كشفت الدبلوماسية الأمريكية هالة راريت، عن سبب استقالتها من وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي، والتي ربطتها بالحرب الإسرائيلية على غزة. وقالت راريت في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" أنها لن تكون "سببًا في زيادة كراهية شخص ما للولايات المتحدة".

واستقالت هالة راريت، وهي دبلوماسية أمريكية مخضرمة، مؤخرًا من عملها في وزارة الخارجية الأمريكية الذي استمر 18 عامًا بسبب عدم رضاها عن سياسة إدارة بايدن تجاه غزة.



واعتبرت راريت أن "التدفق المستمر للأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة ويؤجج الغضب تجاه الولايات المتحدة في العالم العربي".

وأصبحت راريت أول دبلوماسية محترفة تستقيل احتجاجًا على ذلك؛ ما يسلط الضوء على الانقسام الكبير في واشنطن حول معاملة إسرائيل للمدنيين في غزة، وحتى الديمقراطيون الوسطيون أعربوا عن انتقادهم لإسرائيل وناقشوا إمكانية قطع المساعدات العسكرية، وفق "واشنطن بوست".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ قرار راريت بالاستقالة لم يكن سهلاً، إذ عبّرت عن خوف العديد من زملائها السابقين من التعرض "للتأديب" بسبب تعبيرها عن وجهات نظر مختلفة، وأكدت أن موظفَيْن آخرَيْن في وزارة الخارجية استقالا أيضًا احتجاجًا على ذلك.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية فقد شعرت راريت أن نقاط الحديث الرسمية بشأن غزة كانت استفزازية وفشلت في معالجة محنة الفلسطينيين، ورأت أن الدفع نحو دورة من الانتقام المتوارث بين الأجيال لن يجعل الإسرائيليين أكثر أمانًا وأن هناك حاجة إلى الدبلوماسية وليس السلاح، وفق قولها.

ونبّهت الصحيفة إلى أنّ التعبير عن المخاوف بشأن السياسة داخل وزارة الخارجية يمثل تحديًا، حيث كان الدبلوماسيون يخشون مناقشة أمر غزة ولم يكونوا متأكدين من وجهات نظر بعضهم البعض، كما شعرت راريت أيضًا أن خلفيتها العربية الأمريكية أثّرت على كيفية تعامل الزملاء معها، رغم كونها دبلوماسية أمريكية، بحسب تعبيرها.

وفي حين ظهرت بعض الآراء المخالفة داخل الإدارة الأمريكية من خلال قناة المعارضة، اعتقدت راريت أن ذلك كان في الغالب للاستعراض ولم يؤد إلى تحولات ذات مغزى في السياسة، وفق قولها.

ورأت الدبلوماسية المستقيلة أن الناس كانوا يخشون الانتقام المهني وكانوا مترددين في التعبير عن آرائهم الحقيقية، ومن ثمة تُلقي استقالة راريت الضوء على عدم وجود محادثات داخلية قوية حول السياسة داخل وزارة الخارجية خلال هذا الصراع، كما تقول الصحيفة.

ورفضت وزارة الخارجية التعليق على تفاصيل استقالة راريت، لكنها أكدت أن قناة المعارضة لا تزال قائمة وأن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "يقرأ بنشاط" جميع وجهات النظر المعارضة، ومع ذلك فقد شككت راريت في قدرة قناة المعارضة على التأثير الفعلي في السياسة.

ووفقًا للصحيفة، تعكس استقالة راريت الانقسام العميق في واشنطن بشأن تصرفات إسرائيل في غزة، ويؤكد قرارها بترك مسيرتها الدبلوماسية وراءها اعتقادها بأن سياسة الإدارة الأمريكية في غزة ستضر بمصالح الولايات المتحدة في العالم العربي لسنوات قادمة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلن دعمها لعقود النفط الأمريكية مع أربيل: تنفع جميع العراقيين

واشنطن تعلن دعمها لعقود النفط الأمريكية مع أربيل: تنفع جميع العراقيين

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعلن دعمها لعقود النفط الأمريكية مع أربيل: تنفع جميع العراقيين
  • الخارجية تُكثّف تحركاتها الدبلوماسية لمواكبة تطورات المرحلة المقبلة
  • لماذا تراجع اهتمام واشنطن بالملف اليمني؟.. هذه أسباب ترامب بخلاف بايدن
  • الخارجية تنفي “اقتحام” مقرها وتنتقد قناة “العربية” بشدة
  • بوريطة يدعو السفراء لجلب الإستثمارات : الدبلوماسية الإقتصادية ركيزة أساسية في السياسة الخارجية
  • واشنطن تايمز: بايدن ليس أول رئيس أميركي تحجب معلوماته الصحية عن العامة
  • الرئيس السيسي: مستعدون لتقديم كافة التسهيلات لضمان نجاح عمل الشركات الأمريكية
  • جهود دبلوماسية أمريكية وسط تصاعد المأساة الإنسانية في غزة | إليك التفاصيل
  • وزير الخارجية الأمريكي يحذر من تأثير المحاكم الأمريكية على سياسة واشنطن، وليبيا إحدى الأسباب
  • في خطابه بالأمس.. ترامب يعيد تعريف دور الجيش ويهاجم إدارة بايدن