أعرب وزراء خارجية الدول السبع الصناعية الكبرى، عن الإدانة الشديدة للقتال الدائر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في السودان، حيث يستمر الوضع الإنساني في التدهور بعد مرور أكثر من عامٍ على الحرب.
وقالوا في بيان في ختام مؤتمرهم اليوم الجمعة بمدينة كابري الإيطالية: “نحث كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الاتفاق لوقف دائم لإطلاق النار وتنفيذه دون شروط مسبقة وإنشاء قنوات وصول إنسانية آمنة ومستقرة”.


وحض البيان، جميع الأطراف الفاعلة على العودة إلى المفاوضات والانخراط في حوار وطني يشمل المرأة والمجتمع المدني السوداني المركب ويهدف إلى إعادة إنشاء المؤسسات المدنية والتمثيلية، والدواء على أن الدور الأفريقي النشط والدعم المستمر من المجتمع الدولي يظلان ضروريين لمساعدة السودان على استعادة عملية التحول الديمقراطي.
وأشاروا في بيانهم إلى تأثير الأزمة بشكل خاص على النساء والفتيات، وقالوا: “ندين الفظائع المستمرة التي يرتكبها طرفا النزاع، بما في ذلك استخدام الاغتصاب وغيره من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي المُرتبط بالنزاع”.
وحذّر الوزراء من حدوث مجاعة في السودان، متهمين كلا الطرفين المتحاربين بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وأشاد البيان بمخرجات مؤتمر باريس للسودان ودول الجوار، والذي تمّ خلاله التعهُّد بتقديم أكثر من 2 مليار يورو لدعم السكان المدنيين في السودان والذين لجأوا إلى الدول المجاورة.

متابعات: السوداني  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

لماذا تتحرك واشنطن نحو السودان عبر مجموعة الرباعية؟

الخرطوم- بعد مرور نحو 5 أشهر على تسلم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامها، أطلقت واشنطن مساعيَ جديدة لوقف الحرب في السودان، التي تدخل عامها الثالث، بإعادة إحياء "المجموعة الرباعية" التي تشكلت لدعم التحول المدني عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، مع ملاحظة غياب بريطانيا وحلول مصر مكانها.

وعقدت الخارجية الأميركية اجتماعًا أمس الأول الثلاثاء، ضم نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو، والمستشار الأول لشؤون أفريقيا مسعد بولس، وسفراء السعودية ريما بنت بندر، ومصر معتز زهران، والإمارات يوسف العتيبة، ضمن ما يُعرف بـ"المجموعة الرباعية".

وقد برز غياب بريطانيا، التي كانت فاعلة في الشأن السوداني قبل اندلاع الحرب، ما اعتبره محللون مؤشرا على تراجع التوافق الأميركي البريطاني في الملف.

تداعيات الصراع

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، في تصريح له، إن اللقاء يندرج ضمن الجهود الدولية لاحتواء تداعيات الصراع السوداني، وأوضح أن لاندو شدد على أن النزاع يشكل تهديدا للمصالح الإقليمية المشتركة، متسببا بأزمة إنسانية متفاقمة، مؤكدا رفض بلاده الحل العسكري ودعوتها إلى التركيز على المسار التفاوضي.

كما دعا دول الرباعية إلى تكثيف جهودها لحث الأطراف المتحاربة على وقف القتال، والتوصل إلى تسوية سياسية تؤمن الاستقرار في السودان.

إعلان

تأتي هذه التحركات عقب تعثر "منبر جدة"، الذي رعته واشنطن والرياض، حيث فشلت الأطراف في الالتزام ببنود الوثيقتين الموقعتين، خصوصا من قوات الدعم السريع التي لم تخل المواقع المدنية، مما أدى إلى تعليق المفاوضات منذ أواخر 2023.

وكانت الولايات المتحدة قد طرحت مبادرة لعقد محادثات في سويسرا بين الحكومة السودانية والدعم السريع، في أغسطس/آب الماضي، لكن الخرطوم رفضت نقل المفاوضات من جدة، وأصرت على تنفيذ الاتفاق السابق قبل أي حوار جديد.

وفي فبراير/شباط، سلمت الخارجية السودانية للأمم المتحدة خارطة طريق لحل الأزمة، تتضمن مقترحات للمرحلة الانتقالية وشروط وقف إطلاق النار.

وشهدت الأسابيع الأخيرة تحركات من المبعوث الأممي رمطان لعمامرة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، ومنظمة "إيغاد"، أو ما يُعرف بـ"الآلية الثلاثية"، حيث رحب هؤلاء بشكل منفصل بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء، في خطوة نحو جهود مشتركة لوقف الحرب وتقريب مواقف الأطراف.

موقف الحكومة

وفي تعليقها على تحرك الرباعية، قالت مصادر دبلوماسية سودانية للجزيرة نت، إن الحكومة لم تتلقَ دعوة رسمية من واشنطن، لكنها تُبدي تحفظها على مشاركة أي دولة تدعم "مليشيا الدعم السريع".

وأكدت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الحكومة السودانية حريصة على السلام، وقد شاركت في مفاوضات جدة، إلا أن قوات الدعم السريع استغلت الهدن للتوسع العسكري، كما صرح قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" أخيرًا برفضه العودة لطاولة التفاوض.

من جهته، رحب تحالف "صمود" بنتائج اجتماع الرباعية، واعتبره خطوة مهمة في سبيل إنهاء الحرب، خاصة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات، وحماية المدنيين.

وفي حديث للجزيرة نت، قال المتحدث باسم التحالف، جعفر حسن، إن إنهاء الحرب يتطلب ضغوطا متواصلة على الأطراف، للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، والشروع في عملية سياسية تفضي إلى سلام دائم ونظام ديمقراطي مدني.

إعلان انخراط أميركي حذر

ويعتقد الباحث السياسي محمد علاء الدين، أن إدارة ترامب لم تولِ أفريقيا اهتمامًا يُذكر، ومنشغلة بملفات أخرى، كما أنها لم تُكمل بعد تشكيل فرقها المعنية بالشأن الأفريقي في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، ما حال دون بلورة سياسة واضحة تجاه السودان.

وقال علاء الدين للجزيرة نت، إن إحياء الرباعية يعكس رغبة واشنطن بالتفاعل مع الملف السوداني عبر شركائها، لا منفردة، لتخفيف ضغوط داخلية من الكونغرس، وأخرى من منظمات حقوقية تتهمها بالتقصير تجاه دعم بعض الدول لقوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

ويرى أن نجاح الرباعية مشروط بتسوية الخلافات وضرورة تفعيل دور الجامعة العربية، وصياغة مقاربة تُراعي تطلعات الشعب السوداني للسلام، دون إعادة قوات الدعم السريع إلى المشهد.

أما المتحدث السابق باسم الخارجية السودانية، العبيد مروح، فيرى أن الرباعية ستظل عاجزة لأسباب منها تبني المجتمع الدولي -وفي مقدمته واشنطن- لمقاربة تعتبر الحرب "نزاعا بين الجيش والدعم السريع" فقط، ما يقصي الحكومة من التفاوض، وأدى إلى فشل محادثات سويسرا قبل انطلاقها.

لكنه في المقابل أكد أن التحرك الأميركي لا يتعارض مع جهود الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، و"إيغاد"، بل يندرج ضمن سقف الرباعية ومظلتها الأميركية.

مقالات مشابهة

  • السودان بين سيطرة الجيش وتصعيد الدعم السريع.. قصف إغاثي وحصار مستمر
  • سلمى عبدالجبار تهنئ الشعب السوداني بعيد الأضحى المبارك
  • لسكان عاليه.. إليكم هذا البيان من الجيش
  • سول:الرئيس الكوري الجنوبي سيحضر قمة مجموعة السبع في كندا
  • زيلينسكي يسعى للقاء ترامب في قمة مجموعة السبع بكندا
  • أسامة عطا المنان يسخر من اتهامات الجهوية والقبلية في انتخابات اتحاد الكرة السوداني
  • بلومبرج: أيام مجموعة "السبع" باتت معدودة
  • ???? حين ضاق الخناق .. هل قرر العالم أخيرًا التخلص من مليشيا الدعم السريع؟
  • الدعم السريع تستهدف استاد الأبيض غرب السودان بمسيرات أثناء مباراة كرة قدم
  • لماذا تتحرك واشنطن نحو السودان عبر مجموعة الرباعية؟