بعد انسحاب قواته.. الجيش الأميركي يعود إلى تشاد
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أعلن الجيش الأميركي، أنه يعتزم العودة إلى تشاد خلال شهر، لإجراء محادثات بشأن مراجعة اتفاق يسمح له بالإبقاء على قواته متمركزة هناك، بعد انسحابها في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستسحب معظم فرقتها المؤلفة من نحو 100 جندي من تشاد بعد أن شككت الحكومة في شرعية عملياتها هناك.
وجاء ذلك في أعقاب قرار المجلس العسكري الحاكم في النيجر بإخراج جميع القوات الأميركية من بلاده، مما وجه ضربة للعمليات العسكرية الأميركية في منطقة الساحل، وهي منطقة شاسعة جنوب الصحراء الكبرى، إذ تعمل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
وقال قائد القيادة الأميركية في أفريقيا، مايكل لانغلي، للصحفيين خلال القمة السنوية الثانية للقوات البحرية الإفريقية في غانا، إن "انسحاب القوات الأميركية من تشاد من المتوقع أن يكون مؤقتا".
وأشار لانغلي إلى أن تشاد أبلغت واشنطن بأنها تريد مواصلة الشراكة الأمنية بعد الانتخابات الرئاسية هناك.
وأضاف "سنعود لإجراء مناقشات في غضون شهر لنرى ما هي السبل وما يحتاجون إليه، حتى يتمكنوا من تعزيز بنيتهم الأمنية، وأيضاً ضد الإرهاب".
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين حكوميين في تشاد للتعليق. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في تشاد يوم الاثنين، ويتوقع محللون فوز رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي.
وسيطر محمد ديبي على السلطة بعد مقتل والده، الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، أثناء قتال المتمردين في عام 2021.
والعام الماضي، أعلنت الحكومة أنها ستمدد الفترة الانتقالية، التي تستمر 18 شهرا لمدة عامين آخرين، مما أدى إلى احتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
وقال قائد القيادة الأميركية في أفريقيا إن انسحاب القوات الأميركية كان خطوة مؤقتة "في إطار المراجعة المستمرة لتعاوننا الأمني الذي سيستأنف بعد الانتخابات الرئاسية في تشاد في السادس من مايو".
وكانت كل من تشاد والنيجر جزءا لا يتجزأ من جهود الجيش الأميركي لمواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة في جميع أنحاء منطقة الساحل، لكن المجلس العسكري الحاكم في النيجر أنهى اتفاقا الشهر الماضي يسمح للقوات الأميركية بالعمل في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة من من تشاد
إقرأ أيضاً:
الفظائع التي لن ينساها التاريخ
يتواصل المسلسل الإجرامي في غزة بشكل تصاعدي، بعد انسحاب الكيان والراعي الرسمي له من مفاوضات الدوحة، والدخول في متاهة البحث عن مخرج من الوضع الإنساني الكارثي الذي أنتجته سياسة “جهنم” الأمريكية الصهيونية في غزة.
جريمة نكراء تنزع ما تبقى من ورق توت على خاصرة حضارة النفاق العالمي المؤطر للإجرام عبر التقتيل والتجويع والتشريد والتهجير والإبادة المنهجية في عالم القرن الـ21 وليبرالية قرن أمريكا والغرب التي باتت تتفتَّت أوراقُها مع خريف شتاء قادم يعرِّي ما تبقى من سيقان وأغصان نبتت من جذع مشترك: ديمقراطية وبرجوازية عصر ما بعد قرن الأنوار.
الجُرم المشهود، والإبادة الشاملة، والإنكار الأمريكي والصهيوني وحتى لدى بعض دول الغرب التي بدأ جزءٌ منها يخرج عن الصمت المريب، والخنوع المطلق لإرادة أمريكا والصهيونية العالمية، أوصل الوضع في غزة إلى حالة الفضيحة العالمية المدوِّية، دفعت الكيان وعرَّابه في سلسلة ألاعيب المفاوضات الدائرة رحاها منذ 22 شهرا، إلى انسحاب تكتيكي أمريكي صهيوني في الدقائق الأخيرة من الاقتراب من موعد التفاهم على آخر بند متعلق بطريقة توزيع المساعدات التي تريد كل من الولايات المتحدة والربيب الصهيوني الإبقاء على صيغة الرقابة التامة بشأن إدخال المساعدات وتوزيعها ولو بـ”القتل مقابل كيس طحين”، بما يمنح سيطرة لجيش الكيان على غزة ونهاية المقاومة واستسلام حماس. هذا ما لم يحدث تحت طائل المفاوضات العبثية.
انسحابٌ تكتيكي صهيوني أمريكي، بغرض إلقاء اللوم على حماس ومضاعفة المزيد من الضغط عليها للحصول على تنازلات لن تقدّمها حماس، إلا ضمن الرؤية والتصوُّر الذي قدَّمته للوسطاء من قبل ومن بعد.
إقدامُ العدوّ، في آخر لحظة بعد انسحاب الوفد الأمريكي الصهيوني من محادثات الدوحة، على ذرِّ الرماد في أعين العالم المصاب بالذهول لما يحدث أمام أعينه، عبر السماح بإدخال بعض الشاحنات شمال غزة وجنوبها وهدنة مؤقتة موقوتة، لتوزيع وجبات العار والدمار باتجاه تجمُّعات تريد فصلها عن باقي القطاع في شكل محتشد إنساني تتحكم فيه وفي إدارة المساعدات ولو بإطلاق النار على المجوّعين، أو إنزال طرود جوية، ليس في الواقع سوى مسرحية سريالية عبثية وفرجة عالمية ساخرة من سلطة احتلال وعرّابه، بغطرسته الإجرامية لما يحدث، محاولة منهما تبييض وجه أسود لكيان مجرم مدعوم أمريكيًّا بشكل لا يصدًّق وغير مسبوق: تبييض وجوه سود ببشرة بيضاء، أخرجت الحامل والمحمول من دائرة الإنسانية إلى دائرة التوحُّش الإجرامي المشهود.
مناورة سرعان ما اتّضحت نيّاتها على يد راعي الكيان: “حماس تدرك أنها ستموت بعد أن تفقد أوراق ضغطها، وستموت”، قبل أن يعلن من جديد عودة المفاوضات إلى مسارها، عندما أبلغت حماس الوسطاء والعالم عبر خطاب خليل الحية أنه لا معنى لحياة مفاوضات تحت طائل التقتيل والتجويع، بما يعني انسحاب محتمل لحماس من مفاوضات الدوحة.
هذا الوضع، لا يريح الكيان وداعميه في الولايات المتحدة والغرب، لأنهم لا يملكون ورقة أخرى لم يجرّبوها بالحديد والنار والعار، والمكر الغدار، فتسارع هذه الدوائر، إلى محاولة أخرى بائسة ويائسة معا: شيطنة المقاومة إعلاميًّا وعمليًّا عبر الظهور بوجه المتظاهر بالإنسانية، أخيرا، الرؤوف، المتباكي بدموع تماسيح على ضحايا بسبب “تعنّت حماس”.
مسرحية واحدة بإخراج متغيِّر ومشاهد متجددة لا تخفي النيّات ولا الغايات.
أعمال وممارسات وحشية، يندى لها ضمير قرن الـ21، الذي سيرسم التاريخ يوما أن المحرقة النازية تبدو أقلَّ شأنا من نازية ضحايا النازية أنفسهم، وهذا بشهادة شهود من أهلها، ممن لم تتمكّن الفظائع من جعلهم يبتلعون ألسنتهم.
الشروق الجزائرية