كتب ميشال نصر في" الديار": برز الى الواجهة تطور امني لافت تمثل في المظاهر التي رافقت تشييع شهيدي "الجماعة الاسلامية" في ببنين العكارية، حيث تصر المراجع الامنية على ان ما حصل لن يمر مرور الكرام بعد مسه بالكثير من الخطوط الحمر، وسط معلومات عن انقسام داخل "الجماعة" حيال الامر.
مصادر مواكبة للحالة السنية في لبنان، ابدت مخاوفها من ان يكون المشهد الذي تكرر في عكار بعد بيروت، خصوصا ان ساحته كانت ببنين، البلدة التي تعتبر من "الخزانات السنية للجيش"، والتي قدمت عشرات الشهداء والجرحى من ابنائها العسكريين في الحرب على الارهاب من الضنية الى البارد وصولا الى فجر الجرود، يشكل خطرا كبيرا على الوضع السني العام، معتبرة ان ثمة مشروعا يحاول اعادة احياء التطرف السني في مكان ما، كبديل لغياب الاعتدال السني عن الساحة، مع تعليق "تيار المستقبل" لنشاطه السياسي من جهة، ومع "اهمال" المملكة العربية السعودية لهذه الساحة، ما ترك فراغا كبيرا تحاول "الجماعة الاسلامية" ملأه.


وتتابع المصادر، بان "الجماعة" تحاول النفاذ عبر الثغرة التي فتحتها حرب طوفان الاقصى في جدار الاحباط السني الكبير الذي عاشته الطائفة في المنطقة، ومن الوضع الاقليمي والصراع الخفي المستتر، لتحصيل مكاسب شعبية، وتصوير نفسها "كجيش للسنة" بديلا عن الفلسطينيين، على ان يترجم ذلك في صناديق اقتراع انتخابات الـ2026 النيابية، وسط تمددها في كافة المناطق من البقاع الغربي فالجنوب فالشمال.
وفي هذا الاطار، لا تغفل المصادر دور "الجماعة" خلال "ثورة" 17 تشرين عام 2019، خصوصا على طول الطريق الساحلي الرابط بين الجنوب وبيروت، حيث كادت تتسبب باكثر من اشكال طائفي وفتنوي، عبر ممارسات مناصريها الذين يشكلون اليوم جزءا من "قوات الفجر"، التي تملك اجندة خاصة به ترجمتها في عملياتها السابقة، حيث عملت على اطلاق صواريخ باتجاه "اسرائيل" في توقيتات مريبة.
وتكشف المصادر ان قيادة الجيش وعبر اكثر من قناة، ابلغت قيادة "الجماعة الاسلامية" رسائل واضحة بانه لن يكون مسموحا تكرار ما حصل في بيروت من مظاهر مسلحة واطلاق نار، الا ان "الجماعة" لم تلتزم وعمدت الى مخالفة القانون، مشيرة الى ان الاجهزة المعنية باشرت بجمع المعلومات وتحديد الهويات، تمهيدا لتوقيف المخالفين واحالتهم امام القضاء المختص، معتبرة ان الوحدات العسكرية تصرفت بحكمة يوم الاحد، وفوتت الفرصة على محاولات استدراج البلد الى "مشكل داخلي".

وذكرت «نداء الوطن»، أنّ مسؤولاً كبيراً في «الجماعة» طلب من المسؤول العسكري في الشمال مواكبة دفن القياديين يوم الأحد بـ»أعلى درجات الظهور المسلح»، وقام الأخير بابلاغ الجهات الأمنية الرسمية في المنطقة بأنّ»الجماعة» ستتعمد الظهور المسلح خلافاً لقرارها السابق بالتشييع من دون مظاهر مسلحة. وفي المعلومات أيضاً أنّ قرار «الجماعة» المركزي بـ»عسكرة» التشييع» جاء رداً على مواقف عدد من النواب السنة في بيروت والشمال الذين رفضوا قبل أسابيع ما فعلته «الجماعة» في بيروت.
ويستغرب مصدر المعلومات أن تتبلّغ الجهات الأمنية الرسمية في الشمال مسبقاً قرار «الجماعة» بالظهور المسلح من دون أن تحرّك ساكناً لمنعه.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عودة السنّة الى المشهد ضرورة قبل التسوية وميقاتي سحب ورقة الإستحواذ على الصلاحية التنفيذية

إستطاع الرئيس نجيب ميقاتي من خلال رئاسته لمجلس الوزراء أن يعيد التوازن الى السلطة عبر بثّ الحياة الى الحضور السنّي في ظل غياب التيار الاكثر تمثيلاً في الشارع، أي تيار "المستقبل" ورئيسه سعد الحريري، وسحب من يدّ عهد الرئيس ميشال عون ورقة الإستحواذ على كل الصلاحية التنفيذية في البلد، وهذا بحدّ ذاته منع تراجع الحضور السياسي للسنّة ومكنهم من التعايش مع المرحلة بإنتظار حصول تحولات حقيقية في المشهد الداخلي والاقليمي...

في ظل الحديث عن اقتراب التسوية السياسية في المنطقة، أقله بعد الحرب المندلعة حالياً، بات الحديث عن حضور الطوائف ونفوذها وحصصها الأكثر تداولاً في لبنان، اذ ان القوى السياسية التي تمثل طوائفها باتت تحضر الأرضية لزيادة مكتسباتها الدستورية على اعتبار ان الحلّ المقبل سيتضمن اعادة توزيع الادوار في الداخل اللبناني بناءً على التوازنات الجديدة التي يفرضها الميدان. لذلك فإن الاسئلة تتركز اليوم حول كيفية تطور حضور "حزب الله" في السلطة اولاً، وثانيا عن المستقبل السياسي للمسيحيين وثالثاً هل سيعود السنّة الى نفوذهم السابق...

تظهر القوى والشخصيات السنيّة إرتياحاً كبيراً لما هو آت، اذ ان القلق الذي سيطر على الجمهور السنّي منذ العام 2005 إختفى اليوم لعدة أسباب اهمها تبدل الواقع الاقليمي، اذ أصبح السنّة بعد "طوفان الأقصى" لاعباً إقليمياً حقيقياً بالتوازي مع مساعي المملكة العربية السعودية لتصفير مشاكلها مع جيرانها، وهذا ما سيساعدها على استعادة حضورها ونفوذها في مختلف الدول في المنطقة، لا بل ان الأهم هو ان الرياض ستكون حاجة لمعظم دول الاقليم.

وبحسب مصادر مطلعة فإنه، اضافة الى رغبة السعودية بإستعادة دورها، فإن دولا عدة تريد للسعودية ان تستعيد هذا الدور ومن هذه الدول لبنان، اذ باتت الرياض ضرورة للاستقرار الاقتصادي والسياسي في بلاد الارز. لذلك  فإن اي تسوية او حتى اي مفاوضات ستحصل بشأن لبنان بين المعنيين، ستكون الرياض جزءا منها وهذا يعطي ضمانة حاسمة للقوى السنيّة في لبنان بأن التسوية ستمر عبرهم ولا يمكن ان يصبحوا خارج المشهد .

وترى المصادر ان التسوية ستلبي للسنّة حاجتهم السياسية في لبنان، اذ ان الحضور السعودي المتوقع في المرحلة المقبلة سيساهم في عودة النفوذ السياسي للقوى السنيّة، لا بل ان احد اهم شروط الاستقرار السياسي والامني والدستوري في لبنان هو ان يكون القطب الاسلامي الثاني، غير الشيعة، قادرا على احداث توازن نوعي في لبنان، والا فإن صمود القوى السياسية المعارضة لـ"حزب الله" سيصبح صعباً وغير واقعي.

وتشير المصادر الى ان تراجع حدة الخلاف السنّي الشيعي في المنطقة ككل، سيزيد من امكانية تعزيز الواقع السنّي وترميم حضوره في لبنان وداخل مؤسساته الدستورية، لان القلق المستمر من عرقلة "حزب الله" تحديدا لاي تسوية سياسية مقبلة سيصبح معدوماً وسيتبدد، وفي هذه الحالة سيكون النواب السنّة والكتل النيابية السنيّة مدخلا إلزاميا بإتجاه عقد تسويات محدودة مع خصوم الامس وحلفاء اليوم وفرض شروط شاملة واستغلال نقاط القوة للعودة عمليا الى صلب النظام اللبناني.  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بالصور.. كراتشي الباكستانية تحتشد لنصرة غزة
  • وفد الحكومة: أحكام الإعدام التي أصدرتها جماعة الحوثي تعكس تصعيدا خطيرا
  • يزبك: نحن على يقين بأننا منتصرون
  • البيت الأبيض وخطوطه الحمراء
  • النيابة العامة: حبس سائق أتوبيس مدرسة لسيره بسرعة تخطت الـ100 كيلو
  • عودة السنّة الى المشهد ضرورة قبل التسوية وميقاتي سحب ورقة الإستحواذ على الصلاحية التنفيذية
  • توقيف ضابطين وعنصر في الأمن العام بعد تهريب تاجر مخدرات
  • تخطت 300 مليون ليرة.. عمليات تجميل للخراف ترفع سعرها قبل عيد الأضحى
  • ‎الوقف السني يدعو المساجد والجوامع لوقفات احتجاجية اليوم دعما لغزة
  • الوقف السني يدعو المساجد والجوامع لوقفات احتجاجية اليوم دعما لغزة (وثيقة)