتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري للسكان الفلسطينيين في غزة، مؤكدا أن الدولة المصرية سارعت فور بدء الضربات الإيرانية على إسرائيل بالتواصل مع الأطراف المعنية لاحتواء الصراع ومطالبة الجميع بانتهاج سياسة ضبط النفس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية التهجير القسري الحرب على غزة العدوان الإسرائيلي أن الدولة المصریة من أجل
إقرأ أيضاً:
جمال رائف: الحضور الدولي الواسع بقمة السلام يعكس إدراك العالم لأهمية دور مصر
قال جمال رائف الباحث السياسي المتخصص في الشأن الدولي، إن الزخم الدولي الكبير نحو قمة شرم الشيخ للسلام يُمثل ترجمة حقيقية لثقة المجتمع الدولي في الرؤية المصرية، واعترافًا صريحًا بأن الدولة المصرية نجحت في تجنيب المنطقة حربًا إقليمية كبرى كانت ستخلف خسائر فادحة على المستويين الإقليمي والدولي وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف رائف، أن المسار السياسي الذي فرض نفسه اليوم على الساحة الدولية هو نتاج مباشر للرؤية المصرية الحكيمة التي دعت منذ البداية إلى السلام القائم على العدالة لا على القوة، مشيرًا إلى أن التحول في الموقف الأمريكي من مفهوم "السلام عبر القوة" إلى "السلام عبر الدبلوماسية" يُعد تطورًا إيجابيًا يُحسب للإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب، وتدعمه مصر بقوة ضمن رؤيتها الشاملة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد الباحث السياسي المتخصص في الشأن الدولي، أن الرؤية المصرية للسلام، التي طُرحت بوضوح منذ قمة القاهرة للسلام، أثبتت اليوم صحتها وواقعيتها، فهي رؤية تؤمن بأن السلام العادل هو وحده القادر على ضمان استدامة الاستقرار، وأن السلام لا يمكن أن يكون استسلامًا أو تنازلاً عن الحقوق، بل مسارًا يحقق العدالة ويصون الكرامة الإنسانية.
وأشار إلى أن الحضور الدولي الواسع في قمة شرم الشيخ يعكس إدراك العالم لأهمية الدور المصري، مؤكدًا أن هذه القمة تُعد الأهم في هذا العقد، فهي ليست فقط نهاية حرب استمرت لعامين في قطاع غزة، بل أيضًا بداية لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة يمكن البناء عليها بثقة كبيرة.
كما لفت إلى أن مشاركة المستشار الألماني في القمة تحمل دلالات سياسية مهمة، موضحًا أن ألمانيا التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية باتت تفكر جديًا في اتخاذ هذه الخطوة شريطة تحقيق وقف كامل لإطلاق النار، ما يجعل هذه القمة فرصة حقيقية لدفع الموقف الأوروبي نحو دعم حل الدولتين.
وأشار كذلك إلى أن مشاركة الجانب الإيطالي تؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية في تحفيز الدول الأوروبية للانخراط في مسار سياسي جديد يُفضي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد أن الهدف الأسمى لمصر لا يقتصر على وقف إطلاق النار فحسب، بل يمتد إلى ترسيخ الاعتراف الدولي بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشددًا على أن هذا المسار هو ثابت في السياسة المصرية منذ عقود، وتعمل عليه الدولة المصرية بثبات ومسؤولية حتى في خضم الأزمات.
واختتم بالتأكيد على أن الضمان الحقيقي لاستمرار هذا الاتفاق يأتي من الدور الأمريكي كراعٍ رئيسي للعملية السياسية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة في ضمان التزام جميع الأطراف بما يتم التوصل إليه من تفاهمات، نظرًا إلى سجل إسرائيل الحافل بخرق الاتفاقات والتعهدات السابقة.