هل تنقذ البذور المقاومة للجفاف الزراعة في المغرب من التدهور؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
يشير عالم الزراعة وولتاو تاديسي ديغو باعتزاز إلى "سنابل قمح جملية" تغطي حقلا لاختبار بذور مقاومة للجفاف في المغرب تمثل أملا في مستقبل أفضل لبلد يعاني جفافا منتظما ويتعرض لتداعيات التغير المناخي.
يمتد هذا الحقل على مساحة 120 هكتارا في قرية مرشوش الصغيرة، على بعد حوالى 70 كيلومترا جنوب شرق الرباط. وهو تابع منذ العام 2013 للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، الذي يعنى بتطوير بذور لا سيما على صعيد الحبوب، قادرة على التكيف مع المخاطر المناخية.
لكن بساتين القمح والشعير الخضراء بسنابلها الناضجة ترسم صورة مناقضة لواقع الموسم الزراعي الحالي المهدد بجفاف حاد للعام السادس تواليا. وهو ما ينذر بمحصول ضعيف من الحبوب، علما أنها تشكل أساس الغذاء والواردات الزراعية للمغرب.
فقد تراجعت المساحة المزروعة بالحبوب من حوالى 3,7 ملايين هكتار العام الماضي إلى 2,5 مليون هكتار هذا العام بسبب الجفاف، وفقا للمصرف المركزي (بنك المغرب). ويتوقع أن يؤدي شح الأمطار إلى تراجع محصول الحبوب إلى 25 مليون قنطار فقط، في مقابل 55,1 مليونا العام الماضي، بحسب المصدر نفسه.
في ظل هذا الوضع، يشير العالم الإثيوبي تاديسي ديغو لوكالة فرانس برس إلى"الفرق الواضح في الجودة بين حقلنا وباقي الحقول، من البديهي أن استعمال بذور مقاومة على نطاق واسع بسرعة بات ضروريا". ويدير هذا العالم برنامج تطوير القمح اللين في مركز إيكاردا الذي له ستة مختبرات وبنك لجينات البذور في الرباط.
إنتاجية مرتفعة
ولا تكمن أهمية هذه البذور فقط في قدرتها على النضج من دون مياه غزيرة، ولكن أيضا في إنتاجيتها المرتفعة. فبينما كان مردود القمح العام الماضي بالمغرب يراوح في المتوسط بين طن إلى طنين لكل هكتار، بلغ أربعة أطنان في الهكتار الواحد في قرية مرشوش، وفق تاديسي ديغو.
وسجلت هذه النتيجة على الرغم من أن قرية مرشوش لم تستفد سوى من حوالى 200 ملمتر من الأمطار، أي نصف معدل الأمطار في الظروف العادية، بفضل أنواع مقاومة للجفاف فضلا عن إدارة زراعية فضلى مع اختيار الموعد الأنسب لنثر البذور وكميات متكيفة واللجوء الاستثنائي للري (10 ملم مياه على جزء من ال120 هكتارا).
كذلك، ارتفع محصول الشعير من معدل 1,5 طن إلى طنين في الهكتار بفضل البذور المقاومة للظروف المناخية القاسية، على ما يؤكد الخبير في تطوير زراعة الشعير في منظمة إيكاردا ميغيل سانشيز غارسيا.
تثير هذه الإمكانات الهائلة اهتماما واسعا عبر العالم، في ظل المنحى المتصاعد للتقلبات المناخية، حيث تعمل المنظمة الدولية في 17 بلدا بإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وقد طورت هذه المنظمة أكثر من 300 سلالة واعدة من بذور القمح، جلها في مختبراتها بالمغرب اعتمادا على تلاقح سلالات مختلفة، ويتم توزيعها سنويا لتستعمل في تسعين برنامجا للبذور المقاومة للجفاف عبر العالم، وفق ما أفاد مدير الموارد الجينية في "إيكاردا" أحمد عمري.
تختبر سلالات البذور الواعدة هذه محليا لثلاثة أعوام على الأقل، قبل تسويق الأجود منها. وفي العقد الأخير، حظي أكثر من 70 صنفا من بذور القمح هذه بمصادقة السلطات المختصة في عدة بلدان.
لا تزال غير منتشرة
في المغرب تم ترخيص ستة أصناف جديدة لبذور القمح والشعير العام الماضي، لكنها ليست بعد في متناول المزارعين لغياب منظومة "ناجعة" للتسويق، وفق خبراء الفرع المحلي للمنظمة الدولية. وتعرض الأصناف الجديدة بمجرد الترخيص لها على الشركات المتخصصة في تسويق البذور، لكن عرضها للبيع يستغرق خمس سنوات.
ويقر مسؤول قسم التطوير في المعهد الوطني للبحث الزراعي (رسمي) موحا فراحي بوجود "بطء في منظومة المصادقة على البذور يجب مراجعته" بسرعة. ويأسف أيضا لضعف اهتمام القطاع الخاص إذ تفضل الشركات العاملة في هذا الميدان استيراد "بذور أجنبية لضمان أرباح سريعة رغم أنها غير ملائمة للظروف المناخية للمغرب".
ويشهد المغرب مستوى مرتفعا من استهلاك الحبوب يقدر بحوالى 200 كيلوغرام من القمح للفرد سنويا، أي أكثر بثلاث مرات المعدل العالمي، وفق بيانات رسمية، وسط آمال بتوسيع نطاق استعمال البذور المقاومة للجفاف مع اعتماد المخطط الزراعي الجديد "الجيل الأخضر" (2020-2030).
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: العام الماضی
إقرأ أيضاً:
جراحة نادرة تمتد 15 ساعة تنقذ خمسينيًا من ورم معقّد في القولون بمكة
أنهى فريق طبي متخصص بمدينة الملك عبدالله الطبية معاناة مريض خمسيني كان يعاني من ورم سرطاني معقّد في القولون مصدره الزائدة الدودية وعالي الدرجة، بعد إجراء عملية جراحية دقيقة استمرت 15 ساعة متواصلة، ضمن مسار الرعاية العاجلة أحد مسارات نموذج الرعاية الصحية السعودي.
وأوضحت المدينة الطبية أن المريض كان قد راجع عددًا من مراكز الأورام داخل المملكة وخارجها، وصُنِّف الورم في مراحل سابقة على أنه غير قابل للاستئصال لكثافة انتشاره في أعضاء التجويف البطني والكبد من الدرجة الرابعة، قبل أن تتم مباشرة حالته من قبل فريق طبي متعدد التخصصات، وُضعت له على إثرها خطة علاجية دقيقة بدأت بالعلاج الكيماوي لعدة جلسات، أعقبها التدخل الجراحي المعقد.
أخبار متعلقة قسطرة بنائية معقّدة تنقذ حياة خمسينية من فشل القلب بمكةإنقاذ حياة مقيم خمسيني من سرطان الغدد اللمفاوية المتقدمتقنية القسطرة القلبية تنقذ تسعينية من جراحة عالية الخطورة في مكة المكرمةاستئصال القولون
وبيّنت أن العملية استلزمت استئصالًا كاملًا للقولون وأجزاء من الأمعاء الدقيقة مع إعادة التوصيل، إضافة إلى استئصال الطحال وجزء كبير من البنكرياس ومعظم المعدة، وجزء من المثانة البولية والحجاب الحاجز وجدار البطن العضلي، إلى جانب استئصال الفص الأول من الكبد مع جزء من الوريد الأجوف السفلي أسفله، وكذلك الفصين الثالث والسادس من الكبد، بالإضافة إلى الاستئصال الكامل للغشاء البريتوني، نظرًا لارتفاع معامل كثافة الانتشار الورمي الذي بلغ 39، وهو أعلى رقم لدرجة الانتشار داخل البطن.
وقد أجرى العملية فريق جراحة الأورام بقيادة استشاري جراحة الأورام الدكتور عبدالعزيز الزهراني، وبمشاركة الدكتور سيد عاصم، والدكتور إيهاب السقاف، فيما تولّت التخدير رئيسة القسم الدكتورة سمية مليباري.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جراحة نادرة تمتد 15 ساعة تنقذ خمسينيًا من ورم معقّد في القولون بمكة - واس
وأضافت المدينة أن العملية أعقبها إجراء غمر كامل لتجويف البطن بالعلاج الكيماوي عالي الحرارة باستخدام تقنية الهايبك لمدة ساعة ونصف، تلاه إعادة تكوين الجهاز الهضمي ابتداءً من الجزء المتبقي من المعدة حتى نهاية المستقيم، في واحدة من أدق وأعقد مراحل العملية، نظرًا لارتفاع احتمالية حدوث تسريب بسبب حجم التدخل الجراحي والعلاج الكيماوي قبل وأثناء العملية.
نجاح العملية
وأكدت أن العملية تكللت بالنجاح دون تسجيل أي مضاعفات تُذكر، وغادر المريض المستشفى بعد ثمانية أيام وهو في حالة صحية مستقرة، تمهيدًا لاستكمال الخطة العلاجية بالكيماوي الوريدي وفق البرنامج المعدّ مسبقًا، في ظل الاستئصال الكامل للأورام.
ويُعد هذا الإنجاز امتدادًا لما تتميز به مدينة الملك عبدالله الطبية من ريادة في إجراء هذا النوع من العمليات الدقيقة والمعقدة للمرضى المحالين من داخل المملكة وخارجها، حيث يبرز الفريق الجراحي نتائج هذه العمليات في المؤتمرات العالمية سنويًا، بوصفه أحد أبرز الفرق المتخصصة عالميًا في جراحات الأورام المعقّدة، في تكامل تشغيلي يجمع الجراحة والتخدير والعناية المركزة، بما ينسجم مع مستهدفات التحول الصحي ضمن رؤية المملكة 2030.