اعترافات القيادي محمد منتصر تؤكد.. جماعة الإخوان الإرهابية تتلاشى للأبد
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
لا تزال أصداء اعترافات محمد منتصر القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية تحظى باهتمام الرأي العام، خاصة أن هذه الاعترافات جاءت من شخصية قيادية في الجماعة.
كان محمد منتصر، القيادي في جماعة «الإخوان» الإرهابية، اعترف أن ما يُسمّى بـ«مجلس المشورة» داخل الجماعة في مصر اتخذ قرارًا بتشكيل مجموعة مسلحة معنية بمواجهة الشرطة، وذلك بالتعاون مع البلطجية.
وقال «منتصر»، في مقابلة على «يوتيوب»، إن هذا القرار اتُّخذ قبل «ثورة 30 يونيو» بستة أشهر كاملة، وتحديدًا في شهر يناير من عام 2013، تحت اسم «حماية المقرات».
وعلق إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي، على اعتراف محمد منتصر القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، بخصوص تحريض أفرادها لمهاجمة المؤسسات الحكومية وتخريبها، قائلا، إنه دليل على فكر الجماعة الإرهابي تجاه الدولة والمواطن.
وأضاف «الكتاتني»، خلال مداخلة هاتفية لقناة «إكسترا نيوز»، أن مواجهة الدولة فترة أحداث 30 من يونيو، كان ممنهجا من خلال قرارات مؤسسية من قبل الجماعة الإرهابية، وليس تصرف أفراد.كما أن الجماعة اتخذت قرارا بالاشتباك مع الدولة في 25 يناير قبل ثورة 30 من يونيو وهذا ليس بجديد على الجماعة الإرهابية، فقد شهدنا الكثير من العمليات والإغتيالات وعمليات التخريب طوال السنوات الماضية.
ونوه أننا في مشكلة كبيرة ليس مع فكرة تنظيم نوعي داخل البلاد، بل تنظيم دولي له الكثير من الأذرع في دول العالم، بل ويتلقى ملايين الدولارات من أجل تنفيذ العمليات الإرهابية النوعية.
جماعة الإخوان تتلاشى نهائيا بعد انقساماتقبل 3 أعوام من الآن وصلت جماعة الإخوان الإرهابية إلى ذروة انقساماتها، حتى يمكن القول، إنها تلاشت الآن، ولم يعد هناك جماعة إن صح التعبير، أو بحسب تعبير أحد أذرعها الإعلامية التي غادرت مؤخرا من تركيا، ويبث برنامجه من لندن الآن، بأن «جماعة الإخوان انتهت خلاص، واللي يزعل.. يزعل» بحسب ما قاله في برنامجه مؤخرا.
نعم تبخرت وتلاشت جماعة الـ 80 عاما، بعد عدة انقسامات مرت بها منذ عام 2016.
وجاءت تصريحات محمد منتصر القيادي الإخواني لتؤكد هذه الحقيقة، فبالإضافة إلى لفظهم من الشارع المصري، منذ اللحظة الأولى عندما تولو زمام الحكم في مصر يونيو 2012، بل وحتى قبل هذا التاريخ، في ذروة انفعالات الشعب المصري السياسية مع ثورة 2011، وكيف أنهم وعدوا أكثر من وعد، وأخلفوه، بداية من عدم سيطرتهم على مجلس الشعب، ثم الدفع بمرشحيهم للاستيلاء على مقاعد الأغلبية، ثم إعلانهم عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، ثم نكوصهم بهذا الوعد، وترشيح خيرت الشاطر، ثم إبعاده، ووضع محمد مرسي ظهيرا له على كرسي الرئاسة.
كل هذه المقدمات، كشفت المستور والخفي وما تبطنه تلك الجماعة من أغراض، بعيدا عن الدين الإسلامي الحنيف، فكان هذا أول التلاشي بين قواعد الشعب المصري، وفئاته البسيطة التي كانت تسمع ظاهر قولهم، ولكن لا تعلم باطنهم.
ثورة 30 يونيوثم جاءت ثورة 30 يونيو 2013، حيث خرجت جموع الشعب لعتبر عن رأيها في هذه الجماعة، وتؤكد هذه الجموع على لفظها، بعد أن انكشف مخطط الجماعة، وهذا ما أكده محمد منتصر في اعترافاته الأخيرة، التي أكد فيها أن جماعةالإخوان سعت ودبرت أمرا بليل لمواجهة الدولة والشعب حتى قبل ثورة 30 يونيو.
ومنذ 2013، حتى 2016، تفرقت الجماعة وهربت قياداتها خارج، ورغم أنها وجدت لها مأوى في أكثر من دولة، حاولت من خلال اتصالاتها بأجهزة مخابرات غربية، العودة للمشهد داخل مصر، بإثارة وإهالة التراب على أي إنجاز نتج عن ثورة 30 يونيو، لكنها فشلت فشلا ذريعا، وظل الشعب المصري، متمسكا بقيادته وجيشه وشرطته، ولم ينجر وراء محاولات زعزعة البلاد، وتهديد أمنها القومي.
ومنذ ذلك التاريخ، بدأت تلك الجماعة بعد أن فشلت في احتواء نفسها من جديد، بدأت تتفكك وتتحلل، حتى انقسمت إلى 3 جبهات، هي جبهة إسطنبول، بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن، بقيادة إبراهيم منير الذي توفي قبل عام، ثم جبهة « تيار التغيير».
وكان محمد منتصر أحد قيادات التيار الثالث تحت اسم «تيار التغيير»، لينفذ وفق تعبير له سابق، تعاليم حسن البنا وسيد قطب.
كما دعا إلى مؤتمر عام في تركيا عام 2022، تحت شعار «على عهد الشهيد»، للإعلان عن نفسه وإصدار ما يعرف بالوثيقة السياسية.
وبدأ نشاط التيار الثالث في جماعة الإخوان الإرهابية بشكل سري منذ عام 2021 حيث انتقدت ممارسات الجبهتين المتنازعتين، في ذلك الوقت داعية إلى استعادة الأدوار القيادية للشباب داخل التنظيم في المستقبل.
أما قيادة هذا التيار فكان يتولاها، محمد كمال، مسؤول الخلايا النوعية في التنظيم. والذي انشق عن القيادات التاريخية التي حكمت جماعة الإخوان الإرهابية، معتبرا أنها تخلت عن الدعوة من أجل التنظيم، وتخلت عن مواجهة النظام الجديد للبلاد، ودفعت الكتلة الصلبة من قواعد الجماعة للمواجهة، في حين أنها هربت إلى الخارج، وكانت تلك هي القشة التي قسمت ظهر البعير، أو ظهر التنظيم.
وشارك في تلك المجموعة، محمد منتصر المتحدث السابق للجماعة، صاحب الاعترافات الأخيرة، فضلا عن رضا فهمي، وعمرو دراج وحمزة زوبع وجمال عبد الستار وعمرو حاتم، بالإضافة إلى أحمد مولانا، عضو الجبهة السلفية.
وكانت الصراعات والانشقاقات، في صفوف جماعة الإخوان الإرهابية، بدأ بين جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، ولكن الانشقاق بدأ رسمياً في ديسمبر من العام 2021، مع الإعلان عن جبهة غسطنبول للقيام بمهام المرشد العام للجماعة لمدة 6 أشهر -علماً أن الخلافات كانت طفت قبل ذلك بأشهر-، إلا أن وثيقة سرية كشفت لاحقاً أن التصدعات بدأت منذ 2016!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابیة ثورة 30 یونیو محمد منتصر
إقرأ أيضاً:
محللون: صمود الحوثيين يربك إسرائيل والهجمات باليمن بلا جدوى
القدس المحتلة- رغم الفشل المتكرر في حسم المواجهة مع جماعة الحوثيين في اليمن ، تواصل إسرائيل استهداف مواقع الجماعة بشكل متكرر، مدفوعة بهواجس أمنية وإستراتيجية تتجاوز الاعتبارات العسكرية البحتة.
فالتحدي الحقيقي أمام صناع القرار في تل أبيب، لا يكمن فقط في التصدي للهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، بل في التعامل مع حركة مسلحة تمتلك شرعية محلية، وبنية أيديولوجية متماسكة، وتحالفات إقليمية متشابكة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دخل الحوثيون على خط المواجهة علناً بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، دعماً لغزة، غير أن التهديد الحوثي لم يُؤخذ على محمل الجد في بداية الأمر من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
لكن مع تكرار الضربات الحوثية وتوسع آثارها على الملاحة الجوية وصورة الجيش الإسرائيلي، بدأت تل أبيب تعيد حساباتها، كما أورد تقرير موسع في صحيفة "هآرتس" للصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط يشاي هالبر، الذي أشار إلى إدراك متزايد بأن الحل العسكري في اليمن محفوف بالمخاطر.
تتمركز جماعة الحوثيين في مناطق جبلية وعرة شمالي اليمن، وتتمتع بخبرة قتالية طويلة، وتمنحهم عقيدتهم الدينية حافزاً قوياً للمواجهة، بحسب الخبيرة البريطانية في الشأن اليمني إليزابيث كيندال.
إعلانوأوضحت كيندال، أن الجماعة تستند إلى ثلاث ركائز قوية: التضاريس المحصنة، والتجربة الميدانية، والعقيدة الراسخة، مما يمنحهم قدرة على الصمود تتجاوز إمكانياتهم العسكرية، وتضيف أن الحوثيين يظهرون مرونة كبيرة في التعامل مع الخسائر، ما يفسر استمرارهم رغم التكلفة البشرية العالية.
في السياق نفسه، ترى عنبال نسيم-لوفتون، الباحثة في مركز "موشيه ديان" وجامعة تل أبيب، أن الجماعة قادرة على توظيف هويات متعددة، من الزيدية الدينية، إلى الخطاب الوطني المناهض للاستعمار، وصولاً إلى التحالف الإقليمي مع إيران، "وهذه التركيبة تمنح الحوثيين زخما داخلياً وتفتح لهم أبواب تحالفات خارجية، رغم كونهم أقلية عددية".
وتشير نسيم-لوفتون إلى أن الحوثيين ليسوا مجرد جماعة مسلحة، بل يشكلون مشروعا سياسيا واجتماعيا معقدا يستمد شرعيته من سرديات تاريخية تعود إلى الدولة الزيدية، ويقدم نفسه مدافعا عن الزيديين، وعن فلسطين، ومناهضا للغرب.
وتعتقد الباحثة أن قدرة الجماعة على التنقل بين الخطابات تمنحها جاذبية لدى قطاعات واسعة من اليمنيين، بما فيها بعض المكونات السنية، مما يعزز شرعيتها ويصعّب محاصرتها.
وترى أن الجماعة تحقق مكاسب داخلية على حساب خصومها المحليين، في الوقت الذي تفرض فيه حضورا إقليمياً في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن الناحية العسكرية، يؤكد المحلل ألون بن ديفيد، أن الغارات الإسرائيلية على اليمن مكلفة، إذ لا تمتلك إسرائيل قواعد قريبة أو حاملات طائرات في المنطقة. ويقدّر تكلفة كل غارة بملايين الدولارات، بالنظر إلى المسافات الطويلة وتكاليف التشغيل والتسليح.
ورغم ذلك، لا تحقق هذه العمليات الأثر الرادع المطلوب، حسب بن ديفيد، الذي يشير إلى أن الجماعة تعمل بتنظيم لا مركزي، ما يقلل من فعالية ضربات تستهدف القادة فقط.
إعلانكما أن قدرة الحوثيين على التكيف كبيرة، إذ لجؤوا بعد استهداف ميناء الحديدة إلى وسائل بديلة، مثل استخدام قوارب صيد لتفريغ شحنات النفط، ما يعكس مرونة عملياتية واضحة.
ورغم أن الحوثيين يربطون هجماتهم على إسرائيل بالحرب على غزة، فإن محللين يستبعدون توقف تلك الهجمات حتى لو انسحبت إسرائيل من القطاع.
وترى نسيم-لوفتون، أن الجماعة تتبنى موقفاً معاديا لأي دولة تسعى للتطبيع مع إسرائيل، وقد تواصل تصعيدها في مرحلة ما بعد غزة لترسيخ صورتها مدافعة عن فلسطين.
وتقترح الباحثة مساراً سياسياً داخلياً يمنح الجماعة مخرجاً مشرفاً، خصوصاً مصالحَها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهي ملفات محورية في أي مفاوضات مستقبلية.
كذلك تؤكد كيندال، أن الجماعة ستواصل عملياتها ما دامت ترى فيها وسيلة لتعزيز شرعيتها، محذرة من أن الهجمات العشوائية التي تطال المدنيين قد تأتي بنتائج عكسية، وتزيد من تعاطف اليمنيين مع الحوثيين.
وبحسب ليؤور بن أري، مراسلة الشؤون العربية في موقع "واي نت"، فإن القصف الإسرائيلي المكثف لم يمنع الحوثيين من مواصلة إطلاق الصواريخ. وتتساءل: ما الذي يمنح هذه الجماعة القدرة على الصمود في ظل أزمة إنسانية خانقة؟.
تجيب إن الحوثيين يرفعون مطالب واضحة وغير قابلة للمساومة:
وقف الحرب. فتح المعابر. إدخال المساعدات. إنهاء الحصار.وترى أن الخطر الحوثي لم يعد هامشيا بالنسبة لإسرائيل، بل يمثل تحديا أمنيا طويل الأمد، فالهجمات المستقبلية قد تكون أكثر دقة وفتكا، مما يفرض على تل أبيب إعادة التفكير في خياراتها، بعيدا عن الرهان على القوة العسكرية وحدها.