عصام الدين عباس أحمد

في الحلقة السابقة توقفت عند طلبي من اللجنة العليا للسجل المدني – لجنة عليا شكلها رئيس الجمهورية برئاسة مساعد الرئيس – النظر في إمكانية حذف بيانات القبيلة من السجل الإلكتروني وكيف هاجت وماجت اللجنة وكأنني جئت شيئا نكرا. توقعت استبعادي من مهمة مدير مشروع السجل المدني أو الا تتم دعوتي للاجتماع القادم الذي سينعقد بعد ثلاث شهور وكم كانت دهشتي حينما وصلتني الدعوة مرفق معها الأجندة ومداولات الاجتماع السابق التي خلت وكما توقعت من اي إشارة لأمر القبيلة الذي اثرته وجلب علي الغضب.

قبل الاجتماع تلقيت تحذيرا من مدير السجل المدني الا اتحدث الا اذا طلب مني توضيح أمر ما والا أعود لموضوع القبيلة مرة اخرى وبالفعل بدا الاجتماع واستهله رئيس المجلس بتلاوة أسماء الحضور وعند وصوله الي اسمي وكان اخر قائمة الأسماء حسب الرتبة والدرجة في اللجنة وكم كانت المفاجأة أن سألني مباشرة هل ما زلت مصرا علي حذف بيانات القبيلة فاجبته اي نعم فقال لي الفرصة معك لتوضيح وجهة نظرك ودفوعك برغم ان الامر ليس مدرجا في أجندة ذلك الاجتماع .
بثقة تامة وقناعة بسلامة رؤيتي شرعت في تقديم دفوعي التي انحصرت في التي:
١. لا يوجد سند قانوني لتعريف السوداني استنادا لقبيلته.
2. إمكانية منح الهوية السودانية لغير السودانيين من منسوبي القبائل الحدودية والمشتركة مما يشكل تهديد للهوية السودانية اذا تم حصر تعريف السوداني في القبيلة.
3. اعتبار القبيلة بيان ديموغرافي قد يتسبب في إنتاج سجلات واحصاءات لتوزيع السودانين وفقا لقبائلهم وبالتالي الربط المباشر بين القضايا السياسية والاقتصادية بالقبيلة .
كالعادة ووفق المتبع تبارى حضور الاجتماع وتماشيا مع غضبة رئيس المجلس في الاجتماع السابق تباروا في شرعنة أمر القبيلة وتاصيله دينيا وكيف انها وردت في القرآن الكريم وان انكارها يعتبر ضربا من العلمانية البغيضة واسهب بعضهم في أن الرسول (ص) حثنا علي صلة الرحم وما القبيلة الا تلك الصلة التي امرنا بها. بدا مسار الاجتماع ينزلق الي ان حذف بيانات القبيلة يتعارض مع اصول الدين ولكني تذكرت في تلك اللحظة المقولة السودانية ( اركز للسوط) فتمسكت بوجهة نظري وفي تعقيبي علي مداخلات الأعضاء أكدت أن حذف بيانات القبيلة من السجل الإلكتروني لا يعني حذف حقيقة وجود القبيلة وانه لا يوجد ما يمنع أن تستخدم من ضمن بينات اخري لإثبات الهوية ولكنها ليست المعرف الوحيد ولا يجب تدوينها رقميا في السجل الالكتروني وقررت أن اتبع ذات نهجهم في اقحام الدين في الدفوع مستشهدا بأن السيرة النبوية لم تشهد ولم تعرف تمييز بين الصحابة وتعريفهم استنادا لقبائلهم وحتي تصنيف الصحابة كمهاجرين وانصار ما هو إلا تصنيف مكاني منسوب الي مكة والمدينة وليس الي القبائل ينتمون اليها وهو ذات المعني الوارد في المادة الرابعة من قانون الجنسية التي ربطت منح الهوية بحق الاقليم.
في تلك اللحظة شعرت بتغيير في ملامح وجه رئيس المجلس فقد كنت اتحدث وانا اختلس النظر لقراءة تعابير وجهه لمعرفة الي اي مدى يوافقني ام يخالفني وحينما بدات علامات الرضا تظهر عليه حمدت الله كثيرا ان معركتي في نهاياتها وبالفعل فقد ابتدر رئيس المجلس حديثه بانني قلت قولا مقنعا وانه يتفق مع دفوعي وطلب راي الحضور وفور قوله ذلك تغيرت لغة جميع الحاضرين واصطفوا الي جانب وجهة نظري بعد ان كانوا قبل بدء الجلسة ينظرون الي شذرا شذرا وكانني قد أتيت بما أتى به التجاني يوسف بشير في المعهد العلمي حينما دافع عن شعر شوقي.
فور صدور القرار شرعت الفرق الفنية في إجراء التحديث الضروري المطلوب علي النظام الإلكتروني وتم تحديث جميع السجلات السابقة بأن تكون عبارة ( سوداني) كبيان للقبيلة وبذا نكون أن تخلصنا من تعريف السودانيين في سجلهم الرقمي قبليا.

الوسومعصام الدين عباس أحمد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رئیس المجلس

إقرأ أيضاً:

شخبوط بن نهيان يترأس وفد الدولة في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في أوغندا

ترأّس معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في الاجتماع الوزاري التاسع عشر لحركة عدم الانحياز، الذي عُقد في العاصمة الأوغندية كمبالا يومي 15 و16 أكتوبر 2025، تحت شعار: "تعزيز التعاون من أجل الازدهار العالمي المشترك".شارك في الاجتماع، وزراء خارجية وممثلون رفيعو المستوى من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، وناقش المجتمعون عدداً من القضايا الدولية ذات الأولوية، من بينها السلم والأمن، التنمية الاقتصادية، العمل المناخي، والتعاون متعدد الأطراف.وألقى معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان خلال الجلسة الوزارية كلمة الدولة، وأكد فيها التزام دولة الإمارات الراسخ بمبادئ حركة عدم الانحياز، وشدد على أهمية تعزيز الحوار الدولي، والشراكات، والعمل متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية. وعلى هامش الاجتماع، التقى معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان بعدد من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الدول الأعضاء، حيث جرى بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وتنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.وتأتي مشاركة دولة الإمارات في هذا الاجتماع انعكاساً لنهجها القائم على الدبلوماسية، وتأكيداً على التزامها بتعزيز الشراكات الدولية، ودعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات.

أخبار ذات صلة آمنة الضحاك: الإمارات شريكٌ مؤثر في تحويل نُظم الغذاء العالمية نحو المزيد من الكفاءة والاستدامة "الهيئة الوطنية للطوارئ" تطلق "أطلس الطوارئ والأزمات" خلال "جيتكس جلوبال" المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • شخبوط بن نهيان يترأس وفد الدولة في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في أوغندا
  • مناقشة تعزيز التكامل بين غرف "دول المجلس"
  • وزير العمل يبحث مع رئيس غرفة صناعة قطر تفعيل التعاون بالملفات المشتركة
  • «العالمي للتسامح والسلام»: الوضع الإنساني في غزة لا يزال مأساوياً رغم وقف الحرب
  • هيئة الزكاة: شطب السجل التجاري يتطلب التحقق من عدم وجود بيانات نشطة
  • اجتماع مفاجئ لمجلس النواب لمناقشة ملف الكلاب الضالة يثير التساؤلات
  • النيل الأبيض تبحث الترتيبات الخاصة باستئناف تبديل العملة في المحليات التي لم تشملها عملية الاستبدال
  • كامل الوزير يستعرض إنشاء مدرسة متخصصة في صناعة السيراميك لحل مشكلة العمالة المؤهلة
  • ترامب: ممتن للدول العربية والإسلامية التي ساهمت في اتفاق السلام لإنهاء الأزمة في غزة
  • محافظ مسندم يبحث تخصيص مركز لتأهيل ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة