اتهامات لأوكرانيا بـإفشال اتفاق مع تركيا وروسيا للملاحة في البحر الأسود
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
سلط موقع "نيوز ري" الروسي الضوء على وصفه بإفساد أوكرانيا، اتفاقا مع روسيا وتركيا، بشأن تأمين حركة الملاحة في البحر الأسود، بعد رفضها التوقيع عليه.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا قد يشير إلى خطط كييف العدوانية في مجال المياه.
ما هو معروف عن فشل اتفاق الملاحة الآمنة؟
وذكر الموقع أنه بعد شهرين من الاتصالات، وعند الاتفاق على النسخة النهائية لنص الاتفاقية مع تركيا بشأن الملاحة الآمنة في البحر الأسود، تخلّت كييف عن الصفقة.
كان من المفترض نشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوثيقة في نهاية آذار/ مارس الماضي، بعد موافقة كييف على الكشف عن المعلومات. لكن في اللحظة الأخيرة "انسحبت أوكرانيا بشكل غير متوقع من الصفقة" دون الإفصاح عن سبب رفض التوقيع على الاتفاق.
ونقل الموقع عن الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين أن مثل هذه الخطوة قد تشير إلى أن أوكرانيا لديها خطط عدوانية ضد السفن المدنية الروسية في البحر الأسود. وأضاف دانديكين: "يشير فشل الاتفاقيات إلى أن الأوكرانيين سيتصرفون بمنطق الإرهاب في البحر الأسود، مثل القراصنة الصوماليين، تدفعهم الرغبة في مهاجمة السفن الروسية، بما في ذلك السفن المدنية، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة امتلاك روسيا ميناء في نوفوروسيسك. إنهم يبحرون على متن سفنهم، ويختبئون خلف رومانيا وبلغاريا وتركيا، ويأملون أن يتمكنوا من الإفلات من كل شيء".
ماذا جاء في نص اتفاقية الملاحة الآمنة؟
استنادًا إلى نسخة من نص الاتفاقية، كان من المفترض تقديم موسكو وكييف ضمانات أمنية متبادلة للسفن التجارية تتمثل في عدم استهدافها أو احتجاز أو تفتيش السفن غير المحملة بالمعدات العسكرية. وتضمّن نص الوثيقة أن هذه القواعد لا تنطبق على السفن المدنية التي تحمل بضائع عسكرية.
من جانبها، لم تعلّق موسكو على التقارير التي أفادت بأن كييف ألغت الاتفاق. وقد أعرب السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، أن روسيا وتركيا تجريان حوارا بشأن الوضع في البحر الأسود. وقال بيسكوف: "في الواقع، لدينا العديد من المواضيع المختلفة على جدول الأعمال مع شركائنا الأتراك، ونحن نناقش قضايا مختلفة، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالبحر الأسود".
من المتورط في إفشال اتفاق الملاحة الآمنة؟
على قناته على موقع التليغرام كتب الخبير السياسي مكسيم زهاروف، أن التقارير حول فشل الصفقة يمكن أن تكون مزيفة بهدف تعطيل المفاوضات. وأضاف زهاروف أن "قصة رويترز التي تفيد بأن أوكرانيا عطلت التوقيع على البروتوكول بشأن سلامة الملاحة في البحر الأسود تتناقض مع مصدر تاس في أنقرة، الذي يدعي أن المفاوضات بشأن هذا التجسيد لصفقة الحبوب لا تزال جارية على الأقل بين الطرفين؛ تركيا والأمم المتحدة".
يعزو زهاروف تحرك أوكرانيا إلى الضغوط التي مارستها بريطانيا، التي ربما لم تكن راضية عن صياغة الوثيقة، الأمر الذي من شأنه أن يعقد الحركة غير المنضبطة لأسلحة حلف شمال الأطلسي عبر البحر الأسود.
وتابع زهاروف أنه "تم إعداد الوثيقة بطريقة تسمح، من ناحية بالنقل غير القانوني للأسلحة إلى أوكرانيا تحت ستار "قوافل الحبوب". ومن ناحية أخرى، سيؤدي ذلك إلى تعقيد الحركة البحرية لأسلحة الناتو بشكل كبير أثناء تعزيز "الجناح الشرقي" في رومانيا. هذه الظروف الأخيرة لم تخدم مصالح لندن، باعتبارها المستفيد الرئيسي من استراتيجية طرد روسيا من البحر الأسود. لذلك سارعت إلى عرقلة هذه النسخة من الاتفاقية".
هل تستطيع كييف نفسها أن ترفض الصفقة؟
حسب الكابتن الاحتياطي الأول سيرجي إيتشينكو فإن الاتفاقية لا معنى لها بالنسبة لأوكرانيا. ويضيف أن الأمر في جوهره يتعلق بمواصلة صفقة الحبوب التي انسحبت روسيا منها في تموز/ يوليو 2023.
في هذا الصدد، قال إيتشينكو: "في البداية كانت هذه الصفقة مفيدة لروسيا، كونها أتاحت إمكانية السيطرة على السفن المتوجهة نحو الموانئ الأوكرانية وتفتيشها. وفي حال لزم الأمر، كان من الممكن احتجازهم في الموانئ التركية أو في مضيق البوسفور لفترة غير محددة، مما يجعل مرورهم صعباً".
ويرى إيتشينكو أن انسحاب روسيا من صفقة الحبوب أمر متهور، لأنها بذلك فقدت القدرة على السيطرة على النقل البحري في كييف، مشيرا أن أوكرانيا سجّلت فقط السنة الماضية كميات ما قبل الحرب من الإمدادات التي تتجه إلى موانئها من خلال التجارة الخارجية. من وجهة نظره، يتم في الوقت الراهن تسليم نفس الكمية من البضائع إلى أوديسا مثلما كان الوضع قبل بدء الصراع.
وأضاف إيتشينكو: "لذلك من الطبيعي أن يصب الاتفاق الذي تم إعداده في صالح روسيا التي كانت كانت ستوقعه، على عكس أوكرانيا، التي لن تجني أي فوائد منه. ويبدو أن أوكرانيا شاركت في المفاوضات لأسباب خاصة بها، لكنها لم تكن تنوي التوقيع على أي شيء. والدليل على ذلك انسحابها الأحادي من الاتفاقيات التي لم توقع بعد".
هل ستستمر المفاوضات؟
تعليقا على مصير عملية التفاوض، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن أمله في استكمالها بنجاح في المستقبل، قائلا: "مازلنا نعلق آمالا على أن تسود حرية الملاحة في البحر الأسود". بينما كتبت رويترز أن تركيا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يحاولان منذ أشهر تحقيق قدر أكبر من حرية الملاحة للسفن التجارية في البحر الأسود، الذي تحول إلى منطقة عمليات بحرية.
وتابع دوجاريك أن "الصادرات الغذائية والزراعية التي تمر عبر البحر الأسود مهمة للأسواق العالمية والأمن الغذائي العالمي. وسنواصل المفاوضات مع جميع الأطراف لضمان استمرار التجارة والإمدادات الغذائية وسلامة السفن".
وفي ختام التقرير، نوه الموقع بأن أردوغان أعلن عن إنشاء إطار تنظيمي بالتعاون مع الأمم المتحدة لتنظيم الشحن التجاري السلمي في البحر الأسود. ووفقا له، فإن البلاد مستعدة لتولي دور قيادي في ضمان الأمن الغذائي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا تركيا تركيا روسيا اوكرانيا البحر الاسود سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی البحر الأسود أن أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: فيديو طاقم سفينة “إتيرنيتي C” يشعل ارتباكًا في واشنطن وتل أبيب
يمانيون |
قالت مجلة نيوزويك الأميركية إن القوات المسلحة اليمنية نجحت مجددًا في فرض معادلات جديدة للردع في البحر الأحمر، رغم الغارات الجوية الأميركية المكثفة، مؤكدة أن الجيش اليمني أسر عددًا من أفراد طاقم سفينة الشحن Eternity C، ضمن سلسلة من العمليات التي تستهدف السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت المجلة أن المشاهد التي بثها الإعلام الحربي اليمني أظهرت بحارة من الجنسية الفلبينية وهم قيد السيطرة، مشيرة إلى أن وزارة العمالة الفلبينية أعلنت فقدان 16 من رعاياها منذ العملية، مما أثار قلقًا واسعًا في مانيلا.
وظهر في التسجيل أحد أفراد الطاقم وهو يُسأل عمّا إذا كان يعلم بوجهة السفينة نحو ميناء “إيلات” المحتل، ليجيب بأنها كانت تنقل شحنة سماد إلى الصين مرورًا بفلسطين المحتلة، واعتبر الجانب اليمني هذا بمثابة خرق صارخ للحظر البحري المفروض على السفن المتعاملة مع الكيان الصهيوني.
وبحسب نيوزويك، فإن هذه العملية النوعية جاءت بعد أيام فقط من استهداف سفينة Magic Seas، وهو ما اعتبرته المجلة “عرضًا غير مسبوق للقوة”، رغم التصعيد الأميركي الذي أمر به الرئيس دونالد ترامب في مارس الماضي، متعهدًا حينها بـ”إبادة الحوثيين” و”ضمان حرية الملاحة” في البحر الأحمر.
وأوضحت المجلة أن التحقيقات الفلبينية الأولية كشفت خروقات بحرية واضحة، من بينها مرور السفينة مرتين عبر البحر الأحمر رغم حظر فلبيني رسمي، كما أكدت مصادر إعلامية أن قبطان السفينة أمر بإيقاف جميع أجهزة الاتصال بالأقمار الصناعية قبل الوصول إلى “إيلات”، في محاولة واضحة للتهرب من الرصد.
وكانت صنعاء قد شددت في بيان سابق أن الملاحة البحرية آمنة لكل من لا يتعامل مع الكيان الصهيوني ولا يشارك في الحصار على غزة، مؤكدة أن عمليات الردع ستتواصل ما دام العدوان مستمرًا.
واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن انشغال إدارة ترامب بملفات دولية كبرى، كالصراع في أوكرانيا والاتفاقيات التجارية مع الصين، قد يعقّد خيارات الرد على اليمن، في ظل تزايد المخاطر وخسائر المواجهة المباشرة.