المعارك تتصاعد في الخرطوم وولايات سودانية أخرى
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
الخرطوم – تشهد ميادين المعارك في السودان هذه الأيام تصعيدا كبيرا بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، خاصة في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاثة الخرطوم وبحري وأم درمان، فضلا عن ولايات الجزيرة وسنار وشمال كردفان وشمال دارفور.
واللافت في هذه المعارك أنها تدور حول مواقع مدنية، مثل مصفاة الجيلي شمال الخرطوم بحري ومصنع سكر سنار الواقع غرب ولاية سنار، حيث اتخذت قوات الدعم السريع هذه المواقع نقاط تمركز لها كما فعلت آنفا في مقر الاذاعة والتلفزيون قبل دحرها من هناك.
وشهدت مصفاة الجيلي لتكرير البترول أول أمس الجمعة معارك تمكنت على إثرها قوات الجيش السوداني، التي تحركت من قاعدة المعاقيل العملياتية جنوب شندي، من تحقيق تقدم كبير نحو المصفاة.
حصار محكمويقول مصدر عسكري سوداني إن قوات الجيش تمكنت من فرض حصار محكم على المصفاة التي اتخذتها قوات الدعم السريع "قاعدة عسكرية"، وفق تعبيره.
وأضاف "قواتنا تحاصر المصفاة شمالاً بواسطة القوات القادمة من قاعدة المعاقيل العملياتية، وجنوبا بواسطة معسكر سلاح الأسلحة بالكدرو شمال بحري، وشرقا بواسطة قوات قاعدة حطاب العملياتية".
وأكد المصدر أن الجيش تمكن أيضا من السيطرة على معسكر جبل جاري شرقي المصفاة، مشيرا إلى هذا المعسكر يضم "مستودعات استراتيجية" وكانت تحرسه قوة من الدعم السريع زرعت عدد من الألغام لوقف تقدم الجيش.
وشدد على أن "الزحف مستمر نحو المصفاة إلى حين طرد جميع قوات التمرد منه".
في المقابل، قال الدعم السريع -في بيان صحفي- إن قواته متمسكة بمواقعها في مصفاة الجيلي، ونصبت كمينا لقوات الجيش القادمة من قاعدة المعاقيل وأوقعت بها خسائر.
معارك بسنار
وفي ولاية سنار جنوب شرقي البلاد، تدور معارك منذ أكثر من أسبوعين حول مصنع سكر سنار الذي تحصنت به قوات من الدعم السريع وجعلته قاعدة انطلاق للهجوم على مدينة سنار حيث يوجد مقر الفرقة 17 التابعة للجيش السوداني.
وتعرضت قوات الدعم السريع في هذا المحور خلال اليومين الماضيين لضربات جوية وقصف مدفعي مكثف من قبل عناصر الجيش، أتبعه هجوم بري.
ويقول الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية عمار حسن عمار المتواجد في محاور القتال حول المصنع، إن الجيش مسنودا بكتائب المقاومة الشعبية يخوض معارك ضد ما وصفها بـ "المليشيا المتمردة" غرب سنار.
وأشار إلى أنه جرى طردها من عدة قرى في المنطقة، مثل ود البخاري والكبرة وشندي فوق، كانت تخضع لسيطرتها وقامت بتشريد أهلها، وفق تعبيره.
وأضاف "الجيش وكتائب المقاومة الشعبية ألحقوا خسائر كبيرة بالتمرد في الأرواح والعتاد غرب سنار، والمعركة مستمرة وصولا لحاضرة ولاية الجزيرة مدني وطرد التمرد منها".
مداخل الخرطوممن ناحية أخرى، توعد عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني الفريق ياسر العطا بفتح كل الطرق المؤدية للعاصمة الخرطوم، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد فتحها جميعا.
وتسيطر قوات الدعم السريع على عدد من المداخل المؤدية إلى العاصمة باستثناء مدخل شمال أم درمان المتاخم لولاية نهر النيل، حيث تحكم قبضتها على مدخل العاصمة الجنوبي بعد سيطرتها على مدينتي جبل أولياء والقطينة التابعة لولاية النيل الأبيض، كما تسيطر على المدخل الجنوب الشرقي بعد سيطرتها على ولاية الجزيرة، والمدخل الغربي بعد انتشارها في مناطق حمرة الشيخ ودار حامد غربي أم درمان.
وتشهد الطرق المؤدية للعاصمة قتالا ضاريا حيث تقدم الجيش عبر مجموعات عسكرية لفتح الطريق جنوبا حيث دارت اشتباكات في قرى ود الزاكي ونعيمة القريبة من القطينة، كما تنشط في فتح الطريق بين ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض.
وقال مصدر عسكري سوداني إن هذه المجموعات تنشط غرب تندلتي لطرد قوات الدعم السريع وفتح طريق يربط شمال كردفان مع أم درمان عبر ولاية النيل الأبيض.
كما تشهد مناطق شرق الجزيرة التي تربط الخرطوم بشرق السودان عمليات عسكرية نشطة، ويؤكد مصدر عسكري أن المعارك مستمرة في المنطقة وأن الجيش حقق تقدما في محلية أم القرى الواقعة شرق مدني التي يعمل على دخولها وإعادة السيطرة على طريق الشرق التي تصل الخرطوم بشرق السودان.
وأضاف أن "طرد قوات الدعم السريع من شرق مدني مسألة وقت فقط".
الأبيض والفاشروغربي البلاد، تشهد مدينتا الأبيض بولاية شمال كردفان والفاشر بولاية شمال دارفور معارك مستمرة بين الجيش والدعم السريع حيث تخطط هذه الأخيرة للسيطرة على قواعد الجيش، ممثلة في الفرقة الخامسة مشاة بالأبيض والسادسة مشاة بالفاشر.
وشن الدعم السريع فجر اليوم هجمات على الأبيض من الناحية الغربية، وأشار مصدر عسكري سوداني بأنه مع ساعات الفجر الأولى "تحرك الجيش واشتبك مع قوات الدعم السريع غرب الأبيض وتمكن من تطهير محيط المدينة واستولى على عدد من المركبات القتالية".
مخازن أسلحةعلى صعيد آخر، شن سلاح الجو السوداني فجر اليوم ضربات جوية على مخازن أسلحة تابعة لقوات الدعم السريع بمدينة كبكابية شمالي دارفورن بهدف قطع الامدادات عنها.
وبحسب مصدر بسلاح الجو السوداني فقد تمكن الجيش أمس السبت من توجيه ضربات محكمة ودقيقة على معسكرات للدعم السريع في جنوب دارفور، مثل معسكر دوماية ومعسكر كشلنقو ومعسكر شديدة.
وأضاف أن الضربات أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الدعم السريع وقطعت الإمدادات عن قواته التي تسعد لمهاجمة الفرقة السادسة بمدينة الفاشر، مشيرا إلى أن الجيش يرصد بدقة خطوط إمدادها بغرب السودان ويعمل باستمرار على تدميرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الدعم السریع شمال کردفان قوات الجیش مصدر عسکری أم درمان
إقرأ أيضاً:
السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
نفذت قوات الدفاع المدني السوداني حملة مكثفة في العاصمة الخرطوم لإزالة مواد خطرة ومتفجرات متبقية من النزاع المسلح المستمر، حيث تم تفكيك 12 فيوزًا داخل مباني الملاحة الجوية في مطار الخرطوم، وانتشال صاروخ “40 دليل” مغروس في مزرعة بمنطقة الجريف غرب، إضافة إلى العثور على دانة وقنابل يدوية قرب مركز تدريب تابع للشرطة.
وأوضح موقع “الراكوبة نيوز” أن الحملة تأتي ضمن جهود تعزيز السلامة العامة وتقليل المخاطر الناجمة عن مخلفات الحرب، وأكد الدفاع المدني أن هذه العمليات مستمرة لضمان بيئة آمنة للمواطنين.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي خلفت مئات القتلى والجرحى في مناطق عدة، أبرزها العاصمة الخرطوم.
في سياق متصل، كشفت منظمة “أنقذوا الأطفال” عن مقتل 933 شخصًا في النصف الأول من 2025 نتيجة هجمات على مرافق صحية، منها الهجوم على مستشفى المجلد في غرب كردفان الذي أودى بحياة 40 شخصًا، بينهم 6 أطفال. وذكرت المنظمة ارتفاع وتيرة هذه الهجمات مقارنة بالأعوام السابقة، ما يعكس تدهور الوضع الصحي والإنساني في البلاد.
وتواجه السودان أيضاً أزمات صحية خطيرة، مع انتشار وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من 83 ألف شخص منذ يوليو 2024، وأدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص، وسط حاجة ماسة لنحو 79% من سكان دارفور إلى مساعدات إنسانية.
من جهته، شدد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على ضرورة دعم المجتمع الدولي للسودان لتمكينه من تجاوز الأزمة، مع الإشارة إلى أن البلاد تعيش ظرفًا استثنائيًا نتيجة الحرب والتمرد المسلح.
وفي ظل هذه الأوضاع، يعبر نائب رئيس تحالف “تأسيس” عبد العزيز الحلو عن أن الحل الأمني والسياسي مرتبط بتفكيك الميليشيات وبناء جيش وطني مهني، مؤكداً أن الأزمة السودانية متجذرة في بنية الدولة وتتطلب مسار تحرر شامل لا يقتصر على صراع سلطة.
وتستمر المعارك في مناطق مثل مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، مع حشد قوات كبيرة من الجيش وفصائل متحالفة لاستعادة السيطرة، رغم الوساطات الإقليمية والدولية التي لم تنجح في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وتتزايد الاحتياجات الإنسانية والصحية وسط تصاعد العنف، فيما يبقى الأفق السياسي مرتبطاً بإيجاد حل شامل يضمن السلام والاستقرار في السودان.