بقلم: السر جميل
الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة لها، قالت: تريد السودان دولة ديمقراطية تنعم بالأمن والإستقرار، يخططون ويرسمون لنا خارطة طريق وردية تلامس أحلام وتطلعات وأشواق الأحزاب السياسية على غرار جمهورية أفلاطون، يتعايش فيها الحمل الوديع مع الأسد العنيد، ويستطيع فيها أي مظلوم أن يرمي رئيس الوزارء المنتخب بالبيض في مشهد يعبر عن الحرية في عدم الرضا - مكفول بنص القانون- ! سودان جديد يعود فيه للأسرة الدولية تسود فيه الديمقراطية ! الحل السحري والنهائي لكل مشاكل بلادنا، وبديلها ونقيضها الحكم الاستبدادي، بهذا تطمئن تلك الأحزاب الشارع السوداني حتي يصطف خلفها في كل موقف وأي محفل، وفي نفس الوقت حتي لأ يتجرأ أحد بإنتقادها أو يقف ضدها إلا ووصف بالخيانة.
تتحدث تلك النخب بأمتنان عن المجتمع الدولي هو الضامن للسلام والداعم للإستقرار ونحن على الموعد مع التاريخ في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة - باريس ؟ الأرجح أننا في إنتظار المستحيل رغم كل ما قد يقال عن الأمم المتحدة وما ينضوي من تحتها من مجتمع ! منذ متي دعمت إستقرار وطن ! ومنذ متي كان حريصة على إستقرار بلد ! أمريكا وأوربا من خلفها يعلم القاصي والدَّاني هم صناع الحروب والفتن حول العالم، غزت أمريكا العراق في مارس 2003 وكانت الأسطوانة الأمريكية يتردد صدها في آذان الأحزاب السياسية هناك بعراق ينعم بالأمن والإستقرار وديمقراطية ترفف في سماء البلاد، وتتسابق النخب والساسة إلي نفس مؤتمرات المجتمع الدولي تتحدث عن العراق الجديد والمستقبل الزاهر الذي ينتظر العراقيين ! النتيجة دمر العراق وقتل علماؤة مع 5 مليون عراقي آخرين، وشرد الملايين مثلهم في بلدان العالم لاجئين يتقدمون صفوف منظمات الأمم المتحدة الرحيمة بحقوق الإنسان ! بينما المواراد تنهب والبترول يسرق في وضح النهار ؟! وليبيا الجارة القريبة لم تنساها أمريكا من ديمقراطيتها الحالمة.
أي مثال أيها الساسة والنخب التي مازالت تدمن الفشل، وملهوفة على مؤتمرات المجتمع الدولي تريد من باريس سودان مثل العراق أو ليبيا ؟! فرنسا هي من تنهب موارد بلادنا ذهبا خالصا تسد به عجز ميزانيتها سنويا - من يساعد من - الأولي المطالبة بحقنا المنهوب ومن ثم النظر في مساعدة فرنسا ؟! وألمانيا نذكرها بما قاله هتلر للشعب الألماني آنذاك "لا تنتظروا مساعدات من أحد أو دولة أخري تبني وطنكم" ! أما بريطانيا عندما غزت جزر الفوكلاند وطردت الارجنتين منها سالوها الصحفيين لماذا تقوم بريطانيا بالحرب، قبل اجتماع الامم المتحده قالت الامم المتحده تركناها للعرب يستنجدو بها اما نحن لانشاور احد في سبيل مصالحنا وكانت هي مارغريت هيلدا تاتشر رئيسة بريطانيا، مصالح في غزو دولة أخري وليس وطن يباع في مؤتمرات ؟! وعلى جانب آخر لدينا نخب جادة وملتزمة بروح التغيير والوطنية المجردة من التعبية ومؤمنة بالكفاءة والمحاسبة، وقادرة على صياغة خارطة وطنية ورؤية ثاقبة لبلادنا، نخب نزيهة تحول ثراء مجتمعنا وتنوعه وإمكاناته وفكره ومؤسساته إلى عملة حضارية راهنة قابلة للصرف والتداول، بالشكل الكفيل بتطوير عناوينه الوجودية وتجديد مفاهيمه الأساسية حول نفسه بالقدرة على النهوض الذاتي، وإبداع نماذج فعالة في التعبير والتدبير والبناء والإنماء. بعيدا عن المخططات الرامية لتقسيم بلادنا وتمزيق وحدتها بمؤامرات أمريكية ومؤتمرات فرنسية.
elsir90@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي: قد نستدعي قوات المارينز لاحتواء العنف بلوس أنجلوس
نشر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث تغريدة اليوم الأحد على موقع التواصل الاجتماعي إكس تويتر سابقا ينوه بها عن إمكانية استدعاء قوات “المارينز” وهم قوات المشاة الخاصة بالبحرية الأمريكية للتعامل مع أحداث العنف التي لاتزال مستمرة في لوس أنجلوس.
واتهم وزير الدفاع الأمريكي حاكم ولاية كاليفورنيا بالجنون بسبب سماحه للمتظاهرين بحرق المدينة،وتدمير الممتلكات العامة بالمقاطعة الأمريكية.
وكان أعلن بصباح اليوم الرئيس الأمريكي ترامب نشر قوات الحرس الوطني لإحتواء أحداث الشغب المندلعة بالولاية منذ عدة أيام لاعتراضهم على قرار ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك إلى أمريكا والمقدرين بأكثر من 2 مليون مهاجر غير شرعي.
ووقعت العديد من الجرائم داخل المجمتع الأمريكي تحديدا في ولايتي نيويورك،وكاليفورنيا كان أبرز المجرمين بها من المكسيكيين ومن تلك الجرائم السرقة والاتجار بالمخدرات والاعتداء على الشرطة وهو ما جعل المجمتع الأمريكي ينقسم حول استيعاب المهاجرين غير الشرعيين داخل المجتمع الأمريكي،ودمجهم كما يعتقد الحزب الديمُقراطي أو ترحليهم للحفاظ على أمريكا،وسلامة المجتمع كما يعتقد الجمهوري ليقرر ترامب في النهاية ترحليهم.