«إيكواس» تُمهل قادة انقلاب النيجر أسبوعًا لإنهاءه وسط تظاهرات مؤيدة لعزل الرئيس بازوم
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
أمهلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» -اليوم الأحد- قادة الانقلاب العسكري في النيجر أسبوعا واحدا لإعادة السلطة للرئيس محمد بازوم وإلا احتمالات استخدام القوة وفرض عقوبات، وذلك عقب تحذير قائد التمرد العسكري في النيجر، الجنرال عبدالرحمن تياني، اليوم، لقادة «إيكواس» من أي تدخل مُسلح في بلاده التي تشهد تطورات دراماتيكية متسارعة أمنيا وسياسيا، منذ بدء الحرس الجمهوري الأربعاء محاولة انقلاب على الرئيس المنتخب، محمد بازوم، دعمها الجيش لاحقا وسط رغم الإدانات الدولية.
أخبار متعلقة
قائد انقلاب النيجر يحذر «إيكواس» من التدخل في بلاده.. ومظاهرات لتأييد عزل «بازوم»
واشنطن تتعهد بـ«عودة كاملة» للحكم الديمقراطى فى النيجر
النيجر.. الحرس الرئاسي يطلق النار لتفريق متظاهرين مناصرين للرئيس
جاء ذلك، في وقت تظاهر فيه الآلاف من مؤيدي المجلس العسكري اليوم أمام السفارة الفرنسية في نيامي، في حين هددت باريس بالرد الفوري على أي هجوم يستهدف رعاياها وفي أعقاب تحذير مماثل من قادة الانقلاب إلى قادة «إيكواس»؛ إذ ظهر الجنرال أمادو عبدالرحمن، المتحدث باسم «المجلس الانتقالي الحاكم»، على التلفزيون الرسمي بالنيجر، مساء أمس، ليحذر قادة «إيكواس» من «المغامرة بالتدخل العسكري» في النيجر، معتبرا أنهم يعتزمون تمرير خطة «عدوان» ضد النيجر عبر تدخل عسكري وشيك في نيامي بالتعاون مع دول إفريقية أخرى على حد تعبيره.
قادة الانقلاب فى النيجر
عقوبات محتملة وإنذار بتدخل عسكري
ودعت «أيكواس» خلال قمة طارئة خُصصت لبحث تداعيات الانقلاب، اليوم في العاصمة نيامي، إلى استعادة النظام الدستوري بالكامل في النيجر.
وقال زعماء «إيكواس» المجتمعون بالعاصمة النيجيرية أبوجا إن الإجراءات العقابية ضد القادة العسكريين الجدد في النيجر ربما تتضمن عقوبات مالية وأخرى تتعلق بتقييد السفر ومنطقة حظر طيران.
وأضافوا في بيان أن وزراء دفاع المجموعة سيجتمعون على الفور في ظل احتمال شن عمل عسكري. وندد زعماء «إيكواس» أيضا بدعم بعض الدول والمتعاقدين العسكريين لهذا الانقلاب.
إلى ذلك، اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي أن الانقلاب العسكري في النيجر يتجاوز إطار النيجر، ويشكل إنذارا بشأن مخاطر زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها، مشددا على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس محمد بازوم وإعادة الحكومة المنتخبة.
وعلى نحو متوازٍ، تجمهر المئات لدعم قادة الانقلاب خارج البرلمان، واصفين الرئيس بازوم بـ«موالي قوى الاستعمار» رافعين الأعلام الروسية.وهاجم أنصار التمرد العسكري في النيجر، مقرات حزب الرئيس «المعزول» وأضرموا فيه النيران ورجموا السيارات في الخارج بالحجارة وأحرقوها.
وذلك بعدما دخلت الولايات المتحدة وفرنسا على خط الأزمة، إذ تعهدت واشنطن على لسان وزير خارجيتها أنتونى بلينكن، بضمان العودة الكاملة للحكم الديمقراطى في النيجر. وأعلن قصر الإليزيه عن عقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون اجتماعًا دفاعيًّا بشأن الانقلاب في النيجر.
إشادة روسية وتتنديد غربي
وندد بانقلاب النيجر عدد كبير من دول الجوار وشركاء دوليون، منهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا. لكن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين أشاد بانقلاب النيجر، ووصفه بالنبأ السار عارضا تقديم خدمات مقاتليه.
وتشهد النيجر حالة من التوتر السياسي والاجتماعي، تصاعدت حدتها بعدما أعلن قائد التمرد العسكري، الجنرال عبدالرحمن تياني نفسه رئيسًا لما أسماه «المجلس الانتقالي الحاكم» الجمعة الماضية، وذلك بعدما أعلن الجيش رسميا دعمه لـ«تياني،»، رئيس قوات الحرس الجمهوري المتمردة التي اعتقلت الرئيس بازوم الأربعاء وحددت إقامته في القصر الجمهوري جبريا، معلنة «انقضاء عهده» وسط انقسام في الشارع حول عزل الرئيس الذي يصفه معارضوه بأنه آخر الموالين موالي لفرنسا وأمريكا في الغرب الإفريقي.
الجنرال تياني عبد الرحمن، رئيس الحرس الحمهوري وقائد تمرد النيجر
وأمهل مجلس الأمن والسلم الإفريقى، قادة الانقلاب في النيجر 15 يومًا، للتخلى عن السلطة والعودة للثكنات، وسط تصاعد القلق من عنف سياسي في البلاد.
وانتخب بازوم رئيسًا للنيجر قبل عامين في أول انتقال ديمقراطي سلمي للسلطة منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960. قبيل تنصيب بازوم الذي يعد حليفا لفرنسا في 2 إبريل 2021، أوقفت السلطات عسكريين بتهمة التحضير لمحاولة انقلابية ضد رئيس البلاد.
ويعد مشهد الانقلاب مألوفا بالنسبة في النيجر التي سجلت أربعة انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، فضلًا عن العديد من محاولات الانقلاب الفاشلة؛ إذ كان آخر انقلاب في الدولة الإفريقية في فبراير 2010، وأطاح بالرئيس مامادو تانجا.
وكان سيناريو الانقلاب في النيجر متوقعا منذ أشهر من قبل أطياف الرئيس المخلوع محمد بازوم، جراء محالفته للنظام الفرنسي في وقت تزداد فيه المشاعر المعادية لفرنسا- المستعمر القديم لبلدان الغربي الإفريقي.
وكان المجلس العسكري -الذي شكله الانقلابيون- قد اتهم دول إيكواس بالتخطيط لتدخل عسكري في نيامي، وقال في بيان إن قمة أبوجا مخصصة للتصديق على خطة للعدوان على النيجر، وُضعت بمشاركة دول أفريقية من خارج المجموعة، إضافة إلى دول غربية، مشددا على العزم الصادق على الدفاع عن الوطن، حسب تعبير البيان.
وفي سياق متصل، وصل رئيس تشاد محمد إدريس ديبي إلى نيامي الأحد، لبحث فرص المساعدة في حل الأزمة في هذه البلاد.
وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية عزيز محمد صالح لوكالة الصحافة الفرنسية «ديبي توجه إلى النيجر بمبادرة شخصية ليرى ما يمكن أن يقدمه في سبيل تسوية الأزمة».
انقلاب النيجر إيكواس عقوبات إيكواس تهددالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين انقلاب النيجر إيكواس عقوبات زي النهاردة العسکری فی النیجر انقلاب النیجر قادة الانقلاب محمد بازوم انقلاب فی رئیس ا
إقرأ أيضاً:
12 عاما من الانقلاب | لماذا خفت صوت المصريين بالخارج.. هل انتهى حلم التغيير؟
بعد 12 عامًا من الانقلاب العسكري الذي قاده رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي في تموز / يوليو 2013، مغيرا لوجه الدولة سياسيا واجتماعيا وأمنيا، أصبحت مصر في قبضة أمنية صارمة أوقف مسيرة الحريات، واعتقل الآلاف من المعارضين السياسيين، ما ترك أثرا عميقا على المشهد السياسي داخل مصر وخارجها.
على خلاف السنوات الأولى التي تلت الانقلاب، شهدت فيها الجاليات المصرية في الخارج نشاطا متواصلا واحتجاجات مستمرة ضد سلطة الانقلاب مطالبة بإسقاطه وخروج المعتقلين، ما أثر في الرأي العام الدولي، بدأ الحراك المعارض بالخارج يعاني من عزوف ملحوظ في السنوات الأخيرة، وانشغل المعارضون بالقضايا الإقليمية، أو تأثروا بالخلافات الداخلية.
وقد يعزى هذا العزوف إلى عدة أسباب، أولها إحساس عدد من المعارضين بأن الجهود المبذولة لم تثمر تغييرات فعلية في الداخل، خاصة مع استمرار القمع والتشديد الأمني، بالإضافة إلى ذلك، أدت التطورات الإقليمية على رأسها سوريا وغزة إلى تحويل أنظار كثيرين من المعارضين المصريين نحو هذه القضايا.
كما شهد المشهد السياسي في الخارج حالة من الانقسام بين رفقاء الدرب سواء كانت خلافات إدارية أو اختلاف الأسلوب فمنهم يصر على الاستمرار في الحراك وبين من أصابه اليأس، ما أدى إلى ضعف التنسيق وصعوبة تنظيم فعاليات مؤثرة بشكل مستمر كما كان من قبل.
ملف المعتقلين السياسيين.. قصة القمع المستمر
رغم تراجع الحراك في الخارج، يبقى ملف المعتقلين السياسيين في مصر هدف وبصلة للمعارضين بالخارج حيث يعد من أكثر الملفات إيلاما ووضوحا على حجم القمع الذي تمارسه النظام فعشرات الآلاف من الشباب، الناشطين، والصحفيين، يقبعون في السجون المصرية تحت ظروف اعتقال قاسية، مع غياب أي مسار واضح للعدالة أو الإفراج عنهم.
دور السياسيين وتحديات المعارضة
في ظل هذا الواقع، يتباين دور السياسيين والنواب البرلمان في عهد الثورة والمعارضين بالخارج بين من يحاولون إعادة إحياء الحراك وتجديد الخطاب السياسي، ومن انشغلوا بأمور أخرى إضافة إلى عدم وجود قيادة موحدة وموارد كافية، أثر على قوة المعارضة الخارجية.
شرعية مرسي أم إسقاط الانقلاب؟
ومن جانبه أكد عضو البرلمان المصري السابق النائب طارق مرسي، أن تراجع زخم دعم الشرعية في الخارج خلال السنوات الماضية يعود إلى أسباب متعددة ومتداخلة، موضحا في تصريحات خاص لـ "عربي21" أن تفكك ما كان يعرف باتحاد دعم الشرعية في السنة الأولى للانقلاب كان من أبرز العوامل التي أثرت سلبا على تنظيم الحراك وتنسيقه بين مكوناته.
وأشار مرسي إلى أن التوصيف الحالي للمشهد السياسي أصبح مختلفا بين الفرقاء والنخبة الرافضة للانقلاب، حيث تجاوز الكثيرون منهم قضية الشرعية بعد استشهاد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي في سجنه، وأصبحت القضية تعتبر بين الرئيس والعسكر فقط، وليس صراعا من أجل الديمقراطية وحرية الشعب واختياره.
وأوضح النائب البرلماني السابق أن الشباب والمكون الشعبي الرافض للانقلاب هم الأكثر تمسكا بمفهوم الشرعية مقارنة بالنخبة السياسية التي تحاول التأقلم مع النظام العسكري وتقبل دور المعارضة ضمن المساحات المحدودة التي يفرضها الانقلاب.
أسباب العزوف عن الحراك
وفيما يتعلق بالعزوف الظاهر من قطاعات واسعة من المصريين في الخارج عن التفاعل مع قضية إسقاط الانقلاب، أكد مرسي أن ذلك لا يمكن اعتباره عزوفًا بالمعنى الحرفي، وإنما يعود إلى أسباب منها ضعف الحراك الداخلي، الذي أثر بشكل مباشر على نشاط الخارج، إلى جانب الضغوط الحياتية المتزايدة التي يعاني منها المصريون بالخارج، مثل تحمل نفقات الأسر، ورسوم المحامين، ومصاريف الزيارات، بالإضافة إلى مشاكل فقدان جوازات السفر ورفض النظام تجديدها، مما زاد من معاناة المهاجرين.
وحول تأثير الخلافات والانقسامات بين الكيانات السياسية بالخارج على ضعف الحراك، أكد مرسي أن أداء النخبة السياسية تسبب في إحباط الكثيرين، مشيرا إلى غياب بعض الأطراف عن المشهد أو قبولها بالأمر الواقع، ما ساهم في ضعف المشروع السياسي الوطني، مضيفا أن حالة الانقسام والتراشق بالاتهامات بين مكونات المعارضة زادت من إضعاف دورها، مؤكدًا أن مصر تعاني من ضعف رموزها السياسية والتيارات المؤثرة التي يمكنها إدارة العمل السياسي في ظروف الأزمة الراهنة.
وبالحديث عن "حالة اليأس" في صفوف المصريين بالخارج، استدرك مرسي بأنه لا يفضل وصف الوضع بهذا المصطلح، لكنه لا ينكر وجود الغضب بسبب مواقف بعض الدول والمنظمات التي تدعي دعم الحرية وحقوق الإنسان لكنها تستقبل السيسي بحفاوة وتقدم الدعم المالي لنظام الانقلاب، وكذلك الكيانات والسياسيين في الخارج مما يقلل من ثقة المعارضين في المجتمع الدولي.
غزة جذب اهتمام المصريين
من ناحية أخري أثرت الأحداث الإقليمية، خاصة العدوان على غزة، على أولويات المصريين بالخارج، حيث أكد مرسي أن انتصارات المقاومة الفلسطينية تركت أثرا إيجابيا وأملا في قادة المقاومة، لكنها أيضا حولت اهتمام المصريين بالخارج نحو دعم غزة، مما أدى إلى تهميش قضية الانقلاب في مصر.
وأشار مرسي إلى أن مصر في عهد السيسي فقدت دورها الإقليمي الفاعل وأصبحت تابعة لأجندات دول مثل السعودية والإمارات، ومرتبطة بالأوامر الإسرائيلية والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا الواقع أثر هو الآخر على المشهد السياسي الداخلي والخارجي، كما أن التفاؤل الذي أعقب نجاح الثورة السورية كان نشوة مؤقتة، حيث أن الظروف المعقدة للصراع السوري مختلفة كليا عن الملف المصري، مما جعل الأمل في إسقاط النظام السيسي أقل واقعية.
المعارضة المصرية بحاجة لتجاوز الخلافات
وفي السياق ذاته أكدت عضو المجلس الثوري المصري، الدكتورة نهال أبو سيف، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن جزءا كبيرا من المعارضين المصريين في الخارج تأثروا بالخلافات بين النخب السياسية، وهو ما انعكس سلبا على تماسك الحراك المعارض وفعاليته خلال السنوات الماضية.
وقالت إن كثيرًا من النشطاء، خاصة ممن يقيمون في لندن، كانوا يتحركون بقوة في الفترة الأولى بعد مغادرتهم لمصر، لا سيما أثناء تقديمهم طلبات اللجوء، في محاولة لإثبات أنهم معارضون سياسيون، ولكن بعد حصولهم على اللجوء، انشغل عدد كبير منهم بتأمين سبل العيش أو تقنين أوضاعهم القانونية والاجتماعية في البلدان المضيفة، في ظل غياب أوراق ثبوتية أو جوازات سفر، وضغوط متزايدة تمارسها بعض الدول.
ورأت أن هذه العوامل أدت إلى تراجع في النشاط السياسي لكثير من المعارضين، إلى أن جاءت أحداث غزة التي أعادت الشغف والحماسة لدى شرائح واسعة من المصريين، خاصة أن حل أزمة غزة يبدأ بإسقاط النظام المصري المشارك في حصار القطاع، بحسب تعبيرها.
أما فيما يتعلق بالساحة السورية، فأشارت أبو سيف إلى أن التفاؤل بعد الثورة السورية تراجع بعد مواقف الرئيس السوري أحمد الشرع، لا سيما بعد توليه المنصب رسميا، حيث بدا أنه يسعى للتموضع داخل النظام الدولي عبر البوابة الأمريكية، وظهر ذلك في رد فعله على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت: "ربما يبرر ذلك بأن سوريا تعاني أزمة خانقة وتحتاج للانفتاح، لكن النتيجة كانت تأثيرا سلبيا على طموحات كثير من المعارضين في مصر والوطن العربي بشأن التغيير وفرص انطلاق التغير وإسقاط الأنظمة الديكتاتورية من بوابة سوريا ".
وختمت بالتأكيد على ضرورة نبذ الخلافات بين مكونات المعارضة المصرية، وعلى الرغم من مشاركة عدد من النواب والسياسيين بالحراك إلا أن عدد كبير منهم غير متفاعل والقضية تحتاج لمزيد من الجهد السياسي الدبلوماسي والحراك على أرض الواقع.
أشارت إلى أن الحراك يحتاج إلى العمل على توحيد الصفوف وإحياء القضية في نفوس الناس من جديد، مؤكدا إن المجلس الثوري المصري يبذل جهودًا في هذا السياق من خلال تنظيم فعاليات وفتح قنوات تواصل بين التيارات المختلفة، كما شددت على أن قضية المعتقلين يجب أن تبقى حيّة في الوجدان، وألا يتم التخلي عنها تحت أي ظرف.