تتزايد المخاوف في إسرائيل بشأن إمكانية صدور مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين كبار -على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– وآخرين بسبب ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن المعنيين أساسا بمذكرات الاعتقال هم رؤوس هرم القيادة السياسي والعسكري المنخرط في الحرب على قطاع غزة، وهم: نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.

ورغم ما شهدته الحرب الإسرائيلية من انتهاكات وصفتها دول ومسؤولون أمميون بالإبادة الجماعية، فإن أوامر الاعتقال يعتقد أنها ستتعلق أساسا بالمسؤولية عن الأزمة الإنسانية وعرقلة وصول المساعدات مما فاقم المجاعة.

ماذا بعد صدور مذكرات الاعتقال؟

وبحسب تقرير أعده "وليد العطار" للجزيرة، فإنه من المتوقع عمليا بعد صدور مذكرات الاعتقال غير المسبوقة عن المحكمة الجنائية الدولية أن يتم أولا إصدار القرار القضائي المعلل،  وعادة، تدعى الدول الأعضاء بالمحكمة وأحيانا مجلس الأمن الدولي للمساعدة على تطبيقه.

كما يتوقع أن تخطر الدولة المعنية، وهي هنا إسرائيل بفحوى القرار وبالعمل على تطبيقه، ثم تعمم نشرات تتضمن بيانات الشخص المطلوب اعتقاله وسبب كونه مطلوبا وموقعه المفترض.

وكما يوضح التقرير، فلن يتمكن مَن تصدُر المذكرات بحقه من السفر إلى 123 دولة موقعة على إعلان روما المؤسس للمحكمة ولا من مجرد عبور أجوائها، لكن كل دولة تملك من خلال أجهزتها الأمنية حق توقيف المتهمين أو عدم توقيفهم، حيث لا تمتلك محكمة الجنايات الدولية وسيلة ضبط وإحضار.

إلا إن قانون المحكمة الجنائية الدولية في البند الأول من المادة 89 يقول إن على الدول الأطراف الامتثال لطلبات القبض والتقديم"، وإذا كان المعنيون بقرار التوقيف مسؤولين كبارا فإن المادة 27 تنص على عدم الاعتداد بالصفة الرسمية في تطبيق إجراءات القبض والتسليم. غير أن هذه المادة تنطبق على الدول الأعضاء في المحكمة وليس على إسرائيل، إذ إنها ليست موقعة على نظام المحكمة الجنائية الدولية.

وينصّ العرف القضائي الدولي على أنه لا يجوز التمسك بالحصانة للمسؤولين أمام المحاكم الدولية، ولكن يسمحُ للقضاء المحلي في الدولة المعنية بمقاضاة المتهم بعد رفع الحصانة عنه.

ويذكر أن خلفيات ملاحقة الجنائية الدولية للمسؤولين الإسرائيليين بسبب الحرب الحالية على غزة يعود إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حين أعلنت المحكمة أن 5 دول تقدمت بطلب للتحقيق في مجريات وآثار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما رافقها من أفعال وقرارات عسكرية لتشرع لاحقا في التحقيق.

إجراءات مماثلة


وبالعودة لأرشيف محكمة الجنايات الدولية في ملاحقة المسؤولين الدوليين، يتبين أنه في مارس/آذار 2009 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير، لكن دولا أفريقية موقّعة على نظام المحكمة رفضت توقيف البشير عندما زار أراضيها.

جلسة محكمة العدل الدولية (الجزيرة)

وفي مارس/آذار 2023 صدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حرب أوكرانيا، وهي حالة استُدعيت مؤخرا لسرعة الفصل فيها مقارنة بغزة.

وللمسؤولين الإسرائيليين ذكريات مع الملاحقات القضائية تعود لما قبل تأسيس المحكمة الجنائية الدولية.

ففي بلجيكا صدر عام 1993 قانون "الاختصاص الإنساني" الذي يسمح بمقاضاة المسؤولين الأجانب عن انتهاكات لحقوق الإنسان وقعت خارج البلاد.

وبين عامي 2001 و2003 شكل قبول دعوى ضد أرييل شارون رفعها ناجون من مجزرة صبرا وشاتيلا ضغطا كبيرا على تل أبيب.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2009 أصدرت محكمة بريطانية أمر اعتقال بحق وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في العدوان على غزة عام 2008-2009.

وزارت ليفني لندن صيف 2016 بعد ترك منصبها، وتلقت رسميا بلاغ استدعاء للتحقيق، لكن اتصالات وضغوطا من تل أبيب حوّلت زيارة ليفني من شخصية إلى رسمية فنجت من الملاحقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات المحکمة الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق المعتقلين ضمن تحقيقاتها في جرائم الحرب

 دعت الأمانة العامة للجامعة العربية، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إلى إدراج جريمة الإهمال الطبي المتعمد بحق المعتقلين الفلسطينيين، ضمن التحقيقات الجارية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة.

 

وأدانت الجامعة العربية في بيان، صدر عن "قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة" اليوم الأربعاء، الإهمال الطبي بحق المعتقل الشهيد عبد الرحمن سفيان السباتين (21 عاما) من بلدة حوسان غرب بيت لحم، الذي ارتقى داخل أحد مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تدهور خطير في وضعه الصحي وسوء ظروف الاعتقال.

 

وأوضح البيان، أن جامعة الدول العربية تعتبر استشهاد المعتقل السباتين وهو سادس معتقل فلسطيني يرتقي في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية الممنهجة بحق المعتقلين الفلسطينيين، وخرقا سافرا لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة وللقانون الدولي الإنساني.

 

وشدد البيان على أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة معتقلات الاحتلال بحق آلاف المعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء والمرضى، تُعد شكلا من أشكال القتل البطيء والتعذيب المحظور دوليا.

 

وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل للضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن جثمان الشهيد وتسليمه إلى ذويه، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب شعبنا الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله.

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • بريطانيا تهدد الجنائية الدولية بالانسحاب وقطع التمويل بسبب نتنياهو
  • مدعي الجنائية الدولية: بريطانيا هددت بقطع التمويل لمنع توقيف نتنياهو
  • بريطانيا تهدد المحكمة الجنائية الدولية بالانسحاب وقطع التمويل إذا صدرت مذكرة توقيف ضد نتنياهو
  • ألمانيا تَطعن المحكمة الجنائية الدولية
  • الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق المعتقلين ضمن تحقيقاتها في جرائم الحرب
  • أميركا تتوعد المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات جديدة
  • الولايات المتحدة تهدد المحكمة الجنائية الدولية بعقوبات جديدة
  • أمريكا تحذر المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات إذا لم تعدل نظامها الأساسي
  • المحكمة الجنائية الدولية تصدر حكمًا مخففًا على “علي كوشيب” قائد الجنجويد في السودان بإرتكاب جرائم في دارفور