سرايا - حذرت طهران -على لسان عدد من مسؤوليها- إسرائيل من رد سريع وواسع وأقوى إذا شنت هجوما عليها، وبينما تدرس إسرائيل خططا لهجوم على إيران، حذّرت واشنطن من تبعات ذلك على المنطقة.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران حذرت واشنطن من أنه "إذا أقدم الكيان الإسرائيلي على أي مغامرة فسيكون ردنا أسرع وأقوى وأوسع".



وشدد عبد اللهيان على أن إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، مضيفا "حذرنا البيت الأبيض بوضوح من أن رد طهران والإجراء التالي سيكون حاسما وسريعا وشاملا إذا حاول النظام الصهيوني تكرار الهجمات الإرهابية على مصالح إيران وأمنها".

من جانبه، قال علي باقري كني مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في الملف النووي، إن بلاده سترد خلال ثوانٍ على أي هجوم إسرائيلي محتمل.

وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، وصف كني استهداف إسرائيل للقسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق بأنه خطأ إستراتيجي.

وأشار كني إلى أن إيران بردها على إسرائيل أثبتت قدرتها العسكرية والدفاعية في إطار الدفاع عن النفس.

وأضاف "على النظام الصهيوني أن يعرف أنه إذا ارتكب خطأ آخر، فلن يتأخر الرد 12 يوما وليس أياما أو ساعات بل في غضون ثوانٍ".

وذكر المسؤول الإيراني أن بلاده مستعدة لأي احتمال، قائلا "يجب على الصهاينة ألا يرتكبوا الخطأ الثاني لأن رد فعل إيران سيكون أقسى وأقوى وأسرع".

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني فقال إن هجوم بلاده على عدد من المقار العسكرية الإسرائيلية تم في إطار حق الدفاع عن النفس.

وأضاف أن رد بلاده على هجوم دمشق کان منطقيا، وأن إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، حسب تعبيره.

وفي السياق، قال مسؤول إيراني للجزيرة إن إيران لا تريد الحرب لكنها مستعدة لها إذا ما فرضت عليها، وإن خياراتها واسعة.

وأوضح المسؤول الإيراني للجزيرة أن "على الكيان الإسرائيلي معرفة أن سلوكيات الجنون والبلطجة لا تنفع مع بلد كإيران". وتابع أن "لدى إيران الإرادة الكاملة للرد عسكريا على الكيان الإسرائيلي مرة أخرى لكن بشكل أقوى".

وأكد أن "إيران جاهزة للمستوى الثاني من الرد عبر أسلحة لم تستخدم سابقا في الصراع مع الكيان الإسرائيلي".

في المقابل، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يؤيد شن هجوم ردا على الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل.

وأنهى مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعا -أمس الاثنين- امتد 3 ساعات، ولم يصدر بيانٌ رسمي عقب الاجتماع، ولكن شبكة "سي إن إن" نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المجلس راجع خططا عسكرية لرد محتمل على إيران.

بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن أحد المصادر المطلعة على مناقشات المجلس أكد وجود ضغوط دولية شديدة على إسرائيل تؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرار بشأن الرد المحتمل.

وذكر المصدر أن نتنياهو يميل إلى دعم الهجمات على إيران، كما أن المؤسسة الأمنية تضغط من أجل تنفيذ هذه الهجمات.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إن رئيس الوزراء رفض تلقي اتصالات من قادة أجانب بعد الهجوم الإيراني خشية تعرضه لضغوط تمنعه من الرد على الهجوم.

من جانبها، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الرد الإسرائيلي "سيكون بطريقة تقبلها واشنطن ولا يؤدي على الأرجح إلى جر المنطقة للحرب"، وأوضحت أن "القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية قررت الرد بشكل واضح وحاسم على الهجوم الإيراني".

وفي مقابل الحماس الإسرائيلي لشن هجوم على إيران، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن لا تسعى للتصعيد، لكنها تتخذ الإجراءات الضرورية لحماية إسرائيل، وأضافت أن "إسرائيل ستقرر إن كانت سترد على الهجوم الإيراني، لكننا لا نسعى للتصعيد".

من جانبه، قال مسؤول أميركي للجزيرة إن واشنطن تواصل مساعيها للحؤول دون مزيد من التصعيد، لكنه أكد أن القرار يعود لإسرائيل.

وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى ضرب أهداف في العمق الإيراني، وأكد أن الهجوم المحتمل "لا يهدف إلى التصعيد، بل لإفهام إيران قدرة إسرائيل على الوصول لأي مكان".

ومساء يوم السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99% منها، في حين قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا إسرائيلية بنجاح.

وهذا أول هجوم تشنه إيران مباشرة من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر جماعات موالية لها من بينها حزب الله في لبنان، وجاء ردا على هجوم استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/نيسان الجاري.

وتتهم طهران تل أبيب بشن هجوم دمشق الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي، في حين لم تعترف تل أبيب أو تنف رسميا مسؤوليتها عن الهجوم. ​​​​​
 
إقرأ أيضاً : فيصل القاسم متسائلاً: لماذا النباح ضد الأردن ؟ إقرأ أيضاً : العدوان الإسرائيلي على غزة يدخل يومه الـ 193إقرأ أيضاً : الاحتلال يحتجز 3 آلاف فلسطيني من غزة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی الهجوم الإیرانی على الهجوم على إیران

إقرأ أيضاً:

هل تملك إيران قدرة الرد على الهجوم الإسرائيلي؟ الدويري يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تواصل تنفيذ عملياتها العسكرية في العمق الإيراني بـ"حرية شبه مطلقة"، في ظل غياب أي قدرة حقيقية لدى الدفاعات الجوية الإيرانية على صد الهجمات، معتبرا أن تكرار الضربات الجوية يعكس هشاشة في المنظومات السيادية لطهران.

وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري على خلفية الهجوم الإسرائيلي على إيران- أن نقطة الضعف التاريخية في بنية الجيش الإيراني تتمثل في سلاح الجو، سواء من حيث كفاءة الطائرات أو قدرات منظومة الدفاع الجوي، مما سهّل للطائرات الإسرائيلية تنفيذ هجماتها بأريحية عالية، دون تكبد خسائر بشرية أو مادية تذكر.

ويأتي هذا الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها تل أبيب اسم "الأسد الصاعد"، حيث شاركت 200 مقاتلة في قصف نحو 100 هدف داخل إيران، من بينها منشآت نووية ومواقع عسكرية في طهران وتبريز وهمدان ومشهد وبوشهر.

وأكد اللواء الدويري أن الضربة الإسرائيلية الأولى ركزت على شل منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية، واستهدفت قادة عسكريين ومراكز ما يعرف اختصارا بـ"سي فور" (القيادة، التحكم، الحوسبة، والاتصالات)، مما مهد لبيئة جوية مفتوحة للطائرات الإسرائيلية لتنفيذ موجات متتالية من الضربات.

إعلان

قدرات ردع جوية

وأشار الدويري إلى أن افتقار إيران لقدرات ردع جوية فاعلة أتاح لإسرائيل هامش مناورة واسعا، إذ لم يتم تسجيل إسقاط أي طائرة أو القبض على طيارين، الأمر الذي شجع إسرائيل على توسيع نطاق الهجمات لتشمل منشآت نووية حساسة كموقعي نطنز وفوردو.

وكانت وكالة فارس قد أعلنت عن مقتل 78 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين في طهران وحدها، في حين أكدت مصادر إيرانية مقتل عدد من قادة الصف الأول، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، إلى جانب 6 علماء نوويين.

وعن قدرة طهران على الرد، شكك الدويري في جدية التهديدات التي يطلقها القادة العسكريون الإيرانيون، مؤكدا أن التصريحات التي تتحدث عن "فتح أبواب جهنم" غالبا ما تكون مفرطة في التهويل ولا تُترجم إلى فعل ميداني مؤثر، على الأقل في الوقت الراهن.

وأضاف أن إيران ردت بإطلاق نحو 100 طائرة مسيرة، لكن إسرائيل أعلنت اعتراضها جميعا قبل أن تبلغ أجواءها، مشيرا إلى أن تلك المسيّرات تعد بطيئة ويسهل التعامل معها كما أثبتت التجارب السابقة في الحرب الروسية الأوكرانية.

أذرع الرد الإيراني

في المقابل، أكد الدويري أن إيران تملك أذرعا طويلة للرد، من أبرزها ترسانة صاروخية تضم صواريخ باليستية وفرط صوتية، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة، فضلا عن قوارب الحرس الثوري السريعة التي قد تستخدم لتعطيل الملاحة في مضيق هرمز، لكنها لم تفعّل حتى الآن.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد قال إن العملية العسكرية لا تقتصر على استهداف المنشآت النووية، بل تمتد لضرب مواقع الصواريخ الباليستية، مؤكدا "استباق محاولة إيران استخدام هذه الصواريخ ودك منصاتها قبل إطلاقها".

وأشار الدويري إلى أن تل أبيب أعلنت تدمير عشرات من منصات إطلاق الصواريخ ومراكز تخزينها، في حين تقول إيران إن لديها ما تسميها "مدن الصواريخ"، وهي عبارة عن شبكات من الأنفاق تحت الأرض تحتوي على منظومات صاروخية متطورة لم تستخدم بعد.

إعلان

وكانت إيران قد أعلنت عن وقوع انفجارات قرب منشأة فوردو النووية وقاعدة نوجة الجوية ومراكز عسكرية في نهاوند، في حين شُنت لاحقا هجمات جديدة على مطاري مهر آباد وبوشهر، حيث تتمركز مقاتلات الجيش الإيراني.

وبينما أكدت طهران أنها لم تنفذ هجوما حقيقيا بعد توعد القائد الجديد للحرس الثوري أحمد وحيدي بأن الرد "قادم"، في حين شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن "الكيان الصهيوني سينال عقابا شديدا".

قرار التصعيد

وبحسب اللواء الدويري، فإن طهران لا تزال تمتلك وسائل متعددة للرد، لكنها حتى الآن لم تحسم قرار التصعيد، مرجحا أن يكون هناك تريث في الرد بحكم دقة الحسابات الإستراتيجية وتعقيد الموقف الإقليمي والدولي.

ورجّح أن تبقى المعركة مفتوحة على احتمالات متعددة، مشيرا إلى أن إسرائيل -وفقا لتصريحات مسؤوليها- وضعت "مصيدة محكمة" لقادة الحرس الثوري بعد أن تمكنت من استدراجهم إلى موقع واحد قبل استهدافهم بضربة مركزة.

وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قد كشف عن خوض قتال داخل إيران، مؤكدا أن العملية ليست مقتصرة على هجمات جوية فقط، بل تشمل أعمالا ميدانية أخرى لم تُعلن تفاصيلها بعد، وقد تستمر لأيام أو حتى أسابيع.

واختتم اللواء الدويري تحليله بالتأكيد على أن مستقبل الرد الإيراني سيعتمد على مدى قدرة طهران على تجاوز الاختراقات الأمنية والعسكرية التي ألحقتها بها إسرائيل، وعلى ما إذا كانت إيران راغبة فعلا في فتح جبهة تصعيد مباشر، أم أنها ستلجأ إلى الرد عبر وكلائها في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • عاجل | الرئيس الإيراني يتوعد إسرائيل مجددًا: «الرد سيكون أشد»
  • كيف سينعكس التصعيد الإيراني الإسرائيلي على هجمات الحوثيين؟
  • هل تملك إيران قدرة الرد على الهجوم الإسرائيلي؟ الدويري يجيب
  • عاجل. الرد الإيراني بدأ.. صليات متتالية من الصواريخ تضرب إسرائيل وسقوط جرحى في تل أبيب
  • عاجل| بدء الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي
  • الهجوم الإسرائيلي على إيران.. ترامب يعقد اجتماعا طارئا
  • بيان عاجل من الخارجية الأمريكية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • اللقطات الأولى للهجوم الإسرائيلي على إيران
  • مسؤول إسرائيلي: نفذنا عمليات اغتيال لكبار المسؤولين في إيران
  • بعد ضرب إيران.. نتنياهو يدعو لاجتماع عاجل للكابنيت