مجزرتان إسرائيليتان في مكان واحد!
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
شهدت قرية قانا اللبنانية الجنوبية مجزرتين إسرائيليتين، الأولى في 18 أبريل عام 1996، وخلفت 106 مدنيين، والثانية جرت في 30 يوليو 2006، وأودت بحياة نحو 60 مدنيا بينهم 37 طفلا.
إقرأ المزيدمذبحة قانا 1 استخدمت فيها قذائف مدفعية استهدفت مخيما للاجئين أقامته الأمم المتحدة وكان يأوي 800 مدني فروا من قراهم ومنازلهم أثناء عدوان إسرائيلي على جنوب لبنان حمل اسم عملية عناقيد الغضب.
علاوة على القتلى المئة وستة وبينهم عدد كبير من الأطفال، أسفرت تلك المجزرة عن إصابة أكثر من 116 آخرين، كما تعرض لإصابات خطيرة أربعة جنود من فيجي كانوا ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
عملية عناقيد الغضب كان أمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت شمعون بيريز، وقد نفذت في أعقاب غارات جوية مكثفة على أهداف في لبنان استمرت 16 يوما.
الجيش الإسرائيلي حينها نفذ 600 غارة جوية، واستخدم 23000 قذيفة مدفعية، وتسبب ذلك العدوان بتشريد أكثر من 300000 شخص.
الأمم المتحدة توصلت في تحقيق أجرته في وقت لاحق إلى أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيم اللاجئين اللبنانيين في قانا كان متعمدا، ودليل ذلك وجود فيديو يصور طائرة استطلاع إسرائيلية مسيرة كانت تحلق فوق المجمع قبل القصف.
الحكومة الإسرائيلية نفت في البداية تحليق طائرة مسيرة تابعة لها في المكان، لكنها حين علمت بوجود مقطع فيديو يؤكد ذلك، دفعت برواية ثانية وقالت إن الطائرة كانت تقوم بمهمة أخرى. إسرائيل مع كل ذلك رفضت بشكل قاطع الاستنتاجات التي توصل إليها تقرير الأمم المتحدة عن المذبحة.
وكالة أنباء رويترز كانت نقلت قبل تسعة أيام من "مذبحة المدفعية الإسرائيلية"، تصريحا للواء أميرام ليفين، قائد المنطقة الشمالية، قال فيه: "سكان جنوب لبنان الذين هم تحت مسؤولية حزب الله سيتعرضون لضربة أقوى، وسيضرب حزب الله بشدة، وسنجد طريقة للتصرف بشكل صحيح وسريع".
رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها شمعون بيريز وصف ما جرى قائلا إن هجوم عام 1996 كان مجرد هدف خاطئ، فيما أكد المستشار العسكري للأمم المتحدة اللواء فرانكلين فان كابن، أن الحقائق على الأرض تتعارض تماما مع التفسيرات التي قدمتها إسرائيل.
علاوة على ذلك، خلص تحقيق قامت به منظمة العفو الدولية إلى أن: "الجيش الإسرائيلي هاجم عمدا مجمع الأمم المتحدة، على الرغم من أن دوافع القيام بذلك لا تزال غير واضحة... لقد فشل الجيش الإسرائيلي في إثبات ادعائه بأن الهجوم كان خطأ. حتى لو فعلوا ذلك، فسيظلون يتحملون مسؤولية قتل الكثير من المدنيين من خلال المخاطرة بشن هجوم بالقرب من مجمع الأمم المتحدة".
مرت تلك المجزرة التي أزهقت أرواح عدد كبير من الأبرياء بسلام، وكان أن نفذت إسرائيل مذبحة ثانية في قرية قانا اللبنانية الجنوبية في الساعة 01:00 من يوم 30 يوليو عام 2006. هذه المرة تولى سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ المهمة، فقامت الطائرات الحربية باستهداف مبنى من ثلاثة طوابق مزود بقبو محصن، كان لجأ إليه 63 شخصا ينتمون إلى عائلتين. صواريخ الطائرات الإسرائيلية دمرت المبنى وقتلت 57 شخصا.
في تلك المناسبة أيضا وصف الهجوم الإسرائيلي بأنه قصف عشوائي، وأكد عمال الإنقاذ أنهم لم يعثروا تحت أنقاض المبنى على أي أسلحة!
ناجية من مجزرة قانا الأولى التي جرت في عام 1996 وتدعى مرة عثمان، تحدثت في عام 2018 عما شاهدته بعيني طفلة صغيرة لم تتجاوز التاسعة.
قالت مروة تسترجع أحداث تلك المجزرة: "في تلك الليلة، بهذا المشهد الرهيب للأطفال القتلى أصبحت بالغة. حتى الليلة الماضية لم أكن أعرف ما هي الكراهية، ولكن بعدها أصبحت امرأة تكره. كرهت الطائرات الحربية ونيران المدافع الرشاشة وقذائف المدفعية وأصوات انفجار القنابل وصور الموت والدمار والدم. كرهت إسرائيل".
RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الأمم المتحدة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية: غزة مشرحة مفتوحة ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكان
قال عامل إغاثة يعيش في غزة لصحيفة "آي بيبر" البريطانية إن مزيجا من الخوف وسوء التغذية "شديد الوطأة" جعل السكان "يمشون أحياء كأموات"، بعد أن أصبح القطاع المحاصر أشبه بـ"مشرحة مفتوحة" تفوح منها رائحة الموت.
وأضاف رامز عبيد -وهو أب لطفلين يقيم وسط قطاع غزة ويعمل لصالح منظمة الإغاثة الإسلامية- في حديثه للصحيفة: "يمكنك أن تشم رائحة الموت في كل مكان".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالمlist 2 of 2لوبوان: هل فرنسا سببٌ في الصراع بين كمبوديا وتايلند؟end of listوأشار إلى أن ما يراه كل يوم أطفالا مشردين ينامون في الشوارع والطرقات بعد أن فقدوا عائلاتهم بالكامل، ولا يوجد من يعيلهم. "إنهم يتضورون جوعا ويقضون يومهم بحثا عن الطعام".
ندرة غير مسبوقة
ورغم عمله في المجال الإنساني، يؤكد عبيد أنه بالكاد يستطيع تأمين وجبة واحدة يوميا لأسرته، لافتا إلى أن أسعار الغذاء ارتفعت بشكل جنوني. وقال إن كيسا واحدا من الطحين أصبح يكلف 27 دولارا، "أما وجبة واحدة لعائلة، فقد تكلف 100 دولار".
وأردف قائلا إن اللحوم والدواجن والبيض والخضروات الطازجة اختفت من حياتهم منذ شهور، ليبقى العدس والفول المصدر الوحيد للبروتين.
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة لا يتناول الطعام لأيام متتالية، في حين أكد تقرير مشترك لعدة وكالات تابعة للأمم المتحدة أن 90 ألف طفل وامرأة بحاجة ماسة للعلاج من سوء التغذية، وسط انهيار النظام الصحي ونقص الأدوية والمياه النظيفة.
أما منظمة الصحة العالمية، فوصفت الأزمة بأنها "تجويع جماعي من صنع الإنسان"، بينما قالت أكثر من 100 منظمة إغاثة دولية في بيان مشترك إن أجساد سكان غزة تضمر في ظل الحصار.
الطعام الهم الطاغي
ويقول عبيد إنه نزح مع أسرته 12 مرة خلال الـ20 شهرا الماضية، مضطرا للتنقل من منطقة إلى أخرى هربا من القصف. ويعيش اليوم في شقة صغيرة مع 8 أفراد من عائلته، وهو المعيل الوحيد.
"كل صباح أستيقظ وأنا أتوقع سماع أخبار مؤلمة عن استشهاد أقارب أو أصدقاء. أفتح المذياع وأخاف من سماع أوامر عسكرية جديدة تطلب منا المغادرة مرة أخرى. أول ما أفكر فيه هو: كيف سأطعم عائلتي اليوم؟".
إعلانويتذكر كيف كانت حياته طبيعية قبل الحرب، قائلا: "كان أطفالي يدرسون اللغة الإنجليزية، وكنا نذهب إلى البحر، نزور الأصدقاء. كنا نحلم بمستقبل أفضل لهم". أما اليوم، فـ"الحياة توقفت، ومنزلنا الجميل في خان يونس دُمّر بالكامل ولم يتبق منه شيء، كل شيء دُمّر: المستشفيات والمدارس والبنى التحتية. وفقدت الحياة الآدمية قيمتها فأصبحت أرخص ما في هذه الأرض".
رامز عبيد عامل الإغاثة في غزة: أستيقظ كل صباح.. وأول ما أفكر فيه هو كيف أطعم عائلتي اليوم عراقيل إسرائيلية مستمرةكانت إسرائيل قد فرضت حصارا كاملا على دخول المساعدات إلى غزة منذ مارس/آذار الماضي، قبل أن تستأنف عملياتها العسكرية. ورغم إعلانها لاحقا تخفيف الحصار والسماح بإدخال بعض الشاحنات، فإن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وصف الكميات المسموح بها بأنها "نقطة في بحر مما هو مطلوب بشكل عاجل".
وتتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتحويل المساعدات لصالح أنشطتها العسكرية، في حين تؤكد المنظمات الدولية أن تل أبيب تضع عراقيل مستمرة أمام إيصال المساعدات، وترفض غالبية طلبات التنقل ولا توفر ممرات آمنة.
من جهتها، ادعت هيئة "كوغات" الإسرائيلية -المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات- أن إسرائيل تسمح وتسهّل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرة إلى أن نحو 4500 شاحنة دخلت مؤخرا القطاع، بما في ذلك شحنات حليب أطفال.
بيد أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ردت على لسان موظفتها في غزة، تيس إنغرام، بالقول إن طلبات التنقل التي تقدمها المنظمة كثيرا ما تُقابل بالرفض، وإنهم لا يحصلون على ممرات آمنة لجمع أو توزيع المساعدات.
ومع استمرار العمليات العسكرية وعرقلة الإغاثة من جانب إسرائيل، تحوّل البحث عن الطعام إلى مخاطرة قد تكلّف المرء حياته. فبحسب المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ثمين الخيطان، لقي أكثر من ألف فلسطيني حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وقال طبيب بريطاني لصحيفة "آي بيبر" -لم تذكر اسمه- إنه يخشى أن يكون الجنود الإسرائيليون يمارسون "لعبة قاتلة" مع الغزيين الجائعين المنتظرين في طوابير المساعدات، حيث يُطلق عليهم الرصاص في أماكن مختلفة من أجسادهم كل يوم.
وفي غزة اليوم، لم يعد الخوف من القصف وحده هو ما يهدد الحياة، بل الجوع أيضا. "أفكر كل صباح في كيفية توفير الطعام لعائلتي.. هذا أكبر همومي"، يقول عبيد. لكن في مكان تحاصره القنابل من السماء والجوع من الأرض، حتى هذه المهمة باتت مستحيلة.
رامز عبيد، مثل آلاف غيره، لا يطالب بشيء أكثر من الحد الأدنى: وجبة لأطفاله، مأوى آمن، وحق في الحياة.