صنّاع «البوم»: المسلسل ملحمة تاريخية للأجيال
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أعرب أبطال مسلسل «البوم»، الذي عُرض على شاشة «قناة أبوظبي»، عن سعادتهم بحصول المسلسل على المركز الأول في استطلاع جريدة «الاتحاد» لدراما رمضان 2024، الذي أطلقته عبر حسابها الرسمي على «إنستجرام»، وحصد نسبة 49%، بعد منافسة قوية مع عدد كبير من الأعمال الدرامية في «الماراثون الرمضاني».
أحداث واقعية
مع تصدّر «البوم» رضا المشاهدين، خلال «ماراثون رمضان 2024»، لا بد من الإضاءة على أدوات التميز وراء النجاح الذي سطره كل من مخرج العمل الأسعد الوسلاتي، والمؤلف عماد الدين الحكيم، في تجسيد قصة درامية مستوحاة من عبق التاريخ بإنتاج عالمي. وأبدعا في رواية وتنفيذ أحداث حقيقية تستعرض حكايات الأجداد واعتمادهم على البحر كمصدر للرزق، وتتعامل مع قصصهم الإنسانية وغيابهم لأشهر طويلة أثناء بحثهم عن اللؤلؤ، وما يجدونه في البحر من رزق وفير من الثروة السمكية التي تمتلئ بها شواطئ الخليج العربي.
شخصية «النوخذة» الذي يتنقل في البحر، وينقل البضائع من الهند ويسهم في تحريك عجلة التجارة، ألهمت عماد الدين الحكيم منذ فترة طويلة للكتابة عنها، والبحث في المراجع وكتب التاريخ، خصوصاً أنه كان لديه الشغف بمعرفة «النواخذة» الذين أسسوا للتجارة البحرية ليس في منطقة الخليج العربي عموماً، وفي الإمارات خصوصاً.
تحد كبير
الحقبة الزمنية القديمة، والبيئة المختلفة، والفترة التاريخية التي من الصعب أن تجد فيها الكثير من المعطيات والتفاصيل، شكلت تحدياً كبيراً لعماد الدين الذي استطاع بعد فترة بحث طويلة، مع الاستعانة بمتخصصين وبحارة ومؤخرين إماراتيين من تلك الحقيبة، أن ينفذ عملاً مختلفاً، ويضع المشاهد في قصة واقعية تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، بين عامي 1939 و1945، حول «أسد البحار»، البحار الطموح «شهاب الناصي»، الذي يقود سفينة «البوم» مع فريق من الصيادين والبحارة، مخترقاً البحر وأمواجه والحروب وويلاتها، وسط مؤامرات الأعداء، والمراكب الداخلية وحيل المنافسين.
تجربة فريدة
وأكد المخرج الأسعد الوسلاتي أن تصدّر «البوم» المركز الأول، بمثابة تتويج لفريق العمل ككل، وقال: يُعتبر هذا العمل أول تجربة درامية لي في إخراج المسلسلات الإماراتية، وكانت تجربة فريدة من نوعها، خصوصاً أنه يتحدث عن فترة مهمة في تاريخ الإمارات، ويستعرض تفاصيل الساحل والتبادل التجاري بين الإمارات والهند، والبحارة والمراكب، إلى جانب اختيار السرد الدرامي في فترة الحرب العالمية الثانية المليئة بالأحداث.وأضاف: كان هدفي مع المؤلف عماد الدين الحكيم الذي تعاونت معه سابقاً في العديد من الأعمال العربية، تقديم عمل للأجيال يبقى في ذاكرة المشاهد. وبعد جهد كبير وفترة تصوير استمرت لأكثر من 5 أشهر بين الإمارات والهند، استطاع العمل أن يترك الأثر لدى الجمهور والنقاد، وذلك نتيجة للإنتاج الضخم وحرفية فريق العمل الذي يُعتبر جزءاً أساسياً من تكاملية الصناعة مع التقنيات الفنية الأخرى، كالديكور والإضاءة والموسيقى التصويرية، وتفاصيل أخرى أدت إلى نجاح العمل، ولاسيما الثقة الكبيرة التي منحتنا إياها «شبكة أبوظبي للإعلام» لتنفيذ عمل عالمي.
فرحة مزدوجة
الممثل الشاب عمر الملا، الذي جسد في العمل دور البحار الإماراتي «شهاب الناصي»، أوضح أنه يعيش فرحة مزدوجة في رمضان هذا العام، خصوصاً بعد تصدّر مسلسل «البوم»، وحصده لقب أفضل ممثل شاب في استطلاع «الاتحاد» لدراما رمضان. وقال: لقد اجتهد فريق العمل من أجل إظهار عمل درامي مختلف، يحقق نقلة نوعية في الدراما المحلية، لاسيما أنه يستعرض قصة عن الصراع والأمل، لافتاً إلى أن عناصر نجاح «البوم» كانت مكتملة، حيث جسّد قصة واقعية وملحمة تاريخية مبنية على أحداث حقيقية، عبر رائعة المخرج الأسعد الوسلاتي، والتي نسجها الكاتب عماد الدين الحكيم، وشارك في صناعتها نخبة من المبدعين المخضرمين والشباب، إلى جانب ضخامة الإنتاج وتصويره بين الإمارات والهند. وتابع: لقد شاركت في بطولة عدد من المسلسلات سابقاً، ولكن «البوم» يمثل لي نقلة فنية وتجربة مختلفة وجديدة بكل حذافيرها، وأتمنى أن يتم تنفيذ جزءٍ ثانٍ من العمل.
منافس قوي
ووجه الممثل منصور الفيلي الذي جسّد في العمل دور «سند» شكره لـ «شبكة أبوظبي للإعلام» على دورها الكبير الذي تلعبه في تقديم محتوى ثقافي وفني وترفيهي مميز، يلبي تطلعات الجمهور في مختلف أنحاء الوطن العربي، إلى جانب حرصها الدائم على حضور الإنتاجات الدرامية المحلية لتكون منافساً قوياً بين المسلسلات الأخرى التي تُعرض في المواسم الدرامية الرمضانية. وقال: جاءت ردود الأفعال الإيجابية من قبل المشاهدين وتصويت الجمهور عبر استطلاع جريدة «الاتحاد»، لتكون بمثابة قطف ثمار هذا النجاح. وأشاد الفيلي بحرص القنوات المحلية، خصوصاً «قنوات تلفزيون أبوظبي» على تنفيذ أضخم الإنتاجات الدرامية المحلية، وتعزيز مشاركة الطاقات التمثيلية كعنصر أساسي في أعمالها الفنية، الأمر الذي يسهم في إظهار عناصر فنية جديدة في عالم التمثيل.
استحقاق
عبد الله بن حيدر الذي جسّد دور «ناصر» في المسلسل، أوضح أن مسلسلَي «البوم»، و«خطّاف» الذي يشارك في بطولته أيضاً، تجربتان فريدتان في الدراما المحلية، ويستحقان أن يتصدّرا مراكز متقدمة، معرباً عن سعادته بحصول المسلسلين على المركز الأول والثاني، في استطلاع «الاتحاد» السنوي الذي يتم تنفيذه بمصداقية عالية، ويعتمد على تصويت الجمهور بالدرجة الأولى.
وقال: شكراً «شبكة أبوظبي للإعلام» للدعم والحرص على تقديم أعمال درامية إماراتية ترقى بمستوى المشاهد العربي، وتقديم قصص متنوعة تنال رضا المشاهدين، مثل «البوم» الذي استعرض قصة شجاعة عن الصمود في مواجهة الظلم والظروف الصعبة. كما تضمن رسائل هادفة عن القوة والعزيمة والتكاتف من أجل الوطن، والتي نستطيع من خلالها أن نتغلب على التحديات.
نقلة نوعية
الممثلة آلاء شاكر التي جسّدت في العمل دور «أم شهاب»، أعربت عن سعادتها بتصدّر «البوم» استطلاع جريدة «الاتحاد». وقالت: تجربة مختلفة لعمل تاريخي يستعرض حقبة زمنية مهمة، تطلبت البحث العميق والاستعداد الكبير لنقل مشاهد الفترة الزمنية القديمة من حيث الأزياء والديكور والسيارات، إلى الشاشة الفضية بشكل واقعي، ليظهر العمل بصورة مشرفة وأكثر مصداقية، ليكون «البوم» بمثابة نقلة نوعية في الدراما الإماراتية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دراما رمضان مسلسلات رمضان الدراما الرمضانية قناة أبوظبي الدراما الإماراتية أبوظبي للإعلام شبكة أبوظبي للإعلام شبکة أبوظبی للإعلام
إقرأ أيضاً:
“أبوظبي للزراعة” تستعرض مبادراتها المتنوعة خلال المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي
تستعرض هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية خلال مشاركتها في النسخة الأولى من “المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025” ، جهودها ومبادراتها الرائدة في دعم واستدامة القطاع الزراعي الحيوي في أبوظبي، بالإضافة إلى المساهمة الفعالة في الجلسات النقاشية والأنشطة المصاحبة التي ستجمع نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين والمبتكرين في المجال الزراعي على المستويين المحلي والدولي.
وتنظم المؤتمر وزارة التغير المناخي والبيئة ويستمر حتى 31 مايو 2025 في مركز المعارض أدنيك العين، ويشكل الحدث منصة إستراتيجية مهمة تجمع بين المزارعين، المستثمرين، الخبراء، الجهات الحكومية، ومؤسسات البحث العلمي، بهدف تبادل المعرفة والخبرات، وعرض أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال الزراعة المستدامة.
كما يسعى المؤتمر والمعرض إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودفع عجلة الاستثمار الزراعي، ودعم المنتج المحلي من المزارع الوطنية، وتفعيل دور الشباب والمجتمع في القطاع الزراعي.
ويتضمن المعرض المصاحب للمؤتمر عرضًا واسعًا لأفضل منتجات المزارعين المواطنين، وأحدث الحلول الزراعية والتكنولوجيا المبتكرة في هذا المجال، بما في ذلك تقنيات الزراعة المحمية المتقدمة، وأنظمة الري الحديثة والفعالة، وممارسات الاستدامة الزراعية الشاملة، مما يمنح جميع المشاركين والحضور فرصة قيمة لاستكشاف أحدث الابتكارات والتطورات في القطاع الزراعي. كما سيشمل الحدث سوقًا مخصصًا للمزارعين لعرض وبيع منتجاتهم المحلية الطازجة.
وتأتي المشاركة النوعية في إطار الالتزام الدائم للهيئة بدعم المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والنحالين، وتوفير بيئة محفزة للابتكار والاستثمار الذكي في القطاع الزراعي، بما يصب في تحقيق الأمن الغذائي الشامل وتعزيز الاستدامة البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال سعادة أحمد خالد عثمان، نائب المدير العام للشؤون التشغيلية بالإنابة في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية : إن مشاركتنا في المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025 تعد فرصة إستراتيجية لعرض أحدث مبادراتنا في دعم المزارعين وتبني أساليب الزراعة الحديثة والمستدامة، بما يتماشى مع أهداف البرنامج الوطني ‘ازرع الإمارات’ ويعزز من قدرتنا على تحقيق الأمن الغذائي.
ويأتي هذا الحدث ضمن البرنامج الوطني الطموح “ازرع الإمارات”، الذي يهدف إلى تقديم دعم شامل لقطاع الزراعة المحلي وتعزيز مساهمته الحيوية في تحقيق الأمن الغذائي الوطني المستدام، وترجمة رؤية دولة الإمارات في توسيع نطاق المساحات الخضراء وتشجيع الإنتاج الزراعي المحلي.
كما يهدف البرنامج الرائد، الذي انطلق العام الماضي، إلى دعم توجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي الوطني المستدام، ويستهدف تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية، فضلا عن تعزيز منظومة الاستدامة البيئية عبر المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة.
وأكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية حرصها الراسخ على تعزيز الشراكات الإستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، ودفع عجلة الاستثمار النوعي في القطاع الزراعي، وتقديم الدعم الكامل للمنتج المحلي من المزارع الوطنية، وتمكين دور الشباب والمجتمع بأكمله في تحقيق أهداف التنمية الزراعية المستدامة.وام