الفنان السعودي محمد الفرج لـ«الاتحاد الثقافي»: الصور الفوتوغرافية «أحافير الوقت»
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
نوف الموسى (دبي)
عفوية التمازج الإبداعي بين الأقمشة والخشب والحديد وغيرها من المواد اليومية المستخدمة في حياتنا المُعاشة، وتداخلها مع الحكايا والقصص الإنسانية البسيطة في تشكلاتها العابرة، تمثل جوهر الممارسة الفنية المتعددة للفنان السعودي محمد الفرج، الذي يبحث في صناعة الأفلام، والتصوير الفوتوغرافي إلى جانب الأعمال التركيبية والكتابة الشعرية، عن حالة شبيهة بالأداء الفني الحيّ المستمر في الانبعاث تجاه تقديم معنى موازٍ لمضامين تجربتنا الإنسانية وارتباطها بالأرض والآخر بوصفه مقابلاً لذات الإنسان، ويكاد يكون حافزاً رئيساً لإعادة اكتشاف المبدعين لأنفسهم.
عوالم متداخلة
ممارسة التصوير الفوتوغرافي، إلى جانب إنتاج الأفلام الوثائقية، من خلال الاشتغال على تصميم الديكور، واختيار الملابس، ودراسة الألوان في بنية كل مشهد، وملاحظة أداء الممثلين، تمثل برمتها كما لفت الفنان محمد الفرج، عوالم متداخلة في الفن، ولا يُمكن التعامل معها بشكل منفصل أو ضمن تصنيف معين، مبيناً أن هناك دائماً تساؤلات من قبل المهتمين في القطاع الفني والثقافي، بما أنك تكتب وترسم وتصور، فأيهما بطريقة معينة يعبر عن الكل، وبالنسبة له فإن الأفلام والفوتوغرافيا تحديداً الأقدر على استيعاب جّل الأشكال التعبيرية في المجال الإبداعي، لأنها قريبة من طريقة عمله للمجسمات الفنية، المبنية على القصص وشاعرية اللحظة الإنسانية.
يقول حول ذلك: «عندما تهدي للقصة المكتوبة أبعاداً ثلاثية، فإنها بالضرورة تتوسع داخل المساحة التعبيرية، وقد تصبح فيلماً وفوتوغرافية وعملاً تركيبياً، مثلما هو عملي على الكولاج، أبدأ بقص الصور وألصقها مع بعضها بعضاً، بهدف إحداث حالة من التداخل بين الحيوات، وهو بالضبط ما يحدث عندما نتحدث عن استخدامنا للقماش والحديد، فأغلب المواد التي استخدمها جُمعت من الأماكن العامة أو من الأرض، والأمر ليس متعلقاً فقط بمسألة البيئة، ولكنه أيضاً يحمل بعداً روحانياً، فعندنا أجد قميصاً مرمياً قد ارتداه شخص، وأضعه مع غرض آخر مستخدم من شخص مختلف، فإني بطريقة ما أجعل من العمل شاهداً على حيوات مختلفة من خلال المادة».
إعادة البناء
شارك الفنان محمد الفرج في بينالي الدرعية للفن المعاصر لعام 2024، بعمل فني تحت عنوان ««همسات اليوم ستسمع في حديقة الغد»، موضحاً أن العمل يبحث في مسؤولية فعل الإنسان وما تبنى عليه من ردات فعل وحصاد يتجلى مع الوقت، والعمل يتوسع في تناول الموضوع إلى ثلاثة أجزاء، تبدأ بالصور الفوتوغرافية، التي أطلق عليها «أحافير الوقت»، مبيناً أنه يرى الفوتوغرافيا مكتشفاً أحفورياً وآثارياً، خاصة بعد أن تُطبع الصورة، فالأخير نتاج تجواله وبحثه بين الحقول الزراعية في مسقط رأسه بمحافظة الأحساء.
وتابع: «بينما أمشي بين حقول الأحساء، دائماً ما أجد الكثير من النخل المحترق، الذي أجمع منه الفحم، وفي اللوحة المرسومة في بينالي الدرعية، يرى المشاهد رسمه لنخلة مكتملة ومثمرة، قد رسمتها بالفحم، وهنا أود طرح التساؤلات حول كيف يُمكن لهذه المادة الناتجة عن موت النخلة نفسها، قد تكون سبباً في إحداث ولادة جديدة لها، وهي مقاربة لمدى القوة التي يمتلكها الإنسان لمجابهة الدمار، وإعادة البناء، وهي سمة إنسانية عظيمة، نجدها في مختلف البلدان والحضارات والثقافات، وتستحق منّا التأمل والقراءة والبحث الإبداعي». وأضاف الفنان محمد الفرج أن الجزء الثالث من العمل يتكون من مجسمات لفسائل، نابتة من خصر الشجرة الأم، مبيناً كيف أن بعضها يصبح يابساً ويموت، فيقوم ويجمع تلك الفسائل الميتة، ويربطها مع بعضها بعضاً، دلالة على كيف أن هناك الكثير من الأطفال يمرون بظروف صعبة، ولا يعيشون الحياة المكتوبة لهم.
معارض ومهرجانات
يذكر أن أعمال الفنان السعودي محمد الفرج عُرضت في حي جميل في جدة عام 2023، وبينالي ليون عام 2022، ومؤسسة الشارقة للفنون عام 2019، ولو موراتي باك في فلورنسا عام 2019، وأثر غاليري في جدة عام 2018، وفنون جدة عامي 2017 و2019، ومهرجان أفلام السعودية في الدمام عام 2015، ومهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2014.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصور الفوتوغرافية التصوير الفوتوغرافي فن التصوير التصوير
إقرأ أيضاً:
“قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
شهد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء امس، احتفالية اليوم السنوي للصحافة والإعلام القبطي، والتي أقيمت فعالياتها في المقر البابوي بالقاهرة، بحضور أصحاب النيافة الأنبا تادرس مطران بورسعيد، والأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، والأنبا بطرس الأسقف العام، والأنبا إرميا الأسقف العام، والأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، وعدد من الآباء الكهنة وممثلي الصحافة والإعلام القبطي.
حملت احتفالية يوم الصحافة والإعلام القبطي التي تقام للسنة الثالثة على التوالي،عنوان "الصحافة والإعلام القبطي والبيت المسيحي"، وتضمنت كلمات لصاحبي النيافة الأنبا مرقس والأنبا ماركوس، وندوة أدارها الدكتور رامي عطا مع أ.د سامية قدري أستاذ علم الاجتماع والدكتور سامح فوزي كبير الباحثين في مكتبة الإسكندرية، والدكتور رامي سعيد المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتم تكريم قنوات أغابي وC. T.V وMe sat وكوجي والمنظومة الإعلامية الرسمية للكنيسة (المركز الإعلامي - الموقع الإلكتروني - قناة C.O.C) ومجلة دنيا الطفل. كما تم تكريم أسماء عدد من الكتاب والمفكرين الراحلين.
وفي كلمته تناول قداسة البابا ثلاث مقولات تخص الأسرة، وهي:
١- "الأسرة أيقونة الكنيسة": وتعني أن الأسرة هي مصدر جمال الكنيسة، فمن الأسرة يخرج القديسون، وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها، ولفت إلى أن العروسين تصلى لهما الكنيسة صلوات سر الزيجة المقدس أمام الهيكل في نفس المكان الذي تتم فيه سيامة الأسقف والكاهن والشماس.
وذَكَّرَ بأن كلمة Family يمكن اعتبارها اختصارًا للعبارة (father and mother I love you).
٢- "منذ أن ظهر الموبايل انتهى عصر الإنسانية": أصبحت الأجهزة هي المتحكم في الإنسان، لذا فلا بد أن نجاهد روحيًا لتقوية أرادة الإنسان، بما يحفظ له قيمته. وحذر من أن الموبايل يسرق الوقت، وبالتالي فإنه يسرق العمر.
٣- "عصر التفاهة": ومن سماته أن الناس يختارون الأسهل والأسوأ، ويصفقون للشخصيات الفارغة ويرفعونها، حتى صار هؤلاء من المشاهير ويحصلون مكاسب خيالية، بينما صارت الشخصيات الجادة على الهامش. والأسرة دور حاسم في هذا فإما تخرج شخصًا تافهًا أو جادًا.
وطالب قداسته الصحافة والقنوات بالاهتمام بإعداد برامج توعوية في سياق تكوين الأسرة بدءًا من سن الطفولة.