سفارة أوكرانيا في لبنان لروداكوف :عنوان القمة في سويسرا يتضمن كلمة السلام
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
صدر عن سفارة اوكرانيا في لبنان، بيان بعنوان : "هل يريد الروس السلام؟ علقت فيه على كلام للسفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف الذي "أبدى غضبا من انعقاد قمة السلام المنوى عقدها في سويسرا في حزيران المقبل، من دون بلاده". وفيه:
"من المقرر عقد قمة سلام في سويسرا يومي 15 و16 يونيو/حزيران، بهدف إيجاد وتنفيذ السبل الكفيلة بتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفقا للتقديرات الأولية، ستشارك في هذه القمة ما بين 80 إلى 100 دولة، وليس من بينها مرتكب العدوان الاتحاد الروسي. هذا الغياب واضح للكثيرين، لكن السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف غاضب من انعقاد القمة من دون مشاركة بلاده. نود أن نلفت انتباه السفير إلى أن عنوان القمة يتضمن كلمة "السلام"، ولا يمكن أن يكون هناك سلام حيث يوجد الاتحاد الروسي، وهذا ثابت من خلال حربي الشيشان الأولى والثانية، وحرب جورجيا في العام 2008 والحرب في سوريا عام 2011، والحرب في أوكرانيا عام 2014، والحرب الشاملة ضد أوكرانيا في العام 2022. فالاتحاد الروسي مرادف للحرب والاحتلال والعدوان والترهيب والقتل والتعذيب.
لذا فإن السؤال الطبيعي هو: ما الذي سيقدمه ممثلو الكرملين إلى قمة السلام؟ لقد سمع المجتمع الدولي وأوكرانيا من الروس بالفعل ما يكفي عن "المجلس العسكري في كييف، والأسلحة البيولوجية، ولينين كمؤسس لأوكرانيا، وأن الأوكرانيين يقتلون أنفسهم (الأحداث في بوتشا)، ويدمرون مدنهم، ويفجرون محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية" ويطلقون طائرات بدون طيار على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
لن يكون أحد مستعدا للاستماع إلى ما يردده الروس من ترهات منذ زمن عن النظام الإرهابي في كييف. منذ العام 2014، تجري أوكرانيا مفاوضات ميؤوس منها مع روسيا بصيغة مينسك، حيث أصبح لدى أوكرانيا مناعة وادراكاً بأن الأوراق التي وقّعها الاتحاد الروسي لا تساوي حتى روبلا معدنيا.
لذلك، في 30 أيلول 2022، نفذ رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي قرار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني بشأن استحالة المفاوضات مع نظام بوتين. بالمناسبة، نذكركم أن أوكرانيا لا تتفاوض مع النظام الإرهابي، الذي أوضح زعيمه مؤخرا أمام الكاميرات سبب تدمير مرافق البنية التحتية في أوكرانيا (محطات الطاقة الحرارية، ومحطات الطاقة الكهرومائية، وما إلى ذلك) الآن، وليس في الشتاء. كأنه يريد أن يقول أن هذا من مظاهر "قلقه" تجاه الأوكرانيين.
لقد اعتاد الروس على الدخول ليس من الباب وبيدهم دعوة بل من النافذة بالتهديد والابتزاز، لذا ننصح السفير روداكوف ألا يقلق من عدم وجود دعوة لقمة السلام بل لأن يهتم بتنظيم المساعدات الإنسانية من لبنان المشمس إلى سكان المناطق التي غمرتها الفيضانات في روسيا، لأن السلطات الروسية مهتمة بالحرب مع أوكرانيا أكثر من اهتمامها بمواطنيها.
ودعونا ننتهي تعليقنا بالسؤال "هل يريد الروس السلام؟".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
مؤتمر نيويورك يعيد الزخم لتحقيق سلام عادل.. رؤية سعودية حاسمة تقود «حل الدولتين»
البلاد (جدة)
في لحظة سياسية فارقة من مسار القضية الفلسطينية، قادت السعودية إلى جانب فرنسا أعمال مؤتمر التسوية في نيويورك، لترسم ملامح جديدة لمساعي السلام العادل، وتؤكد أن حل الدولتين لا يزال الخيار الوحيد القابل للحياة في وجه واقع تتقاذفه الأزمات والانتهاكات.
الحضور الكثيف والتمثيل الدولي الرفيع؛ لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل عكس إدراكًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي بأن انسداد الأفق السياسي لم يعد مقبولًا، وأن استمرار المعاناة الفلسطينية يُهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
السعودية، التي تبنّت مبادرة السلام العربية منذ أكثر من عقدين، عادت اليوم لتقود زمام المبادرة مجددًا، ولكن برؤية أكثر واقعية، مدعومة بتحركات سياسية واقتصادية وإنسانية متكاملة، إذ لم تكتف الرياض بإعادة التأكيد على الثوابت، بل دفعت نحو تبنّي مخرجات عملية قابلة للتنفيذ، وفي مقدمتها إعادة إطلاق مفاوضات جادة ومحددة بسقف زمني تحت رعاية دولية متعددة الأطراف، مع التأكيد على أن أي حل مستقبلي يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وقد تم الاتفاق على إنشاء آلية متابعة دولية مشتركة لرصد التقدم في العملية التفاوضية وضمان عدم الانحراف عن المرجعيات المتفق عليها، إضافة إلى التزام مالي فوري من عدة دول- في مقدمتها السعودية- لدعم السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، في خطوة تهدف إلى استعادة زمام المبادرة على الأرض وتقوية البنية المؤسسية للدولة الفلسطينية المنتظرة. كما تضمن البيان الختامي موقفًا موحدًا من محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي في مدينة القدس، محذرًا من أن الاستفزازات في الحرم الشريف تقوّض كل فرص الحل وتفتح الباب أمام دوامة عنف جديدة.
الدور السعودي بدا أكثر نضجًا وتوازنًا من أي وقت مضى؛ إذ جمعت المملكة بين موقف مبدئي صارم تجاه الحقوق الفلسطينية، وتحرك عملي يستهدف بناء تحالفات دولية حول رؤية سلام عادلة وشاملة. وقد أظهر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، من خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، إصرار الرياض على أن السلام لا يمكن أن يتحقق بفرض الأمر الواقع أو من خلال صفقات غير متكافئة، بل عبر اعتراف حقيقي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
المؤتمر، رغم أنه لا يشكّل تسوية نهائية، إلا أنه فتح نافذة أمل كانت مغلقة منذ سنوات، وأعاد التموضع الدولي تجاه القضية الفلسطينية إلى سياقه الأصلي: صراع تحرر وحقوق، لا مجرد ملف إنساني. وأكدت السعودية- بدورها- أن الحياد لم يعد خيارًا، وأن المنطقة تحتاج إلى حلول جذرية لا مسكنات مرحلية. كما أن الشراكة مع فرنسا منحت المؤتمر بعدًا أوروبيًا يُعيد التوازن إلى مائدة السلام، بعد سنوات من احتكار أحادي لم يُثمر إلا مزيدًا من الإحباط.
وتخرج الرياض من باريس وقد عززت رصيدها السياسي كدولة قائدة ومؤثرة في تشكيل النظام الإقليمي الجديد، رافعة شعار “لا سلام دون عدالة، ولا عدالة دون دولة فلسطينية حقيقية”. ومن هنا، فإن ما جرى في باريس لم يكن مجرد مؤتمر دبلوماسي، بل تجسيدًا لرؤية سعودية ترى أن استقرار المنطقة يمر من بوابة فلسطين، وأن لحظة الحقيقة قد حانت.