ويستمر مسلسل التضليل والاحتيال!
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
ويستمر مسلسل التضليل والاحتيال!
رشا عوض
هناك من يجتهد في ان يجعل هذه الحرب اللعينة مناسبة لتلميع الجيش واعادة تسويقه كملاذ امن للمواطنين عبر ترديد حجج ساذجة تنطوي على كثير من التضليل مثل مقولة ان المواطنين ينتقلون من مناطق سيطرة الدعم السريع الى مناطق سيطرة الجيش، في الحقيقة المواطنون ينتقلون من مناطق الحرب الى المناطق التي لم تصلها الحرب، المواطن يبحث عن السلام ولا يبحث عن سيطرة جيش او سيطرة دعم سريع، ولو كان هناك جيشا مسيطرا وناجحا في اداء واجبه لما كان هناك وجودا للدعم السريع اساسا، مجرد وجود مناطق يسيطر عليها الجيش ومناطق اخرى يسيطر عليها الدعم السريع هو عنوان لازمة وفشل وخيبة وطنية كبرى!! اما قصة سيطرة الجيش فهي واقع مؤقت ينتهي بان تطل تاتشرات الدعم السريع برأسها ! لان الجيش لا يبذل اي مجهود في حماية المدنيين عبر التصدي لقوات الدعم السريع ومنعها من التمدد في مناطق سيطرته فقد انسحب في زمن قياسي من مناطق كثيرة وترك المواطنين يواجهون مصيرهم مكشوفي الظهر تماما! تصوير نزوح المواطنين كبيعة سياسية للجيش احتيال مفضوح، والعبارة اصلا لا تنطبق على كل مناطق السودان ، مثلا لا تنطبق على بعض ولايات دارفور وهناك مناطق لسيطرة الدعم السريع في الخرطوم والجزيرة مثلا لم ينزح منها اهلها ، والذين نزحوا الى مناطق سيطرة الجيش ملايين منهم غادروا السودان الى دول اخرى، ومن تبقى في مناطق سيطرة الجيش يتمنى مغادرة السودان في اي لحظة ولكن ضيق ذات اليد هو ما يجبره على البقاء، فالجيش لا يطعم الناس ولا يسقيهم ولا يوفر لهم علاجا ولا يحميهم متى ما هاجم الدعم السريع مناطقهم! وبعض جنوده يسرقون الناس واستخباراته تعتقل الابرياء وتعذبهم او تقتلهم بالاشتباه تماما كما تفعل استخبارات الدعم السريع في مناطق سيطرتها ، وطبعا الدعم السريع اثبت فشله في القدرة على حفظ الامن للمواطنين في مناطق سيطرته واثبت انه لا يملك للمواطنين سوى السلب والنهب والتهجير!
الغرق في شبر ماء المفاضلة بين الجيش والدعم السريع دليل على عدم استخلاص الدرس الصحيح من كارثة هذه الحرب ، هذا الدرس باختصار هو ان اكبر ازمة في السودان عنوانها هذه المؤسسة العسكرية والامنية المعطوبة بكل تشكيلاتها: جيش دعم سريع جهاز امن كتائب كيزان الخ، هذه الحرب هي اكبر ادانة اخلاقية وسياسية لهذه المؤسسة الامنية والعسكرية المعطوبة والفاقدة للتأهيل الفني والاخلاقي لاداء واجبها تجاه مواطنيها! المواطنون تنهار منازلهم فوق رؤوسهم وتتقطع اوصالهم بالدانات وقذائف المدفعية والطيران ويصطادهم الرصاص الطائش في معركة صراع سلطة عريان بين جيش يريده الكيزان مطية للعودة الى السلطة ودعم سريع خرج من رحم ذات الجيش ثم شق عليه عصا الطاعة واصبح له- اي الدعم السريع – طمعه الخاص في السلطة! صراع سلطة عريان تخوضه اطراف المؤسسة العسكرية الفاسدة على اجساد الابرياء! والسلاح المدفوع ثمنه خصما من خبزنا ودواءنا يستخدم لقتلنا وتمزيق اوصال اطفالنا وتدمير بنيتنا التحتية من جسور ومطارات ومصانع ومستشفيات وتدمير بيئتنا وتلويث الهواء الذي نتنفسه! هذا هو ملخص هذه الحرب القذرة التافهة، ولذلك لا يعقل ان ننخرط نحن المكتوين بنيرانها في مداعبة احلام اي طرف من طرفيها عبر مفاضلات ( اب سنينة واب سنينتين).
هذه الحرب هزيمة اخلاقية وسياسية مغلظة لكل من الجيش والدعم السريع ، واي اكروبات سياسية لاثبات تفوق احدهما على الاخر اخلاقيا عبث لا طائل من ورائه! ولا يتورط فيه الا من يرغب في التماس مبرر لاصطفافه خلف احد الطرفين.
اصطفاف المواطن الذين ينشد السلام والامان والكرامة والحرية يجب ان يكون خلف مشروع الدولة المدنية الديمقراطية ذات الجيش المهني القومي الذي ليس هو الجيش الحالي وليس هو الدعم السريع. جيش على الاقل لا يقتل شعبه بالطريقة التي شهدناها في هذه الحرب وفي كل حروب السودان التي لم تكن ولا واحدة منها ضد عدو خارجي! كلها حروب صراع على السلطة!
اما انا شخصيا لو سألتموني عن امنيتي الحقيقية فهي ان يكون هذا السودان كوستاريكا افريقيا ( بدون جيش نهائي) ، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه!
المهم هذه الحرب يجب ان تجعلنا نخجل من محاولة تلميع اي بوت عسكري ، على هؤلاء العسكر ان يبادروا هم بغسل ايديهم من دماء الشعب ويوقفوا هذه الحرب القذرة ويعتذروا لهذا الشعب عن سوء صنيعهم به ويطلبوا صفحه وغفرانه.
الوسومالإحتيال. التضليل الجيش الحرب لدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإحتيال التضليل الجيش الحرب لدعم السريع
إقرأ أيضاً:
تعرض طائرة شحن للقصف بعيد هبوطها في مطار نيالا غرب السودان
الخرطوم- تعرضت طائرة شحن الأربعاء 4 يونيو2025، للقصف بعيد هبوطها في مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غرب السودان حيث تدور معارك عنيفة بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفاد شهود لوكالة فرانس برس.
وصرح شاهد يعيش قرب مطار نيالا، المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع لوكالة فرانس برس "في الساعة 5,30 رأيت طائرة شحن تهبط على المدرج".
وأضاف "بعد نصف ساعة سمعت دوي انفجارات ورأيت الدخان يتصاعد".
وأكد شخصان آخران من سكان المنطقة هذه الشهادة لوكالة فرانس برس. وأفاد شهود آخرون أنهم سمعوا دوي انفجارات في عدة أجزاء من المدينة لمدة ساعة تقريبا.
ولم يقدم الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ولا قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو، معلومات عن الضربات على نيالا.
في الأسابيع الأخيرة تكثفت الغارات الجوية على أكبر مدينة في دارفور، واستهدفت بشكل خاص مطارها، علما أنها تعد المعقل الاستراتيجي لقوات الدعم السريع.
ومطلع أيار/مايو تعرضت طائرة شحن لإمداد قوات الدعم السريع، للنيران في المطار عند هبوطها، وفقا لمصدر عسكري.
في تقرير نشرته الأربعاء نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بالضربات الجوية "العشوائية" التي شنتها قوات البرهان على الأحياء السكنية والتجارية في نيالا بين تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وشباط/فبراير 2025.
ووفقا للمنظمة غير الحكومية التي توثق اتهاماتها، أدت هذه الهجمات إلى مقتل العديد من المدنيين بينهم نساء واطفال وتسببت في نزوح أعداد كبيرة من السكان.
وذكرت هيومن رايتس ووتش أنه في الثالث من شباط/فبراير ألقى الجيش خمس قنابل غير موجهة على مناطق مكتظة بالسكان. ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، أدى ذلك إلى مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا.
وسجلت منظمة "أكليد" غير الحكومية المتخصصة في جمع البيانات في مناطق النزاع "41 يوما من الغارات الجوية في نيالا، منها ما شهد عدة غارات يوميا" خلال ثلاثة أشهر بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وشباط/فبراير 2025، وفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش.
أما قوات الدعم السريع فأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل (HLR) مؤخرا وجود ست مسيرات صينية الصنع في مطار نيالا "قادرة على المراقبة وتوجيه ضربات بعيدة المدى" وفقا لما ذكره HLR.
وتتهم الحكومة السودانية المدعومة من الجيش النظامي، دولة الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع. ولطالما نفت أبوظبي أي تورط لها على الرغم من التقارير العديدة الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وتتهم قوات الدعم السريع الجيش بالاستفادة من الدعم المصري وهو ما نفته القاهرة أيضا.
بعد أن دمرته الحرب والمجاعة وتفشي الكوليرا أصبح السودان اليوم مقسما بحيث يسيطر الجيش على شمال وشرق ووسط البلاد، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من الجنوب وكل دارفور تقريبا. وخلفت الحرب آلاف القتلى وشردت الملايين وتسببت "بأكبر أزمة إنسانية حالية" بحسب الأمم المتحدة.