كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد مرات الطواف والشك من عادته
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم الشك في عدد مرات الطواف لمن عادته الشك؟ فقد حجَّ رجلٌ، وهو دائم الشك، وأثناء طوافه بالبيت الحرام شَكَّ في عدد ما أدَّى مِن أشواط الطواف هل طاف ثلاثًا أو أربعًا، فماذا عليه أن يفعل لتكملة أشواط الطواف سبعًا؟".
لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: أنه إذا شَكَّ الطائفُ ببيت الله الحرام في عدد الأشواط التي أدَّاها مِن هذا الطواف، وكان الشَّكُّ مِن عادته وملازمًا له لمرضٍ أو نحوه، فإنه يَبني على الأكثر، بحيث لو شَكَّ هل طاف ثلاثًا أو أربعًا؟ اعتمد الأربعة، وطاف عليها ثلاثة أشواط تكملة للسبعة، أو يَعتَمِد على إخبار غيره له بالعدد الذي رأى أنه قد أدَّاه مِن الأشواط ولو كان شخصًا واحدًا ثِقَةً، ولا يختصُّ هذا الحُكم بطوافٍ دون طوافٍ، بل هو في أيِّ طوافٍ يؤدِّيه، سواء كان طوافًا واجبًا أو تطوُّعًا.
الطواف موضوعٌ لغةً لمعنًى معلوم لا شبهة فيه؛ وهو: الدوران حول البيت؛ كما قال شمس الأئمة السرخسي في "الأصول" (1/ 138، ط. دار المعرفة).
وهو عبادةٌ مِن أَهَمِّ العبادات وأعظَمِها، وقربةٌ مِن أفضل القربات وأرفَعِها، وركنٌ في الحج والعُمرة فلا يَصِحَّان إلا به، وهو أكثر المناسك عملًا فيهما، وشعيرةٌ يثاب عليها المسلم في جميع حالاته، سواء فعلها على سبيل الوجوب والفرضية، أو على جهة الندب والتطوُّع.
وقد شُرِعَ الطواف بعموم قول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا» أخرجه الشيخان.
ويبتدئ الحاجُّ طوافَه مِن الركن الذي فيه الحَجَر الأسود، فيستقبله، ويستلمه، ويُقَبِّله -إن لم يُؤْذِ الناسَ بالمزاحمة-، ويحاذي بجميع بَدَنه الحَجَر، ثم يبتدئ طوافَه جاعِلًا يَسَارَه إلى جهة البيت، فيدور بالبيت حتى ينتهي إلى ركن الحَجَر الأسود، وهو المكان الذي بدأ منه طوافَه، فيَتِم له بذلك شَوْطٌ واحدٌ، ثم يكرِّر فِعل ذلك حتى يتمم سبعة أشواط.
كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد مرات الطواف والشك من عادته
لَمَّا كان الإنسانُ مُعَرَّضًا للسهو والنسيان أو الخطأ، سواء في عدد أشواط الطواف أو في غير ذلك، فقد أجمع الفقهاء على أنه إذا نسي الطائفُ أو أخطأ في عَدِّ الأشواط أو شَكَّ في العدد الذي أدَّاه منها، وذلك على غير عادةٍ منه، بمعنى أن الشَّكَّ غيرُ ملازِمٍ له ولكن عَرَض له مِن غير أن يكون مصابًا بالوسواس المَرَضِيِّ، وكان شَكُّهُ هذا في أثناء الطواف، فإن عليه في هذه الحالة أن يبني على اليقين وهو الأقل، فلو شكَّ هل طاف ثلاثًا أو أربعًا؟ اعتَبَر الثلاثة، وأكمل عليها أربعة أشواط تمامًا للسبعة، وهكذا. ينظر: "الإشراف" (3/ 281، ط. مكتبة مكة الثقافية) و"الإجماع" (ص: 55، ط. دار المسلم) كلاهما للإمام ابن المُنْذِر، و"الإقناع في مسائل الإجماع" للعلامة ابن القَطَّان (1/ 268، ط. الفاروق الحديثة).
أما إذا كان الطائفُ دائمَ الشَّكِّ -كما هي مسألتنا-، وهو ما يُعرَف بـ"المُسْتَنْكَح" عند فقهاء المالكية، ويختلف عن غيره بأنه يَدخُلُه الشَّكُّ كثيرًا، وذلك بأنْ يَطْرَأَ له مع كلِّ وضوءٍ أو عند كلِّ صلاةٍ، أو يَطْرَأ له ذلك الشَّكُّ في اليوم مرةً أو مرتين؛ كما في "مواهب الجليل" لشمس الدين الحَطَّاب (2/ 20، ط. دار الفكر)، فالمختار للفتوى: أنه يبني على الأكثر، فلو شَكَّ هل طاف ثلاثًا أو أربعًا؟ اعتَبَر الأربعة، وبَنَى عليها ثلاثة أشواط تمامًا للسبعة، أو يَعْتَدُّ بإخبار غيره له بعدد الأشواط الذي رآه قد أدَّاها ولو كان شخصًا واحدًا موثوقًا به، ولا يختصُّ هذا الحُكم بطوافٍ واجبٍ أو غيرِه، وهو مذهب المالكية.
قال العلامة الخَرَشِي في "شرح مختصر خليل" (2/ 316، ط. دار الفكر): [(ص) وعلى الأقل إنْ شَكَّ (ش) معطوفٌ على المعنى، أي: يبني على ما طاف قبل رُعَافِهِ أو عِلْمِهِ بالنجاسة، وعلى الأقل أي: المحقق إنْ شَكَّ في عدد الأشواط ما لم يكن مُسْتَنْكَحًا، وإلا بَنَى على الأكثر، ويعمل بإخبار غيره ولو واحدًا] اهـ.
وقال العلامة العدوي في "حاشيته على كفاية الطالب الرباني" (1/ 531، ط. دار الفكر): [(قوله: إذا شَكَّ في الطواف بَنَى على الأقل) ما لم يكن مُسْتَنْكَحًا، وإلا بَنَى على الأكثر، ويعمل بإخبار غيره ولو واحدًا حيث كان عدلًا] اهـ.
وقال العلامة أبو البَرَكَات الدَّرْدِير في "الشرح الكبير" (2/ 33، دار الفكر): [(و) بَنَى (على الأقل إنْ شَكَّ) في عدد الأشواط إن لم يكن مُسْتَنْكَحًا، وإلا بَنَى على الأكثر، ويعمل بإخبار غيره ولو واحدًا] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على الأکثر على الأقل د الأشواط دار الفکر ب ن ى على طواف ه فی عدد واحد ا
إقرأ أيضاً:
كيفية التقديم لكلية الشرطة 2025
أعلنت أكاديمية الشرطة عن فتح باب التقديم للالتحاق بكلية الشرطة للعام الدراسي 2025/2026، وذلك في إطار خطة وزارة الداخلية لتطوير الكوادر الأمنية وتأهيل أجيال جديدة من الضباط، بما يواكب التحديات الأمنية الحديثة.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع إعلان نتيجة الثانوية العامة، وسط إقبال واسع من الطلاب وأولياء الأمور على معرفة الشروط والإجراءات المطلوبة.
حددت أكاديمية الشرطة عددا من الشروط الواجب توافرها في المتقدمين للالتحاق بها، والتي تشمل:
أن يكون المتقدم مصري الجنسية، من أبوين مصريين غير حاصلين على الجنسية بالتجنس.
حسن السير والسلوك وألا يكون سبق الحكم عليه في جناية أو جنحة مخلة بالشرف.
ألا يكون مفصولا من وظيفة حكومية بقرار تأديبي أو حكم نهائي.
ألا يكون متزوجا أثناء فترة الدراسة بالأكاديمية.
ألا يكون المتقدم أو أحد أقاربه حتى الدرجة الرابعة مدرجا على قوائم الإرهاب.
أن يكون مستوفيا لشروط اللياقة الصحية والبدنية.
يتعين على المتقدمين اجتياز سلسلة من الاختبارات الدقيقة، على النحو التالي:
اختبار القدرات: اختبار تحريري لقياس الثقافة العامة، ويرفض من يرسب دون إعادة.
اختبارات المقاس والقوام: قياس الطول والتأكد من تناسبه مع الوزن، مع السماح بإعادة واحدة في القوام فقط.
الكشف الطبي: يجري أمام لجنة متخصصة مع إمكانية الإعادة مرة واحدة فقط.
الكشف النفسي: قياسات نفسية ولا يسمح بالإعادة حال الرسوب.
الاختبار الرياضي: تمرينات بدنية متنوعة مع إتاحة إعادة واحدة.
اختبار السمات: لقياس السمات الشخصية والقدرات العقلية ولا يسمح بالإعادة.
الكشف الطبي المتقدم واختبار الهيئة: التقييم النهائي لاختيار الأنسب من حيث الجاهزية واللياقة.
يحصل الطلاب المقبولون في الكلية على باقة من المزايا تشمل:
رعاية صحية شاملة للضباط وأسرهم داخل مستشفيات الشرطة.
رعاية رياضية واجتماعية من خلال نوادي الشرطة وخدمات المصايف والرحلات.
فرص الحج والعمرة والدراسات العليا والبعثات الخارجية.
دعم أكاديمي وتدريبي متكامل داخل الأكاديمية وخارجها.
في إطار التيسير على المتقدمين، وجه وزير الداخلية اللواء محمود توفيق بتقديم مجموعة من التسهيلات، من أبرزها:
توفير كتيب إرشادي يتضمن الخطوات التفصيلية للتقديم، يسلم مع الملف.
إعلان نتائج ومواعيد الاختبارات إلكترونيا لتقليل مشقة السفر.
تجهيز منافذ خدمية داخل الأكاديمية لاستخراج المستندات المطلوبة مثل القيد العائلي وصحيفة الحالة الجنائية.
تسعى كلية الشرطة إلى إعداد ضباط مؤهلين علميا وبدنيا وفقا لأعلى معايير الجودة، من خلال:
تحديث المناهج الدراسية وإدخال موضوعات حقوق الإنسان ضمن المقررات.
إشراك القيادات الأمنية في العملية التدريبية لتعزيز الجوانب العملية.
دعم الدراسات العليا وتشجيع التخصص الأكاديمي في مجالات الأمن المختلفة.
تفعيل نظم تقييم مستمرة لاختيار أفضل العناصر خلال مراحل التقديم والدراسة.
تواصل الأكاديمية جهودها لتطوير البيئة التعليمية والتدريبية من خلال:
تعزيز الانضباط العسكري وتنمية المهارات البدنية والذهنية.
دعم الابتكار والإبداع من خلال أنشطة ثقافية وفنية للطلاب.
تأهيل أعضاء هيئة التدريس وتطوير المناهج بما يتماشى مع متطلبات الواقع الأمني المعاصر.