إنترسبت: نخوض غمار حرب عالمية ثالثة بالفعل
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
نشر موقع إنترسبت الإخباري الأميركي تحليلا لمغزى الهجوم الإسرائيلي، أول أمس الجمعة، الذي استهدف موقع رادار للدفاع الجوي بالقرب من مدينة أصفهان وسط إيران.
وذكر -في تقرير لاثنين من صحفييه الاستقصائيين- أن الهجوم قوبل بارتياح من وسائل الإعلام والحكومة بالولايات المتحدة لأنه تجنب بطريقة أو بأخرى إشعال حرب واسعة النطاق.
وسارعت منافذ إعلامية -مثل صحيفة نيويورك تايمز- إلى وصف الهجوم بأنه "مكبوح" و"محدود" النطاق، مشيرة إلى تصريحات إيرانية أفادت بأن الهجوم انطلق من داخل أراضيها واستُخدمت فيه طائرات مسيرة صغيرة بدلا من طائرات مقاتلة.
غير أن الموقع الأميركي يرى أن ما حدث، في الواقع، يبدو شبيها بحروب هذه الأيام التي تتسم في بعض الأحيان بإطلاق 300 صاروخ وطائرات مسيرة، وفي أحيان أخرى يكون الهجوم هزيلا ومحدَّد الهدف وتكتنفه السرية "فقد ولَّت أيام الجيوش الجرَّارة الغازية والمواجهات التقليدية بين قوتين" عسكريتين.
وطالما أن الخبراء والحكومة ووسائل الإعلام الأميركية لا ينشغلون إلا بالحروب ذات الطابع الذي عفا عليه الزمن، فإنها لن ترى الحرب التي تندلع أمام أعيننا، وفق التحليل الإخباري الذي يزعم كاتباه أن عدوى هذا المفهوم الخاطئ أصابت الحكومة في واشنطن.
وبينما تترقب وسائل الإعلام والعالم نشوب حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل -وفق تقرير إنترسبت- بل وينتابها القلق من أن تسفر المواجهة بينهما عن تصعيد نووي، فإن ما تغفل عنه تلك الدوائر أننا نخوض غمار حرب عالمية ثالثة بالفعل.
فالحرب العالمية الثالثة لا تُشبه الحروب التي نشبت قبل قرابة قرن من الزمان، من حيث تعداد الجيوش الهائلة وإقدام الإمبراطوريات على غزو القارات، بل هي حرب تدور رحاها في كل مكان من كوكبنا المضطرم بالصراعات المسلحة والمغمور بالأسلحة.
واستعرض التقرير المعارك التي تدور حاليا في بعض مناطق العالم. ففي الشرق الأوسط، وجدت الولايات المتحدة وتركيا والعراق، وحتى إيران، لأنفسها مواطئ أقدام في سوريا حيث الحرب الأهلية مستمرة دونما هوادة، وبالكاد يُلتفت إليها، ذلك أن الناس يبحثون في أماكن أخرى عن معارك شبيهة بالحرب العالمية الثانية.
وتشارك 10 دول في شن غارات جوية على أهداف لجماعة الحوثي في اليمن لمنعها من ضرب سفن تجارية في عرض البحر الأحمر. بيد أن الحرب العالمية الثالثة تقوم على إبقاء الأمور طي الكتمان، وفق تقرير إنترسبت.
وفي حين تحتل حرب إسرائيل على قطاع غزة، وصراعها مع إيران، صدارة الأخبار في الوقت الراهن، فهناك أيضا حرب الخنادق في أوكرانيا المستمرة لأكثر من عامين حيث كل الأنظار تترقب نصرا مؤزرا أو هزيمة نكراء.
ولكن الموقع الإخباري الأميركي يعتقد أن أكثر ما يميز الحرب العالمية الثالثة هي الهجمات التي دأبت أوكرانيا أو وكلاؤها على توجيهها بانتظام ضد أهداف داخل روسيا والتوغل في منطقتي بيلغورود وكورسك الروسيتين.
على أن الحقيقة -على حد تعبير التقرير- أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضالع فعلا في حرب عالمية ثالثة ضد روسيا. وفي الوقت نفسه، تنشر الولايات المتحدة قواتها في دول تمتد من النرويج إلى بلغاريا، وقد قامت خلال العامين الماضيين ببناء قاعدة جديدة رئيسية في بولندا.
الحرب الشاملة –أو بالأحرى الحرب العالمية الثالثة- ترسم صورة مربكة وتستحوذ على اهتمام العالم، ولا تترك مجالا يمكن للمرء أن يتخيل إمكانية القيام بشيء حيالها.
كما ظلت كل من إيران وكوريا الشمالية تدعمان المجهود الحربي الروسي بالطائرات المسيرة والصواريخ وقذائف المدفعية.
وبحسب التقرير، فإنه رغم أن الغزو الروسي "السافر" يبدو كأنه تجسيد للمفهوم القديم المتمثل في الجيوش المحتلة والحرب العالمية الثانية، فإن الواقع أن أوكرانيا لم تتحول قط إلى "أكبر معركة دبابات" على الإطلاق، كما توقع البعض، كما أنها لم "تتفاقم" لتصبح حربا نووية، ولم تكن حتى حاسمة.
وفي شبه الجزيرة الكورية، تواصل كوريا الشمالية إجراء التجارب النووية وإطلاق الصواريخ الباليستية بشكل غير معلن في المحيط، مما يثير التوتر.
وفي جزء آخر من القارة الآسيوية، يدور قتال بين الهند وباكستان في صراعهما على الحدود المشتركة، وتشتبك الهند مع الصين في مواجهة مشتعلة قد تفضي إلى حرب عالمية ثالثة.
وفي أفريقيا، تنشط الجيوش والجماعات "الإرهابية" والمسلحون والمرتزقة والمليشيات وقطاع الطرق والقراصنة والانفصاليون في أنغولا وبوركينا فاسو والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو الديمقراطية والكونغو وإثيوبيا وكينيا ومدغشقر ومالي وموزمبيق والنيجر ونيجيريا ورواندا وجنوب السودان والسودان. وتتنافس الصين وروسيا على القواعد والنفوذ.
وفي أفريقيا أيضا، تنخرط أميركا وفرنسا وبريطانيا في قتال موسع ولكنه سري، يفترض أنه ضد "الإرهابيين" الإسلاميين، في حين أن النيران تشتعل في جميع أنحاء القارة، ولا يستطيع أي منها ادعاء أي انتصارات طويلة المدى على الجبهتين المزدوجتين لمكافحة "الإرهاب" وحفظ السلام، على حد تعبير تقرير إنترسبت.
والخلاصة، كما يراها الموقع الأميركي، أن الحرب الشاملة -أو بالأحرى الحرب العالمية الثالثة- ترسم صورة مربكة وتستحوذ على اهتمام العالم، ولا تترك مجالا يمكن للمرء أن يتخيل إمكانية القيام بشيء حيالها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الحرب العالمیة الثالثة حرب عالمیة ثالثة
إقرأ أيضاً:
الأردن يُتوج النهضة الكروية بالتأهل التاريخي إلى «مونديال 2026»
عمان (د ب أ)
بعد 40 عاماً تقريباً من محاولته الأولى في التصفيات الآسيوية، نجح منتخب الأردن أخيراً في التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، ما يعبر عن إنجاز رائع في مشوار الكرة الأردنية.
واستفاد منتخب الأردن من فوزه العريض 3 - صفر على مضيفه عُمان في الجولة التاسعة (قبل الأخيرة) في المجموعة الثانية من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية، خلال المباراة التي جرت بين الفريقين على أرضية ملعب بوشر في مجمع السلطان قابوس الرياضي، ليرفع رصيده إلى 16 نقطة في المركز الثاني بترتيب المجموعة، ويوسع الفارق مع منتخب العراق، صاحب المركز الثالث، إلى 4 نقاط، ليحجز مقعده رسمياً في مونديال 2026، الذي يقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وصار المنتخب الأردني ضمن 10 متأهلين لنهائيات كأس العالم المقبلة، فيما بات أول المنتخبات العربية الصاعدة للعرس العالمي الكبير، الذي يشهد مشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى.
وكان منتخب العراق خسر صفر- 2 على يد ضيفه منتخب منتخب كوريا الجنوبية، الذي صعد لنهائيات كأس العالم للمرة الحادية عشر على التوالي، في إنجاز فريد، بعد أن رفع رصيده إلى 19 نقطة في صدارة المجموعة.
والملفت هنا أن منتخب العراق هو من أنهى طموح الأردن بالتأهل إلى مونديال المكسيك عام 1986 بالفوز عليه في مباراة فاصلة، فيما كان منتخب «النشامى» هو من خطف بطاقة التأهل على حساب «أسود الرافدين» هذه المرة.
ويأتي إنجاز منتخب الأردن تحت قيادة الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، والذي يقود طموح الأردنيين منذ سنوات لتحقيق حلم الوصول إلى المونديال.
واستعان الأمير علي هذه المرة بخبرة المدرب المغربي جمال السلامي، الذي كان في الموعد لتعويض رحيل مواطنه الحسين عموتة، تحت دعم ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله الثاني.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تصريحات السلامي، بعد تحقيق هذا الإنجاز الكبير، حيث قال: «توقعنا أن نحقق الفوز، لكن ليس بهذه النتيجة، لأننا نواجه واحداً من أقوى منتخبات آسيا، هذا الانتصار يوضح رغبة وإصرار اللاعبين في تحقيق حلمهم بالتأهل إلى كأس العالم».
كما يمكن القول إن النجاح الحقيقي لمنتخب الأردن الحالي بدأ مع عموتة في بطولة كأس أمم آسيا 2023، والتي أقيمت مطلع عام 2024 بقطر، فمع انطلاق المسابقة كان منتخب الأردن يملك نقطة واحدة فقط من أصل 6 في المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية، في بداية غير مقنعة على الإطلاق، ولا ترضي شغف الجماهير الأردنية. ولكن مع ظهور مبهر في كأس الأمم الآسيوية، حيث وصل المنتخب الأردني إلى المباراة النهائية، بعد أن تخطى منتخبات عملاقة مثل العراق، وكوريا الجنوبية، حصل رجال المدرب عموتة على الثقة المطلوبة، لينجحوا في تحقيق 4 انتصارات متتالية في التصفيات الآسيوية، تمكنوا من خلالها من تصدر المجموعة السابعة على حساب المنتخب السعودي في نهاية المطاف.
ولم تكن بداية المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية كما تمنت الجماهير مرة أخرى، بعد رحيل عموتة بطلب شخصي منه، وقدوم السلامي في مكانه، حيث وقع الفريق في فخ التعادل مع ضيفه منتخب الكويت بسبب ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، كما خسر صفر- 2 أمام ضيفه منتخب كوريا في الجولة الثالثة، ليحصد 4 نقاط فقط من أصل 9 .
ورغم ذلك، فإن الأردني لو كان يشتهر بشيء، فهو يشتهر بعنادة وإصراره، وهذا ما كان، لذلك تمكن النشامى في نهاية المطاف من الوصول إلى النقطة 16 من أصل 27 في المرحلة الثالثة، مما أعلن تأهلهم إلى كأس العالم للمرة الأولى قبل جولة واحدة من نهاية المرحلة الثالثة للتصفيات.