هل ساهمت الدولة في صناعة القبلية؟ (2-3)
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
عصام الدين عباس أحمد
حينما بدأ التحضير لتطوير نظام السجل المدني السوداني الإلكتروني، وفي مرحلة الدراسات الفنية وإعداد وثيقة النظام اشتد النقاش، وبلغ أشده في شأن القبيلة بين مدرستين. مدرسة انتمي إليها، وترى أنه ليس من المعقول تدوين بيانات قبيلة السوداني في سجله الإلكتروني، ويجب عدم الاعتماد على الأمر الإداري الذي يعتبر القبيلة معرفاً أساسياً لهوية مقدم الطلب، وكانت دفوعنا تدور حول عدم قانونية ذلك الإجراء خاصة وقانون الجنسية لم يشر من قريب أو بعيد للقبيلة، كما أن التداخل القبلي الحدودي يمكن أن يكون ثغرة ينفذ من خلالها غير المستحقين، وعلى الضباط المتحرين استخدام وسائل الإثبات المعروفة لإثبات هوية مقدم الطلب، إلا أن تلك الدفوع لم تصمد أمام الرأي الآخر المسنود بارث شرطي متوارث منذ العام ١٩٥٧ قوامه وعموده الفقري هو القبيلة، وأن لا بد من إضافة حقل في بيانات السوداني يحدد إلى أي قبيلة ينتمي، وأن تحتوي استمارة الحصول على الرقم الوطني على بيانات القبيلة.
بالفعل صدرت النسخة الأولى من نظام الرقم الوطني السوداني متضمنة لبيانات القبيلة، وأصبح لزاما على أي سوداني أن يثبت انتماءه إلى قبيلة بعينها، أو يوضع ضمن تصنيفات أخرى مثل (من أصول كذا أو مواليد أو غيره.
لم تفتر همتي في اقتناص أي فرصة لإلغاء هذا الأمر المعيب وما حفزني أكثر أننا حينما أرسلنا فريقاً فنياً لتسجيل الإمام الصادق المهدي (عليه الرحمة) وحينما شرع في تعبئة استمارة البيانات استوقفته القبيلة، ورفض إكمال التسجيل احتجاجا على هذا البيان. اضطرت رئيسة الفريق الفني للاتصال بي، وتحدثت إلى السيد الإمام الذي قال لي محتجا كيف تقبلون إضافة بيان القبيلة لسجل السوداني الإلكتروني؟ وماذا سيكون موقفكم إذا تسببت سجلاتكم هذه يوما ما في إنتاج تقارير توزع السودانيين وفقا لاثنياتهم الأمر الذي سيزيد المشهد السوداني تعقيدا على تعقيده. رحم الله الإمام الصادق فكأنه كان ينظر بعين زرقاء اليمامة فما هي إلا شهور معدودة، واتصل بي هاتفيا إحدى قيادات الجهاز التنفيذي بولاية الخرطوم طالبا إحصائية سكان ولاية الخرطوم موزعة بالقبائل لتدعيم رأي في المجلس المحلي للولاية يقول إن قبيلة كذا هي صاحبة الحق الأصيل والوجود التاريخي في الخرطوم ولحسن الحظ كنا قد حصلنا على قرار إلغاء بيانات القبيلة في السجل، ونفذناه في قاعدة البيانات؛ وبالتالي اعتذرت له أن ذلك غير ممكن تقنيا.
أعود إلى رحلة إلغاء بيانات القبيلة، ففي أحد اجتماعات اللجنة العليا لمشروع السجل المدني وهو مجلس يترأسه مساعد رئيس الجمهورية يومذاك، ويضم وزراء الداخلية، الصحة، الحكم الاتحادي، العدل، الاتصالات، مدير عام الشرطة، مدير جهاز الأمن والمخابرات، نائب رئيس الجهاز القضائي، مدير المركز القومي للمعلومات، رئيس جهاز تنظيم الاتصالات، مدير السجل المدني ومدير مشروع السجل المدني. في إحدى الجلسات وعند ختامها سأل رئيس المجلس هل هناك أي قضية أخرى قبل ختام الاجتماع، وبما أنني مدير المشروع طلبت بإصرار النظر في إلغاء بيانات القبيلة من السجل الإلكتروني والإبقاء عليها فقط من بين وسائل الإثبات الأخرى. ما إن قلت ذلك حتى ضجت القاعة، وتعرضت لأسوأ تعنيف في حياتي المهنية، حتى انتابني إحساس أنهم سيوجهون لي تهمة الخيانة العظمى أو تقويض النظام الدستوري.
أواصل في حلقة أخرى كيف سارت الأمور.
الوسومعصام الدين عباس أحمدالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السجل المدنی
إقرأ أيضاً:
11 خيلاً تتنافس غداً على لقب كأس رئيس الدولة للخيول العربية في هولندا
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيحتضن مضمار "دوندخت" العشبي بمدينة لاهاي بمملكة هولندا، غداً الأحد، المحطة الثامنة من سلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة، ضمن أجندة سباقات النسخة الثانية والثلاثين للسلسلة العالمية المرموقة. وتحظى سباقات الكأس الغالية برعاية واهتمام القيادة الرشيدة، دعماً للملاك والمربين في مختلف دول العالم، وتشجيعاً لهم على اقتناء وتربية الخيل العربي للحفاظ على مكانته الأصيلة ورفعة شأنه عالمياً، بما يسهم في تحقيق صناعة متطورة لسباقات الخيل العربي وفق أعلى المعايير. ويعد السباق الأغلى في تاريخ سباقات الخيل العربي بمملكة هولندا، حيث تبلغ قيمة جوائزه 100 ألف دولار، ويشهد مشاركة 11 خيلاً تمثل نخبة مرابط وإسطبلات الخيل العربي في هولندا والقارة الأوروبية، خلال السباق الذي يقام لمسافة 2150 متراً للخيول من عمر أربع سنوات فما فوق، ضمن الفئة الثالثة، حيث تضم القائمة مجموعة مميزة من الخيول وبحضور قوي للمرابط القطرية من بينها: «عفجان» (تي إم فريد تكساس × مزون بنت عامر) للمالك الشقب ريسينج، وتحت إشراف المدرب جون دو ميول وقيادة الفارس أوليفييه داندينيه، و«الزير» (المأمون مونلو × أسماء الخالدية بنت عامر) للمالك محمد فهد العطية، وتحت إشراف المدرب فرانسوا روهو وقيادة الفارس غيوم جيدج جاي، بجانب «رائد» (عامر × أونداره بنت منجز) للمالك وذنان ريسينج، وتحت إشراف المدرب ألبان دو ميول وقيادة الفارس سفيان السعدي، كما تتواجد حاملة لقب النسخة الماضية الفرس «فريدة بي» (المرتجز × هانيا دي إيه بنت مجد العرب) للمالك والمدرب بيتر ديكرز، وتحت قيادة الفارس ميركو سانا، كما تضم قائمة المشاركين نخبة من الأسماء القوية، من بينها الباسو تي، سكا دي ليجل، دريم سيك، الزرقاء دي.إيه، قصر دي لاردوس، بايسا، بابيليون تي). من جهته قال مطر سهيل اليبهوني الظاهري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لسلسلة سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة: «فخورون بمواصلة سباقات الكأس الغالية تحقيق أهدافها، في صناعة سباقات قوية للخيل العربية بجودة عالية ومكانة مرموقة على الصعيد العالمي، ما يساهم في تشجيع وتحفيز الملاك والمربين على زيادة الاهتمام بتربية واقتناء الخيل العربي، وإعلاء شأنه بكافة دول العالم، كما نفخر باستمرارية السباقات ووصولها إلى مملكة هولندا، في ظل مشاركة كبيرة من أبرز المرابط والملاك، ما يعكس قيمتها وريادتها كأفضل وأغلى سلسلة سباقات للخيل العربي في العالم». وأضاف: «إن النجاحات التي نراها اليوم تعود للدعم السخي والمتواصل من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وحرص سموه الكبير على الارتقاء بسباقات الخيل العربي وتعزيز حضورها في المحافل العالمية».