أعلن اليوم مكتب أبوظبي للاستثمار عن توقيعه اتفاقية تعاون جديدة مع شركة “ريجنت” الرائدة في مجال إنتاج الطائرات الشراعية الكهربائية لدعم خططها الهادفة إلى تطوير وتصنيع طائراتها الشراعية الكهربائية في مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) في أبوظبي.

وجاء توقيع الاتفاقية بين مكتب أبوظبي للاستثمار وشركة “ريجنت” على هامش معرض “دريفت إكس“، المخصص لاستعراض ابتكارات وحلول المركبات الذكية وذاتية القيادة، التي تستضيفها حلبة مرسى ياس في أبوظبي يومي 25 و26 إبريل الجاري.

وتأتي هذه الخطوة تماشيًا مع خطط التوسع العالمية لشركة ريجنت، والتي استقبلت طلبات شراء لطائراتها تتجاوز قيمتها 9 مليارات دولار من مختلف أنحاء العالم، في إطار سعيها لتوفير خدمات نقل المسافرين والبضائع بين المدن الساحلية بسرعة أكبر وبكلفة أقل. وتختص شركة ريجنت بتصميم الطائرات الشراعية الكهربائية، والتي تعتمد تقنية ديناميكية هوائية تمكنها من التنقل على الماء والطيران على بعد مسافة قصيرة من سطح الماء بسرعة الطائرات التقليدية وبتكلفة تشغيل قليلة تماثل تكلفة تشغيل القوارب البحرية.

وصُممت طائرة “ريجنت” الشراعية وفقًا لمعايير السلامة التي تتمتع بها الطائرات والمراكب البحرية الحديثة، وهي قادرة على السفر مسافة 180 ميلًا باستخدام تكنولوجيا البطاريات الحالية، مع إمكانية وصول المسافة إلى 500 ميل بمجرد توفر الجيل التالي من البطاريات، وذلك باستخدام البنى والأرصفة البحرية الحالية.

وبالاستفادة من المرافق والخدمات المتطورة التي يوفرها مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) ومنظومته التشريعية الداعمة، ستتعاون شركة “ريجنت” مع مكتب أبوظبي للاستثمار لتوفير الاستثمارات والدعم اللازمين لتوسيع عملياتها العالمية في دولة الإمارات، بما في ذلك تطوير الكوادر الإماراتية، وسلاسل التوريد، وعمليات تجميع وتسليم الطائرات الشراعية. وتستهدف “ريجنت” إطلاق الاختبارات التجريبية باستخدام نموذج أولي للطائرة الشراعية خلال الأعوام القليلة المقبلة، على أن يتم تصنيع الطائرات الشراعية بالكامل في إمارة أبوظبي خلال 10 سنوات.

وبهذه المناسبة، قال بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار: “تواصل إمارة أبوظبي جهود تعزيز وتنمية الابتكار ونشره على نطاق واسع من خلال مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI)، ويسعدنا التعاون مع شركة “ريجنت” والترحيب بها في أبوظبي للمساهمة في رسم ملامح مستقبل قطاع النقل البحري. وتُعدّ إمارة أبوظبي من المراكز العالمية الرائدة في تطوير صناعات المستقبل، وستكون في طليعة المراكز العالمية التي تبدأ باعتماد الطائرات الشراعية الكهربائية، والتي ستحدث نقلة نوعية في مجال نقل المسافرين والبضائع بين المناطق الساحلية. ويسعدنا قيادة جهود التغير والتطوير في مجال التنقل، وتوفير العديد من فرص الأعمال للشركات على مدى السنوات القليلة المقبلة”.

ومن جانبه، قال بيلي ثالهايمر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “ريجنت”: “يمثل مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) في إمارة أبوظبي فرصة استثنائية لشركتنا لدعم توسعنا العالمي وتلبية الطلب القوي لعملائنا في المنطقة.  ومع وصول قيمة طلبات شراء طائراتنا الشراعية إلى 9 مليارات دولار وانتشارها بسرعة في جميع أنحاء الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهادئ والمحيط الهندي وأوروبا، تزداد حاجتنا إلى تصنيع وتسليم الطائرات الشراعية بشكل فعال في هذه المناطق، ويسعدنا الدعم الكبير الذي قدمه مكتب أبوظبي للاستثمار، إلى جانب صندوق التنمية المستدامة التابع لمستثمرنا الحالي “إيدج”، حيث نعمل بشكل تعاوني لبناء مركز لشركة “ريجنت” في أبوظبي.”

ويضطلع مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) بدورٍ هام في إرساء معايير جديدة لقطاع التنقل المستدام، وبات يمثل وجهة هامة للشركات العالمية الساعية لتسريع تطوير تقنيات النقل باستخدام المركبات الذكية وذاتية القيادة وتطبيقاتها الجوية والبرية والبحرية لما ينفرد به من مرافق متقدمة للأبحاث والتطوير والاختبار. ويوحد المجمّع جهود سلسلة القيمة كافة ضمن وجهة واحدة تسهم في تعزيز أوجه التعاون للارتقاء بمستقبل قطاع التنقل في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، وتعمل على ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي الرائدة في استقطاب أبرز المبدعين ورواد الأعمال والمستثمرين والكفاءات العالمية لتطوير أفضل الحلول المحلية وتصديرها إلى العالم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مکتب أبوظبی للاستثمار الطائرات الشراعیة إمارة أبوظبی فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

القيادة الذكية في عصر التحول الرقمي

 

 

د. سعيد الدرمكي

في عصر يشهد تحولات رقمية غير مسبوقة، لم تعد القيادة تقتصر على الخبرة أو الكفاءة الإدارية فقط، بل باتت تتطلب وعيًا رقميًا عميقًا ورؤية استشرافية تدمج بين التقنية والقيم الإنسانية. أصبح الذكاء الاصطناعي ركنًا أساسيًا في بيئة العمل، ما يضع القائد أمام مسؤولية جديدة: قيادة التقنية لا الخضوع لها. لكن ما الذي يعنيه هذا فعليًا للقائد؟

القيادة الذكية ليست مجرد تحديث للدور التقليدي. إنها تحول استراتيجي يجمع بين الرؤية المستقبلية والتقنيات الحديثة في اتخاذ القرار. ومع تسارع التغيرات التكنولوجية، أصبحت المرونة الرقمية ضرورة، إذ يُتوقع من القادة التكيف السريع وتوظيف الذكاء الاصطناعي والتحليلات الرقمية لتحقيق نتائج فعّالة. كما بات القائد محفزًا للابتكار، وموجهًا للتحول الرقمي، وضامنًا للأخلاقيات الرقمية في بيئة ديناميكية ومعقدة.

الذكاء الاصطناعي يُعد أداة استراتيجية تمكّن القادة من توسيع قدراتهم، لا استبدالهم. فهو يمنحهم رؤية أعمق لتحليل الاتجاهات المستقبلية وفهم ديناميكيات السوق بشكل استباقي، مما يعزز قدرتهم على التخطيط طويل المدى. كما يدعم اتخاذ القرارات المعتمدة على بيانات دقيقة بدلاً من الحدس فقط، مما يرفع من جودة القرار وسرعته. ويُستخدم أيضًا لتحسين تجربة الموظفين من خلال تخصيص الحلول وتعزيز الكفاءة التشغيلية باستخدام الأتمتة والتحليلات الذكية.

التحول من القائد الإداري إلى القائد التحويلي يعكس نقلة نوعية في الفكر القيادي. فالقائد الرقمي يعتمد على البيانات والتقنيات الحديثة لاتخاذ قرارات استباقية، بخلاف القائد التقليدي الذي يركّز على الإدارة الروتينية. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتعداه إلى إرساء ثقافة تشاركية تدمج بين الذكاء الاصطناعي والحدس البشري، وبين الابتكار والحوكمة.

القيادة الرقمية تتطلب مرونة وفطنة تقنية وقدرة على التفاعل مع فرق هجينة وبيئة متغيرة. لم يعد دور القائد يقتصر على التنظيم والمراقبة؛ بل أصبح محفزًا للتغيير وموجهًا للابتكار، مدعومًا بأدوات تحليلية تمكّنه من اتخاذ قرارات سريعة وشفافة، مما يعزز ثقافة الابتكار ويُفعل دور الفريق بشكل أكثر تشاركية.

تواجه القيادات العليا في عصر الذكاء الاصطناعي تحديات معقدة، أبرزها تضخم البيانات التي تتجاوز قدرة التحليل البشري، مما يستدعي أدوات ذكية وفهمًا عميقًا للسياق. كما أن الانحيازات الخفية في الخوارزميات قد تؤدي إلى قرارات غير عادلة إن لم تُراجع بوعي نقدي. وتفرض المنظمات الذكية إعادة توزيع الصلاحيات، حيث تنتقل بعض المهام إلى الأنظمة، مما يستوجب من القادة إعادة تعريف الأدوار والحفاظ على توازن فعّال بين الإنسان والتقنية.

في بيئة الأعمال المستقبلية، تتطلب القيادة الذكية مجموعة من المهارات الأساسية لضمان النجاح والاستدامة. من أهمها الفطنة الرقمية، أي فهم الأدوات والتقنيات الرقمية وقدرتها على خلق قيمة. كما يحتاج القائد إلى مهارة استشراف المستقبل، التي تمكّنه من التنبؤ بالتغيرات واتخاذ قرارات استباقية. وتشمل المتطلبات أيضًا القدرة على إدارة فرق هجينة تجمع بين البشر والأنظمة الذكية. ولتحقيق ذلك بفعالية، لا بد من دمج الذكاء الاصطناعي ضمن الخطط الاستراتيجية للمؤسسة لضمان توافق التقنية مع الرؤية والأهداف طويلة المدى.

القيادة الذكية في عصر الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على الكفاءة التقنية، بل تتطلب وعيًا أخلاقيًا يضمن العدالة والشفافية وحماية الحقوق. على القائد أن يضع ضوابط واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مستفيدًا من مبادئ الحوكمة الرقمية التي تشدد على الشفافية والمساءلة.

كما أن مسؤولية الخوارزميات تُعد توجهًا حديثًا يلزم القادة بمراجعة مخرجات الأنظمة الذكية وتفادي الانحياز، خاصة في قرارات التوظيف والتقييم. وهنا تبرز أهمية البعد الإنساني، إذ لا تكفي دقة القرار ما لم يكن عادلًا وأخلاقيًا.

فعلى الصعيد العالمي، توظف شركات مثل أمازون ومايكروسوفت الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، والتنبؤ بالسلوك، وتعزيز تجربة العملاء. إقليميًا، يُعد مشروع أرامكو مثالًا بارزًا في توظيف التحليلات الذكية لرفع الإنتاجية وخفض التكاليف، كما بدأت بنوك وطنية في سلطنة عُمان بتوظيف هذه التقنيات لتعزيز الأداء وتطوير الخدمات. هذه النماذج تؤكد كيف تُمكّن القيادة الذكية من استثمار التحول الرقمي في خلق فرص حقيقية للابتكار.

تركز توصيات القيادة الذكية على تمكين القادة من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في دعم التحول المؤسسي. ويشمل ذلك إدماج الذكاء الاصطناعي في نموذج القيادة ليصبح جزءًا من التفكير وصنع القرار، وتطوير استراتيجيات تعزز ثقافة رقمية تفاعلية بين الموظفين، إضافة إلى تضمينه في برامج إعداد القادة الجدد ليكونوا قادرين على قيادة المستقبل برؤية رقمية.

في ختام الحديث عن القيادة الذكية والذكاء الاصطناعي، يتبيّن أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا لدور القائد، بل فرصة استثنائية لتعزيز فعاليته، بشرط أن يُستخدم بوعي وبصيرة إنسانية. فالتقنية وحدها لا تصنع قرارات حكيمة، بل تحتاج إلى عقل قيادي قادر على توجيهها نحو الأهداف النبيلة. القيادة الذكية لا تستغني عن القيم الإنسانية، بل ترتكز عليها، وتستخدم الأدوات الذكية لتوسيع أثرها وتحقيق التوازن بين الكفاءة والتعاطف.

مقالات مشابهة

  • مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار يحدث ثورة في جراحة سرطان الثدي في دولة الإمارات باستخدام نظام “سينتيماغ”
  • 6 ملايين قراءة لبطاقة “نسك” الذكية.. وزارة الحج: 94 ألف فرد عملوا في خدمة ضيوف الرحمن
  • مكتب الصرف يلاحق “أموال القمار”
  • “شبكة العنكبوت”: الحرب في عصر الذكاء الاصطناعي
  • المؤتمر: دعوة القطاع الخاص للاستثمار في النقل النهري تحتاج حوافز جاذبة
  • القيادة الذكية في عصر التحول الرقمي
  • بلدية الشارقة تطلع على الممارسات العالمية المطبقة في المدن الذكية
  • مكتب شؤون حجاج الجزائر يتحصل على الجائزة الذهبية “لبيتم”
  • الحكومة تدعو شركات القطاع الخاص للاستثمار في قطاع النقل النهري.. تفاصيل
  • لا يُشكّل خطرًا صحيًا.. “الصحة العالمية” تُحذّر من ارتفاع الإصابات بمتحور جديد من كوفيد-19