هل تتعاون دمشق مع لبنان لتسلّم السجناء السوريين؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أبدى وزراء خارجية مجموعة السبع المكونة من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية فضلا عن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم يوم الجمعة الماضي امتنانهم لدول المنطقة لاستمرارها في استضافة اللاجئين السوريين، داعين النظام السوري إلى تهيئة الظروف لعودة اللاجئين الطوعية وكذلك الآمنة والكريمة.
وليس بعيدا عن معاناة قبرص فإن لبنان يواجه خطرا كبيرا جراء النزوح على كل المستويات، ونظرا لتفاقم الأحداث الامنية، انعقد اجتماع سياسي وأمني وقضائي برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم تكليف المدير العام للأمن العام بالإنابة، اللواء الياس البيسري، بإعادة التواصل مع السلطات السورية لإيجاد حل لملف السجناء والمحكومين السوريين في السجون اللبنانية، وخلال الاجتماع حصل اتصال بين رئيس الحكومة ونظيره السوري حسين عرنوس لابلاغ الأخير بتكليف البيسري بمتابعة هذا الملف من دون الدخول في التفاصيل التقنية، ومن دون أن يتحدد أي موعد لزيارة البيسري الى سوريا.
وتجدر الاشارة، إلى أن اللواء البيسري زار دمشق في نيسان العام 2023، بالتنسيق مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية حيث التقى عددًا من المسؤولين الأمنيين السوريين بهدف التنسيق في ما يتعلق بعودة النازحين السوريين وضمان عودتهم الآمنة والطوعية وتمّ التوافق على خطوات عمليّة في هذا الملفّ.
وبحسب مدير عام الأمن العام بالوكالة، اللواء البيسري، يبلغ العدد التقديري للنازحين السوريين في لبنان مليونين و100 ألف، أي ما يعادل 43 في المائة من عدد المقيمين في البلاد. وفي كانون الأول الماضي، تسلم "الأمن العام" قاعدة بيانات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تشمل أسماء مليون و486 ألف نازح، دون تصنيفٍ أو تحديد لتاريخ التسجيل أو الدخول إلى لبنان؛ ما يُعقّد تحديد الوضع القانوني لهؤلاء.
ويقول رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية في بيروت والعميد في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ المحامي الدكتور بول مرقص ل "لبنان24" إن السجون اللبنانية تشهد نسبة 31% من مجموع الموقوفين والمحكومين السوريين، والذين يبلغ عددهم حوالي 2500 سجين، حيث يُنفذ معظمهم أحكاما قضائية أو تجرى بحقهم محاكمات أمام المحاكم اللبنانية بتهم تتعلق بالقتل والسرقة وتهريب المخدرات. وفي ما يتعلق بالمعارضين السياسيين، فإن عددهم لا يتجاوز 600 سجين، وقد تنطبق عليهم إتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لعام 1984 التي تمنع تسليم أي شخص يمكن أن يتعرض للتعذيب في بلده.كما تنص الاتفاقية القضائية بين لبنان وسوريا، التي تم توقيعها عام 1951، على تسليم المجرمين اذا كان الشخص المطلوب تسليمه مدعى عليه او متهما او محكوما بجناية معاقبا عليها في قانون الدولة طالبة التسليم، أو كان الشخص المطلوب تسليمه مدعى عليه او ظنينا بجنحة معاقب عليها في قانون الدولة طالبة التسليم بعقوبة لا يقل حدها الاعلى عن الحبس مدة سنة او كان محكوما بالحبس لمدة لا تقل عن الشهرين أو الذين لم يحاكموا بعد أو الذين حُكم عليهم بتنفيذ العقوبة في سجون بلادهم، باستثناء الجرائم ذات الطابع السياسي.
وفي السياق، يشير مرقص إلى وجود بعض الخلافات القانونية بين القانون اللبناني والاتفاقية القضائية بخصوص المجرمين الأجانب الملاحقين على الأراضي الللبنانية، بما في ذلك من يحملون الجنسية السورية، إلا أن الاتفاقية تسمو على القانون المحلي بحسب المادة 2 من قانون أصول المحاكات المدنية اللبناني التي تنص "على المحاكم ان تتقيد بمبدأ تسلسل القواعد. عند تعارض احكام المعاهدات الدولية مع احكام القانون العادي, تتقدم في مجال التطبيق الاولى على الثانية. لا يجوز للمحاكم ان تعلن بطلان اعمال السلطة الاشتراعية لعدم انطباق القوانين العادية على الدستور او المعاهدات الدولية".
إن مبادرة تسليم السجناء السوريين إلى بلادهم تعد جزءًا من الخطة الشاملة لتأمين عودة آمنة وطوعية للنازحين، وتتطلب، بحسب مرقص، تعاوناً فعّالا من الجانب السوري. ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا من خلال التزام الجميع بالآليات القانونية والقضائية المعمول بها لضمان كرامة المعنيين بهذا الملف مع تأمين مقتصيات العدالة.
ويأمل مرقص في أن يؤدي التعاون المشترك بين البلدين إلى تحقيق التقدم المرجو في هذا الشأن مثنيا على دور الأمن العام اللبناني في هذه المبادرة خصوصا"، كما وعموماً في اطار خارطة الطريق لتنظيم الوضع القانوني للسوريين في لبنان وعودتهم والتي كان أطلقها الأمن العام مشكوراً بالتعاون مع المجتمع المدني ممثلاً بجمعية "بيت لبنان العالم " والتي كانت موسسة JUSTICIA من المشاركين في دعمها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأمن العام
إقرأ أيضاً:
مباحثات بين سوريا ولبنان لإنهاء معاناة الموقوفين السوريين في سجن رومية
كشف وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن مباحثات أجراها مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من أجل تسريع حل ملف الموقوفين السوريين في لبنان.
وقال الشيباني في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، الأحد، "التقيتُ أمس بدولة الرئيس السيد نواف سلام، حيث ناقشنا ضرورة التسريع في إنهاء معاناة السوريين الموقوفين في سجن رومية".
وأضاف في رده على تدوينة باحثة طالبت بها بحل قضية الموقوفين السوريين في سجن رومية، أنه اتفق مع رئيس الوزراء اللبناني "على بعض الخطوات العملية بهذا الخصوص".
وشدد وزير الخارجية السوري على أن "الحكومة السورية تؤكد حرصها الكامل على إنهاء هذا الملف في أقرب وقت ممكن"، معتبرا أنه "من الطبيعي أن تستمر بعض تداعيات سنوات الحرب لفترة من الزمن".
واستدرك الشيباني بالقول "إلا أن ما يمكن ضمانه هو أن السوريين والسوريات سيبقون دائما على رأس قائمة أولوياتنا"، حسب تعبيره.
وقبل أيام، نفذ عدد من أهالي الموقوفين في سجن رومية الواقع شرقي العاصمة بيروت، اعتصاما أمام البرلمان اللبناني أثناء انعقاد جلسة مناقشة القوانين، في حين رفع البعض العلم السوري تحت شعار "لا تزال الثورة السورية مسجونة في لبنان".
كما شهد السجن احتجاجات بعد قيام عدد من الموقوفين بنصب مشانق مهددين بشنق أنفسهم في حال لم يتم إقرار قانون العفو العام، في حين قام آخرون بضرب النوافذ وإصدار ضوضاء عالية في أبنية السجن اللبناني للتأكيد على مطالبهم.
وتجدر الإشارة إلى أن ما يزيد على 2350 معتقلا سوريا يقبعون في السجون اللبنانية، بما في ذلك سجن رومية، حيث تم احتجازهم في لبنان بتهم متنوعة، بما في ذلك المشاركة في الاحتجاجات ضد النظام السوري المخلوع والانخراط في أنشطة معارضة.
ووفقا لتقرير سابق صادر عن منظمة العفو الدولية، فإن قوات الأمن اللبنانية عرضت المئات من الرجال والنساء والأطفال السوريين للاحتجاز التعسفي والتعذيب والمحاكمة الجائرة.
وكان عدد من المعتقلين السوريين نفذوا إضرابا عن الطعام في وقت سابق للضغط على الحكومة السورية الجديدة لاستلامهم، في حين تؤكد دمشق على عملها على معالجة الملف مع الجانب اللبناني.