سودانايل:
2024-05-20@07:08:21 GMT

والنيل بعيد، النيل بعيد

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

حسام عثمان محجوب – 30 أبريل 2024

"أسبوعٌ مرَّ وأسبوعان .. وأنا جوعان .. جوعان ولا قلب يأبه .. عطشان وضنوا بالشربة .. والنيل بعيد، النيل بعيد". صلاح أحمد إبراهيم

نشرت بين فبراير وأبريل 2023 ثلاثة أجزاء من سلسلة مقالات أسميتها "هداية وخبال وشهوة" كمحاولة لنقاش ما اصطلح على الإشارة إليه بالبديل الجماهيري "الجذري" لعملية التسوية السياسية.

كنت أنوي كتابة جزئين آخرين على الأقل، ولكن اندلعت الحرب. (يمكن الاطلاع على الأجزاء المنشورة في الروابط في نهاية المقال مع مقالات أخرى نشرتها بعد بدء الحرب).
بعض محفزات وأفكار تلك السلسلة تصلح للبناء عليها في مقالات جديدة، هذا أولها، آملاً أن تكون أكثر تواتراً وأقدر على إثارة النقاش والمفاكرة الجماعية، كأفعال ضرورية للبقاء والمقاومة. غرض الكتابة محاولة الفهم والتحليل والمفاضلة بين الخيارات والمواقف للمساهمة بما يمكن لإنهاء الحرب وبناء الوطن الذي نحلم به، دون أي توهم بالوصول لحقيقة غائبة أو إجابات قاطعة.
ذكر المقال الأول من السلسلة أن العملية السياسية الجارية آنذاك ستنتهي لما هو أسوأ من انقلاب 25 أكتوبر، وأن النظام القادم سيواصل برامج الحكومة الانتقالية في مجالات الاقتصاد والسلام والعدالة والعلاقات الخارجية، وذكر نصاً: "البرهان وحميدتي ورفاقهما الانقلابيون باقون في قيادة قواتهم، وهم يعلمون أن التناقض بين جناحيهم الآن ثانوي مقابل معركتي بقائهم ومصالحهم ضد الشعب وجماهير الثورة، ولقد توسعت قدراتهم وعلاقاتهم كماً ونوعاً بصورة مرعبة لمستقبل الوطن"، وأن اللاعبين الدوليين صاروا "أقدر على استغلال الفاعلين المحليين لتنفيذ مخططاتهم الخاصة بالسودان ضمن خططهم الجيواستراتيجية الأكبر". واختتم المقال بدعوة قوى "التغيير الجذري" لـ "عدم تشتيت جهودها في دعوات إسقاط الاتفاق الإطاري والنظام القادم، وصرف طاقاتها المحدودة للمهام الجسيمة لبناء وتنظيم الحركة الجماهيرية".
أعترف بأني لم أتوقف حينها ملياً عند سيناريوهات الحرب المتوقعة لأني كنت متفائلاً أكثر بكثير مما يتناسب مع "لا منطق" المجرمين الانقلابيين، والمدى الذي يمكن أن تمضي فيه حكومة دولة الإمارات في تدمير بلادنا، وإن كنت ما زلت محتفظاً بقناعتي أن قيادتي الدعم السريع والقوات المسلحة يعتبران جماهير الشعب والثوار والثورة المستمرة أعداءهم الأهم والأخطر.
تناول المقال الثاني أحد أهم نتائج ثورة ديسمبر المجيدة، وهي بدء تخلق سياسة جديدة وإعلان عدم صلاحية السياسة التقليدية الممارسة منذ الاستقلال. وقدم اثنتين من فرضيات هذه السياسة الجديدة؛ الانطلاق من أنه لا توجد اليوم، ولم توجد من قبل في تاريخنا الحديث، دولة حقيقية في السودان، وأن السلطة لا يمكن أن تكون حلاً لمشاكل البلاد، بغض النظر عمن يتولاها.
ركز المقال الثالث على فكرة أن السودان ليس بلداً واحداً وأن السودانيين ليسوا سواسية، وتناول الانقسام بين نخبة تشكلت في عهد الاستعمار ثم ورثته (رغم ما يظهر من تناقضات داخلية بين مكوناتها)، وبين غالبية أبناء وبنات الشعب السوداني، واستمرار هذا الانقسام طوال فترات دولة ما بعد الاستعمار في السودان. وضرب المقال أمثلة من التباين بين نخب السودانيين وعامتهم في فهم وتطبيق شعارات ثورة ديسمبر، الحرية والسلام والعدالة، وغايات الديمقراطية والاستقرار والنمو الاقتصادي.
أنطلق في هذه المقالات الجديدة من عدد من القناعات/الفرضيات التي أحاول تحليلها ونقاشها مفسحاً المجال لتطويرها أو تعديلها أو حتى التخلي عنها، أهمها أن الاحتمال الأرجح أن تستمر الحرب فترة طويلة. فحتى وإن تم التوصل لأي اتفاقات سلام في الأشهر أو السنوات القليلة القادمة، فإن حالة عدم الاستقرار وغياب السلام لربما ستستمر عقوداً.
ومن هذه المنطلقات أن أسباب اندلاع الحرب عديدة ومعقدة ومتشابكة، ويجب أن تتحلى مقاربة أي من جوانبها بالجدية والعمق والبعد عن الابتسار والتبسيط والسطحية، مع تفهم صعوبة النقاشات وحدتها والاستقطابات والانقسامات الكبيرة بين السودانيين. فإنه من الصعوبة بمكان الفصل بين مشاعر الشحن العاطفي الضخمة لدى معظم السودانيين الذين يناقشون الحرب وبين التفكير التحليلي العقلاني المطلوب لتلمس خطى المخرج منها.
وأخيراً، فكنت قد استلهمت "هداية وخبال" في عنوان سلسلة مقالات السنة الماضية من الآيتين الكريمتين "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، و "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً". وكنت قد اقتنعت حينها أن لا فائدة ترجى من النقاش مع القوى السياسية المشكلة للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير (وأعني بالقوى معظم قادتها وبعض أنصارها، ثم الحلفاء الجدد خصوصاً من "الشخصيات القومية" التي تصدرت المشهد بملكية تفوق الملك وكانت بذرة لما نراه في "تقدم" الآن)، وأن الأفضل الانصراف تماماً عن مناقشتهم والانشغال بمحاولة العمل المشترك معهم. أحاول مع هذه المقالات النظر بتعمق أكثر في هذه القناعات لتخير أفضل ما يمكن أن أقوم به لا سيما في الوسائط الإعلامية المتاحة لي، وتحديد إن كان خوض بعض هذه المناقشات مفيداً أم أنها مضيعة مطلقة للزمن والجهد، وكيفية ضبط المناقشات إن كانت ضرورية.

روابط مقالات مختارة من عام 2023:
هداية وخبال وشهوة – الجزء الأول (20 فبراير 2023):
https://www.medameek.com/?p=117348
هداية وخبال وشهوة – الجزء الثاني (7 مارس 2023):
https://www.medameek.com/?p=117381
هداية وخبال وشهوة – الجزء الثالث (8 أبريل 2023):
https://sudanile.com/%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%B4%D9%87%D9%88%D8%A9-3-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AD%D8%AC/
العسكر والثكنات – الجزء الأول (23 أبريل 2023):
https://sudanile.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%83%d9%86%d8%a7%d8%aa-1-%d9%85%d9%86-2-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%85/
العسكر والثكنات – الجزء الثاني (25 أبريل 2023):
https://sudanile.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%83%d9%86%d8%a7%d8%aa-2-%d9%85%d9%86-2-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%85/
تثبيت الحقائق ومكافحة نشر الأكاذيب (30 أبريل 2023):
https://sudanile.com/%d8%aa%d8%ab%d8%a8%d9%8a%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d9%88%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%ad%d8%a9-%d9%86%d8%b4%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%a7%d8%b0%d9%8a%d8%a8-%d8%a8%d9%82/
لا للحرب الأصلية (31 مايو 2023):
https://sudanile.com/%d9%84%d8%a7-%d9%84%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ad%d8%ac%d9%88/

husamom@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أبریل 2023

إقرأ أيضاً:

ويل سميث يبدأ العمل على الجزء الثاني من «I Am Legend»

يواصل النجم الأمريكي ويل سميث العمل على الجزء الثاني من الفيلم الشهير I Am Legend، وذلك بعد 17 عاما من إنتاج الجزء الأول من الفيلم من 2007، وكشف «سميث» أنه ومايكل بي جوردان قضيا أسبوعين معا منذ حوالي شهر للعمل على الفكرة المتعلقة بالجزء الثاني من الفيلم، وفقا لما نشره موقع «فارايتي».

وقال ويث سميث عن فيلم I Am Legend 2، «لدينا بعض الأفكار القوية التي أعتقد أنها تبدو جيدة، وسنبدأ العمل العمل عليها بالشكل الذي تناسب الشاشة، وأحب مايكل بي جوردان وأحب العمل معه».

مؤلف I Am Legend 2: الاحتمالات لا حصر لها

الفيلم الأصلي مستوحى من رواية ريتشارد ماثيسون التي صدرت عام 1954، والتي تحمل الاسم نفسه، يلعب سميث دور العالم روبرت نيفيل، الناجي الوحيد في العالم بعد ما انتشر مرض بين البشر حولهم إلى كائنات تشبه الزومبي تختبئ من ضوء الشمس.

في مارس 2022 أعلن ويل سميث عن استعداده للعب دور البطولة وإنتاج الفيلم الجديد مع مايكل بي جوردان، وبينما لم يتم الكشف عن أي تفاصيل حول السيناريو، قال كاتب السيناريو أكيفا جولدسمان إن أحداث الفيلم الجديد ستبدأ بعد بضعة عقود من أحداث الجزء الأول، على حد تعبيره.

وأوضح مؤلف الفيلم: «مهووس بـ The Last of Us، حيث نرى الوضع بعد نهاية العالم بحوالي 20 أو 30 عاما، نرى كيف تستعيد الأرض العالم مرة أخرى، عندما يبتعد الإنسان عن كونه الفاعل الرئيسي ويبتعد عن المشهد، الاحتمالات لا حصر لها».

مقالات مشابهة

  • يوفنتوس يعلن عن اسم مدربه الجديد لخلافة أليغري المقال
  • إيرادات فيلم "شقو" في آخر ليلة عرض
  • كان بيحتفل بعيد ميلاده.. تفاصيل مصرع طالب سقط بمياه النيل في الجيزة
  • هبة مجدي تحتفل بعيد ميلاد زوجها
  • بالفيديو.. محرز هدافا وممررا حاسما في الدوري السعودي
  • السودان: استئناف مفاوضات إدخال المساعدات بين الجيش والحركة الشعبية
  • ويل سميث يبدأ العمل على الجزء الثاني من «I Am Legend»
  • «التعليم» تتيح امتحانات الفصل الدراسي الثاني على منصة «أبناؤنا في الخارج»
  • التعليم: إتاحة امتحانات الفصل الدراسي الثاني للطلاب في الخارج
  • المسحل ‬⁩: قادرون على استضافة نسخة استثنائية من كأس العالم تبهر الجميع .. فيديو