قرار جديد لتبسيط المواعيد إلكترونياً يعم البعثات الدبلوماسية والقنصليات المغربية
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
زنقة20ا علي التومي
أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنه تم منذ فاتح أبريل الجاري، تعميم المنظومتين الإلكترونيتين الخاصتين بتحديد المواعيد “Rendez-vous”، والتمبر الإلكتروني “eTimbre” الخاص بأداء الرسوم القنصلية إلكترونيا، على كافة البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة.
وقالت الوزارة ان المنظومة الإلكترونية لتدبير المواعيد، إسوة بما هو معمول به في إدارات البلدان المضيفة، ستمكن من الإستجابة لتطلعات المغاربة المقيمين بالخارج في الحصول على خدمات قنصلية عصرية وذات جودة.
وتتيح هذه المنظومة لأفراد الجالية المغربية سلاسة الاستفادة من الخدمات القنصلية في ظل شروط استقبال ملائمة، وكذا تقليص الحيز الزمني المطوب، فضلا عن جودة الاستقبال والخدمة الم سداة لهم.
ومن شأنها أن تساهم في الحد من الإكتظاظ أمام المصالح القنصلية للمملكة، وتتيح للبعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية تدبيرا أمثل للفضاء المخصص للاستقبال، وتوظيف التكنولوجيات الحديثة للاتصال في تجويد الخدمات القنصلية.
وتوفر هذه المنظومة للمستخدمين، بمجرد التحقق من صحة الطلبات المقدمة من قبل المصالح القنصلية، مواقيت وتواريخ ينتقون منها الأنسب لهم، وذلك وفقا للمصلحة المعنية أو الخدمة المطلوبة.
وتمكن المنظومة كذلك المرتفقين من إرسال المستندات الداعمة للطلب بطريقة إلكترونية، حتى قبل التنقل إلى المصالح القنصلية.
وتم توفير المواكبة للمستخدمين من قبل “مركز نداء قنصلي” وكذلك من قبل المصالح القنصلية للمملكة بالخارج في الخارج.
ومنذ إطلاقها، مكنت المنظومة الإلكترونية لتدبير المواعيد من معالجة أزيد من 3,2 مليون طلب موعد، من أصل أزيد من 5 ملايين خدمة قنصلية مقدمة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وفي إطار عملية رقمنة اداء الرسوم القنصلية التي أطلقتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بتنسيق مع الخزينة العامة للمملكة، تشكل منظومة التمبر الإلكتروني الخاص بأداء الرسوم القنصلية إلكترونيا، لبنة أساسية لعصرنة العمل القنصلي.
وبلغ عدد الخدمات القنصلية المقدمة بفضل هذه المنظومة الحديثة، منذ إطلاقها، أزيد من 2.8 مليون خدمة. وقد اقترن تفعيلها على مستوى البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية بجهود لتعميم الأداء بالبطاقات البنكية على مستوى المراكز القنصلية.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
أحلام الهجرة الغير شرعية تتحطم على باب القنصلية المصرية بلندن
تتكرّر مآسي الهجرة غير الشرعية يومًا بعد آخر، حيث تنتهي أحلام آلاف الشباب بمصائر مأساوية، بين غرق في عرض البحر، أو ضياع في المنافي الأوروبية، أو تشرّد إنساني ونفسي.
قصة اليوم تسلط الضوء على أحد هؤلاء الشباب، الذي انتهت به رحلة الهروب من الفقر على أعتاب القنصلية المصرية في لندن، منهكًا ومجردًا من أوراقه وهويته، يتوسل العودة إلى وطنه.
بداية القصة
بدأت فصول المعاناة حين قرر الشاب المصري محمد حسن، من محافظة البحيرة، خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، انطلاقًا من السواحل الليبية.
وبعد أن دفع مبالغ طائلة للمهربين، استقل قاربًا مكتظًا بالمهاجرين في رحلة محفوفة بالمخاطر، واجه خلالها أمواجًا عاتية، قبل أن تنقلب المأساة إلى واقع، ويغرق القارب وسط البحر.
لكن محمد نجا من الموت بأعجوبة، بعدما التقطه قارب نجاة وتم نقله إلى السواحل الإيطالية، لتبدأ رحلة جديدة لا تقل صعوبة عن سابقتها.
من النجاة إلى المعاناة
لم تكن النجاة من الغرق نهاية الحكاية، بل كانت بداية رحلة قاسية بين الدول الأوروبية. فبعد وصوله إلى إيطاليا، توجه إلى فرنسا، ومنها إلى بريطانيا، باحثًا عن فرصة لحياة كريمة، ليصطدم بواقع مختلف تمامًا، حيث قضى الشاب المصري عامًا كاملًا في ظروف إنسانية قاسية، تنقّل خلالها بين أعمال شاقة لا توفر له أي حماية قانونية، وعاش في مساكن غير صالحة للآدمية، بلا استقرار ولا أمل واضح في الأفق، قبل أن تستقر به الرحلة أخيرًا في لندن، حيث لا تزال الحياة تضعه أمام تحديات يومية.
اعتقال وتشرد في شوارع بريطانيا
في بريطانيا، لم يحالفه الحظ، وتعرّض لمشكلات قانونية مع الشرطة، انتهت بسجنه، لكن بعد خروجه من السجن، كان قد فقد جزءًا من اتزانه النفسي، وظلّ مشردًا بين الحدائق والشوارع، بلا أوراق ثبوتية، ولا مأوى، ولا حتى طعام.
وفي لحظة انكسار ويأس، توجه إلى مقر القنصلية المصرية في لندن، يتوسل طالبًا العودة إلى مصر، لكنه لم يكن يحمل ما يثبت هويته، ولا يملك المال الكافي لتغطية تكلفة العودة.
تحرك إنساني من الجالية والقنصلية المصرية
وعلى الفور، تحرّك أعضاء بارزون من الجالية المصرية من بينهم جلال دردير ومحمود طه، لمساعدة الشاب، رغم حالته النفسية غير المستقرة، كما جرى التنسيق مع القنصلية المصرية لاستخراج وثيقة سفر بديلة، في ظل عدم امتلاكه أي مستند رسمي.
وبجهود كبيرة، تولّت السفيرة جوانا نجم الدين، قنصل مصر في لندن، مسؤولية إصدار الوثيقة، كما ساهم بيت العائلة المصرية في لندن بتوفير إقامة مؤقتة للشاب، وتذكرة سفر إلى القاهرة، حتى تكتمل إجراءات عودته.
دعوة للتفكير
بدوره، نصح مصطفى رجب، أحد أبرز وجوه الجالية المصرية في لندن ومدير بيت العائلة المصرية، الشباب قائلًا: “ننشر هذه القصص الواقعية كي يتّعظ شبابنا. فالمبالغ الطائلة التي تُنفق على الهجرة غير الشرعية، يمكن أن تكون نواة لمشروعات صغيرة داخل مصر، بدلًا من مراكب الموت ومآسي الغربة والتيه.”
قصة هذا الشاب ليست سوى مرآة تعكس وجعًا صامتًا يتكرر، بصور مختلفة، في حكايات لا تُروى، فالهروب من الوطن لا يُنبت أملًا، والطريق غير الشرعي لا يقود إلا إلى متاهات الألم.
ومع ذلك، تظل الإنسانية قادرة على أن تضيء العتمة، فالدعم الذي وجده من أبناء وطنه في لندن، كان طوق نجاة يثبت أن الانتماء لا يسقط بالتقادم، وأن العودة ممكنة.