شمسان بوست / متابعات:

لمراكز الإنذار المبكر أهمية ملحة في اليمن، في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد، وما خلفته من آثار كبيرة خلال السنوات الأخيرة.

 

وتعد اليمن من أبرز البلدان التي طالتها التغيرات المناخية مع تنامي الظواهر الجوية المتطرفة، في مختلف محافظات البلاد مخلفة آثار بيئية وصحية وإنسانية هائلة.

زيادة حدة التغيرات المناخية

وزادت حدة التغيرات المناخية في اليمن، مخلفة ارتفاع كبير في درجة الحرارة، والأمطار الغزيرة والفيضانات، والمنخفضات الجوية، والأعاصير، وكوارث طبيعية أخرى.

وخلال الأيام القلية الماضية، شهدت مناطق واسعة شرق اليمن أمطارا غزيرة، وسيول جارفة أدت إلى الحاق أضرار مادية وبشرية، وقطع الطرقات الرئيسية.

 

وتسبب المنخفض الجوي الذي تشهده عدة دول عربية بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، بفيضانات كبيرة، وطال تأثير ذلك المنخفض كلاً من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة، وتسبب بوفاة نحو شخصين، وتدمير في الطرقات والشوارع الرئيسية وأعمدة الكهرباء.

 

وأبرز المحافظات اليمنية المعرضة للتغير المناخي هي المهرة، وسقطرى، وحضرموت، وعدن، ولحج، وتعز، ومأرب، وصنعاء، حيث أصبحت هذه المحافظات معرضة للتغيرات الطبيعة بصورة متكررة، من أعاصير وفيضانات ومنخفضات جوية، وأمطار غزيرة، وسيول.

أهمية ملحة لمراكز الإنذار المبكر

ولدى مراكز الإنذار القدرة على رصد تقلبات أحوال الطقس، والمنخفضات الجوية والحالات المدارية، وكذلك الأعاصير، والتقليل من آثارها الخطيرة.

 

ويقول أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة، واستشاري دولي للتغيرات المناخية في اليمن الدكتور عبدالقادر الخراز، إن هناك أهمية كبيرة لمراكز الإنذار البكر في اليمن في ظل ما يحدث من تغيرات مناخية تضرب اليمن بأكثر من ظاهرة.

 

ويضيف الخبير اليمني لـ”العين الإخبارية”، أن هناك ظواهر متعددة أحدثها التغير المناخي تختلف بها اليمن عن كثير من الدول، حيث تعد اليمن من الدول الأكثر تأثرا بظواهر التغير المناخي.

 

وتشهد اليمن ارتفاعات في مستويات درجات الحرارة، وتغير في المواسم، وزيادة أمطار في المناطق الجبلية، وجفاف في المناطق الصحراوية والساحلية، وأيضاً فيضانات وعواصف وأعاصير في عدد من المناطق، بالإضافة إلى ارتفاع في مستويات سطح البحر.

افتقار اليمن لمراكز الإنذار

وتلعب هذه الظواهر-بحسب الخراز- دوراً كبيراً في تأثر اليمن ووضعها ضمن الدول الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، حيث إن مراكز الإنذار المبكر يجب أن تكون متوفرة ومتواجدة بكثرة، إذ أنه لا توجد حالياً وما يتم الحديث عن بيانات مركز الإنذار المبكر في حضرموت والمهرة وغيرها، لا تعتبر مراكز حقيقية تقوم بدورها الأساسي، وإنما خلية لجمع المعلومات من مواقع في الإنترنت.

 

وتابع الخراز: “حيث إن هذه المواقع توفر الكثير من البيانات المجانية حول الطقس وتساقط الأمطار، حتى بيانات المحطات المطرية لدى بلادنا لم تعد الكثير منها تعمل، وإنما تأتي التوقعات بالأمطار من البيانات التي تنشر بشكل مجاني في الإنترنت والمواقع المختصة بالمناخ”.

وأشار إلى أن هذه المواقع ليست كافية ولا تقوم بالدور الأساسي والمهم لمراكز الإنذار المبكر، كما هو موجود في بعض الدول مثل الهند وسلطنة عمان.

دور ومهام مراكز الإنذار

وتعمل هذه المراكز على إنتاج المعلومات، وتمتلك أجهزة حساسة في المحيطات والبحار، وذلك لرصد البيانات سواء لتغير حرارة مياه البحر والذي تستطيع من خلاله التنبؤ بوجود الأعاصير والعواصف، إلى جانب درجة الحرارة المتعلقة بكميات الأمطار، وترتبط أجهزة الإنذار المبكر بالأقمار الصناعية عبر المراكز التي في دول أوروبا وأمريكا، والتي تحصل على المعلومات الخامة.

 

كما لدى مراكز الإنذار مهام كثيرة أخرى، مثل قيامها بالتوعية، والاستعدادات، وهي التي تنسق بين الجهات المختلفة، سواء للاستعداد للحالة المدارية أو العاصفة أو الإعصار أو المنخفض الجوي، وأيضاً ما تحتاجه مختلف الجهات الحكومية والدولية ذات العلاقة، ومواجهة الآثار أثناء الحدث أو بعد الحدث.

 

وبحسب الخبير اليمني أنه يتم عبر مراكز الانذار، وضع خطط لمواجهة آثار التغيرات المناخية، والرجوع لها عند عمل أي مشاريع للبنى التحتية، يؤخذ بعين الاعتبار القضايا البيئية والمناخية التي قد تؤثر على المشروع أو أثناء تجهيزه وتشغيله.

وأكد الخراز أن هذه المراكز تضع الكثير من الخرائط والتقييمات سواء للوديان أو المناطق الساحلية التي قد تتأثر بموجات بحرية وغيرها، ولهذا يجب أن يكون لدينا مركز إنذار مبكر رئيسي، ولديه فروع في أكثر من منطقة خاصة في المناطق المتأثرة المتواجدة على ساحل بحر العرب والبحر الأحمر، وأرخبيل سقطرى.

وأوضح أن هناك تقصير حكومي كبير وعدم وجود الأولوية البيئية وقضايا المناخ في اهتمام رأس هرم السلطة اليمنية، والذي بدوره يؤثر بشكل كبير في الوضع الراهن وفي المستقبل، خاصة مع استمرار الظواهر الطبيعية في اليمن.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

حملة مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي تؤكد رفع الجاهزية للحالات الطارئة

العُمانية: اختُتمت اليوم بولاية قريات بمحافظة مسقط فعاليات الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي في نسختها الرابعة، التي استمرت ثلاثة أيام، وتضمّنت تنفيذ برامج توعوية وتمارين ميدانية في عدد من ولايات محافظة مسقط.

ونُفِّذ في اليوم الختامي تمرين عملي للإخلاء الجزئي عند حدوث أمواج تسونامي في مدرسة المنجزات للتعليم الأساسي، بهدف رفع جاهزية الطلبة والهيئتين الإدارية والتعليمية للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.

وأبرزت التمارين العملية التي نُفذت مدى أهمية تدريب النشء على التصرف الصحيح والهدوء أثناء الطوارئ، حيث هدفت هذه التمارين إلى تحويل المعرفة النظرية إلى سلوكات عملية راسخة، لضمان جاهزية المنظومة التعليمية للتعامل الفوري والمنظم مع أي إنذار مبكر.

وشهد نادي قريات تنفيذ برنامج تثقيفي توعوي اشتمل على ثلاثة عروض مرئية؛ تناول الأول تجربة سلطنة عُمان في التعامل مع إعصار "شاهين"، وركز الثاني على تمارين الإخلاء من أمواج تسونامي، فيما وثّق العرض الثالث الملحمة الوطنية التي تجلّت أثناء الأنواء المناخية.

وشمل البرنامج عددًا من العروض المتخصّصة؛ قدّم خلالها الرائد يحيى بن محمد البلوشي، من المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، شرحًا حول النسق الوطني لإدارة الطوارئ، فيما استعرض هلال بن سالم الحجري رئيس قسم التنبؤات ونظام الإنذار المبكر بهيئة الطيران المدني الإجراءاتَ التشغيلية للمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة فيما، قدّم أحمد بن عبد الله الهنائي، راصد جوي بالهيئة، عرضًا حول دور الرصد الجوي وأصدقاء الطقس في نشر الوعي.

واختُتمت فعاليات الحملة بجلسة حوارية جمعت المتخصّصين والحضور، ناقشت آليات الاستعداد لمواجهة المخاطر المناخية وتعزيز ثقافة السلامة المجتمعية.

وقد انطلقت الحملة في محطتها الرابعة بمحافظة مسقط في 9 ديسمبر الجاري، تحت شعار "وعيك لسلامتك"، وذلك تحت رعاية معالي السّيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط.

وتضمّن اليوم الأول تقديم 3 عروض مرئية حول الجاهزية والاختصاصات المرتبطة بإدارة الطوارئ، إضافة إلى جلسة حوارية ناقشت آليات التأهب والاستجابة للحالات الطارئة وأهمية التنسيق بين الجهات المختصة.

وفي اليوم الثاني، نُفّذ تمرين عملي للإخلاء في مدرسة أبو أيوب الحضرمي بولاية السيب، كما استضاف مكتب والي بوشر محاضرات وجلسات نقاشية وعددًا من العروض المرئية التي وثّقت تجربة سلطنة عُمان في التعامل مع إعصار "شاهين" وتمارين الإخلاء من أمواج تسونامي.

وصاحب الحملة معرض توعوي في "عُمان مول" بمشاركة عدد من الجهات الحكومية للتعرّف على خطط الطوارئ والاستجابة، إضافةً إلى توزيع مطبوعات إرشادية ووسائل إعلامية تُعزّز مفاهيم الوقاية والسلامة، وعروض مرئية ومحاضرات توعوية تُبرز سُبل التصرف الصحيح عند حدوث أنواء مناخية أو أمواج تسونامي.

وشهدت الحملة تفاعلًا كبيرًا من مختلف شرائح المجتمع، خاصةً في المؤسسات التعليمية والمواقع العامة التي استضافت التمارين الميدانية والندوات التوعوية، ما عكس ارتفاع مستوى الوعي بأهمية الاستعداد المُسبق للمخاطر المناخية وتعزيز ثقافة السلامة الجماعية.

وقال الرائد يحيى بن محمد البلوشي من المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي جاءت في إطار تعزيز جاهزية المجتمع ورفع كفاءة الجهات المعنية في التعامل مع مختلف أنواع المخاطر.

وأضاف: ركزنا من خلال العروض والبرامج المقدمة على التعريف بالنسق الوطني لإدارة الطوارئ، وآليات التنسيق بين المؤسسات أثناء الأزمات، لضمان استجابة فعّالة وسريعة تسهم في حماية الأرواح والممتلكات.

وأكّد أنّ بناء ثقافة السلامة مسؤولية مشتركة، والاستعداد المُسبق هو الركيزة الأساسية للتقليل من الآثار الناجمة عن الحالات الطارئة، ونسعى من خلال هذه الحملات إلى ترسيخ تلك المفاهيم لدى جميع أفراد المجتمع.

كما أكّد أنّ الشراكة المجتمعية تمثّل محورًا أساسيًّا في نجاح جهود إدارة الطوارئ، مشيرًا إلى أنّ مشاركة المواطنين والمقيمين في البرامج التوعوية تُعزّز من مستوى الوعي وتدعم قدرة المجتمع على التفاعل الإيجابي مع أي حالة طارئة.

ولفت إلى أنّ هذه الحملات ستواصل دورها في رفع الجاهزية الوطنية وتعزيز الوعي المجتمعي، بما يُسهم في بناء مجتمع قادر على مواجهة المخاطر والتقليل من آثارها، تحقيقًا لرؤية سلطنة عُمان لتعزيز منظومة إدارة الأزمات والكوارث.

وأكّد على الدور المحوري للفرد تحت شعار "حماية المجتمع تبدأ بِك"، موضحًا أن التزام كل شخص بالإرشادات التوعوية والمشاركة النشطة في برامج السلامة هو الضمانة الأولى لتقوية قدرة المجتمع على مجابهة الأنواء والمخاطر والحفاظ على الأرواح والممتلكات.

وهدفت الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي والمؤسسي للاستعداد والتعامل مع الحالات الطارئة، وتعزيز السلوك الآمن لدى مختلف فئات المجتمع أثناء الحوادث، ودعم الشراكة المجتمعية في مرحلة التعافي من آثار الأنواء المناخية.

كما هدفت إلى تعزيز منظومة السلامة والحماية من المخاطر المتعددة، ورفع مستوى الوعي بمنظومة الإنذار المبكر من المخاطر المتعددة وحماية الأرواح والممتلكات عبر نشر المعرفة الوقائية.

وتأتي هذه الحملة ضمن جهود تعزيز منظومة الإنذار المبكر وإدارة الأزمات والكوارث، ونشر التوعية حول مخاطر الأنواء المناخية. وتُنفَّذ الحملة بإشراف هيئة الطيران المدني، والمركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، ووزارة الإعلام، وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومحافظة مسقط.

واستهدفت الحملة شرائح المجتمع المحلي والتعليمي والاقتصادي والأمني، وتتضمن لقاءات وندوات ميدانية في عدد من ولايات المحافظة، إلى جانب تنفيذ تمرين نظري وعملي في مدارس مختلفة.

وسعت الحملة إلى إيصال رسائل إعلامية متعددة، من بينها التعريف بآليات التعامل مع مخاطر الأنواء المناخية، وإبراز جهود مختلف القطاعات أثناء تأثر سلطنة عُمان بالحالات المناخية، ونشر إرشادات السلامة، والتأكيد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات والابتعاد عن الشائعات، إضافة إلى غرس الممارسات السليمة في المجتمع المدرسي.

وتُعدُّ سلطنة عُمان من الدول المعرّضة لمخاطر الأعاصير المدارية وأمواج تسونامي نظرًا لموقعها الجغرافي على بحر العرب، وهو ما يبرز أهمية رفع مستوى الجاهزية المجتمعية وتعزيز ثقافة الوقاية والسلامة، حيث تستهدف الحملة في انطلاقتها المحافظات الساحلية لتشمل لاحقًا مختلف محافظات سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • الرئيس يكشف عن أول مؤشر سلبي على اليمن بسبب انقلاب الانتقالي في حضرموت والمهرة ويوجه دعوة هامة لأبناء المحافظتين
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام
  • فلسطين.. غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام
  • حملة مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي تؤكد رفع الجاهزية للحالات الطارئة
  • 8 ساعات من النوم غير ضرورية ربما.. ما مدة النوم المثالية لك؟
  • خلاف بين المفوضية الأوروبية والنمسا حول مراكز إعادة اللاجئين في إفريقيا بسبب حقوق الإنسان
  • مجلة أمريكية تكشف تداعيات انقلاب الإنتقالي شرق اليمن على أمن البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية: ما يجري في شرق اليمن يؤثر على الأمن البحري في البحر الأحمر
  • بسبب نوة قاسم.. أمطار غزيرة تضرب مدن وقرى كفر الشيخ |صور