فالجيش السوداني المدعوم أيضاً من أوكرانيا، بات يحظى بدعم الدولتين المتحاربتين، روسيا وأوكرانيا، في تناقض مصالح مدهش.

وزار بوغدانوف بورتسودان ليومين متتاليين، التقى خلالهما معظم المسؤولين السودانيين، بمن فيهم رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، ونائبيه في الجيش، الفريق شمس الدين كباشي والمجلس السيادي، مالك عقار، ووزير الخارجية، فضلاً عن شخصيات اجتماعية وبعثات دبلوماسية عربية، حيث دارت مباحثاته معهم حول العلاقات بين البلدين في ظل الحرب.

اعتراف بشرعية «مجلس السيادة» واقتصرت تصريحات بوغدانوف على القول إن بلاده «تعترف» بشرعية مجلس السيادة وتدعم الحكومة، وإن زيارته جاءت «للتعبير عن الموقف الرافض للتدخلات الأجنبية وتحكم القوى الغربية بمصائر الشعوب».

ونقلت عنه وزارة الخارجية السودانية تعهده للبرهان بأن تكون لزيارته «ما بعدها»، ومساندة موسكو للسودان في المحافل الدولية، وتطوير الشراكة السودانية الروسية إلى شراكة استراتيجية.

الخارجية الروسية أكدت من جانبها، أن موسكو تولي اهتماماً كبيراً لتطوير العلاقات مع السودان في كل المجالات، وشددت على ضرورة التوصل إلى تسوية للأزمة العسكرية عبر الحوار بين السودانيين، ومن دون تدخل خارجي.

ورأت وسائل إعلام أن زيارة نائب الوزير الروسي إلى بورتسودان واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين السودانيين هدفت إلى إعادة ترتيب العلاقات التي شابها نوع من الغموض على خلفية تقارير حول الدعم الروسي لأحد طرفي الصراع القائم في السودان، وكذلك ما يتعلق بالدور الذي قامت به مجموعات «فاغنر» في هذا البلد.

ونقلت وسائل إعلام تفاصيل حول مجريات الزيارة، ورأى معلقون أن زيارة بوغدانوف عكست محاولة لاستعادة النفوذ الروسي في السودان من خلال عرض المزيد من التعاون مع السلطات الشرعية.

ووفقاً لتحليلات، فقد عكست تصريحات بوغدانوف، مسعى من جانب موسكو لتبديد الالتباس في العلاقة مع السودان، على خلفية تقارير حول تقديم موسكو دعماً عسكرياً إلى قوات الدعم السريع، الذي زار موسكو في وقت سابق.

كما أشارت تقارير، إلى أن نشاط مجموعة «فاغنر» في السودان، وخصوصاً في قطاع تعدين الذهب كان عنصر توتر في وقت سابق. يشار إلى أن هناك حالة من عدم اليقين إزاء مواقف روسيا في السودان، بسبب علاقاتها مع قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، الذي زار موسكو عشية الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

ومعروف بشكل واسع أن مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، تدعم «قوات الدعم السريع»، ومتورطة في تعدين الذهب بشكل غير قانوني في السودان، حسب تصريحات لدبلوماسيين غربيين في الخرطوم.

وقالت «فاغنر» العام الماضي إنها لم تعد تعمل في السودان. وبدأت روسيا تسليم وقود الديزل إلى السودان هذا الشهر، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن. سر الغزل الروسي وكانت موسكو قد أبدت اهتماماً بقاعدة بحرية على ساحل السودان على البحر الأحمر.

ورست سفن حربية روسية في بورتسودان في فبراير (شباط) 2021، وشرعت الفرقاطة الروسية «أدميرال غريغورفيتش» في إنزال معدات لإقامة منشأة عسكرية في قاعدة «فلامنغو» البحرية السودانية شمال بورتسودان، كما رست المدمرة الأميركية «يو إس إس ونستون تشرشل»، في بورتسودان في توقيت قريب من وصول الفرقاطة الروسية.

ونتيجة للتوتر الذي صاحب عملية «فلامنغو»، أبلغت الحكومة السودانية قائد القوة الروسية أنها علقت الاتفاق الذي تم في عام 2017 بين الرئيس السابق عمر البشير، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن القاعدة العسكرية، لحين مصادقة البرلمان المنتخب عليها، فانسحبت القوة الروسية، لكن موسكو ما تزال متمسكة بالاتفاقية من جهتها.

وفي مواصلة «الغزل الروسي»، أعلن بوغدانوف دعمه للجيش السوداني، في الوقت الذي تدعم فيه مجموعة «فاغنر» الروسية قوات «الدعم السريع» قبل مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن قوات خاصة أوكرانية تقاتل مع الجيش ضد «الدعم السريع»، استجابة لطلب وجههه البرهان إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي لمساعدته في حربه مع «الدعم السريع».

وذكرت الصحيفة أن الدافع الفعلي لقتال القوات الأوكرانية إلى جانب الجيش، هو استهداف مصالح روسيا في السودان، لذلك أرسلت 100 من قواتها الخاصة لاستهداف «فاغنر» في الخرطوم، شاركت في القتال وساعدت على إخراج البرهان من حصار فرضته «قوات الدعم السريع» على القيادة العامة، كما ساهمت لاحقاً في استرداد مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون في أم درمان

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

روسيا تقطع إمدادات الذخيرة عن قوات كييف في فولشانسك بعد تحريرها ستاريتسا

صرح عضو مجلس الدوما فيكتور فودولاتسكي، بأن تحرير بلدة ستاريتسا بمقاطعة خاركوف مكن روسيا من قطع إمدادات الذخيرة والاحتياطيات بالكامل عن القوات الأوكرانية في مدينة فولشانسك.

وقال فودولاتسكي في تصريح لوكالة "تاس": " تحرير ستاريتسا له أهمية عسكرية تكتيكية كبيرة، لأننا نقطع تماما إمدادات الاحتياطيات والذخيرة عن الجزء (الذي مازال تحت سيطرة قوات كييف) من فولشانسك، ونغلق الطرق من الشمال".

إقرأ المزيد رئيس إدارة مقاطعة خاركوف: الجيش الروسي يساعد في إجلاء المدنيين إلى روسيا

وأضاف: "والأهم من ذلك أننا نعمل على تطوير هجوم ضد تلك المناطق التي يتم منها قصف مقاطعة بيلغورود"، مؤكدا أن تحرير ستاريتسا سيجعل من الممكن "تقليل مشكلة القصف على مقاطعة بيلغورود إلى الحد الأقصى ومن ثم القضاء عليها" نهائيا.

ولفت فودولاتسكي إلى أن المدنيين الذين يعيشون في مقاطعة خاركوف "ينتظرون الجيش الروسي" من أجل "تحريرهم من النازيين" بأسرع وقت.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت أن قواتها حررت بلدة ستاريتسا في مقاطعة خاركوف، لتضاف إلى 12 بلدة تم تحريرها في المنطقة خلال الأسبوع الماضي.

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا توجد خطط حالية لتحرير مدينة خاركوف، وعملية القوات الروسية هناك هي بذنب السلطات الأوكرانية ردا على قصف مناطق روسية.

وربط بوتين عملية القوات الروسية في محور خاركوف بإنشاء منطقة عازلة ردا على قصف القوات الأوكرانية لمناطق داخل الأراضي الروسية، مؤكدا على تحقيق القوات الروسية نجاحات يومية على هذه الجبهة.

المصدر: تاس+RT

مقالات مشابهة

  • تطورات خطيرة في الفاشر السودانية.. الأمم المتحدة تحذر والدعم السريع تفتح مناطق للخروج
  • الحكومة توضح حول إستمرار بيع ذهب السودان إلى الإمارات رغم اتهامها بدعم قوات الدعم السريع
  • أشباح «الإبادة العرقية» تشعل قلقا عالميا: لماذا يخشى العالم توسع الحرب في السودان إلى مدينة الفاشر؟
  • روسيا تقطع إمدادات الذخيرة عن قوات كييف في فولشانسك بعد تحريرها ستاريتسا
  • قوات الدعم السريع تؤكد استعدادها لفتح مسارات آمنة لسكان الفاشر
  • قوات الدعم السريع تعلن عن فتح ممرات امنة وتوفير الحماية للمواطنين
  • الدعم السريع: مستعدون لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من الفاشر
  • المضادات الجوية للجيش تصد مسيرتين جنوب البلاد
  • جمعية الصداقة الايطالية العربية تنظم ندوة لدعم السلام في السودان
  • السفير السوداني لدى موسكو لـRT: روسيا سيكون لها دور في إعادة إعمار السودان