الجيش الأمريكي: نفذنا غارة جوية في سوريا مايو الماضي قتـ لت مدنيا
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
يعتبر اعتراف الجيش الأمريكي مؤخرًا بأن غارة جوية في مايو 2023 في شمال غرب سوريا قتلت مدنيًا، وليس قائدًا كبيرًا في تنظيم القاعدة كما ادعى في الأصل، يسلط الضوء على تعقيدات وتحديات الحرب الحديثة.
وفقا لسي بي سي، في بيان صدر بعد عام تقريبًا من الحادث، كشفت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) عن نتائج تحقيقاتها، والتي حددت هوية ضحية الغارة على أنها مدني لطفي حسن مسطو.
وبينما أقر التحقيق بمجالات التحسين، إلا أنه لم يصل إلى حد التوصية بأي إجراءات لمحاسبة الضحايا المدنيين، مؤكدا أن الغارة تمتثل لقانون النزاع المسلح. ويثير هذا القرار تساؤلات حول معايير تقييم الضرر الذي يلحق بالمدنيين في العمليات العسكرية وآليات المساءلة المعمول بها.
ويسلط الخطأ الأولي في تحديد الهدف الضوء على التحديات التي تواجهها القوات العسكرية العاملة في بيئات معقدة وديناميكية مثل سوريا. كما يؤكد على أهمية المعلومات الاستخبارية الدقيقة وإجراءات الاستهداف الصارمة لتقليل مخاطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
ويأتي هذا الحادث في أعقاب التدقيق المتزايد في العمليات العسكرية الأمريكية في أعقاب التقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين في سوريا والعراق وأفغانستان. إن إصدار وزير الدفاع لخطة العمل للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين والاستجابة لها يعكس الاعتراف بالحاجة إلى معالجة الخسائر في صفوف المدنيين وتخفيف تأثيرها على المجتمعات المتضررة.
للمضي قدمًا، التزمت القيادة المركزية الأمريكية بدمج الدروس المستفادة من هذا التحقيق في عملياتها وتعزيز جهودها للحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين. ومع ذلك، فإن هذا الحادث بمثابة تذكير واقعي بالتكلفة البشرية للصراع المسلح وضرورة إعطاء الأولوية لحماية المدنيين في العمليات العسكرية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
رغم هدنة ترامب.. تايلاند تعلن استمرار العمليات العسكرية ضد كمبوديا
تعهد رئيس وزراء تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، اليوم السبت، بمواصلة العمليات العسكرية ضد كمبوديا، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين البلدين في وقت سابق.
وقال أنوتين تشارنفيراكول في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “ستواصل تايلاند تنفيذ العمليات العسكرية حتى نشعر بأن أرضنا وشعبنا لن يتعرضا لمزيد من الأذى والتهديدات”.
في المقابل، اتهمت كمبوديا اليوم الجيش التايلاندي بمواصلة القصف على أراضيها بعد ساعات من إعلان ترامب موافقة الدولتين على وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أن الطائرات التايلاندية من طراز أف-16 أسقطت سبع قنابل على عدد من الأهداف في 13 ديسمبر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن يوم الجمعة، عبر منشور على منصة “تروث سوشيال”، أنه أجرى محادثة مع رئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول ورئيس وزراء كمبوديا هون مانيت بشأن استئناف الحرب الطويلة الأمد بينهما، مؤكدًا أن الطرفين اتفقا على التوقف عن إطلاق النار اعتبارًا من مساء يوم الجمعة والعودة إلى اتفاق السلام الأصلي بمشاركته ومشاركة رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم.
وأوضح ترامب أن البلدين مستعدان للسلام ومواصلة التجارة مع الولايات المتحدة، مشيدًا بالدور الذي لعبه أنور إبراهيم في التوصل إلى الاتفاق.
ويذكر أن الولايات المتحدة والصين وماليزيا، بصفتها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، قد توسطت في وقف إطلاق النار في يوليو بعد موجة عنف أولية استمرت خمسة أيام، فيما دعمت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب في أكتوبر إعلانًا مشتركًا جديدًا بين تايلاند وكمبوديا، وأشاد بالصفقات التجارية الجديدة بعد موافقة الطرفين على تمديد الهدنة.
لكن تايلاند علقت الاتفاق في الشهر التالي بعد إصابة جنودها بألغام أرضية على الحدود، فيما يتهم كل طرف الآخر بإعادة إشعال النزاع.
وتأتي الاشتباكات الأخيرة بين الجارين نتيجة نزاع طويل حول ترسيم الحدود التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، بطول 800 كيلومتر، وأسفرت عن تهجير نحو نصف مليون شخص من كلا الجانبين، ما يزيد من تعقيد الحلول السلمية ويشكل تهديدًا لأمن واستقرار المنطقة.
ويشهد نزاع تايلاند وكمبوديا حول الحدود تصعيدًا متكررًا منذ عقود، إذ تعود جذوره إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية، بينما حاولت عدة وساطات دولية تجنب تجدد النزاع. وتأتي هذه الأزمة في وقت حساس على صعيد التجارة الإقليمية والأمن في جنوب شرق آسيا، حيث يلعب التدخل الأمريكي دورًا رئيسيًا في محاولة تهدئة التوترات، بينما يبرز استعداد تايلاند العسكري لمواجهة التهديدات كعامل معقد يؤثر على مسار السلام والاستقرار في المنطقة.