عربي21:
2025-06-01@14:32:37 GMT

ثورة الجامعات.. علاقة أمريكا وإسرائيل على المحك

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

ما تشهده الجامعات الأمريكية من حراكات واعتصامات واحتجاجات ضد سياسة الرئيس بايدن في دعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيا وعسكريا في حرب الإبادة التي يشنها ضد قطاع غزة، أقل ما يقال عنها بأنها ثورة طلابية أمريكية ضد سياسة الولايات المتحدة المتجذرة تاريخيا في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

بكل تأكيد لم تأت هذه التحركات الطلابية فقط نتاجا طبيعيا في رفض هذه الشريحة المهمة والحيوية داخل المجتمع الأمريكي لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، بل تأتي في سياق تطور الوعي الأمريكي لشرائح متعددة منها شريحة الشباب بأنه قد حان الوقت لضبط السياسة الأمريكية المتعاقبة على رئاسة البيت الأبيض سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين فيما يتعلق بدعم "إسرائيل".



من المؤكد أيضا فإن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والمشاهد المروعة والمجازر والمقابر الجماعية وتدمير المشافي والبنى التحتية وكافة نواحي الحياة في قطاع غزة، شكلت عاملا مباشرا في تفجير هذا الحراك الطلابي المهم والمتصاعد في أمريكا جراء شعورهم بمسؤوليتها في هذه الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

انتفاضة الجامعات الأمريكية في هذه الآونة تقرأ في إطار تطور موقف شعبي أمريكي من شريحة الشباب على وجه التحديد، ليس في وجه الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي وإنما كما أسلفت ضد سياسة الولايات المتحدة الامريكية مع الاحتلال منذ تأسيسه عام 1948 بعد تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه ووطنه بالتالي نتحدث عن تصاعد في الحراك الشعبي داخل الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ونرصد مواقف سياسية ورسمية وشعبية ترفض سياسة الرئيس بايدن في دعم الاحتلال الإسرائيلي رغم الخلاف الذي يبدو جليا بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو؛ ليس على العدوان بحد ذاته وإنما حول شكله، بمعنى اقتل أيها الاحتلال لكن اعرف كيف تقتل.

انتفاضة الجامعات الأمريكية في هذه الآونة تقرأ في إطار تطور موقف شعبي أمريكي من شريحة الشباب على وجه التحديد، ليس في وجه الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي وإنما كما أسلفت ضد سياسة الولايات المتحدة الامريكية مع الاحتلال منذ تأسيسه عام 1948 بعد تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه ووطنه.

بالتالي هذا الحراك الطلابي الأمريكي المهم هو صاحب تأثير على بُعدين؛ الأول على المدى البعيد فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بمعنى إحداث تغيير في المنظور القادم لصالح القضية والحق الفلسطيني في السياسات الأمريكية لمن سيقود البيت الأبيض في السنوات القادمة، فالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية بعد هذا العدوان على المحك فعليا، ولن تكون هذه العلاقات كما كانت.

أما البعد الثاني فهو التأثير في الوقت الحالي من خلال تشكيل ضغط على صانع القرار في الولايات المتحدة للعمل بشكل جاد على وقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والسعي لحل سياسي يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق تحقيق المصير.

هذا الحراك الطلابي المتصاعد يشكل اليوم نموذجا لحراك ممتد من الولايات المتحدة الأمريكية إلى بريطانيا والعديد من الدول الأوروبية، التي بدأت باعتصامات مشابهة في جامعات ومراكز علمية، وبالتالي نتحدث عن حراك طلابي عالمي يحدث ضغطا في البعد الدولي على حكومات هذه الدول التي تجد نفسها أمام حراك يؤثر بشكل مباشر داخليا في هذه الدول، ويعطل المسيرة التعليمية، ويشكل ضغطا شعبيا وسياسيا وأمنيا على الحكومات للتحرك لوضع حد لجرائم الإبادة الإسرائيلية من جهة، ومن جهة أخرى ستدرك هذه الحكومات حجم الضرر الواقع عليها من جراء العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي إن كانت قائمة على دعمه المطلق.

لذلك فإن حجم التأثير للحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية أوصل رسالته في أن إدارة بايدن جزء من العدوان على الشعب الفلسطيني، وهذا يفهم من اتهامات بايدن وإدارته لهذا الحراك بأنه معاد للسامية، كما إن اعتقال المئات من هؤلاء الطلاب يشير أيضا إلى نجاعة هذه التحركات.

وفي هذا الإطار تأتي قرارات عدد من المدعيين العامين في المقاطعات الأمريكية بإسقاط التهم عنهم بالاعتداء على ممتلكات الغير، كذلك مشاركة طلاب يهود في هذه الاعتصامات الطلابية، دليلا إضافيا على مصداقية هذا التحرك، وضربة للادعاءات الأمريكية وحتى الإسرائيلية بأنه معاد للسامية.

ثورة شبابية طلابية في الجامعات الامريكية مدعومة بهيئات تدريسية في هذه الجامعات، ترسم ملامح المستقبل للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية والتي ستحددها موقع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من هذه العلاقة كما أن ظهور رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية المتطرف نتنياهو متحدثا عن إدانته ورفضه لحراك الطلاب في الجامعات الامريكية، مرتجفا عابسا، هو أيضا دليل على أن هذه التحركات تشكل خطرا حقيقيا على مستقبل العلاقة بين أمريكيا وإسرائيل، كون أن هذه الشريحة الشبابية الأمريكية هي التي سترسم مستقبل هذه العلاقة.

ولم يعد خافيا وفق الاحصائيات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأمريكية والتي تتحدث عن تراجع شعبية الرئيس بايدن بين شريحة الشباب الأمريكي، وما يجري اليوم من تحرك الطلاب في الجامعات الأمريكية رفضا لسياسة بايدن في دعم الاحتلال يؤكد بوضوح نتائج هذه الإحصائيات.

في هذه المرحلة من المهم أن يتحول الحراك الداعم لفلسطين في الجامعات الامريكية إلى حراك دولي في إطار الجامعات والمراكز العلمية، ونتائج هذا الحراك بدأت بالبروز في دول أوروبية مختلفة، ولا بد من أن يصل إلى الجامعات الإسلامية والعربية والغربية، لتشكيل قوة ضغط ثورية على الحكومات والأنظمة تفضي إلى وقف العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة كمرحلة أولى، ومن ثم العمل على أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كافة.

إذا هي ثورة شبابية طلابية في الجامعات الامريكية مدعومة بهيئات تدريسية في هذه الجامعات، ترسم ملامح المستقبل للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية والتي ستحددها موقع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من هذه العلاقة، وهي معادلة يمكن إسقاطها على علاقات الاحتلال مع دول أخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجامعات الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل امريكا احتجاجات فلسطين جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجامعات الامریکیة الاحتلال الإسرائیلی الجامعات الأمریکیة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی فی دعم الاحتلال شریحة الشباب ضد قطاع غزة هذا الحراک ضد سیاسة فی هذه

إقرأ أيضاً:

الهيئة النسائية في حجة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني

الثورة نت /..

 

نظمّت الهيئة النسائية بمحافظة حجة اليوم، وقفات تضامنية نصرة للأقصى والشعب الفلسطيني تحت شعار “لا أمن للكيان .. وغزة والأقصى تحت العدوان”.

ونددت المشاركات في الوقفات في علكمة وبني مجمل والقزعة والوعلية في المفتاح وأبو دوار في مستبأ وافصر بكحلان الشرف، بجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في غزة، وتدنيسهم للمسجد الأقصى أمام مرأى ومسمع العالم.

واستهجنت صمت الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية تجاه ما يتعرض له أبناء غزة من إجرام صهيوني على سكان قطاع غزة والضفة والأراضي المحتلة.

وجددّت المشاركات في الوقفات العهد والولاء لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بأن شعب الإيمان والحكمة لن يكتفي أمام إساءات اليهود المتكررة للرسول الأعظم ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة والتنديد، بل الرد بالنفير والخروج المليوني استعداداً وتجهيزاً للمواجهة.

وجدّد بيان صادر عن الوقفات، التفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة.

ودعا القوات المسلحة إلى استمرار الرد بالعمليات العسكرية وبالصواريخ والمسيرات والمجنحات وبالتعبئة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء وبكل الوسائل جهاداً في سبيل الله.

وطالب البيان، شعوب الأمة بالتحرك بما تستطيع، فلا أحد منهم أقل قدرة وأسوأ حالاً من غزة التي تقاوم أعتى امبراطوريات الشر المدعومة من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم ولم تستسلم.

 

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: الشعب الفلسطيني يتعرض لأسوأ إبادة جماعية وتطهير عرقي
  • بريطانيا تقوي مركزها في صناعة السلاح بــ1.5 مليار إسترليني.. ما علاقة أمريكا؟
  • ماهر فرغلي: ثورة 30 يونيو أنقذت أغلب شعوب المنطقة
  • الشعب يريد حياة كريمة.. ثورة نساء تتصاعد في ‫عدن وتنديد بالأداء الحكومي وغياب الخدمات
  • الهيئة النسائية في حجة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • «الوطني الفلسطيني» يثمن موقف مصر في التصدي لمخطط التهجير
  • "الوعي" يدين قرار الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء 22 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة
  • «أطباء بلا حدود»: فشل خطة أمريكا وإسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة.. والمساعدات تستخدم لـ"أهداف سياسية"
  • من هدي القرآن الكريم:أمريكا وإسرائيل تخططان للاستيلاء على الحج
  • وقفة نسائية في الحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني