افتتح صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أمس، بحضور سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، المرحلة الأولى لمزرعة مليحة للألبان، وأطلق هويتها المؤسسية والمرئية.

وشهد سموه فور وصوله قرع جرس المزرعة بواسطة مجموعة من الأطفال، ايذاناً بافتتاحها رسميا.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، في كلمته بهذه المناسبة، على تكامل المشروعات الإنتاجية في الإمارة لتوفير الغذاء الصحي لأفراد الأسرة جميعهم والتي تتضمن مشروع إنتاج الخضروات، ومشروع مزرعة القمح، ومزرعة الألبان، ومزرعة الدواجن المزمع افتتاحها قريباً، إلى جانب التعليم المتخصص لدعم هذه المشروعات بالكوادر المؤهلة علمياً والمتمثل في إنشاء جامعة الذيد، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، وبما يحقق استقرار المجتمع وتحقيق أهدافه في تربية الأبناء والبنات التربية الصحيحة.

وعبّر سموه عن سعادته بنجاح المشروعين الأول الخاص بالخضروات، والثاني وهو مشروع القمح في مليحة، والتي بدأت بما يقارب 450 هكتارا، وكانت نسبة البروتين لأول مرة 18% كأعلى وأجود نسبة وبروتين في العام الأول، وارتفعت في العام الثاني إلى 19.1% مع ارتفاع المساحة المزروعة إلى 1400 هكتار.

وحول مشروع مزرعة الألبان قال صاحب السمو حاكم الشارقة ” نفتتح اليوم المشروع الثالث الذي تبلغ موازنته 600 مليون درهم تقريباً، وهي ميزانية كبيرة، وما نشاهده اليوم هو البداية، والأعمال جارية لإكمال ما هو مخطط للمشروع”.

وأضاف سموه “الأبقار التي تضمها المزرعة أبقار سلالة أصلية لم تدخل عليها أيّة تحسينات في النسل، ونحن نعمل منذ سنتين على شرائها من شمال ألمانيا وجنوب الدنمارك وتجميعها في مركز تابع لحكومة الشارقة، بحيث تصل البقرة إلى المزرعة وهي حامل بجنين أنثى، من خلال عملية طبية علمية تتم تحت إشراف طبي، ويتم فيها تلقيح إناث الأبقار لتحمل كل واحدة منهن بجنين أنثى”، موضحا سموّه أن عدد الأبقار التي تضمها المزرعة حاليا يبلغ 1200 بقرة ستعطي 1200 بقرة أخرى عند ولادتها وستلحق بها في الموسم المقبل أعداد جديدة.

وأشار سموه إلى أن مشروع الأبقار يحظى بعناية كاملة من جميع النواحي، حيث تتم رعاية الأبقار من حيث الصحة والبيئة والغذاء والنمو الطبيعي؛ ليكون الحليب غذاءً صحياً مكتملاً، وأنه سيصبح خلال ثلاث سنوات مقبلة أكبر مشروع لإنتاج الحليب العضوي الطبيعي النظيف، ومؤكدا على أنه سيكون منتجا صحيا بمواصفاته كافة، حيث ستتم تعبئته في عبوات ورقية مخصصة تمنع دخول الضوء والأوكسجين إليه، بينما ستتم إعادة تدوير هذه العلب بعد استخدامها.

وتطرق صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المشروع الرابع وهو مشروع الدواجن، مشيرا إلى أنه يكمل المشروعات الثلاثة الأولى، وموضحاً أن الدواجن التي ستتم تربيتها فيه ستكون من سلالة بطيئة النمو تعتمد على التربية الحرة والزراعة العضوية، وأن منتجاتها من لحوم الدواجن والبيض ستكون طبيعية لأنها ستعتمد على الغذاء الطبيعي بالإضافة إلى استخدام الأدوية الشعبية الطبيعية لعلاجها في حالة المرض، وتجنب استخدام مسرعات النمو أو الهرمونات والمواد الصناعية، فضلا عن تربيتها في مساحات واسعة مفتوحة لتنمو بأريحية خلال مدة لا تقل عن 70 يوما.

وبيّن سموه أضرار استخدام المواد غير الصحيّة ومسرعات النمو في الدواجن والأبقار؛ إذ تؤثر على الهرمونات لدى الإنسان وتتسبب في زيادة الأمراض السرطانية بالإضافة إلى تأثيرها غير الطبيعي على نمو الإنسان.

وأوضح سموه أن هذه المشروعات الإنتاجية تتكامل فيما بينها، حيث يتم الاستفادة من بقايا كل منتج في تغذية المنتج الآخر أو تخصيب التربة بالأسمدة الطبيعية من روث الحيوانات ومخلفاتها، ما يجعلها مشروعات صديقة للبيئة.

واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته موجهاً الحديث إلى الآباء والأمهات بضرورة العناية بالأطفال منذ الصغر، حيث تتوفر الحضانات لهم من السنة الأولى، وذلك لأهمية التنشئة الاجتماعية السليمة للأطفال، والحفاظ على اللغة والثقافة والتراث والإيمان، لأن في ذلك صلاح ومستقبل المجتمع والوطن.

وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد قام بجولة في مرافق المزرعة التي تبلغ مساحتها ثلاثة ملايين وسبعة وسبعين ألف متر مربع، تضم أبقاراً من نوع هولشتاين ذات سلالة أصيلة تُعدُّ الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وتنتج ألباناً عضوية تحتوي على بروتين “A2A2”.

واطلع سموّه، خلال الجولة، على حظائر المزرعة، المُصممة بهيكل معدني لتلائم التغيّر المناخي، وتضم في المرحلة الأولى 1200 بقرة عشارا تحمل إناثاً؛ وتعمل على مدى السنوات الخمس المقبلة مع اكتمال الحظائر التي سيبلغ عددها 63 حظيرة، على تأسيس قطيع النواة الذي يتألف من 5000 بقرة تحمل جينات “A2A2” الطبيعية وغير المعدلة جينياً.

كما اطلع سموه على أحدث التقنيات المستخدمة في مراقبة الأبقار من خلال القلادات المثبتة في عنق كل بقرة؛ لمتابعة حركتها وصحتها، والكشف عن موعد تلقيحها، إضافة إلى استخدام نظام التغذية الآلي والأرضيات المطاطية؛ للمحافظة على سلامة الأبقار خلال فترة التغذية، ونظام الأقفال الذي يُسهم في تسهيل تناول العليقة العلفية، ويساعد في تثبيتها خلال إجراء الفحوص الدورية، وطرق التنظيف الآلية عن طريق تدفق المياه التي تتم معالجتها بطرق آمنة في وحدة تنقية معالجة المياه في المزرعة، إلى جانب نظام التبريد، والمراوح الجافة لطرد الحشرات.

واستمع صاحب السمو حاكم الشارقة إلى شرح عن المساحة المتوفرة للأبقار داخل الحظائر وخارجها والتي تعتمد على القوانين والتشريعات العضوية؛ وتسهم في تقليل الإجهاد عليها، وكيفية تطبيق إجراءات الأمن الحيوي في المزرعة ومرافقها كافة، إضافة إلى الأعلاف العضوية التي تتغذى عليها الأبقار ومصادرها.

وتعتمد المزرعة في توفير الأعلاف على مصادر عدة، بدءاً من مركز تصنيع خلطات الأعلاف المتزنة داخل المزرعة، وفحص المكونات للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات، وتخصيص مساحة في المزرعة لزراعة الأعلاف العضوية، إضافة إلى الاعتماد على تبن ونخالة القمح العضوي من مزرعة مليحة.

وعرّج صاحب السمو حاكم الشارقة على المحلب الثانوي الآلي، المخصص للأبقار حديثة الولادة بسعة خمسين نقطة، في حين سيتم لاحقا إنشاء محلبين رئيسين دائريين آليين للأبقار الحَلوب، بسعة ثمانين نقطة لكل منهما، وبحيثة تستغرق الدورة الواحدة للحلب سبع دقائق، ما سيمكن من حلب ثلاثة آلاف بقرة خلال سبع ساعات في المحلب الدائري الواحد، ثلاث مرات يومياً.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، في جلسة حوارية أبوية مع مجموعة من الأطفال، خلال الجولة، أهمية تناول الغذاء الصحي وأثره على مستقبل حياة الانسان، داعياً سموه الأطفال ليكونوا سفراء لتوعية أقرانهم بضرورة الالتزام بالغذاء الصحي والابتعاد عن الغذاء الضار.

واستمع سموه من الأطفال إلى آراء الأطفال حول أنواع الأغذية السليمة والأخرى الضارة وما تسببه لجسم الانسان من آثار صحية، واطلع على عيّنات من العلب الورقية والعبوات الصديقة للبيئة التي ستتم تعبئة منتجات مزرعة مليحة للألبان من الحليب الطازج، واللبن الزبادي واللبنة، فيها.

وترتكز مزرعة مليحة للألبان التي تشرف عليها مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني “اكتفاء”، على نموذج الإنتاج العضوي والمحضر بالطرق الأصيلة كأول مزرعة من نوعها في الشرق الأوسط، وقد تم اختيار قطيع الأبقار التي ستتم تربيتها فيها من سلالة طبيعية تتميّز بشدة التحمل، خصوصا وأنها نشأت في مراعٍ طبيعية مفتوحة ما جعلها تتمتع بمناعة قوية تقلل من تعرضها للأمراض، إضافة إلى أن حليبها غني ببروتين “A2A2” الذي يتمتع بجودة عالية، ونسبة أعلى من الدهون والبروتينات، مقارنة بالأنواع الأخرى من الأبقار؛ إذ يتضمن محتوى دهنياً بمعدل يزيد على 4% تقريباً، ومحتوى بروتينياً بمعدل 3.5%، ويُعدُّ من أجود أنواع الحليب الذي سيصل إلى المستهلكين بصورته الطبيعية من دون أي تدخل أو إنقاص من مكوناته، كما يتميز بسهولة الهضم ويقلل الاضطرابات المعوية.

وتعمل المؤسسة ضمن مشروعاتها المختلفة، على ضمان تحقيق منظومة أمن غذائي مستدام، وعلى تحقيق التكامل من خلال الاقتصاد الدائري لإنتاج السماد العضوي حفاظاً على البيئة، والذي يسهم في زيادة خصوبة التربة ومدها بالعناصر الضرورية والمفيدة؛ التي تُعدُّ أحد أهم المدخلات في مزرعة القمح بمليحة، والتي بدورها تمد مزرعة مليحة للألبان ومزرعة الدواجن بأعلاف عضوية؛ وذلك بهدف تحقيق التكامل بين الإنتاج الزراعي والحيواني، وتحقيق مبدأ الاقتصاد الدائري، الذي يعزز التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي المستقبلي.

وتمثل هذه الطريقة المبتكرة مجموعة الفوائد الاقتصادية للنموذج الدائري وتمثّل فرصة كبيرة لإمارة الشارقة للتركيز على تحسين كفاءة الموارد وفاعليتها، من خلال تقليل المخلفات والهدر في عملية التصنيع وإعادة الاستخدام، وإطالة دورة حياة المواد والمنتجات بطريقة مناسبة بيئياً.

حضر حفل الافتتاح الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ محمد بن عبدالله بن ماجد القاسمي، مدير دائرة شؤون البلديات، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدد من كبار المسؤولين وأعيان المنطقة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حاكم الشارقة يتسلم تكريماً خاصاً من «اليونسكو» بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه في مكتبتها

تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تكريماً خاصاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وذلك بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وإدراج المعجم رسمياً في مكتبة «اليونسكو».
جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم في مقر «اليونسكو» بالعاصمة الفرنسية باريس تحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة»، بحضور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب.
وكان في استقبال سموه، لدى وصوله إلى مقر المنظمة، كل من: معالي أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وسعادة فهد سعيد الرقباني، سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، وعبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، وجمال الطريفي، رئيس الجامعة القاسمية، وأحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وعلي الحاج آل علي، المندوب الدائم للدولة لدى «اليونسكو»، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إلى جانب سفراء الدول العربية المندوبين لدى «اليونسكو».
وألقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة خلال الحفل، قال فيها: «يشرّفني أن أقف بينكم اليوم في هذا المقام الثقافي الرفيع، في منظمة اليونسكو التي نُجِلُّ رسالتها النبيلة، ونعتز بشراكتها المثمرة، لنحتفي معا بإنجاز علمي وثقافي رائد، ألا وهو المعجم التاريخي للغة العربية، وما يزيد هذه اللحظة رمزية وعمقاً، أنها تتزامن مع اليوم العالمي للتنوع الثقافي للحوار والتنمية، هذا اليوم الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ليكون مناسبة سنوية لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات، وترسيخ التقارب الإنساني».
وأكد سموه أن اللغة هي الوعاء الأول للثقافة، قائلاً «لا شك أن اللغة أيَّ لغة كانت تعد الوعاء الأول للثقافة، والمعبّر الأصدق عن هوية الشعوب، وحين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم، الذي تمثّله اللغة العربية بكل ما تحمل من ثقل حضاري وإشعاع علمي وإنساني».
وحول أهمية المعجم في التأريخ لتطور مفردات اللغة العربية، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: «لقد ظلت اللغة العربية على مدى قرون من الزمان، لغة حية نابضة، حملت تراث أمة، واحتضنت علوماً ومعارف لا حصر لها، فهي لسان القرآن الكريم، وأداة التعبير لدى الفلاسفة والعلماء، ووسيلة إبداع الشعراء والمفكرين، وهي إلى يومنا هذا تُواصل أداء رسالتها في ساحات المعرفة، ومع ذلك كله كانت تفتقر إلى مشروع علمي يؤرخ تطور مفرداتها ودلالاتها عبر العصور كما هو في اللغات الأخرى، ومن هنا جاء المعجم التاريخي للغة العربية حلماً تحول إلى مشروع، ومشروعاً صار إنجازاً، بفضل تضافر الجهود، وتكامل الخبرات، وإرادة لا تعرف التراجع».
وأوضح سموه دور الجهات المشاركة في إنجاز المعجم التاريخي، قائلاً: «لقد أشرفت الشارقة من خلال مجمع اللغة العربية فيها، وبالشراكة مع اتحاد المجامع العلمية واللغوية بالقاهرة، والمجامع والمعاهد والمؤسسات اللغوية في العالم العربي، على إنجاز هذا المعجم الذي جاء في مائة وسبعة وعشرين مجلداً، كما ترونها مطبوعة أمامكم والمعجم متوفر في شكله الورقي والإلكتروني، فتحية لمئات الباحثين والمدققين من مختلف الأقطار العربية على جهودهم الكبيرة التي كانت سبباً في هذا الإنجاز».
وأكد سموه أحقية اللغات في الوجود والتطور وعدم اختزالها في لغة واحدة، قائلاً: «إننا حين نعيد للغة العربية تاريخها، ونبرز ملامح تطورها، فإننا في الوقت ذاته نؤكد للعالم أن لكل لغة حقًّا في الوجود والتطور والاحتفاء، وأن العدل الثقافي يقتضي ألا تختزل الإنسانية في لغة واحدة، ولا تختصر حضارات الشعوب في نموذج واحد، فكما أن التنوع البيئي ضمانة لاستمرار الحياة، فإن التنوع الثقافي واللغوي هو الضمانة لاستمرار الإبداع الإنساني وتجدّده».
وأعرب صاحب السمو حاكم الشارقة عن خالص شكره وامتنانه إلى منظمة «اليونسكو» على احتفائها بالمعجم التاريخي للغة العربية، والمشاريع الثقافية المشتركة بين الشارقة والمنظمة، قائلاً سموه «إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب (اليونسكو)، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير والاحتضان العالمي، وإني من على هذا المنبر أعبر عن بالغ امتناني لمنظمة (اليونسكو)، والدول الأعضاء فيها على إيمانهم العميق بقيمة اللغة العربية، وعلى شراكتهم البناءة معنا في العديد من المبادرات، وفي طليعتها جائزة الشارقة (اليونسكو) للثقافة العربية، التي نرى فيها رمزاً للتلاقي الثقافي بيننا في الشارقة، وبين هذه المنظمة الدولية بكل دولها الأعضاء».
واختتم سموه كلمته قائلاً: «فلنواصل معاً أيها الأصدقاء، لنضع أيدينا بأيدي بعض، ولنعزز الحوار الثقافي بيننا، ولنعمل على صون الإرث الإنساني المشترك، ولنعمل معاً على أن يكون صوت كل ثقافة مسموعاً وكل لغة محترمة، وكل شعب متمسكاً بهويته وثقافته الأصيلة».
وألقت معالي أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» كلمة رحبت فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة، وأعربت عن سعادتها بزيارة وفد إمارة الشارقة العاصمة العالمية للمعرفة والثقافة، والتي استثمرت ودخلت في مجالات متعددة في قلب صلاحيات «اليونيسكو»، وحصلت على ألقاب واعترافات ثقافية عالمية منها اختيار «اليونسكو» للشارقة عاصمةً عالمية للكتاب في عام 2019م، الذي يأتي تأكيداً على التزام الشارقة بالكتاب والتراث الثقافي والمعرفة والتعددية الثقافية وغيرها.
وأشادت معالي أودري أزولاي برؤية الشارقة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة التي جعلت من سياساتها كافة مبنية على الثقافة والمعرفة ونظمت مختلف الفعاليات والمهرجانات والمعارض الثرية التي تشمل مختلف مجالات الثقافة والفنون والتاريخ، مشيرة إلى أن هذه المبادرات والفعاليات الثقافية ومنها جائزة الشارقة - «اليونسكو» للثقافة العربية تدعم الحوار بين الثقافات وتجسد العلاقة الراسخة بين الشارقة و«اليونسكو» منذ أكثر من 25 عاماً.
وثمنت المديرة العامة لـ«اليونسكو» مبادرة الشارقة بتوقيع اتفاقية رقمنة أرشيف «اليونسكو» والتي تشكل دعماً كبيراً للحفاظ على الإرث الكبير من الكتب والوثائق وغيرها والتي تعود في عمرها إلى أكثر من 80 عاماً من تاريخ المنظمة الكبير والذي شهد الكثير من الأحداث والمواقف والاتفاقيات والمبادرات.
كما عبرت عن اعتزازها بإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي تحقق بمتابعة وإشراف صاحب السمو حاكم الشارقة وعمل عليه مئات الباحثين والمدققين و20 مؤسسة لغوية في العالم العربي، وحصل على شهادة موسوعة «غينيس» كأكبر معجم تاريخي ب 127 مجلداً، وتمت إضافته رسمياً إلى مكتبة «اليونسكو»، ليوفر للمعلمين والباحثين والطلبة وكل من يود تعلم اللغة العربية.
وأوضحت أن اللغة العربية ثرية وقيمة بمحتواها وعلمائها وأدبائها في مختلف المجالات، وهي لغة تتكيف مع العصور وتتطور ويتحدث بها الملايين حول العالم، لافتة إلى وقوفها على كلمة السلام ذات الجذر الثلاثي سين لام ميم في المعجم التاريخي للغة العربية والتي تتشابه في معناها مع اللغات كافة.
وقام صاحب السمو حاكم الشارقة بتوقيع نسخة من المعجم التاريخي للغة العربية وإهدائها إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».

أخبار ذات صلة حاكم عجمان يقدم واجب العزاء في وفاة حمد راشد النعيمي حمدان بن محمد يزور فعاليات منتدى "اصنع في الإمارات 2025" المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • “التحالف الإسلامي” يدشّن المرحلة الثالثة من برنامج دول الساحل في مالي ويطلق أنشطة لمكافحة الإرهاب
  • شركة «Slvr communities» تنجح في بيع المرحلة الأولى بمشروع «RVR» خلال وقت قياسي
  • حاكم الشارقة: صباح الخير من باريس بلاد الأنوار
  • حاكم الشارقة يتسلم تكريماً خاصاً من اليونسكو بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه في مكتبة اليونسكو
  • حاكم الشارقة يتسلم تكريماً خاصاً من «اليونسكو» بمناسبة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وإدراجه في مكتبتها
  • حاكم عجمان يقدم واجب العزاء في وفاة حمد راشد النعيمي
  • أمير منطقة المدينة المنورة يزور ميقات ذي الحليفة ويتفقد أعمال المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتأهيل التي يشهدها المسجد
  • «حدث اليوم» السيسي يفتتح المرحلة الأولى من "مستقبل مصر الصناعية" ويتابع موسم الحصاد بعدة مناطق ضمن خطة لاستصلاح 4.5 مليون فدان وتعزيز الأمن
  • الرئيس السيسي يفتتح المرحلة الأولى من مدينة مصر الصناعية بمحور الشيخ زايد
  • هذه المناطق تخدمها محطات المرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي .. تعرف عليها