العازف الأمريكي الشهير هيربي هانكوك يرى من طنجة أن "تجربة الجاز الجماعية" تعزز "الوحدة" و"التنوع"
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
رأى عازف البيانو الأمريكي الشهير هيربي هانكوك في مقابلة مع وكالة فرانس برس في المغرب حيث شارك في أنشطة اليوم العالمي للجاز، أن هذه الموسيقى التي يعد أحد أبرز وجوهها، تشكل حلقة وصل قادرة على تعزيز « الوحدة » و »التنوع ».
وشارك هانكوك الثلاثاء في حفلة أقيمت في مدينة طنجة التي اختارتها المنظمة الدولية لاحتضان اليوم العالمي للجاز، إلى جانب عدد من أبرز نجوم هذه الموسيقى، بينهم عازف غيتار الباص ماركوس ميلر والمغنية دي دي بريدجووتر اللذان أبهرا الحضور بأدائهما المشترك.
ولاحظ هانكوك في مقابلته مع وكالة فرانس برس أن « العزف ضمن مجموعة ينطوي على تعبير عن تجارب حياة مجموعة من الأشخاص وتوحيد لها. وهذه التجربة الجماعية، هذا النوع من الوحدة، جزء لا يتجزأ من هوية موسيقى الجاز ».
وأضاف الفنان الذي سبق أن فاز بـ14 جائزة « غرامي » خلال مسيرته « عندما يأتي الناس للاستماع إلى الموسيقى، يمكنهم أن يشعروا بالبهجة التي تنبع منا. هذه التجربة التي يتشاركها الموسيقيون، يشعر بها الجمهور أيضا، ولهذا السبب يملأون الصالات، لأنهم يريدون أن يشعروا بهذه التجربة ».
وتابع قائلا: « هذا يعني أننا نستطيع أن نعطي المثال عما يجب أن نكون، وأين يجب أن نكون، والموسيقى تخبر بذلك ».
وكان هيربي هانكوك، وهو سفير اليونسكو للنوايا الحسنة، وراء استحداث اليوم العالمي لموسيقى الجاز الذي أطلق عام 2011.
واعتبر الفنان البالغ 84 عاما، مؤلف الألبوم الشهير « هيد هانترز » Head Hunters، أن موسيقى الجاز « تعمل بطريقة تتيح للناس التعرف على التنوع وتعزيزه ».
وحضر على مسرح قصر الفنون والثقافة بطنجة أيضا فنانون من تشيلي والكاميرون والبرازيل واليابان، بالإضافة إلى « معلم » موسيقى كناوة المغربي عبد الله الكورد الذي استهل الحفلة.
وهذا النوع الموسيقي الصوفي الذي يحظى بشعبية كبيرة في المغرب، وتعود جذوره إلى العبيد المرحلين من غرب إفريقيا، أدرجته اليونسكو عام 2019 في قائمتها للتراث غير المادي.
وطبعت إقامة عازف البيانو الأمريكي الشهير راندي ويستون بين 1967 و1972 في طنجة تاريخ هذه الموسيقى والمدينة الساحلية التي احتضنت خلال القرن العشرين عددا من كبار فناني الجاز.
ونشأ تعاون وصداقة بين ويستون والكورد، وتمكن الفنان الأمريكي الذي توفي عام 2018 ويعد شخصية تاريخية في عالم الجاز من إقامة جسور بين هذه الموسيقى وكناوة.
وقال هانكوك الذي اكتشف موسيقى كناوة بنفسه خلال زيارة سابقة للمغرب عام 2015: « لقد أحضر ويستون (إلى الولايات المتحدة) ما ساعد في تطويره هنا في طنجة وفي مدن مغربية أخرى ». وأضاف « الجميع أعجب بنكهة هذا المناخ، وبالناس هنا ».
ولاحظ أن لإيقاع القراقب (نوع من الصناجات) « تأثيرأ سحريا على كيان » المستمع إلى هذه الموسيقى.
وبعد نحو عشر سنوات، لا يزال التأثير كما كان. وفي طنجة التي أصبحت أول مدينة في إفريقيا تحتضن الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز، شارك هانكوك حصة موسيقية مع « المعلم » عبد الله الكورد، كانت « عميقة جدا إلى درجة » أن عيني الفنان الأمريكي « دمعتا »، على قول مؤلف موسيقى « روكت » Rockit عام 1983.
وردا على سؤال عما إذا لديه مشروع إبداعي جديد قريبا مستوحى من موسيقى كناوة، أجاب عازف البيانو « لا أحد يدري! ».
كلمات دلالية المتحدة المغرب الولايات موسيقىالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المتحدة المغرب الولايات موسيقى هذه الموسیقى موسیقى الجاز
إقرأ أيضاً:
إطلاق التحالف العالمي للتنوع البيولوجي بقمة غويانا
اختُتمت -أمس الجمعة- أعمال القمة الافتتاحية للتحالف العالمي للتنوع البيولوجي في جورج تاون عاصمة جمهورية غويانا التعاونية بإطلاق التحالف رسميا، واعتماد إعلان جورج تاون، ووضع خريطة طريق لحماية التنوع البيولوجي والحفاظ عليه، وتسريع العمل الإيجابي تجاه الطبيعة.
وكانت جمهورية غويانا، وجمهورية الدومينيكان، وبربادوس، وسانت فينسنت وجزر غرينادين، والإكوادور من أوائل الدول الموقعة على التحالف العالمي للتنوع البيولوجي. وهو ما يمثّل بداية حركة عالمية ودعوةً للدول والمؤسسات للعمل معًا لحماية النظم البيئية التي تدعم الحياة على الأرض، حسب الخبراء.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4خلافات التمويل تسيطر على انطلاق مؤتمر التنوع البيولوجي بروماlist 2 of 4مآذن المساجد في السنغال تجسد تنوع العمارة الإسلاميةlist 3 of 4التنوع البيولوجي بين مخاطر التغير المناخي والأنشطة البشريةlist 4 of 4كيف يؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟end of listوشاركت في القمة، التي دعت إليها حكومة جمهورية غويانا التعاونية برعاية الرئيس محمد عرفان علي، أكثر من 140 دولة ومنظمة، شملت حكومات وقادة من السكان الأصليين وعلماء ومؤسسات مالية ومنظمات غير حكومية وشبابا وجهات فاعلة في القطاع الخاص، من جميع أنحاء العالم.
ويؤكد الخبراء أن القمة شكلت نقطة تحول في التعاون الدولي بشأن التنوع البيولوجي. وقد أتاح إطلاق التحالف العالمي للتنوع البيولوجي منصة تطوعية شاملة لتعزيز التنفيذ المشترك، والتمويل القابل للتوسع، وتبادل المعرفة لحماية النظم البيئية واستعادتها.
خريطة طريق
وفي كلمته الختامية، قال الرئيس محمد عرفان علي -الذي عُيّن رئيسا للتحالف العالمي للتنوع البيولوجي- "لنتذكر هذه القمة ليس فقط كملتقى للأفكار، بل كبداية للتنفيذ. بفضل الرؤية والعلم والوحدة، نسير الآن على درب الالتزام نحو العمل الملموس".
كما أكد السفير أندريه كوريا دو لاغو، رئيس مؤتمر الأطراف الـ30 الذي سيعقد في أبيليم بالبرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في كلمته على الدور المحوري للتنوع البيولوجي في مفاوضات المناخ، وحثّ على تعزيز التوافق مع مؤتمر الأطراف الـ30 المقبل.
إعلانوأشار كوريا دو لاغو إلى أن "أزمة التنوع البيولوجي تتطلب أكثر من مجرد مشاركة الحكومات المركزية، إذ تتطلب إشراك المجتمع ككل، بما في ذلك المجتمع المدني والحكومات المحلية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، في هذه المعركة".
وفي ختام القمة، كشف التحالف العالمي للتنوع البيولوجي عن خريطة طريق شاملة تتمحور حول 5 ركائز إستراتيجية للعمل البيئي والمناخي تشمل:
– تحقيق الهدف العالمي 30×30، أي حماية 30% من الأراضي والبحار بحلول عام 2030.
– دمج التنوع البيولوجي في التخطيط التنموي الوطني والمؤسساتي.
– إطلاق العنان للتمويل المبتكر، بما في ذلك ائتمانات التنوع البيولوجي، والسندات الخضراء، ومقايضات الديون مقابل الطبيعة.
– تمكين الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية من خلال الاعتراف والحوكمة والتمويل.
– بناء أنظمة قوية للرصد والمساءلة وسيادة البيانات، بما في ذلك إنشاء مؤشر القوة الإجمالية للتنوع البيولوجي.
ويتمثل الهدف الأساسي للتحالف في تنسيق إجراءات الحكومات والمنظمات غير الحكومية والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لتحقيق أهداف الحفاظ على التنوع البيولوجي على مختلف المستويات.
وكانت القمة قد تضمنت، على مدى 3 أيام، ندوات وورشات عمل ونقاشات مفتوحة مختلفة حول العمل المناخي العالمي وأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي،
حيث تم التركيز على تحديد السياق العالمي للتنوع البيولوجي، وتعزيز الإرادة الدولية والتعاون العالمي، وكذلك على الحلول والإجراءات الإقليمية، بما فيها الأدوات التقنية والآليات المالية والحلول المجتمعية.
كما تناولت القمة كيفية مساهمة الشراكات، لا سيما في بلدان الجنوب العالمي، في تسريع جهود الحفاظ على البيئة، وتمويل التنوع البيولوجي وكيفية توسيع نطاق الحفاظ على البيئة من خلال أدوات تمويل مبتكرة، مثل ائتمانات التنوع البيولوجي، والسندات الخضراء، ومقايضات الديون بالطبيعة، واعتبار التنوع البيولوجي كمحرك للتحول الاقتصادي الحيوي.
يذكر أن غويانا الواقعة في أميركا الجنوبية والتي تحدها فنزويلا من الغرب والبرازيل من الجنوب، وسورينام من الشرق، وتطل على المحيط الأطلسي من الشمال تتميز بمسارها الجاد في الحفاظ على الطبيعة البكر، ولذلك أطلقت عام 2009 إستراتيجيتها الرائدة للتنمية منخفضة الكربون، التي رآها الخبراء إعادة نظر جذرية في كيفية تعامل دولة نامية مع النمو الاقتصادي.
وتضم الدولة، التي تبلغ مساحتها نحو 215 ألف كيلومتر مربع، وتضم 835 ألف نسمة من متعددي الأعراق والديانات والثقافات وتحتضن جزءا من غابات الأمازون المطيرة بمستويات مدهشة من التنوع البيولوجي، وتغطي الغابات نحو 85% من مساحة أراضيها، ويُقدر عدد أنواع النباتات فيها بنحو 8 آلاف نوع.
وتشتهر البلاد بالغابات المطيرة، التي تضم الشلالات، والجبال، والسافانا. كما يوجد بها بعض أطول الأنهار وأعلى الشلالات في العالم، وأشهرها شلالات "كايتور" التي تتدفق منها نحو 660 مترا مكعبا من المياه كل ثانية على منحدر يبلغ ارتفاعه 226 مترا، مما يجعلها من أقوى وأكبر الشلالات أحادية القطر في العالم.
إعلانوتعرف غويانا أيضا باسم "أرض المياه الكثيرة"، في إشارة إلى شبكة من الممرات المائية والخلجان والأنهار التي تغطي معظم أنحاء البلاد، بما فيها نهر "إسيكويبو"، أحد أكبر الأنهار في أميركا الجنوبية، إلى جانب أكبر الغابات المطيرة الاستوائية البكر في أميركا الجنوبية.