عربي21:
2025-10-12@19:11:31 GMT

هل يمكن أن يستعيد العدالة والتنمية ثقة الناخبين؟

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

تراجع حزب العدالة والتنمية إلى المركز الثاني في نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة لأول مرة منذ تأسيسه عام 2001، وبعد أن حل في المركز الأول في الانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل أقل من سنة. وأثار هذا التراجع ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، ونقاشا ساخنا حول أسبابه، في ظل تكهنات حول مستقبل الحزب الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين.



أردوغان في أول تعليق له على نتائج الانتخابات، أكد أنهم سيدرسون الرسالة التي بعثها الشعب عبر صناديق الاقتراع، وسيقدمون الخطوات اللازمة، معترفا بأنهم لم يحصلوا في الاختبار الديمقراطي الــ18 الذي خاضوه خلال 22 سنة، على النتائج التي كانوا يرجون الحصول عليها، كما ذكر أنهم سيقومون بمراجعة شاملة لتصحيح الأخطاء التي أدت إلى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية.

حزب العدالة والتنمية أمامه حوالي أربع سنوات لاستعادة ثقة الناخبين والاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، ومهما كان أردوغان صادقا في رغبته في القيام بمراجعة شاملة، وعازما على تصحيح أخطاء حزبه، فإنها مهمة صعبة للغاية غير مضمونة النتائج لأسباب عديدة..

حزب العدالة والتنمية أمامه حوالي أربع سنوات لاستعادة ثقة الناخبين والاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، ومهما كان أردوغان صادقا في رغبته في القيام بمراجعة شاملة، وعازما على تصحيح أخطاء حزبه، فإنها مهمة صعبة للغاية غير مضمونة النتائج
الوضع الاقتصادي كان أهم عامل في تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية. وكانت الحكومة حاولت تحسين رواتب العمال والموظفين العامين، إلا أن ارتفاع رواتب هؤلاء أدى أيضا إلى ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم. وهناك شرائح مختلفة تأثرت من هذا الارتفاع بشكل سلبي، مثل المتقاعدين، والعاملين بالأجور المتدنية في القطاع الخاص، لأن هؤلاء لم ترتفع رواتبهم كرواتب العاملين في القطاع الحكومي، كما فشلت الحكومة في مكافحة المتاجر والمحلات التي ترفع الأسعار بشكل مبالغ فيه تحت ذريعة تطبيق اقتصاد السوق الحر في البلاد.

الحكومة تتعهد بتحسين الوضع الاقتصادي ومكافحة التضخم، إلا أن كسر دوامة ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع الرواتب ليس بأمر هيّن، كما أن عوامل خارجية كالأوضاع الدولية والإقليمية وارتفاع أسعار الطاقة قد تعرقل الجهود التي تبذلها الحكومة وتربك حساباتها الاقتصادية.

الأخطاء في اختيار المرشحين كانت من أهم العوامل التي تسببت في خسارة حزب العدالة والتنمية في بعض المدن، ومن المؤكد أن أهم أسباب تلك الأخطاء هو تدخل الوزراء والنواب والمتنفذين في الحزب لصالح المرشحين المحتملين المقربين منهم. وقد تؤدي معالجة هذه الظاهرة ومعاقبة المسؤولين عن الأخطاء في اختيار المرشحين إلى انشقاقات عن الحزب، ليذهب هؤلاء المنشقين بنسبة من الأصوات المؤيدة لحزب العدالة والتنمية إلى الأحزاب الأخرى التي ينضمون إليها.

حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ أكثر من عقدين، ولذلك أصيب بالداء الذي يصيب جميع الأحزاب التي تبقى في سدة الحكم لسنوات طويلة دون انقطاع، وهو ظهور طبقة من المتنفذين من أصحاب المصالح، والابتعاد عن نبض الشارع وهمومه. وأصبح معظم قادة حزب العدالة والتنمية وكوادره أصحاب مال وجاه ونفوذ خلال هذه الفترة، بعد أن كان معظمهم من طبقة المواطنين العاديين. ومن المؤكد أن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى تجديد الدماء لتعود إليه الروح التي كان يحملها أيام تأسيسه، إلا أنه ليس من السهل اختيار رجل مؤهل ووضعه في مكان مناسب دون أن يؤدي ذلك إلى انشقاقات وكسر قلوب آخرين يفقدون مناصبهم أو يحلمون بتلك المناصب.

هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية فتحت الأبواب على مصراعيها لانتقاده، لتنهال عليه نصائح متنوعة لتصحيح الأخطاء واستعادة ثقة الناخبين، إلا أن بعض تلك الانتقادات والنصائح تهدف في حقيقتها إلى تصفية حسابات شخصية. وبالتالي، على قيادة الحزب أن تفرق خلال دراسة الانتقادات والنصائح بين المخلصة والمشخصنة، كي تتمكن من بناء عملية التجديد والتصحيح
هوية حزب العدالة والتنمية هي الأخرى محل نقاش في هذه الأيام، ويرى بعض المحللين أن الحزب فقد هويته، وأصبح يشبه الأحزاب العلمانية البعيدة عن قيم الشعب المسلم المتدين، كما يذهب آخرون إلى أن الحزب اعتقد أن أصوات الناخبين المتدينين مضمونة، وبالتالي أهمل تلك الشريحة، ليصب كافة جهوده في محاولة كسب ود الناخبين المؤيدين للمعسكر المعارض، إلا أنه في نهاية المطاف لم يكسب ثقة هؤلاء كما فقد ثقة المؤيدين له.

هناك إسلاميون يطالبون بــ"أسلمة" حزب العدالة والتنمية وسياساته، وتحويله من حزب ديمقراطي محافظ إلى ما يشبه الأحزاب التي أسسها تيار "مللي غوروش" برئاسة الراحل نجم الدين أربكان. وإن استجاب الحزب لتلك المطالب فقد يفقد ثقة نسبة من الناخبين المؤيدين للخط الديمقراطي الذي رسمه عدنان مندريس وتورغوت أوزال في السياسة التركية، ويتفكك تحالفه مع حزب الحركة القومية.

هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية فتحت الأبواب على مصراعيها لانتقاده، لتنهال عليه نصائح متنوعة لتصحيح الأخطاء واستعادة ثقة الناخبين، إلا أن بعض تلك الانتقادات والنصائح تهدف في حقيقتها إلى تصفية حسابات شخصية. وبالتالي، على قيادة الحزب أن تفرق خلال دراسة الانتقادات والنصائح بين المخلصة والمشخصنة، كي تتمكن من بناء عملية التجديد والتصحيح على أسس سليمة.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية الانتخابات أردوغان الأحزاب تركيا تركيا أردوغان العدالة والتنمية انتخابات أحزاب مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة فی الانتخابات المحلیة فی الانتخابات إلا أن

إقرأ أيضاً:

دراسة كندية: الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤثر على أداء الأطفال

كشفت دراسة كندية حديثة، أن زيادة وقت استخدام الشاشات في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي المبكر للأطفال.

ووفقا للباحثين، تبرز هذه النتائج أهمية تطوير عادات صحية منذ سن مبكرة، ولكنها تضيف أيضا مجموعة من الأدلة المتضاربة حول دور الشاشات في الطفولة الحديثة.

ونقلت شبكة «يورونيوز» الإخبارية الأوروبية عن الدراسة، التي نشرت في مجلة JAMA Network Open - وهي مجلة طبية شهرية مفتوحة الوصول تنشرها الجمعية الطبية الأمريكية - ان أداء الأطفال الصغار الذين قضوا معظم الوقت أمام الشاشات كان أسوأ في اختبارات القراءة والرياضيات.

وتابع العلماء أكثر من 3000 طفل في أونتاريو، كندا، من عام 2008 إلى عام 2023، وربطوا بيانات أولياء الأمور حول وقت استخدام الشاشات بدرجات الأطفال في الاختبارات المعيارية التي أجريت في الصفين الثالث والسادس، والذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاما.

ودرس الباحثون العلاقة بين إجمالي وقت استخدام الشاشات والأداء الأكاديمي المبكر للأطفال، ولاحظوا كيف ترتبط الأنشطة المختلفة المرتبطة بالشاشات بالتحصيل الدراسي. وتشمل هذه الأنشطة لعب ألعاب الفيديو، ومشاهدة التلفزيون، وقضاء الوقت على الأجهزة الرقمية مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

ووفقا للدراسة، فإن الأطفال الذين قضوا معظم الوقت أمام الشاشات، والذين استخدموا التلفزيون والأجهزة الرقمية أكثر من غيرهم، كان أداؤهم أسوأ في اختبارات القراءة والرياضيات، ومع ذلك، لم يجد العلماء أي دليل على وجود علاقة بين وقت الشاشة وانخفاض مهارات الكتابة.

وأفاد 20% فقط من الآباء بأن أطفالهم يلعبون ألعاب الفيديو. وارتبطت ألعاب الفيديو بانخفاض درجات القراءة والرياضيات في الصف الثالث الابتدائي لدى الفتيات مقارنة بالأولاد.

وبدورها صرحت الدكتورة كاثرين بيركن، إحدى مؤلفي الدراسة وباحثة أولى في صحة الطفل بمعهد أبحاث SickKids في تورنتو، كندا، في بيان لها، بأن هذه النتائج تبرز «أهمية تطوير تدخلات مبكرة للأطفال الصغار وأسرهم لتعزيز عادات الشاشة الصحية».

وكانت الدراسات السابقة حول تأثير الإفراط في استخدام الشاشة وألعاب الفيديو والتلفزيون على الأداء الأكاديمي للأطفال متباينة.

كما أن الدراسة الأخيرة تنطوي على بعض القيود.قد تكون البيانات التي يبلغ عنها الآباء متحيزة، والعلاقة بين وقت استخدام الشاشات والأداء الأكاديمي للأطفال علاقة ارتباطية وليست سببية، أي أن الدراسة تظهر فقط وجود صلة بينهما، وليس أن وقت استخدام الشاشات هو سبب ضعف الأداء.

وحذر كريس فيرجسون، أستاذ علم النفس في جامعة ستيتسون، والذي لم يشارك في الدراسة، من أن البيانات التي تبدو ذات مغزى في ورقة بحثية لا تترجم دائما إلى مواقف واقعية، وقال في بيان: «إن الآثار الواقعية أقل يقينا بكثير».

وتوصي منظمة الصحة العالمية بحد أقصى ساعة واحدة من وقت استخدام الشاشات يوميا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات، وعدم استخدام الشاشات إطلاقا للأطفال دون سن عام واحد.

ومع ذلك، يقول الخبراء إنه لا ينبغي تشويه صورة استخدام الشاشات لجميع الأطفال بوجه عام. ووفقا لتقرير صدر عام 2025 عن فريق عمل تابع للاتحاد الأوروبي، فإن الأطفال الذين يقضون وقتا معتدلا أمام الشاشات، والرضع الذين يقضون وقتا تفاعليا مع آبائهم، يمكنهم تحسين مهاراتهم اللغوية.

اقرأ أيضاًمخاطر الاستخدام المفرط لـ «التكنولوجيا» على الأطفال

لهذا السبب.. قرية تمنع استخدام «الموبايل» في الأماكن العامة

مخاطر استخدام الهاتف قبل النوم.. يؤدي للأرق ويصيب بالخلل في هرمونات الجسم

مقالات مشابهة

  • أيمن غنيم: الاقتصاد المصري يستعيد ثقة العالم.. والاستقرار السياسي يصنع بيئة نمو مستدام
  • بمشاركة الطيار.. هامبورج يستعيد نغمة الانتصارات بالفوز على فيتزلار بالدوري الألماني لليد
  • الهلال يستعيد نجمه قبل مواجهة الاتفاق
  • أحمد موسى: كان يمكن إنقاذ 20 ألفا من الموت في غزة
  • توكل كرمان:آن لليمن أن يستعيد قراره من الفساد والحرب.. ومؤتمر الباحثين خطوة لرسم مستقبل الجمهورية الجديدة
  • الغندور: المصري يستعيد الشامي وصلاح محسن قبل موقعة الاتحاد الليبي بالكونفدرالية
  • دراسة كندية: الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤثر على أداء الأطفال
  • هل يمكن فصل التاريخ كما جرى عن التأريخ كما يُكتب؟ الطيب بوعزة يجيب
  • الهلال يستعيد ثلاثي الفريق قبل مواجهة الاتفاق في دوري روشن
  • منح المرشحين لانتخابات النواب بيانات الناخبين مقابل 500 جنيه| تفاصيل