أكد النائب إيهاب وهبة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس الشيوخ، أن تنفيذ مبادرة "حياة كريمة" فى الريف المصري،  أسهمت تدخلاتها التنموية بشكل كبير فى تحسين البنية الأساسية وشبكة الطرق فى معظم القرى، وهى من العوامل المهمة لتوطين صناعات قائمة على الإنتاج الزراعى والحيوانى فى ظل توافر المواد الخام والأيدى العاملة فى هذه المناطق.

 

 

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، أثناء مناقشة طلب بشأن استيضاح سياسة الحكومة نحو تشجيع التوسع في مجال التصنيع الزراعي، بحضور اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية.

 

وطالب بعمل حصر شامل ودقيق لكل أنشطة ومشروعات التصنيع الزراعى بالقرى مهما صغر حجمها، وإعداد خريطة بتلك الأنشطة، بهدف تقديم قروض ميسرة لأصحابها تمكنهم من توفير معدات وآلات تساعدهم على تحديث وتطوير مشروعاتهم، والعمل على توفير مستلزمات الإنتاج المستورد بتخفيض الرسوم الجمركية.

 


وشدد على أهمية تحسين جودة المنتج، وخفض الفاقد والتالف وتكاليف الإنتاج، وسهولة تطبيق معايير الجودة والاشتراطات البيئية والصحية، وتوفير برامج تدريبية لتنمية مهارة العمالة فى مجال التصنيع الزراعي ويصاحب كل ذلك الترويج للمنتجات وفتح أسواق خارجية جديدة، لاسيما والمنتجات بعد عمليات التحديث تستطيع أن تنافس فى  الكثير من الأسواق الخارجية لما تتميز به من قيمة مضافة تتمثل فى جودة المنتج وانخفاض سعره.

 


وأكد أهمية الربط بين الإنتاج الزراعى والحيوانى والتصنيع، باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة وإنتاج الألبان، وزراعة أصناف من الخضر والفاكهة مناسبة لعمليات التصنيع، وتشجيع الزراعة التعاقدية، التى تتضمن الاتفاق على أسعار المحاصيل الزراعية قبل زراعتها، وهو الأمر الذى يجنب المزارع مخاطر انخفاض أسعار المنتجات الزراعية، ويضمن له توفير مستلزمات الإنتاج والإرشاد الزراعى، والمساعدة فى معاملات ما بعد الحصاد.

 

ولفت إلى أهمية الربط بين الاستثمار الزراعى والتصنيع الزراعى، بطرح مساحات كبيرة من أراضى الاستصلاح لشركات التصنيع الزراعى، لزراعة ما يلزمها من محاصيل زراعية، وإقامة مصانع داخل مناطق الاستصلاح الجديدة، وتخصيص مساحات صغيرة للشباب بجوار هذه المساحات، مع توقيع عقود بينهم وبين هذه الشركات الكبرى لتوريد إنتاجهم لمصانعهم، وتعظيم استفادة المزارعين من المخلفات النباتية والحيوانية ونواتج الصناعات الغذائية، بإعادة تدويرها وتحويلها إلى منتجات نافعة ذات قيمة اقتصادية مضافة، وإقامة صناعات جديدة تعتمد على تلك المخلفات، كتصنيع الأعلاف الحيوانية غير التقليدية، والورق وبعض ألواح الخشب، والأسمدة، واستخدامها كمصدر لتوليد الطاقة.


ولفت وهبة إلى أن هذا يسهم فى تحسين أحوال البيئة الريفية، سيما وأن التخلص منها بالطرق الخاطئة(الحرق أو التحلل) يتسبب فى تلوث البيئة- الهواء، التربة- ويعتمد نجاح مشروعات التصنيع الزراعى الصغيرة على كيفية ابتكار العديد من الصناعات التى تعتمد على المخلفات الناتجة عن المصانع المقامة لإنتاج منتجات يمكن تسويقها  لاسترجاع رأس المال، وتوفير مصاريف نقل المخلفات إلى أماكن بعيدة، منوها بأن هناك العديد من الدراسات والبحوث حول كيفية تخطيط المجتمعات الصناعية المتوافقة بيئيا، واختيار صناعات تتكامل مخلفاتها لإقامة صناعات عليها، وعدم إنتاج أى مخلفات تتطلب مدافن صحية.

 


وشدد وهبة على أهمية وضع استراتيجية شاملة لتطوير قطاع التصنيع الزراعى تأخذ فى اعتبارها التمايز النطاقى والاختلافات القائمة بين الأقاليم الجغرافية، حيث تقسم محافظات الوجه القبلى إلى إقليم مصر العليا ويضم محافظات أسيوط وسوهاج وقنا وأسوان والوادى الجديد، الذي بإنتاج قصب السكر والتمور الجافة وشبه الجافة، ويضم إقليم مصر الوسطى محافظات الجيزة وبنى سويف والفيوم والمنيا، ويتميز بإنتاج النباتات الطبية والعطرية، وتقسم محافظات الوجه البحرى إلى ثلاثة أقاليم، الأول وسط الدلتا ويضم محافظات القليوبية والمنوفية والغربية والدقهلية وكفر الشيخ ودمياط، ويتركز فى هذا الإقليم إنتاج اللبن والأرز والخضر، والثانى شرق الدلتا ويضم محافظات الشرقية وبورسعيد والإسماعلية والسويس وشمال وجنوب سيناء، ويتميز بإنتاج الفاكهة والزيتون، والإقليم الثالث غرب الدلتا ويضم محافظات البحيرة والإسكندرية والنوبارية ومرسى مطروح، ويتميز بإنتاج الفاكهة.

 

وطالب بإدراج مشروعات التصنيع الزراعى ضمن خطة تحديث الصناعة والسياسات الزراعية، مدخل ملائم لتحقيق التنمية الريفية المستدامة بأبعادها الثلاثة- البيئى، الاقتصادى، الاجتماعي- إذ تستوعب بعض هذه الصناعات المخلفات النباتية والحيوانية ومخلفات التصنيع الغذائى وتحولها من مواد ملوثة للبيئة إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية، وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادى تساعد على تقليل الفاقد من الحاصلات الزراعية، وتنويع مصادر الدخل، وتحسين مستوى المعيشة، ويتحقق البعد الاجتماعى بخلق فرص عمل مستدامة للشباب والمرأة، حال انتشار وحدات التصنيع الصغيرة والمتوسطة داخل القرى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ حياة كريمة الانتاج الزراعي التصنیع الزراعى

إقرأ أيضاً:

قافلة جامعة الأزهر بالواحات البحرية تقدم دعمًا شاملًا وتلقى إشادة واسعة

حظيت القافلة التنموية الشاملة التي أطلقتها جامعة الأزهر إلى منطقة الواحات البحرية بإشادة واسعة من المواطنين والمسؤولين، نظرًا لما قدمته من خدمات طبية وإنسانية وتنموية متكاملة، أسهمت بشكل مباشر في تخفيف الأعباء عن كاهل الأهالي، وتلبية احتياجاتهم الصحية والمعيشية، في واحدة من المناطق البعيدة عن نطاق الخدمات المركزية.

وتأتي هذه القافلة في إطار المساندة الفعلية لجهود الدولة المصرية في تنفيذ المبادرات الرئاسية الهادفة إلى تحسين جودة حياة المواطنين، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والوصول بالخدمات الأساسية إلى مختلف ربوع الوطن، خاصة المناطق النائية والأكثر احتياجًا.

برعاية الأزهر الشريف ورئاسة الجامعة
انطلقت القافلة تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، تأكيدًا على الدور المجتمعي والإنساني الذي تضطلع به الجامعة، باعتبارها واحدة من أعرق المؤسسات التعليمية والدينية في العالم الإسلامي.

وجاء تنفيذ القافلة من خلال وحدة الدعم المستمر والإغاثة الإنسانية التابعة لمركز التميز الدولي والتطوير المؤسسي بجامعة الأزهر، وبالتعاون مع اللواء المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، في إطار شراكة مؤسسية تستهدف دعم المبادرات القومية، وعلى رأسها مبادرة «بناء الإنسان» التي تضع صحة المواطن وكرامته في مقدمة أولوياتها.

نخبة من أساتذة الطب بمختلف التخصصات
وأكد الأستاذ الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والمشرف العام على قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن القافلة ضمت نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس بكليات الطب بجامعة الأزهر، في عدد كبير من التخصصات الطبية الحيوية.

وشملت التخصصات المشاركة: أمراض القلب والأوعية الدموية، والمخ والأعصاب، والرمد، والأنف والأذن والحنجرة، والجراحة العامة، وطب الأطفال، والباطنة، وطب الأسنان، والنساء والتوليد، إلى جانب تخصصات طبية أخرى، بما يضمن تقديم خدمة طبية شاملة ومتكاملة تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية.

الكشف على 2000 مواطن وإجراء 100 عملية جراحية
وأوضح نائب رئيس الجامعة أن القافلة حققت نتائج ملموسة خلال فترة عملها، حيث تم توقيع الكشف الطبي على ما يقرب من 2000 مواطن من أهالي الواحات البحرية والقرى التابعة لها، مع صرف الأدوية اللازمة لهم بالمجان، في إطار تخفيف العبء المادي عن الأسر البسيطة.

كما تم إجراء نحو 100 عملية جراحية داخل مستشفى الواحات البحرية المركزي، في تخصصات مختلفة، ما أسهم في إنقاذ حالات صحية كانت في حاجة ماسة إلى تدخل طبي عاجل، وأعطى رسالة طمأنينة للأهالي بوجود دعم حقيقي يصل إليهم في أماكنهم.

إشادة بجهود فرق العمل والتنظيم
وأعرب الدكتور محمود صديق عن تقديره الكبير لفريق عمل مركز التميز الدولي والتطوير المؤسسي بجامعة الأزهر، مشيدًا بما بذلوه من جهد كبير في الإعداد والتنظيم والتنسيق، بما ساهم في خروج القافلة بالصورة اللائقة وتحقيق أهدافها على الوجه الأمثل.

وأكد أن نجاح القافلة يعكس روح العمل الجماعي والتكامل بين القطاعات المختلفة داخل الجامعة، ويترجم رؤية جامعة الأزهر في الجمع بين التعليم الأكاديمي والخدمة المجتمعية.

أنشطة تنموية وتوعوية إلى جانب العلاج
ولم يقتصر دور القافلة على الجانب الطبي فقط، بل امتد ليشمل أنشطة تنموية وتوعوية متعددة، شارك فيها أعضاء هيئة التدريس بكليات الهندسة والزراعة والصيدلة، حيث تم تقديم إرشادات عملية للمواطنين في مجالات التنمية العمرانية، والزراعية، والبيطرية، بما يسهم في تحسين مستوى المعيشة وتعظيم الاستفادة من الموارد المحلية.

وتأتي هذه الجهود دعمًا لتوجهات الدولة المصرية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنفيذ رؤية مصر 2030، من خلال تمكين المجتمعات المحلية، وبناء الإنسان صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

جامعة الأزهر ودورها في خدمة المجتمع
وتؤكد هذه القافلة أن جامعة الأزهر لا يقتصر دورها على التعليم والبحث العلمي فقط، بل تمتد رسالتها لتشمل خدمة المجتمع، ودعم الفئات الأولى بالرعاية، والمشاركة الفاعلة في المبادرات الوطنية، بما يعزز قيم التكافل والتضامن، ويجسد الدور الحضاري والإنساني للأزهر الشريف داخل مصر وخارجها.

 

مقالات مشابهة

  • بالرقابة والتكويد.. المحاصيل المصرية تفرض نفسها بقوة بالأسواق العالمية
  • أول رد من كتائب القسام بعد اغتيال قائد ركن التصنيع العسكري رائد سعد
  • سمالوط على أعتاب «تشغيل كامل» لمشروعات الصرف الصحي بعد سنوات من الانتظار
  • تطوير شامل لمحيط موقع المغطس استعدادا لاحتفالية عام 2030
  • قافلة جامعة الأزهر بالواحات البحرية تقدم دعمًا شاملًا وتلقى إشادة واسعة
  • النقل: تطوير شامل لأسطول نقل الركاب والبضائع
  • رفع 360 طن مخلفات بمركز البداري فى أسيوط
  • رئيس الوزراء: مشروعات حياة كريمة ستحدث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين
  • أحمد السبكي: إدماج العلاج الطبيعي ضمن الخدمات الأساسية بالقرى لأول مرة
  • أمين شُعبة المُصدِّرين: شراكة مصرية هولندية جديدة في التصنيع الزراعي